فقه العبادات [ كتاب الجنائز] المستوى الخامس

فقه العبــــــادات

كتاب الجنـــــــــــــــــــــائز

مختصر الفقه الإسلامي

موسوعة الفقه الإسلامي

الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري

حفظه الله

☆ ١ ☆

         📓كتـاب الجنـائـز📓

 💎1- البصائر عند حصول المصائب💎

📮 فقه المصائب:

🔘المقصود من خلق النار والمصائب والأمراض 

🔹صرف الأشرار إلى أعمال الأبرار ، 

🔸وتذكير العباد بنعم رب العباد ،

🔹وجذب النفوس من دار الغرور إلى دار السـرور ، 

🔸وابتلاء العباد باختبار إيمانهم ،

🔹ورفع درجاتهم ، وزيادة حسناتهم ، وتكفير سيئاتهم.

🔴وما أصاب من مصيبة في النفس والمال والأهل والكون

◀إلا بقضاء الله وقدره

💡سبق بذلك علمه، وجرى به قلمه،

💡ونَفَذت به مشيئته، واقتضته حكمته، 

💡لا مقدِّم لما أخَّر، ولا مؤخِّر لما قدَّم

☀ { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }  [التغابن/ 11].

🔰وجميع المصائب والنعم ، وكل شيء في الكون ، 

💢كله مكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلائق بخمسين ألف سنة : 

☀{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير (22)لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }  [الحديد/ 22 - 23].

🔵وجميع الخلق في العالم العلوي والسفلي

🔺مملوكون لله عز وجل ،

🔺 مدبَّرون بأمره ،

🔺ومسرعون إلى إرادته ، 

📊فإذا ابتلانا أرحم الراحمين بما يشاء فقد تصرَّف الملك بمماليكه ،

⤴ فلا اعتراض على ما قضاه وقدَّره: 

☀{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  } [المائدة/ 120].

⚪والدنيا دار الامتحان والابتلاء والمصائب ، 

▪خاصة موت الأحباب من الآباء والأمهات ، 

▪وفَـقْد ثمرات الأفئدة ،

▪وفلذات الأكباد من البنين والبنات .

◽جبر الله مصيبة كل مسلم مصاب ، 

▫وأعظم أجره على ما أصابه ، ولا حَـرَمه جزيل ثوابه ،

 ▫وألهمه التسليم لأمر ربه ، والرِّضى بقضائه ،

 ▫وأخلف عليه من مصابه أحسن الخَـلَف ،

▫ وشرح صدره بما يُرضي ربه ، ويبـرِّد حرارة مصيبته : 

☀ { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }[التوبة/ 51].

🔷وأحسن الله عزاءكم يا أهل المصيبة ،

🔶 وجبر مصيبتكم ، وغفر ذنوبكم ،

🔷 وجمعكم بمن فقدتم في الفردوس الأعلى ، 

🔶فاصبروا واحتسبوا ، وأبشروا بما وعد الله عباده المؤمنين الصابرين.

🔷فالأرزاق مقسومة ، والأنفاس معدودة ، والآجال مقدَّرة :

☀{ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المنافقون/ 11].

📮 وبشِّر الصابرين: 

🎐إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ ↩ليجازي كل عامل بما عمل، 

🎐فاستقم، واصبر، واحتسب ؛

⤴ تَنْعم بالأمن في الدنيا ، 

🏳وعظيم الأجر في الآخرة ، 

🏳ورضوان الرب عليك ، والفوز بمعيته ومحبته.

♦وبشّـِر الصابرين :

 ☀{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }[البقرة/ 155-157].

♦وبشِّـر الصابرين :

☀ { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر/ 10].

♦وبشِّر الصابرين:

☀ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة/ 153].

♦وبشِّـر الصــابرين: 

☀ { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [آل عمران/ 146].

♦وبشِّـر الصابرين :

☀ { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النحل/ 96].

📖مختصر الفقه الإسلامي📖

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

☆ ٢ ☆

💎أشد الناس بلاءً💎

🔘أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، 

↩يُبتلى المؤمن على حسب دينه ،

🎐 فمن كان في دينه صُلباً اشتد بلاؤه ، 

🎐ومن كان بلاؤه أكثر وأشد فثوابه أعظم .

💢وإنما كان الأنبياء والصالحون أشد بلاء

 ⤴لأنهم لو لم يُبتلوا لتوهَّم الناس فيهم الألوهية ،

📌 ولِـيَهُون على الناس الصبر على البلية ،

📌 ولأن من كان أشدّ بلاءً كان أشد تضـرعاً إلى ربه ،

 📌ومن كان أقرب إلى ربه كان بلاؤه أشد ؛ ليكون ثوابه أعظم وأكبر، وأكثر وأكمل .

🔖والصبر من أعظم ثمارالإيمان؛

🔺لأنه شاق على النفوس، لما فيه من مجاهدة النفس،

🔺وحبسها عما تريد،ولهذا كان الصبرضياء،

🔺وما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة 

◀حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .

☀1- قال الله تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة/ 214].

💫2- وعَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وأَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذىً وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».متفق عليه.

💫3- وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله ﷺ قال: « يقول الله تَعَالى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الجَنة ».أخرجه البخاري.

💫4- وعن سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ 

💬قَالَ:« الأنبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثلُ فَالأَمْثلُ ، يُبْتَلى العَبْدُ عَلى حَسَبِ دِينهِ ، فَإِنْ كَانَ في دِينهِ صُلْباً اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ في دِينهِ رِقَّــةٌ ابتُلي عَلى حَسَبِ دِينهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشـي عَلى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطيئة».أخرجه الترمذي وابن ماجه.

💫5- وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: « مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالمؤْمِنِ وَالمؤْمِنَةِ في نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى الله وَمَا عَلَيْهِ خَطيئَةٌ ».أخرجه الترمذي.

📖مختصر الفقه الإسلامي📖

📚جامعة الفقة الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

☆ ٣ ☆

💎 فضائل الصبر💎

🔵الصبر: 

⤴هو حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن ما لا يحمد.

🔷وحقيقة الصبر:

🔹هو خلق فاضل من أخلاق النفس، 

🔹يمتنع به الإنسان من فعل ما لا يحسن فعله، 

🔹والوقوف مع البلاء بحسن الأدب،

🔹 والثبات على أحكام الكتاب والسنة.

🔘وحدُّ الصبر: 

⤴أن لا يعترض على التقدير، فأما إظهار البلاء على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر.

▫والمؤمن يسأل ربه العافية ،

▪ ولا يسأله البلاء .

➰فإذا نزل به البلاء صبر عليه ،

📍واحتسب الأجر عليه من ربه ، 

📍ومن صبر ودرَّب نفسه على الصبر صبَّره الله وأعانه ، 

📍ورضي عنه وأرضاه ، 

📏والرضا أفضل من الصبر ،

 📏وشكر الله أفضل المقامات.

☀1- قال الله تعالى : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) }  [النحل/ 127- 128].

☀2- وقال الله تعالى :{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر/ 10].

💫3- وعَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِي الله عَنْه أنَّ رَسُولَ الله ﷺ  قَالَ: « مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ».متفق عليه.

💫4- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : دَخَلْتُ عَلى رَسُولِ الله ﷺ وَهُوَ يُوعَكُ ، فَمَسِسْتُـهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً. 

💬فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: « أَجَلْ ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» قَالَ فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ ، 

💬فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: « أَجَلْ»

💬 ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذىً مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ سَيِّـئَاتِهِ كَمَا تَـحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا ». متفق عليه .

💡ومن أراد الله به خيراً أصابه بالمصائب

🌓 التي تُذكِّره بربه ،

🌓وتُذكِّره بالموت ، 

🌓وتُذكِّره بالتوبة ، 

⤴ويرفع بها درجاته ، ويُكفِّرعنه سيئاته ، ويزيد ثوابه.

☀1- قال الله تعالى :{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [التوبة/ 51].

💫2- وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:قال رسول الله ﷺ: « مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ» أخرجه البخاري.

⚪وأَمْر المؤمن كله خير ، في السراء والضراء ؛ 

🔺كرامة له من ربه ، 

🔺وموعظة له.

💫1- عَنْ صُهَيْب رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله ﷺ: « عَجَباً لِأَمْرِ المُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ». أخرجه مسلم.

💫2- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيْبُـهُ مُصِيْبَةٌ فيَـقُولُ: إنَّا ٬ وَإنَّا إلَيْـهِ رَاجِعُونَ، اللَّـهُـمَّ أَجُرْني في مُصِيبتي، وَأَخْلِفْ لي خَيْراً مِنْـهَا ، إلَّا أَجَرَهُ الله في مُصِيْبَتِـهِ، وَأَخْلَفَ لَـهُ خَيْراً مِنْـهَا». أخرجه مسلم .

💫3- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِـمٍ يُتَوَفَّى لَـهُ ثَلاثةٌ لَـمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ إلَّا أَدْخَلَـهُ الله الجَنـَّــةَ بِفَضْلِ رَحْـمَتِـهِ إيَّاهُـمْ».أخرجه البخاري.

📖مختصر الفقه الإسلامي📖

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن 

والسنة📚

☆ ٤ ☆

💎الأسباب المعينة على الصبر على المصائب💎

◻يُـعِين على الصبر على المصائب بفقد الأولاد والأهل والأقارب والأشياء ما يلي :

➖العلم بقدرالله السابق بالمصيبة،وأنهاواقعة لامحالة،

➖وأن الله مع الصابرين،وأن الله يحب الصابرين ، 

➖ومعرفة جزاء الصبر على المصيبة ،◀ وهو حصول الثواب العظيم لمن صبر عليها.

➖ومعرفة حق الله في تلك المصيبة ،◀ وهو الصبر والرضا والحمد والاحتساب والاسترجاع.

➖والعلم بأن الله قد ارتضاها له ، والعبد حقاً من رضي بما رضي له به سيده.

➖والعلم بأنه رابح في المصيبة إما بتكفير سيئاته ، أو زيادة حسناته ، أو رفع درجاته ، أو تصفية توحيده ،

➖ والعلم بأن تلك المصيبة دواء نافع ساقه الله إليه ، فليصبر وليحتسب.

➖والعلم بأن تلك المصيبة ما جاءت لتهلكه ، وإنما جاءت لتمتحن صبره هل يصلح أن يكون من أولياء الله أم لا يصلح.

➖وأن يعلم أن في عاقبة هذا الدواء من العافية والشفاء وتجريد التوحيد ما لا يحصل بدونه .

➖وأن يعلم أن الله يربي عبده بالسراء والضراء ؛ ليستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال.

➖وأن يعلم أن الدنيا ليست جنة نعيم ، ولا دار قرار ، وإنما هي ممر تكليف وابتلاء ، لا تستقيم للعبد على حال ، والآخرة هي دار القرار.

➖والتأسي بأهل الصبر والثبات من الأنبياء والصالحين ، وما لاقَوْه من ألوان الابتلاء.

➖والاستعانة بالله أن يرزقه الصبر ، وأن يكشف كربته ، ويجبر مصيبته.

➖وأن يستصغر المصيبة ، ويعلم أن الله قادر أن يصيبه بأعظم منها ، وأنَّ ربه جعلها في الدنيا لا في الدين، وجعلها في الدنيا لا في الآخرة، واليقين بقرب الفرج ، وحُسن العاقبة ، وحُسن العِـوَض عما فات ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

☀1- قال الله تعالى : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)  } [الحج/34- 35].

☀2- وقال الله تعالى :{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[البقرة/153].

☀3- وقال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران/200].

📖 مختصر الفقه اﻹسلامي 📖

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

☆ ٥ ☆

💎فقه الموت وأحكامه💎

٢》الموت وأحكامه

🔴أجل الموت:

➖الموت :

⤴ هو مفارقة الحياة بخروج الروح من البدن.

💡والبقاء لله وحده، وقد كتب الله الموت والفناء على كل مخلوق، ولا مفر لأحد منه.

📩فالإنسان مهما طال أجله فلا بد أن يموت، 

🔺وينتقل من دار العمل إلى دار الجزاء،

 🔺والقبر أول منازل الآخرة ، 

⤴وهو إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار. 

☀1- قال الله تعالى: { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }[الجمعة/ 8].

☀2- وقال الله تعالى: {  كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }[آل عمران/185].

☀3- وقال الله تعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) }[الرحمن/26-27].

💢 أحوال الإنسان:💢

➰الإنسان يَرْكب طبقاً بعد طبق، ويتحول من حال إلى حال، 

⤴سواء كان في الزمان .. أو المكان .. أو الأبدان .. أو القلوب.

♦1- فأحوال الزمان تتقلب على الإنسان من أمن إلى خوف ، 

▪ومن صحة إلى سقم، ومن سِلْم إلى حرب، ومن غنى إلى فقر،

▫ومن فرح إلى حزن، ومن حياة إلى موت ونحو ذلك من التقلبات.

♦2- وأحوال المكان ينتقل الإنسان فيها كل يوم من منزل إلى منزل، 

▪ومن مكان إلى مكان، من بطن الأم إلى الدنيا،

▫ومن الدنيا إلى القبر، ومن القبر إلى الحشـر، 

🔘إلى أن تنتهي به المنازل في دار القرار في الجنة أو النار.

♦3- وأحوال الأبدان يَرْكب الإنسان فيها طبقاً عن طبق، 

▪فيكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم طفلاً، 

▫ثم شاباً، ثم هرماً، ثم يموت.

♦4- وأحوال القلوب عجيبة، فتارة تتعلق بالله، 

▪وتارة تتعلق بالدنيا، وتارة تتعلق بالأموال، 

▫وتارة تتعلق بالرئاسة، 

▪وتارة تتعلق بالنساء والقصور ونحو ذلك من الشهوات.

♨وأعظم تعلقات القلب أن يكون معلقاً بالله عز وجل، 

مُؤْثراً مرضاة ربه في كل شيء، فيستخدم النفس والمال والدنيا من أجل تحقيق العبودية لله تعالى ، وتقديم مراد الله على مراد نفسه. 

⤴وهذه أعظم الأحوال الأربعة، فعلى الإنسان أن يتفقد قلبه؛ 

🔺ليحفظه من التعلق بغير الله، ويزكيه ويشغله بذكر الله وطاعته، وعبادته، والدعوة إليه ، والإحسان إلى خلقه.

🔵ما يفعله من أصابه مرض مَـخُوف: 🔵

🔅يجب على المريض أن يؤمن بقضاء الله، ويصبر على قدره، 

🔅ويحسن الظن بربه، ولا يتمنى الموت،

🔅 ويطلب الشفاء من الله وحده ، 

🔅وأن يؤدي حقوق الله تعالى وحقوق الناس، وأن يكتب وصيته.

📝ويسن أن يوصي إن كان موسراً لأقاربه الذين لا يرثونه بالثلث فأقل - وهو الأفضل - ، 📍وأن يتداوى بمباح وأن يتداوى المريض عند طبيب مسلم لا كافر، 

⤴إلا إذا احتاج إليه، وأَمِن مكره.

📍وتسن عيادة المريض، وتذكيره التوبة والوصية.

📖والسنة أن يشكو المريض حاله إلى ربه، وله أن يصف حاله لغيره على وجه الإخبار لا على وجه التسخط :

☀ { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [يوسف/86].

📮والنعم والمصائب رسائل تذكير وإنذار للعباد :

☀ { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون }[التوبة/51].

💊 حكم التداوي:💊

🌡التداوي من المرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:🔻🔻

 🌡الأول : تداوٍ واجب ،

⤴ وذلك إذا علم الإنسان أو ظن بقول الأطباء أن هذا التداوي نافع ، وتركه يؤدي إلى الهلاك .

🌡الثاني : تداوٍ مستحب ، 

⤴وذلك إذا علم أو ظن أن التداوي نافع ، وتركه لا يؤدي إلى الهلاك ؛ لأن ذلك أنشط له على أداء حقوق الله وحقوق عباده .

🌡الثالث : أن يتساوى الأمران ،

⤴ فلا يعلم نفعه ولا عدم نفعه ، فهذا مباح.

☀قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  }[ النساء/٢٩] .

📖 مختصر الفقه الإسلامي 📖

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

☆ ٦ ☆

💎تابع فقه الموت وأحكامه 💎

⚫ ما يقوله مَنْ حضره الموت:⚫

💫عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي ﷺ - وأصغت إليه قبل أن يموت - ، وهو مسند إليَّ ظهره ، يقول : «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، وَارْحَمْني، وَأَلحِقْني بِالرَّفيقِ الأعلى». متفق عليه.

◾حكم تمني الموت:◾

💫عن أنس رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله ﷺ: «لا يَتَـمَنَّـيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُـرٍّ نَزَلَ بِـهِ، فَإنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَـمَنِّياً لِلْـمَوْتِ فَلْيَـقُلِ: اللَّـهُـمَّ أحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لي ، وَتَوَفَّني إذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْراً لي». متفق عليه.

📩صفة الاستعداد للموت:

➖يجب على المسلم أن يستعد للموت ويكثر من ذكره.

➖والاستعداد للموت يكون بالتوبة من المعاصي، وإيثارالآخرة،

 ➖والخروج من المظالم، والإقبال على الله بالطاعات،

 ➖واجتناب المحرمات، وحفظ الأوقات بالعمل الصالح.

📩 حكم تلقين من حضرته الوفاة:

💧من حق المسلم على المسلم أن يعوده إذا مرض، ويتبع جنـازته إذا مات. 

💧ويسن لمن شهد مَنْ حضرته الوفاة أن يُلقنه الشهادة،

💧 فَيذَكِّره بقول «لا إله إلا الله»، وأن يدعو له، ولا يقول في حضوره إلا خيراً ،

 📛أمَّا تلقينه بعد الموت أو بعد دفنه فبدعة ؛ لعدم ثبوته. 

💧ولا بأس أن يحضر المسلم وفاة الكافر ليعرض عليه الإسلام، ويقول له: «قل لا إله إلا الله». 

💎علامات حسن الخاتمة: 💎

📊لحُسن الخاتمة علامات أهمها :

🔺1- نطق الميت بالشهادة عند الموت.

🔺2- موت المؤمن بعَـرَق الجبين.

🔺3- الاستشهاد أو الموت في سبيل الله.

🔺4- الموت مرابطاً في سبيل الله.

🔺5- الموت دفاعاً عن نفسه، أو ماله، أو أهله. 

🔺6- الموت بذات الجَـنب، أو بداء السل. 

🔺7- الموت بالطاعون، أو بداء البطن، أو الغرق، أو الحرق، أو الهدم. 

🔺8- موت المرأة في نفاسها بسبب الولادة ونحو ذلك. 

🔺9- الموت وهو يؤدي عملاً صالحاً من ذكر، أو صلاة ، أو دعوة ونحو ذلك.

🔄وكل ذلك ثابت في الأحاديث النبوية الصحيحة.

📛وليس للموت يوم الجمعة ، أو يوم الإثنين مزية على ما سواه من الأيام ، بل الموت في كل الأيام على حد سواء .

📮 فقه الموت:

📍يجب على المسلم أن يتذكر دائماً الموت لا على أنه فراق للأهل والأحباب ولذات الدنيا، 

📍فهذه نظرة قاصرة، بل على أن الموت فيه فراق للعمل والحرث للآخرة.

📍وبهذا يستعد ويزيد في عمل الآخرة، والإقبال على الله تعالى.

📍أما النظرة الأولى فتزيده حسرة وندماً وألماً ،

 ⤴وإذا أراد الله قَـبْض عبد بأرض جعل له فيها حاجة. 

♨ويجب على المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى عند الموت ؛

💫لقوله ﷺ: «لا يَـمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلا وَهُوَ يُـحْسِنُ الظَّنَّ بِالله عَزَّ وَجَلَّ».أخرجه مسلم.

➰علامات الموت: ➰

🔖يُـعرف موت الإنسان بانخساف صدغيه،وميل أنفه،

🔖وانفصال كفيه،واسترخاء رجليه، وشخوص بصره،

 🔖وبرودته، وانقطاع نَفَسِهِ. 

🔷مكان وزمان الموت :🔷

📛لا يعلم بمكان وزمان موت الإنسان إلا الله وحده لا شريك له.

☀1- قال الله تعالى: { ُإِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }   [لقمان/ 34].

☀2- وقال الله تعالى :{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا  } [النساء/ 78].

📖 مختصر الفقه الإسلامي 📖

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚