سورة البلــد
☆ ١ ☆
💎فقه تدبر سورة 《البلد》💎
🍃بسم الله الرحمن الرحيم🍃
📖سورة البلد
⤴️مكيّة ، وهي عشرون آية.
🔰تسميتها :🔰
⚪️سميت سورة البلد
⤴️ لأن اللَّه تعالى أقسم في فاتحتها بالبلد الحرام (مكة) الذي شرفه اللَّه بالبيت العتيق ، وجعله قبلة المسلمين ، تعظيما لشأنه.
🔰مناسبتها لما قبلها :🔰
💡ترتبط السورة بما قبلها من وجهين :
◽️1- ذم اللَّه تعالى في السورة السابقة (الفجر) من أحب المال ، وأكل التراث ، ولم يحض على طعام المسكين ،
🔺وذكر في هذه السورة الخصال التي تطلب من صاحب المال من فك الرقبة (إعتاق العبيد) والإطعام في يوم المسغبة (المجاعة).
◽️2- ختم اللَّه تعالى السورة المتقدمة ببيان حال النفس المطمئنة في الآخرة ،
🔺وذكر هنا طريق الاطمئنان ، وحذّر من ضده وهو الكفر بآيات اللَّه ومخالفة أوامر الرحمن.
🔰ما اشتملت عليه السورة :🔰
🔘محور هذه السورة المكية الحديث عن سعادة الإنسان وشقاوته ، ومنهجه في اختيار أحد الطريقين.
💡بدأت بالقسم بالبلد الحرام- مكة أم القرى ، التي يأمن الناس فيها ،
⤴️ تنبيها على عظمة قدرها ، سواء في حال الإحرام أو الحل ، وتنويها بموطن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وتعظيم تحريم إيذائه في البلد الأمين ،
💡 ثم ذكرت المقسم عليه وهو أن حال الإنسان في الدنيا في نصب وتعب :
☀️{ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ..}[الآيات 1- 4].
💡وأردفت ذلك بالإخبار عن خلق ذميم في الإنسان وهو اغتراره بقوته ، مما حدا بكفار مكة الذين اغتروا بقوتهم أن يعاندوا الحق ، ويكذبوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ، وينفقوا أموالهم في المفاسد والشرور ،
⤴️ وهو شأن المفتونين المغرورين بمالهم وغناهم :
☀️{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ..}[الآيات 5- 7].
💡ثم ذكّرت الإنسان بما أنعم اللَّه عليه من العينين واللسان والشفتين وبيان طريق الخير والشر له ، واختياره أحد السبيلين بعقله وإرادته :
☀️{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ..} [الآيات 8- 10].
💡ثم أبانت للإنسان ما يعترضه من الأهوال والمصاعب يوم القيامة وطريق اجتيازها بالإيمان والعمل الصالح وإنفاق المال في جهات البر والخير ، ليكون من الأبرار السعداء أهل اليمين :
☀️{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ... }[الآيات 11- 18].
💡وقابلت ذلك بتوضيح منهج الأشقياء الفجار أهل الشمال ،
⤴️وهو الكفر بآيات اللَّه ، فيتميز المؤمنون عن الكفار ، ويتبين مآل الفريقين إما إلى الجنة أو إلى النار :
☀️{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ..} [19- 20].
📗التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج📗
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢ ☆
💎فقه تدبر سورة "البلد"💎
💬يقول الشيخ السعدي رحمه الله
🔘 "لا أقسم بهذا البلد" مكية
☀️الآيات من { ١ - ٢٠ }
📍يقسم تعالى☀️ {بِهَذَا الْبَلَدِ} الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول الرسول ﷺ فيها،
☀️{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}
🔗أي: آدم وذريته.
🔷والمقسم عليه قوله:
☀️{لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ}
🔗يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد
💡في الدنيا،
💡وفي البرزخ،
💡ويوم يقوم الأشهاد،
⏪ وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.
🎐وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.
🔶ويحتمل أن المعنى:
🔗لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك،
🔖فإنه لم يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ،
↩️بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه،
🔦فحسب بجهله وظلمه أن هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل،
☀️ولهذا قال تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}
🔗 ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه.
☀️فـ {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا} أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.
🔦وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا،
↩️ لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب والقلة،
↙️ لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.
🔵قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات:
☀️{أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}
🔗 أي: أيحسب في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟❓
🔺بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله من خير وشر.
📍ثم قرره بنعمه،
☀️فقال: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ}
🔗 للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا،
📍ثم قال في نعم الدين:
☀️ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن}
🔗 أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي
⭐️ فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن⏬⏬
🔺يقوم بحقوق الله،
🔺ويشكر الله على نعمه،
🔺وأن لا يستعين بها على معاصيه ،
↙️ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.
☀️{فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته .
↩️وهذه العقبة شديدة عليه،
📌 ثم فسر هذه العقبة
☀️ {فَكُّ رَقَبَةٍ}
🔗 أي: فكها من الرق، بعتقها
🔗أو مساعدتها على أداء كتابتها،
🔦ومن باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار.
☀️{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}
🔗أي: مجاعة شديدة،
⏪بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.
☀️{يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ}
🔗أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.
☀️{أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}
🔗 أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.
☀️{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}
🔗 أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم.
⬅️ من كل قول وفعل واجب أو مستحب.
☀️{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
🔗على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار الله المؤلمة
↩️بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.
☀️{وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}
للخلق،⏬⏬
🔺من إعطاء محتاجهم،
🔺وتعليم جاهلهم،
🔺والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه،
🔺 ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية،
🔺 وأن يحب لهم ما يحب لنفسه،
🔺 ويكره لهم ما يكره لنفسه،
↙️أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة
☀️{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}
🔗 لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه،
🔖 وهذا عنوان السعادة وعلامتها.
☀️{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا}
🔗بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم،
🔺 فلم يصدقوا بالله، ولا آمنوا به ، ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله،
☀️{والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَة عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}
🔗 أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة .
📕تفسير السعدي رحمه الله📕
📚 جامعة الفقة اﻹسﻻمي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚
☆ ٣ ☆
💎 الدرر المستخرجة من سورة 《 البلد》 💎
⚪️الفوائد المستنبطة من السورة⚪️
◽️الفائدة الأولى: تعظيم مكة
شرفها الله لأن الله تعالى أقسم بها.
◽️الفائدة الثانية: زيادة شرفها بحصوله - صلى الله عليه وسلم – فيها.
◽️الفائدة الثالثة: بيان اسم من أسماء مكة (البلد).
◽️الفائدة الرابعة: أن الدنيا دار مكابدة وعناء، وهي على الكافر أشد.
◽️الفائدة الخامسة: تسلية النبي ﷺ ، وتسلية كل مؤمن.
◽️الفائدة السادسة: سوء تقدير الكافر، وغروره.
🔺فحسابات الكافر دائمًا، خاطئة ونتائجها خاطئة.
🔺لأنها انطلقت من مقدمات خاطئة.
◽️الفائدة السابعة: ذم الصلف، والمباهاة.
◽️الفائدة الثامنة: غفلة الكافر عن اطلاع الله عليه.
◽️الفائدة التاسعة: كمال ربوبية الله سبحانه.
◽️الفائدة العاشرة: هداية الدلالة، والبيان،
📍على أن المراد: (بالنجدين) طريق الخير أو الشر.
↩️وعلى القول أن المراد:
📍(الثديين)، فهي الهداية العامة، وهي هداية العبد لمصالحه المعاشية.
◽️الفائدة الحادية عشر: مشقة الأعمال الصالحة على النفس.
◽️الفائدة الثانية عشر: الحاجة إلى المجاهدة.
◽️الفائدة الثالثة عشر : فضل عتق الرقاب، وإطعام الطعام لذوي القرابة والحاجة.
◽️الفائدة الرابعة عشر : أن من أبرز صفات المؤمنين الصبر، والمرحمة.
◽️الفائدة الخامسة عشر: حسن عاقبة المؤمنين.
◽️ الفائدة السادسة عشر : شؤم عاقبة الكافرين.
◽️الفائدة السابعة عشر : إثبات البعث، والجنة، والنار.
📕التفسير العقدي لجزء عم📕
📚 جامعة الفقة ﻹسﻻمي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق