فقه العلم الإلهـــــــــــــــــي [ 3 ]


فقه العلم الإلهـــــــــــــــــي [ 3 ]





▪٧▪

💎 كمال العبودية بين محبوب ومكروه النفس 💎


♦أقسام الناس في الدنيا:

💧البشر في الدنيا أربعة أقسام:
↙1 - قسم خلقهم الله لعبادته وجنته، 
⤴وهم الأنبياء والرسل وأتباعهم، وهؤلاء أفضل الخلق.

↙2 - وقسم خلقهم الله لعبادته وناره، 
⤴وهم المراؤن بأعمالهم كالمنافقين.

↙3 - وقسم خلقهم الله لجنته لا لعبادته 
⤴كمن مات وهو طفل.

↙4 - وقسم خلقهم الله لمعصيته وناره
⤴ كإبليس وفرعون ونحوهما ممن مات كافراً.

🔘كمال العبودية:

🔺1 - تكمل العبودية لله بأربعة أمور:
📝الأول: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

📝الثاني: أعمال القلوب كالمحبة والخوف والرجاء واليقين والتوكل ونحوها.

📝الثالث: أعمال الجوارح بامتثال أوامر الله حسب سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

📝الرابع: حسن الخلق: 
◽مع الخالق بلزوم العبادة والطاعة،
◽ ومع المخلوق بالنصح له، والإحسان إليه.

🔳وأشرف أهل الأرض عبوديةً الأنبياء والرسل؛ لكمال معرفتهم بالله وما يجب له.

🔺2 - وكل عبد يتقلب بين ثلاثة أمور:
⚪نعم من الله تترادف عليه، فواجبه فيها الحمد والشكر.
⚫وذنوب اقترفها، فواجبه فيها الاستغفار والتوبة.
🔵ومصائب يبتليه الله بها، فواجبه فيها الصبر.

⤴ومن قام بواجب هذه الثلاث فقد أكمل العبودية، وله السعادة في الدنيا والآخرة.

🔺3 - ولله على كل عبد عبوديتان:
⚪عبودية في السراء .. وعبودية في الضراء .. 
⚪وعبودية فيما يحب .. وعبودية فيما يكره.
🔰وأكثر الناس يعطون العبودية فيما يحبون، 
🔖والشأن إعطاء العبودية في المكاره.

💧فالوضوء بالماء البارد في الصيف عبودية، 
💧والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية .. 
♦والصبر عن المعاصي عبودية،
♦ والصبر على الجوع عبودية،
⤴ ولكن فرق بين العبوديتين.

⚪فمن كان قائماً لله بالعبوديتين في حال السراء والضراء، وحال المحبوب والمكروه، 
⤴فهو من عباد الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وليس لعدوه سلطان عليه.

🔺4 - والله عز وجل يريد من الإنسان تكميل محبوباته 
↙وهي أوامره سبحانه، والنفس تريد من الإنسان تكميل محبوباتها وهي الشهوات.
↙والله يريد منا العمل للآخرة، والنفس تريد العمل للدنيا.

🔳وكمال العبودية بحمل النفس على الإيمان والأعمال الصالحة.
🔳وتكميل ما يحب الرب في الدنيا، ليكمل للإنسان ما يحب في الآخرة.
1☀ - قال الله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} [العنكبوت: 2 - 3].
☀2 - وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فُصِّلَت: 30 - 32].

📕موسوعة الفقه الإسلامي📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


▪٨▪

💎 فقه أنواع العبادة والعبودية 💎

🔰صفة أداء العبادات:
▫الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، 
⤴فيجب الاعتدال في أداء العبادات، وعدم الإفراط والتفريط.

▫فالنفوس لها إقبال وإدبار، ونشاط وكسل، وإقدام وإحجام، ورغبات وشهوات.

⚪فلله حقوق، وللنفس حقوق، وللغير حقوق، فيعطي كل ذي حق حقه، وتؤخذ النفوس إذا نشطت، وتراح إذا كلّت.
☀1 - قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة: 185].
💫 2- وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ». أخرجه البخاري .

🔵أقسام العبودية:
🔺العبودية نوعان:
🔖1 - العبودية العامة:
⤴ وهي عبودية أهل السماوات والأرض كلهم .. مؤمنهم وكافرهم .. بَرّهم وفاجرهم، 
⭕وهي عبودية القهر والمُلْك التي لا يخرج عنها أحد.
☀قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} [مريم: 93 - 95].

🔖2 - العبودية الخاصة:
⤴ وهي عبودية الطاعة والمحبة واتباع الأمر، وهي خاصة بالمؤمنين.
☀قال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} [الزُّمَر: 17 - 18].

🔵 أهل العبودية:
🔺أهل العبودية المأمورين بالعبادة هم الإنس والجن.

♦فجميع ذرية آدم مأمورون بالعبادة، وهي واجبة عليهم.
♦والجن مأمورون منهيون كالإنس، لكن ما أمروا به ليس مساوياً للإنس في الحد.
⤴لكنهم مشاركون للإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي، والإيمان والتوحيد، والتحليل والتحريم.
🔘مؤمنهم في الجنة وكافرهم في النار.
🔳والرسل من رجال الإنس، والجن ليس فيهم إلا نُذُر .
🌴ومحمد - صلى الله عليه وسلم - مبعوث إلى كافة الثقلين الإنس والجن.
🌴وآدم أبو البشر، وإبليس أبو الجن، وفي هؤلاء وهؤلاء المؤمن والكافر .. والمطيع والعاصي، والسعيد والشقي.
1☀ - قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 56 - 58].
☀2 - وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 107].

🔵 فقه العبادة:
🔺الله عز وجل خالق كل شيء.
▫خَلْقه للطاعات نعمة ورحمة ..
▪ وخَلْقه للمعاصي له فيها حكمة ورحمة، وهي مع هذا عدل منه، فإن الله لا يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون.

🔳وظلم الناس لأنفسهم نوعان:
◾الأول: عدم عملهم بالطاعات، فهذا ليس مضافاً إليهم.

◾الثاني: عملهم بالسيئات، خلقه الله عقوبة لهم على ترك الطاعات التي خلقهم لها، وأمرهم بها.

⭕فكل نعمة منه فضل .. وكل نقمة منه عدل.
🔰وكل ما يذكره الله في القرآن من خَلْق الكفر والمعاصي فهو جزاء على ترك تلك الطاعات 
☀كما قال سبحانه: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)} [الأنعام: 125].

🔘ولا بد لكل عبد من حركة وإرادة، فلما لم يتحركوا بما أمروا به من الطاعات، 
▪حُركوا بالسيئات عدلاً من الله، حيث وضع ذلك في موضعه اللائق به، القابل له، 
↙وهو القلب الذي لا يكون إلا عاملاً إما بالحسنات وإما بالسيئات.

♦فالعبد أحدث المعصية، والله أحدث جزاءها عقوبة منه.

☀كما قال سبحانه: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56)} [الزُّخرُف: 55 - 56].


📕موسوعة الفقه الإسلامي 📕
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


▪٩▪

💎 حقيقة العبودية بتوحيد القلوب 💎


⚪منازل العبودية:
⤴عبادة الله عز وجل تقوم على أصلين:
♦عبودية القلوب .. 
♦وعبودية الجوارح .. وكل منهما درجات.

⚪فعبودية القلوب:
🔺منها مهابة الجبار جل جلاله أفضل من المحبة؛ 
⤴لأن المهابة نشأت عن معرفة جلال الرب وعظمته وكبريائه.

🔺ثم يليها محبة الله عز وجل الناشئة عن معرفة إنعام الرب وإفضاله، وبره وإحسانه.

🔺ثم التوكل عليه سبحانه؛ 
⤴لأن منشأه ملاحظة توحد الرب جل جلاله بالخلق والتدبير والتصريف.
🔺ثم الخوف والرجاء؛
⤴ لأنهما نشآ عن ملاحظة الخير والشر، والثواب والعقاب، وتعلقهما بهما.

▫وقد شرفا من جهة معرفة قدرة الله عليهما، إذ لا يرجى من يعجز عن الخير، ولا يُخاف من لا يقدر على الضير.
☀قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزُّمَر: 67].

🌟 فقه العبودية:🌟
🔳كل مخلوق فقير إلى الله في جلب ما ينفعه، ودفع ما يضره.

♦والله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته، فبذكره تطمئن قلوبهم، وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم.
◽يعطيهم في الدنيا أعظم شيء وهو الإيمان به، 
◽ويعطيهم في الآخرة أعظم شيء وهو النظر إليه عز وجل.

🔰وليس في الوجود ما يسكن العبد إليه، ويطمئن به إلا الله سبحانه.
🔰وحاجة القلوب إلى الإيمان أعظم من حاجة الأجساد للطعام.

⤴ذلك أن الإيمان بالله وعبادته ومحبته هو غذاء القلوب، وزاد الإنسان وقُوْته، وصلاحه وقوامه.

♦فليست عبادة الله تكليف ومشقة لأجل الاختبار فقط، ولا لأجل التعويض بالأجرة فقط.

◽وإنما المقصود الأول والأهم إرادة وجه الله عز وجل، والتوجه إليه وحده؛ 
⤴لأنه الإله الحق الذي تألهه القلوب، وتطمئن إليه.
🔺فجميع أوامر الله عز وجل قرة العيون، وسرور القلوب، ولذة الأرواح.

🔵والمخلوق كله ليس بيده شيء، وليس عنده لنفسه ولا لغيره نفع ولا ضر، ولا عطاء ولا منع، بل ذلك كله بيد الذي خلقه.

⚫وتعلق العبد بما سوى الله مضرة عليه، ومن أحب غير الله حباً تاما
⏪ً فلا بد أن يسأمه أو يفارقه.

⚫ومن أحب شيئاً لغير الله 
⏪فلا بد أن يضره محبوبه، ويكون سبباً لعذابه في الدنيا والآخرة، والضرر حاصل له إن وَجد أو فَقد.
◾فإن وجد حصل له من الألم أكثر من اللذة، وإن فقد تعذب بالفراق وتألم.

🔵والخلق كلهم لن ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، ولن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
🔵ولن ينفعوك أو يضروك إلا بإذن الله فلا تعلق بهم رجاءك، 

📌والعابد حقاً من جمع في عبادته بين المشهدين:🔻🔻
🔺الأمر الشرعي .. 
🔺والأمر الكوني،
⤴ وعلى هذين المشهدين مدار الدين.
⚪فإن العبد إذا شهد عبوديته لربه، لم يكن مستبغضاً لأمر سيده، لا يغيب بعبادته عن معبوده، ولا يغيب بمعبوده عن عبادته.
◽بل يكون له عينان مبصرتان، 
💫ينظر بأحدهما إلى معبوده كأنه يراه، 
💫وينظر بالأخرى إلى أمر سيده، 
↙فيوقعه على الوجه الشرعي الذي يحبه مولاه ويرضاه.

⤴وتلك عبادة الرسل، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم التعبد بها.
☀قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا } [النساء: 125].


📕موسوعة الفقه الإسلامي 📕
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚







بسم الله الرحمن الرحيم 

موسوعة الرسائل الصوتية
        

إن استمعت لهذه الدروس فأنت في عبادة ، 
وإن عملت بها فأنت في عبادة ، 
وإن أرسلتها لغيرك فأنت في عبادة ، 
وإن تكلمت بما فيها بين الناس فأنت في عبادة ،  
وإن فرغتها فأنت في عبادة 
 {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة الجمعة 4]


موسوعة الرسائل الصوتية

لفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري - حفظه الله 

  《١》رسائل الإسلام

  الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله والخلوص منه.
        

 الرسالة التاسعة _✏

للاستماع إلى الرسالة 



لمشاهدة الرسالة على اليوتيوب


 

الرسالة العاشرة _

للاستماع إلى الرسالة 



لمشاهدة الرسالة على اليوتيوب



الرسالة الحادية عشرة _

للاستماع إلى الرسالة 


لمشاهدة الرسالة على اليوتيوب




مع تحيات موقع هذا الإسلام



جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق