الأسبوع الثاني
اللقاء الأول
الأحــــــــــد 21 رجب 1436هـ
1⃣
💎 فقه نور الهداية في القلب💎
🔷الله تبارك وتعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته، والإنابة إليه، ومحبته، والإخلاص له.
🔹فبذكره سبحانه تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم،
🔹وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم.
📍فلا يعطيهم سبحانه في الآخرة شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من النظر إليه، وسماع كلامه منه، ورضوانه عليهم.
📍ولم يعطهم في الدنيا شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه، والتنعم بذكره وعبادته.
💧وحاجة العباد إلى ربهم في عبادتهم إياه أعظم من حاجتهم إليه في خلقه لهم، ورزقه إياهم، ومعافاة أبدانهم.
🔷فإن العبادة هي الغاية المقصودة لهم، ولا صلاح ولا سعادة لهم بدون ذلك.
🌵والله تبارك وتعالى يريد من خلقه أن يعرفوا أطيب ما في الدنيا .. وأطيب ما في الآخرة .. فيقبلون عليه علماً وعملاً.
🔶ويعرفوا شر ما في الدنيا .. وشر ما في الآخرة .. فيحذروه ويجتنبوه.
💧والأصل هو القلب، فإن كان صالحاً صلحت أعمال الجوارح، وإن كان فاسداً فسدت أعمال الجوارح.
🔷والعين تبصر في ضوء الشمس صورة الشيء لا حقيقة الشيء، امتحاناً وابتلاءً، ولكن لا يعرف الحقيقة إلا القلب، ويعرف القلب ذلك إذا كان فيه نور الإيمان.
🔷فكما تحتاج العين إلى الضوء الخارجي لمعرفة الأشياء ورؤيتها،
🔶فكذلك القلب لا يعرف حقيقة الشيء إلا بنور الإيمان،
◾️ومن اسود قلبه لا يعرف حقيقة الأشياء، بل يعرف صور الأشياء.
◽️وإذا استنار القلب بنور الإيمان أناب إلى الله، فأحب الطاعات وكره المعاصي، وبنور القلب تبين قيمة الأموال والأشياء، وقيمة الإيمان والأعمال، ولا يبقى للعبد تعلق بالدنيا، بل يكون تعلقه بالآخرة.
⚪️ونور الإيمان في القلب يرسخ حقيقة الوعد والوعيد.
🔵وإذا جاءت حقيقة الوعد والوعيد زدنا في الطاعات، ونفرنا من المعاصي، وزهدنا في الدنيا، ورغبنا في الآخرة.
🌕ونور القلب في الدنيا يكون مستوراً، وفي الآخرة يكون ظاهراً للمؤمنين.
🌱وبامتثال أوامر الله، وفعل كل سنة، يزداد نور القلب،
🍂وبمخالفة السنن يزيد ظلام القلب، وتثقل الطاعات.
🌕ومحبة الله نور في القلب والوجه ..
🔴ومحبة غير الله ظلام في القلب والوجه.
🔵وكل من أقر بـ (لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) جاء النور في قلبه، وإذا جاء نور الهداية في القلب سهل تطبيق أوامر الله، والإكثار منها، والتلذذ بها، ودعوة الناس إليها، والصبر على كل ذلك.
🌕ونور الهداية في القلب:
⤴️ أن يتيقن العبد أن المعطي والمانع، والمعز والمذل، والنافع والضار، والمحيي والمميت فقط هو الله وحده لا شريك له.
♦️وحاجات القلب كثيرة كالبحر،
♦️وحاجات البدن كالقطرة،
⤴️لأن القلب محل الإيمان، والإيمان ليس له حد، وبالإيمان يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة.
🔰والإيمان يزيد في القلوب بكثرة الطاعات، والنظر في الآيات الكونية، والآيات القرآنية، والجهد للدين، وتحصل بذلك الهداية.
📍ولكن الباطل لا يزول إلا بالتضحية بكل شيء من أجل إعلاء كلمة الله بالأموال، والأنفس، والشهوات، والجاه، والأوقات.
📍ولما تركت الأمة التضحية بذلك نقص الإيمان، وقلت الطاعات، وكثرت المعاصي، فجاء البلاء والفساد والعقاب.
🔖فالشيطان يزين للإنسان الشهوات التي عاقبتها الهلاك، والأنبياء يأمرون الناس بالإيمان والأعمال الصالحة التي عاقبتها الفلاح.
📕موسوعة فقه القلوب📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
اللقاء الثاني
الاثنــــــــــن 22 رجب 1436هـ
2⃣
💎العباد فقراء إلى الله من جميع الوجوه💎
🔴 من عبد غير الله سبحانه، وحصل له به نوع لذة ومنفعة،⬅️ فمضرته بذلك أضعاف أضعاف منفعته، وهو بمنزلة أكل الطعام المسموم اللذيذ.
🎐وكما أن السموات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا،
🔵 فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى، فسد فساداً لا يرجى صلاحه،⬅️ إلا بأن يخرج ذلك المعبود من قلبه، ويكون لله وحده هو إلهه ومعبوده ومحبوبه.
🔵وفقر العبد إلى أن يعبد الله وحده لا شريك له، ليس له نظير فيقاس به، ↔️ولكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب والنفس، لكن بينهما فروق كثيرة.
🔶فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح له ولا سعادة إلا بإلهه الحق الذي لا إله إلا هو.
♦️فلا يطمئن إلا بذكره ..
🔺ولا يسكن إلا بمعرفته وحبه ..
🔺ولو حصل له من اللذات والسرور بغيره ما حصل فلا يدوم له ذلك.
🔺وكثيراً ما يكون ذلك الذي يتنعم به هو أعظم أسباب ألمه ومضرته.
🎐وأما إلهه الحق فلا بدَّ له منه في كل وقت، وفي كل حال، وأينما كان.
🔷فنفس الإيمان به وتوحيده، 🔹ومحبته وعبادته،
🔹 وذكره وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته،
🔹 وصلاحه وقوامه.
🔶فليست عبادته وشكره وذكره تكليف ومشقة لمجرد الابتلاء والامتحان،
🔸 أو لمجرد التعويض بالثواب المنفصل كالمعاوضة بالأثمان،
🔸أو لمجرد رياضة النفس ليرتفع عن درجة البهيم من الحيوان.
📌بل عبادة الله وشكره ومعرفته وتوحيده قرة عين الإنسان، وأفضل لذة للروح والقلب، وأطيب نعيم ناله من أكرمه الله بهذا الشأن.
🔵وفقر العباد إلى الله أمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، وغنى الرب سبحانه لذاته لا لعلة أوجبت غناه.
🔖فالفقير بذاته محتاج إلى الغني بذاته سبحانه.
🔖وفقر العالم كله إلى الله عزَّ وجلَّ أمر ذاتي لا يعلل، فهو فقير بذاته إلى ربه الغني بذاته.
🔖فالفقر المطلق ثابت للعباد من كل وجه، والغنى المطلق ثابت للرب من كل وجه.
🔖والفقر اسم للبراءة من رؤية الملكة،
🔺 فالفقير هو الذي يجرد رؤية الملك لمالكه الحق، فيرى نفسه مملوكة لله،
🔺لا يرى نفسه مالكاً بوجه من الوجوه، ويرى أعماله مستحقة عليه بمقتضى كونه عبداً مملوكاً مستعملاً فيما أمره به سيده.
🎐فنفسه مملوكة، وأعماله مستحقة، فليس مالكاً لنفسه ولا لشيء من أعماله،
🎐ويرى ما بيده من الأموال والأسباب كالوديعة، فهي أموال سيده ونعمه، وهو متصرف فيها بأمر سيده.
🔰فالله هو المالك الحق لكل شيء، وما بيد خلقه هو من أمواله وأملاكه وخزائنه،
🔹أفاضها عليهم ليمتحنهم في البذل والإحسان،
❓ وهل يكون ذلك منهم على شاهد العبودية لله، فيبذل أحدهم الشيء رغبة في ثواب الله، ورهبة من عقابه، وتقرباً إليه وطلباً لمرضاته؟.❓
❓أم يكون البذل والإمساك منهم صادراً عن مراد النفس، وغلبة الهوى، وموجب الطبع؟.❓
📍فيعطي لهواه، ويمنع لهواه، فيكون متصرفاً تصرف المالك لا المملوك؛ فيكون مصدر تصرفه الهوى ومراد النفس.
📌وغايته الرغبة فيما عند الخلق من جاه أو رفعة أو منزلة أو مدح، أو الرهبة من فوت شيء من هذه الأشياء.
🔖فهذا يرى نفسه مالكاً خرج عن حد العبودية ونسي فقره.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
الأحــــــــــد 21 رجب 1436هـ
1⃣
💎 فقه نور الهداية في القلب💎
🔷الله تبارك وتعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته، والإنابة إليه، ومحبته، والإخلاص له.
🔹فبذكره سبحانه تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم،
🔹وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم.
📍فلا يعطيهم سبحانه في الآخرة شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من النظر إليه، وسماع كلامه منه، ورضوانه عليهم.
📍ولم يعطهم في الدنيا شيئاً خيراً لهم، ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه، والتنعم بذكره وعبادته.
💧وحاجة العباد إلى ربهم في عبادتهم إياه أعظم من حاجتهم إليه في خلقه لهم، ورزقه إياهم، ومعافاة أبدانهم.
🔷فإن العبادة هي الغاية المقصودة لهم، ولا صلاح ولا سعادة لهم بدون ذلك.
🌵والله تبارك وتعالى يريد من خلقه أن يعرفوا أطيب ما في الدنيا .. وأطيب ما في الآخرة .. فيقبلون عليه علماً وعملاً.
🔶ويعرفوا شر ما في الدنيا .. وشر ما في الآخرة .. فيحذروه ويجتنبوه.
💧والأصل هو القلب، فإن كان صالحاً صلحت أعمال الجوارح، وإن كان فاسداً فسدت أعمال الجوارح.
🔷والعين تبصر في ضوء الشمس صورة الشيء لا حقيقة الشيء، امتحاناً وابتلاءً، ولكن لا يعرف الحقيقة إلا القلب، ويعرف القلب ذلك إذا كان فيه نور الإيمان.
🔷فكما تحتاج العين إلى الضوء الخارجي لمعرفة الأشياء ورؤيتها،
🔶فكذلك القلب لا يعرف حقيقة الشيء إلا بنور الإيمان،
◾️ومن اسود قلبه لا يعرف حقيقة الأشياء، بل يعرف صور الأشياء.
◽️وإذا استنار القلب بنور الإيمان أناب إلى الله، فأحب الطاعات وكره المعاصي، وبنور القلب تبين قيمة الأموال والأشياء، وقيمة الإيمان والأعمال، ولا يبقى للعبد تعلق بالدنيا، بل يكون تعلقه بالآخرة.
⚪️ونور الإيمان في القلب يرسخ حقيقة الوعد والوعيد.
🔵وإذا جاءت حقيقة الوعد والوعيد زدنا في الطاعات، ونفرنا من المعاصي، وزهدنا في الدنيا، ورغبنا في الآخرة.
🌕ونور القلب في الدنيا يكون مستوراً، وفي الآخرة يكون ظاهراً للمؤمنين.
🌱وبامتثال أوامر الله، وفعل كل سنة، يزداد نور القلب،
🍂وبمخالفة السنن يزيد ظلام القلب، وتثقل الطاعات.
🌕ومحبة الله نور في القلب والوجه ..
🔴ومحبة غير الله ظلام في القلب والوجه.
🔵وكل من أقر بـ (لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) جاء النور في قلبه، وإذا جاء نور الهداية في القلب سهل تطبيق أوامر الله، والإكثار منها، والتلذذ بها، ودعوة الناس إليها، والصبر على كل ذلك.
🌕ونور الهداية في القلب:
⤴️ أن يتيقن العبد أن المعطي والمانع، والمعز والمذل، والنافع والضار، والمحيي والمميت فقط هو الله وحده لا شريك له.
♦️وحاجات القلب كثيرة كالبحر،
♦️وحاجات البدن كالقطرة،
⤴️لأن القلب محل الإيمان، والإيمان ليس له حد، وبالإيمان يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة.
🔰والإيمان يزيد في القلوب بكثرة الطاعات، والنظر في الآيات الكونية، والآيات القرآنية، والجهد للدين، وتحصل بذلك الهداية.
📍ولكن الباطل لا يزول إلا بالتضحية بكل شيء من أجل إعلاء كلمة الله بالأموال، والأنفس، والشهوات، والجاه، والأوقات.
📍ولما تركت الأمة التضحية بذلك نقص الإيمان، وقلت الطاعات، وكثرت المعاصي، فجاء البلاء والفساد والعقاب.
🔖فالشيطان يزين للإنسان الشهوات التي عاقبتها الهلاك، والأنبياء يأمرون الناس بالإيمان والأعمال الصالحة التي عاقبتها الفلاح.
📕موسوعة فقه القلوب📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
اللقاء الثاني
الاثنــــــــــن 22 رجب 1436هـ
2⃣
💎العباد فقراء إلى الله من جميع الوجوه💎
🔴 من عبد غير الله سبحانه، وحصل له به نوع لذة ومنفعة،⬅️ فمضرته بذلك أضعاف أضعاف منفعته، وهو بمنزلة أكل الطعام المسموم اللذيذ.
🎐وكما أن السموات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا،
🔵 فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى، فسد فساداً لا يرجى صلاحه،⬅️ إلا بأن يخرج ذلك المعبود من قلبه، ويكون لله وحده هو إلهه ومعبوده ومحبوبه.
🔵وفقر العبد إلى أن يعبد الله وحده لا شريك له، ليس له نظير فيقاس به، ↔️ولكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب والنفس، لكن بينهما فروق كثيرة.
🔶فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح له ولا سعادة إلا بإلهه الحق الذي لا إله إلا هو.
♦️فلا يطمئن إلا بذكره ..
🔺ولا يسكن إلا بمعرفته وحبه ..
🔺ولو حصل له من اللذات والسرور بغيره ما حصل فلا يدوم له ذلك.
🔺وكثيراً ما يكون ذلك الذي يتنعم به هو أعظم أسباب ألمه ومضرته.
🎐وأما إلهه الحق فلا بدَّ له منه في كل وقت، وفي كل حال، وأينما كان.
🔷فنفس الإيمان به وتوحيده، 🔹ومحبته وعبادته،
🔹 وذكره وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته،
🔹 وصلاحه وقوامه.
🔶فليست عبادته وشكره وذكره تكليف ومشقة لمجرد الابتلاء والامتحان،
🔸 أو لمجرد التعويض بالثواب المنفصل كالمعاوضة بالأثمان،
🔸أو لمجرد رياضة النفس ليرتفع عن درجة البهيم من الحيوان.
📌بل عبادة الله وشكره ومعرفته وتوحيده قرة عين الإنسان، وأفضل لذة للروح والقلب، وأطيب نعيم ناله من أكرمه الله بهذا الشأن.
🔵وفقر العباد إلى الله أمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، وغنى الرب سبحانه لذاته لا لعلة أوجبت غناه.
🔖فالفقير بذاته محتاج إلى الغني بذاته سبحانه.
🔖وفقر العالم كله إلى الله عزَّ وجلَّ أمر ذاتي لا يعلل، فهو فقير بذاته إلى ربه الغني بذاته.
🔖فالفقر المطلق ثابت للعباد من كل وجه، والغنى المطلق ثابت للرب من كل وجه.
🔖والفقر اسم للبراءة من رؤية الملكة،
🔺 فالفقير هو الذي يجرد رؤية الملك لمالكه الحق، فيرى نفسه مملوكة لله،
🔺لا يرى نفسه مالكاً بوجه من الوجوه، ويرى أعماله مستحقة عليه بمقتضى كونه عبداً مملوكاً مستعملاً فيما أمره به سيده.
🎐فنفسه مملوكة، وأعماله مستحقة، فليس مالكاً لنفسه ولا لشيء من أعماله،
🎐ويرى ما بيده من الأموال والأسباب كالوديعة، فهي أموال سيده ونعمه، وهو متصرف فيها بأمر سيده.
🔰فالله هو المالك الحق لكل شيء، وما بيد خلقه هو من أمواله وأملاكه وخزائنه،
🔹أفاضها عليهم ليمتحنهم في البذل والإحسان،
❓ وهل يكون ذلك منهم على شاهد العبودية لله، فيبذل أحدهم الشيء رغبة في ثواب الله، ورهبة من عقابه، وتقرباً إليه وطلباً لمرضاته؟.❓
❓أم يكون البذل والإمساك منهم صادراً عن مراد النفس، وغلبة الهوى، وموجب الطبع؟.❓
📍فيعطي لهواه، ويمنع لهواه، فيكون متصرفاً تصرف المالك لا المملوك؛ فيكون مصدر تصرفه الهوى ومراد النفس.
📌وغايته الرغبة فيما عند الخلق من جاه أو رفعة أو منزلة أو مدح، أو الرهبة من فوت شيء من هذه الأشياء.
🔖فهذا يرى نفسه مالكاً خرج عن حد العبودية ونسي فقره.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
اللقاء
الثالث
الثلاثــــــــاء 23 رجب 1436هـ
3⃣
💎 فقه اﻻفتقار إلى الله 💎
📌وجود المال بيد الفقير لا يقدح في فقره،↔️ إنما يقدح في فقره رؤيته لملكيته،
↩️وإنما هو لسيده وهو كالخازن لسيده، الذي ينفذ أوامره في ماله، وله خزائن السموات والأرض.
🎐وإذا أصاب المال الذي في يده نائبة أو جائحة↔️ رأى أن المالك الحق هو الذي أصاب مال نفسه،
❓ فما للعبد والجزع والهلع؟.❓
♦️وإنما تصرف مالك المال في ملكه الذي هو وديعة في يد مملوكه،
↩️فله الحكم في ماله وحده:
إن شاء أبقاه .. وإن شاء أفناه .. وإن شاء زاده .. وإن شاء نقصه،
❌ فلا يتهم مولاه في تصرفه في ملكه .⬅️. بل يرى تدبيره هو موجب الحكمة.
📝والفقر على ثلاث درجات:🔰🔰
🔵الأولى:
⤴️فقر الزهاد
◀️وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطاً أو طلباً،
🔹فهو لا يضبط يده مع وجود المال شحاً،
🔹ولا يطلبها مع فقدها سؤالاً وحرصاً، وإسكات اللسان عنها ذماً أو مدحاً؛
↩️لأن من اهتم بأمر وكان له في قلبه موقع اشتغل اللسان بما فاض على القلب من أمره مدحاً أو ذماً.
🔖فهو إن حصلت له الدنيا مدحها .. وإن فاتته ذمها .. ومدحها أو ذمها علامة موضعها من القلب،
🔖والشيء إذا صغر أعرض القلب عنه مدحاً أو ذماً.
❤️والقلوب تولد كما تولد الأبدان.
🔖ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أباً للمؤمنين، وأزواجه أمهاتهم، فإن قلوبهم وأرواحهم ولدت به ولادة أخرى غير ولادة الأمهات،
📌 فإنه أخرج أرواحهم وقلوبهم من ظلمات الجهل والضلال والغي، ⬅️إلى نور العلم والإيمان، وفضاء المعرفة والتوحيد.
📝والقلوب في هذه الولادة ثلاثة:🔰
1⃣قلب لم يولد ولم يأن له، بل هو جنين في بطن الشهوات والغي، والجهل والضلال.
2⃣وقلب قد ولد، وخرج إلى فضاء المعرفة والتوحيد، ونور العلم والإيمان، فقرت بالله عينه، وقرت عيون به وقلوب، وذكرت رؤيته بالله، فاطمأن بالله وسكن إليه.
3⃣وقلب ثالث في البرزخ ينتظر الولادة صباحاً ومساءً. تأبى عليه غلبات المعرفة والحب والشوق إلا تقرباً إلى ربه، وتأبى عليه غلبات الطبع إلا جذبه وإيقافه وتعويقه، ⬅️فهو بين هذا مرة، وهذا مرة.
🔵الدرجة الثانية:
⤴️ الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل، وذلك يورث الخلاص من رؤية الأعمال، ويقطع شهود الأحوال.
📌فبفضل الله ورحمته وجدت منه الأقوال الشريفة، والأعمال الصالحة.
📌وبفضله ورحمته وصل إلى رضاه ورحمته وقربه وكرامته.
📝والقلب إناء واحد، والأشربة متعددة، فأي شراب ملأه لم يبق فيه موضع لغيره.
↩️وإنما يمتلئ الإناء بأعلى أنواع الأشربة إذا صادفه خاليا ،ً
🔻 ففقر صاحب هذه الدرجة تفريغه إناءه من كل شراب غير شراب المحبة والمعرفة،
❓ وكيف يوضع شراب التسنيم الذي هو أعلى أشربة المحبين في إناء ملآن بخمر الدنيا والهوى.
🍃فهو سبحانه الأول في كل شيء
🔸 والآخر في كل شيء ..
🔸الظاهر فوق كل شيء ..
🔸الباطن دون كل شيء ..
📕فعبوديته باسمه الأول تقتضي🔻🔻
📍 التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف عليها والالتفات إليها،
📍وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضل الله ورحمته، وأنه هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد.
📍فمنه سبحانه الإعداد .. ومنه الإمداد .. وفضله سابق على الوسائل .. والوسائل من مجرد فضله وجوده.
📗وعبوديته باسمه الآخر تقتضي كذلك🔻🔻
📍 عدم ركونه ووقوفه بالأسباب والوقوف معها، فإنها تنعدم لا محالة، وتنقضي بالآخرية ويبقى الدائم الباقي بعدها.
📍فالتعلق بها تعلق بما يموت ويفنى، والتعلق بالآخر تعلق بالحي الذي لا يموت ولا يزول.
📍فالأمر ابتدأ منه سبحانه وإليه يرجع، فهو المبتدئ بالفضل حيث لا سبب ولا وسيلة، وإليه ينتهي الأمر حيث تنتهي الأسباب،
🔖 فكان الله ولم يكن شيء غيره، وكل شيء هالك إلا وجهه، فهو سبحانه أول كل شيء وآخره،
⬅️ وكما أنه رب كل شيء وخالقه وبارئه ↔️ فهو إلهه ومعبوده.
📘وعبوديته باسمه الظاهر🔻🔻
📍 أن يعلم أن ربه ليس فوقه شيء، له العلو المطلق على كل شيء بذاته، القاهر فوق عباده.
📌فالتعبد باسمه الظاهر يجمع القلب على المعبود، ويجعل له رباً يقصده، ويلجأ إليه، ويتوكل عليه ويفر إليه.
📙وعبوديته باسمه الباطن🔻🔻
📍أن يعلم أن ربه ليس دونه شيء، وأنه محيط بالعالم،
📍وأنه العظيم الذي كل العوالم في قبضته ظاهرها وباطنها كبيرها وصغيرها فكما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء، فهو الباطن بذاته فليس دونه شيء،
↩️ بل ظهر على كل شيء فكان فوقه، وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه.
📕 موسوعة فقه القلوب 📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
اللقاء الرابع
الثلاثـــــــــــاء 24 رجب 1436هـ
💎 فقه اﻻفتقار إلى الله 💎
📌وجود المال بيد الفقير لا يقدح في فقره،↔️ إنما يقدح في فقره رؤيته لملكيته،
↩️وإنما هو لسيده وهو كالخازن لسيده، الذي ينفذ أوامره في ماله، وله خزائن السموات والأرض.
🎐وإذا أصاب المال الذي في يده نائبة أو جائحة↔️ رأى أن المالك الحق هو الذي أصاب مال نفسه،
❓ فما للعبد والجزع والهلع؟.❓
♦️وإنما تصرف مالك المال في ملكه الذي هو وديعة في يد مملوكه،
↩️فله الحكم في ماله وحده:
إن شاء أبقاه .. وإن شاء أفناه .. وإن شاء زاده .. وإن شاء نقصه،
❌ فلا يتهم مولاه في تصرفه في ملكه .⬅️. بل يرى تدبيره هو موجب الحكمة.
📝والفقر على ثلاث درجات:🔰🔰
🔵الأولى:
⤴️فقر الزهاد
◀️وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطاً أو طلباً،
🔹فهو لا يضبط يده مع وجود المال شحاً،
🔹ولا يطلبها مع فقدها سؤالاً وحرصاً، وإسكات اللسان عنها ذماً أو مدحاً؛
↩️لأن من اهتم بأمر وكان له في قلبه موقع اشتغل اللسان بما فاض على القلب من أمره مدحاً أو ذماً.
🔖فهو إن حصلت له الدنيا مدحها .. وإن فاتته ذمها .. ومدحها أو ذمها علامة موضعها من القلب،
🔖والشيء إذا صغر أعرض القلب عنه مدحاً أو ذماً.
❤️والقلوب تولد كما تولد الأبدان.
🔖ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أباً للمؤمنين، وأزواجه أمهاتهم، فإن قلوبهم وأرواحهم ولدت به ولادة أخرى غير ولادة الأمهات،
📌 فإنه أخرج أرواحهم وقلوبهم من ظلمات الجهل والضلال والغي، ⬅️إلى نور العلم والإيمان، وفضاء المعرفة والتوحيد.
📝والقلوب في هذه الولادة ثلاثة:🔰
1⃣قلب لم يولد ولم يأن له، بل هو جنين في بطن الشهوات والغي، والجهل والضلال.
2⃣وقلب قد ولد، وخرج إلى فضاء المعرفة والتوحيد، ونور العلم والإيمان، فقرت بالله عينه، وقرت عيون به وقلوب، وذكرت رؤيته بالله، فاطمأن بالله وسكن إليه.
3⃣وقلب ثالث في البرزخ ينتظر الولادة صباحاً ومساءً. تأبى عليه غلبات المعرفة والحب والشوق إلا تقرباً إلى ربه، وتأبى عليه غلبات الطبع إلا جذبه وإيقافه وتعويقه، ⬅️فهو بين هذا مرة، وهذا مرة.
🔵الدرجة الثانية:
⤴️ الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل، وذلك يورث الخلاص من رؤية الأعمال، ويقطع شهود الأحوال.
📌فبفضل الله ورحمته وجدت منه الأقوال الشريفة، والأعمال الصالحة.
📌وبفضله ورحمته وصل إلى رضاه ورحمته وقربه وكرامته.
📝والقلب إناء واحد، والأشربة متعددة، فأي شراب ملأه لم يبق فيه موضع لغيره.
↩️وإنما يمتلئ الإناء بأعلى أنواع الأشربة إذا صادفه خاليا ،ً
🔻 ففقر صاحب هذه الدرجة تفريغه إناءه من كل شراب غير شراب المحبة والمعرفة،
❓ وكيف يوضع شراب التسنيم الذي هو أعلى أشربة المحبين في إناء ملآن بخمر الدنيا والهوى.
🍃فهو سبحانه الأول في كل شيء
🔸 والآخر في كل شيء ..
🔸الظاهر فوق كل شيء ..
🔸الباطن دون كل شيء ..
📕فعبوديته باسمه الأول تقتضي🔻🔻
📍 التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف عليها والالتفات إليها،
📍وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضل الله ورحمته، وأنه هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد.
📍فمنه سبحانه الإعداد .. ومنه الإمداد .. وفضله سابق على الوسائل .. والوسائل من مجرد فضله وجوده.
📗وعبوديته باسمه الآخر تقتضي كذلك🔻🔻
📍 عدم ركونه ووقوفه بالأسباب والوقوف معها، فإنها تنعدم لا محالة، وتنقضي بالآخرية ويبقى الدائم الباقي بعدها.
📍فالتعلق بها تعلق بما يموت ويفنى، والتعلق بالآخر تعلق بالحي الذي لا يموت ولا يزول.
📍فالأمر ابتدأ منه سبحانه وإليه يرجع، فهو المبتدئ بالفضل حيث لا سبب ولا وسيلة، وإليه ينتهي الأمر حيث تنتهي الأسباب،
🔖 فكان الله ولم يكن شيء غيره، وكل شيء هالك إلا وجهه، فهو سبحانه أول كل شيء وآخره،
⬅️ وكما أنه رب كل شيء وخالقه وبارئه ↔️ فهو إلهه ومعبوده.
📘وعبوديته باسمه الظاهر🔻🔻
📍 أن يعلم أن ربه ليس فوقه شيء، له العلو المطلق على كل شيء بذاته، القاهر فوق عباده.
📌فالتعبد باسمه الظاهر يجمع القلب على المعبود، ويجعل له رباً يقصده، ويلجأ إليه، ويتوكل عليه ويفر إليه.
📙وعبوديته باسمه الباطن🔻🔻
📍أن يعلم أن ربه ليس دونه شيء، وأنه محيط بالعالم،
📍وأنه العظيم الذي كل العوالم في قبضته ظاهرها وباطنها كبيرها وصغيرها فكما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء، فهو الباطن بذاته فليس دونه شيء،
↩️ بل ظهر على كل شيء فكان فوقه، وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه.
📕 موسوعة فقه القلوب 📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
اللقاء الرابع
الثلاثـــــــــــاء 24 رجب 1436هـ
4⃣
💎تابع فقه الافتقار إلى
الله💎
🔵الدرجة الثالثة:
⤴️
صحة الاضطرار، وهذه الدرجة فوق الدرجتين قبلها،
🔹 فإن الفقر الأول فقر عن الأعراض الدنيوية،
🔹 والثاني فقر عن رؤية المقامات والأحوال،
🔹والثالث فقر عن ملاحظة
الموجود الساتر للعبد عن مشاهدة الوجود،
📍فيبقى الوجود كله في
قبضة الحق عزَّ وجلَّ كالهباء المنثور في الهواء يتقلب بتقليبه إياه.
🔖فالفقر الأعلى أن يشهد
العبد اضطراره إلى الحي القيوم،
🔻ويشهد في كل ذرة من
ذراته الظاهرة والباطنة فقراً تاماً إليه من جهة كونه رباً له،
🔻ومن جهة كونه إلهاً
معبوداً لا غنى له عنه، كما لا وجود له بغيره.
🎐فهذا هو الغني بلا مال،
القوي بلا سلطان، العزيز بلا عشيرة، المكفي بلا عتاد.
🎐قد قرت عينه بالله فقرت
به كل عين، واستغنى بالله فافتقر إليه الأغنياء والملوك.
📌وهذا الفقير المضطر
إلى خالقه في كل طرفة عين إن حركه ربه بطاعة أو نعمة شكرها، وقال هذا من فضل ربي ومنه،
فله الحمد.
📍وإن تحرك بمبادئ معصيته
صرخ واستغاث بربه قائلاً:
🍃أعوذ بك منك، يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على دينك.
🎐فإن تم تحريكه بمعصية
التجأ إلى ربه التجاء أسير قد أسره عدوه وهو يعلم أنه لا خلاص له ولا يفكه من أسره
إلا سيده،
🔻أما هو فلا يملك لنفسه
نفعاً ولا ضراً، فهو في أسر العدو ناظر إلى سيده متى يفكه منه؟.❓
🔶فهو سبحانه الذي ينجي
من قضائه بقضائه،
🔸وهو الذي يعيذ بنفسه
من نفسه،
🔸 وهو سبحانه الذي يدفع ما منه بما منه، فالخلق كله له، والأمر كله له،
🔸والحكم كله له، وما
شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
🔸ولا يهدي لأحسن الأقوال
والأعمال والأخلاق إلا هو، ولا يصرف سيئها إلا هو:
☀️ {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ
وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [يونس: 107].
🔷والغنى والفقر مطيتان
يركبهما الناس إلى الآخرة ..
🔹والغنى له عبودية
.. والفقر له عبودية ..
🔹وكما أن للغنى أوامر
.. فكذلك للفقر أوامر.
♦️والغنى كالفقر أمر من
أوامر الله يبتلى بهما العباد،
🔻والمسلم غني بربه فلا
يخاف من الفقر،
❓ وكيف يخاف المسلم من
الفقر ومولاه له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟.❓
🔶وحقيقة الفقر:
🔰 أن يصير العبد كله لله، لا يبقى عليه بقية من نفسه وحظه وهواه؛
↩️
لأنه إذا كان لنفسه فليس لله، وإذا لم يكن لنفسه فهو لله.
🔰فحقيقة الفقر أن لا
تكون لنفسك، ولا يكون لها منك شيء، بحيث تكون كلك لله،
🎐وإذا صح الافتقار إلى
الله تعالى فقد صح الاستغناء بالله،
🎐 وإذا صح الاستغناء بالله كمل الغنى به.
📝ولفظ الفقر ورد في القرآن
في ثلاثة مواضع:🔰
☀️أحدها: في قوله سبحانه: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ
إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)} [البقرة:
273].
☀️الثاني: في قوله سبحانه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ
وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)} [التوبة: 60].
☀️الثالث: في قوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ
الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} [فاطر:
15].
📌فالصنف الأول: خواص
الفقراء.
📌والثاني: فقراء المسلمين
عامهم وخاصهم.
📌والثالث: الفقر العام
لأهل الأرض كلهم فقيرهم وغنيهم، ومؤمنهم وكافرهم.
🔖والمراد بالفقر هنا
شيء أخص من هذا كله، ◀️وهو تحقيق العبودية
لله،
🔖والافتقار إلى الله
تعالى في كل حال، والاستغناء به عما سواه.
❓وأما الفقير الصابر
.. والغني الشاكر .. أيهما أفضل؟.❓
♦️فإن التفضيل لا يرجع
إلى ذات الفقر والغنى،
🔻 وإنما يرجع إلى الأعمال والأحوال،
🔻 والتفضيل عند الله بالتقوى لا بالغنى والفقر
☀️كما قال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
🎐والفقر والغنى ابتلاء
من الله لعباده
☀️
كما قال سبحانه: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ
فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ
الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ
التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)} [الفجر:
15 - 20].
📕 موسوعة فقه القلوب📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
اللقاء الخامس
الأحــــــــــد 25 رجب 1436هـ
5⃣
💎حقيقة قرة عين اﻹنسان 💎
🍃عبادته سبحانه ومعرفته وتوحيده وشكره قرة عين الإنسان، وأفضل لذة للروح والقلب والجنان.
📍وليس المقصود بالعبادات والأوامر المشقة والكلفة بالقصد الأول، وإن وقع ذلك ضمناً وتبعاً في بعضها لأسباب اقتضته لا بدَّ منها.
🎐فأوامره سبحانه، وحقه الذي أوجبه على عباده، وشرائعه التي شرعها لهم، هي قرة العيون، ولذة القلوب، ونعيم الأرواح وسرورها، وبها شفاؤها وسعادتها، وفلاحها، وكمالها في معاشها ومعادها
☀️كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)} [يونس: 57، 58].
🔷ولم يسم الله عزَّ وجلَّ أوامره ووصاياه وشرائعه تكليفاً،
🔹وإنما سماها روحاً ونوراً، وهدى وحياة، ورحمة وشفاء، وعهداً ووصية، ونحو ذلك،
◀️ وما ذكر في القرآن من ذكر التكليف فإنما ورد في جانب النفي
☀️ كما قال سبحانه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].
💦وأجل نعيم في الجنة، وأفضله وأعلاه على الإطلاق،
⤴️هو النظر إلى وجه الرَّب جل جلاله، وسماع خطابه.
🍃فالمؤمنون مع كمال تنعمهم بما أعطاهم ربهم في الجنة، لم يعطهم ربهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه.
🌵وإنما كان ذلك أحب إليهم، لأن ما يحصل لهم به من اللذة والنعيم، والفرح والسرور، وقرة العين، فوق ما يحصل لهم من التمتع بالأكل والشرب، والحور العين، ولا نسبة بين اللذتين والنعمتين البتة.
🌵وكما أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة، إلى نعيم النظر إلى وجه الأعلى سبحانه، فكذلك لا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه، والأنس به.
💫قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللهَ يَقُولُ لأهْلِ الْجَنَّةِ، يَا أهْلَ الْجَنَّةِ! فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ، رَبَّنَا! وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لا نَرْضَى؟ يَا رَبِّ! وَقَدْ أعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: ألا أعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ! وَأيُّ شَيْءٍ أفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلا أسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أبَدًا» متفق عليه .
🚩والمخلوق كله، كبيره وصغيره، قويه وضعيفه،
📍ليس عنده للعبد نفع ولا ضر، ولا عطاء ولا منع، ولا هدى ولا ضلال، ولا نصر ولا خذلان، ولا خفض ولا رفع، ولا عز ولا ذل.
🌵بل الله الواحد القهار هو الذي يملك كل ذلك وحده دون سواه.
📍والعبد ضعيف مضطر إلى من يدفع عنه عدوه بنصره، وإلى من يجلب له منافعه برزقه،
🔸فلا بدَّ له من ناصر ورازق، والله وحده هو الذي ينصر ويرزق، فهو الرزاق ذو القوة المتين.
🔰ومن كمال إيمان العبد
🔺 أن يعلم أن الله إذا مسه بسوء، لم يرفعه عنه غيره، وإذا ناله بنعمة، لم يرزقه إياها سواه.
🔰وهذا يقتضي من العبد
🔺التوكل على الله، والاستعانة به، ودعاؤه وسؤاله وحده دون سواه، ومحبته وعبادته، لإحسانه إلى عبيده، وإسباغ نعمه عليهم.
🌔فإذا أحبوه وعبدوه وتوكلوا عليه،
◀️ فتح الله لهم من لذيذ مناجاته، وعظيم الإيمان به، والإنابة إليه، ما هو أحب إليهم من قضاء حاجاتهم:
☀️{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [يونس: 107].
☀️وقال الله سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160].
🌖وتعلق العبد بما سوى الله تعالى مضرة عليه، إذا أخذ منه فوق القدر الزائد على حاجته، غير مستعين به على طاعته.
📍فإذا نال من الطعام والشراب والنكاح واللباس فوق حاجته ضره ذلك.
📍ولو أحب العبد ما سوى الله ما أحب، ⬅️فلا بدَّ أن يُسلبه ويفارقه،
📍 فإن أحبه لغير الله⬅️ فلا بدَّ أن تضره محبته، ويعذب بمحبوبه،
🔸 إما في الدنيا أو في الآخرة، أو فيهما معاً، وهذا هو الغالب
☀️كما قال سبحانه: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } [التوبة: 55].
🔰فكل من أحب شيئاً سوى الله تعالى، ولم تكن محبته له لله تعالى ولا لكونه معيناً له على طاعته، ◀️عذب به في الدنيا قبل يوم القيامة.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
6⃣
💎فقه بقاء صلاح القلوب 💎
🌔 كل من أحب شيئاً سوى الله فالضرر حاصل له بمحبوبه،
🔺 إن وجد وإن فقد،
🔻فإنه إن فقده عذب بفراقه، وتألم على قدر تعلق قلبه به.
🔻وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد والتعب في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته، أضعاف أضعاف ما في حصوله من اللذة.
📍واعتماد العبد على المخلوق، وتوكله عليه،
🔹يوجب له الضرر من جهته هو ولا بدَّ، عكس ما أمَّله منه، فلا بدَّ أن يُخذل من الجهة التي قدر أن يُنصر منها، ويُذم من حيث قدر أن يُّحمد
☀️ كما قال سبحانه: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)} [مريم: 81، 82].
🔴فالمشرك يرجو بشركه النصر تارة .. والعز تارة .. والسعادة تارة .. والحمد تارة .. والثناء تارة .. وأنى له ذلك.
🌕فصلاح القلب وسعادته وفلاحه في عبادة الله وحده، والاستعانة به وحده:
☀️{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } [الشعراء: 213].
🔴وهلاك القلب وشقاؤه، وضرره العاجل والآجل، في عبادة المخلوق والاستعانة به، فاحذر ذلك:
☀️ {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا } [الإسراء: 22].
🌵والله عزَّ وجلَّ غني كريم، عزيز رحيم،
⤴️فهو محسن إلى عبده مع غناه عنه، يريد به الخير، ويكشف عنه الضر، لا لجلب منفعة إليه من العبد، ولا لدفع مضرة.
🎐بل رحمة منه وإحساناً ومحبة له،
🎐وهو سبحانه لم يخلق خلقه ليتكثر بهم من قلة، ولا ليعتز بهم من ذلة، ولا ينفعوه أو يدفعوا عنه أو يرزقوه:
☀️ كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [لذاريات: 56 - 58].
❓❗️وماذا يملك العبد الفقير حتى يعطي؟❓❗️ ..
❓❗️وماذا يعلم من الخلق حتى يواسي غيره؟ ❓❗️..
❓❗️وماذا يملك من العمر حتى يبقى؟.❓❗️
🌔إن العبد المخلوق لا يعلم مصلحتك حتى يعرفه الله تعالى إياها، ولا يقدر على تحصيلها لك حتى يقدره الله تعالى عليها، ولا يريد ذلك حتى يخلق الله فيه إرادة ومشيئة لذلك.
⤴️فعاد الأمر كله لمن ابتدأ منه، فهو الذي بيده الخير كله، واليه يرجع الأمر كله، فتعلق القلب بغيره ضرر محض لا منفعة فيه،
🔺وما يحصل بذلك من المنفعة فهو سبحانه الذي قدرها ويسرها وأوصلها إليك، وغالب الخلق إنما يريدون قضاء حوائجهم منك، وإن أضر ذلك بدينك ودنياك، فهم إنما يريدون قضاء حوائجهم ولو بمضرتك.
💎والرَّب تبارك وتعالى
💧إنما يريد لك المصلحة،
💧ويريد الإحسان إليك لك لا لمنفعته،
💧ويريد دفع الضرر عنك،
❓ فكيف تعلق أملك ورجاءك وخوفك بغيره؟❓
🌵والله سبحانه رفيع الدرجات، الذي تعالت ذاته أن يُتقرب إليه إلا بالعمل الصالح الزكي الطاهر، وهو الإخلاص الذي يرفع درجات أصحابه ويقربهم إليه، ويجعلهم فوق خلقه.
🌕والوحي للأرواح والقلوب،
◀️ بمنزلة الأرواح للأجساد، فكما أن الجسد بلا روح لا يحيا ولا يعيش، فكذلك الروح والقلب بدون روح الوحي لا يصلح ولا يفلح:
☀️{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)} [غافر: 14، 15].
🔰إن من لم يكن في قلبه نور الإيمان، 🔻يرى العزة بالأموال والأشياء، لا بالإيمان والأعمال،
◀️ وبذلك يحرم من الأعمال الصالحة، ويتعلق قلبه بالفانية.
🔻وكلما ضعف الإيمان نقص الدين، فتوجه الناس إلى غير الله، والعمل بلا يقين كالجسد بلا روح لا فائدة فيه،
◀️واليقين أن نعتقد أن جميع الفوز والفلاح، في الدنيا والآخرة، بيد الله وحده لا شريك له.
🌕وإذا أحب الله عبداً،
🔺هداه إليه،
🔺وأدخله بيته،
🔺وأشغله فيما يحب،
🔺واستعمل قلبه وجوارحه فيما يحب: ☀️{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } [الشورى: 13].
💬اللهم اهدنا فيمن هديت ..
💬وعافنا فيمن عافيت.
💬وتولنا فيمن توليت ..
💬واستعمل ألسنتنا بذكرك ..وجوارحنا في طاعتك وعبادتك.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
تم بحمد الله الأسبوع الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق