الباب
الثاني
فقه
الخلق والأمــــــــر
موسوعة
فقه القلوب
الشيخ
محمد بن إبراهيم التويجري – حفظه الله-
☆ ١ ☆
💎فقه عظمة الله في الخلق واﻷمر 💎
◽️فقه الخلق والأمر◽️
☀️قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 54].
☀️وقال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الزمر: 62].
☀️وقال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)} [السجدة: 5 - 7].
🌟الله تبارك وتعالى هو الخالق، الذي خلق المخلوقات، وصور الكائنات، وأوجد الموجودات كلها، في العالم العلوي، وفي العالم السفلي.
🌟وهو سبحانه الكامل في ذاته، الكامل في أسمائه وصفاته،
↩️ولا يكون عن الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله إلا الفعل المحكم، والصنع المتقن.
🌟وهو سبحانه الخالق الذي خلق كل شيء، وأحسن كل شيء خلقه وأتقنه:
☀️{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } النمل.
🌟وهو سبحانه الذي خلق عباده حنفاء على الفطرة
💫كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ» متفق عليه .
💫وقال الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي: « .. خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أحْلَلْتُ لَهُمْ وَأمَرَتْهُمْ أنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا» أخرجه مسلم
🔷فخلق الله عزَّ وجلَّ العباد حنفاء، ولكن الشياطين أخرجوهم عن سنن الحنيفية، وأفسدوا فطرهم وقلوبهم بالشرك والمعاصي،⬅️ فأرسل الله الأنبياء بسنن الهدى رحمةً بالبشر.
🔷وبالأضداد والأغيار يخرج من شاء الله من المخلوقات عن سنن الإتقان والحكمة، ولولا ذلك لكانت في مرتبتها كالمولود يولد على الفطرة.
🔹فالماء خلقه الله طاهراً مطهراً، ولكن بمخالطته أضداده من الأنجاس والأقذار تغيرت أوصافه، وخرج عن الخلقة التي خلقه الله عليها،
⤴️فكانت تلك النجاسات والأقذار بمعنى أبوي الطفل اللذان يفسدان فطرته.
🔷وكما أن الماء إذا فسد بمخالطته النجاسات والقاذورات لم يصلح للطهارة،⬅️ فكذلك الآدمي إذا فسد بالأغيار لم يصلح لمجاورة الرب ودخول الجنة.
🔷والأغذية والفواكه الطيبة إذا خالطت باطن الحيوان خرجت عن حالتها التي خلقت عليها، واكتسبت بهذه المخالطة والمجاورة خبثاً وفساداً لم يكن فيها، لسلوكها في غير طرقها التي بها كمالها.
🔹ولما أنزل الله الماء طاهراً نافعاً فمازج الأرض، وسالت به أوديتها، أوجد الله سبحانه بينهما بسبب هذه المخالطة والممازجة أنواعاً من الثمار والفواكه، والزروع والعنب، والنخيل والزيتون، وسائر الأغذية والأقوات، وأوجد مع ذلك المر والحنظل والشوك وغير ذلك، فاللقاح واحد، ولكن الأم مختلفة.
🔷والله عزَّ وجلَّ يصرف ما أخرجه من هذا الماء بحكمته، ويقلبه ويحيل بعضه إلى بعض، وينقل بعضه بالمخالطة والمجاورة عن طبيعته إلى طبيعة أخرى.
❕❗️ألا ما أعظم الله، وما أعظم قدرته، وما أعظم آياته ومخلوقاته.❕❗️
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢ ☆
💎تعظيم الرب بفقه الخلق والأمر 💎
🔺ففي خلق السماء آيات وعبر:
☀{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190].
🔺وفي خلق الأرض آيات وعبر:
☀{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الرعد: 4].
🌟فالله عزَّ وجلَّ يقلب الليل والنهار، ويقلب ما فيهما، ويقلب أحوال العالم من حر وبرد، ونور وظلام، ورطب ويابس، وحركة وسكون،
🔅يفعل ذلك كله كما يشاء،
🔅ويسلك بذلك مسلك الحكمة البالغة التي بها يتم مراده،
🔅ويظهر ملكه وحكمته وعزته وقدرته:
☀{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)} [الأعراف: 54].
🌟والقرآن الكريم عمدته وأصله ومقصوده ⬅تحقيق العبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له،
⤴ومن أجل ذلك بين الله في القرآن
🔅أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، وأفعاله،
🔅وأنواع خلقه، وأنواع حمده، والثناء عليه.
🔅وأظهر كمال قدرته، وعظمته، وعزته وقدرته، وأنواع صنعه.
🔅وتقدم إلى عباده بأمره ونهيه على ألسنة رسله وأنبيائه.
🔅فأخبر عن الكافرين والمكذبين، وذكر ما أجابوا به رسلهم، وما قابلوا به رسالات ربهم، ووصف كفرهم وعنادهم، وكيف كذبوا على الله، وكذبوا رسله، وردوا أمره، فدمرهم الله بألوان العذاب.
⤴فكان ذلك دليلاً على عظمة الرب، وكمال قدرته، وقهره لأعدائه، ونصره لأوليائه.
وكان موقع هذا من خلقه موقع تعظيمه وإجلاله، وتسبيحه تعالى وتنزيهه، وحمده والثناء عليه بما يليق بجلاله.
🔅ومن تمام حمده، تسبيحه وتنزيهه عما وصفه به أعداؤه، والجاهلون به مما لا يليق به من الصاحبة والولد، والفقر والتعب، والشرك، ونفي صفات الكمال عنه، وغير ذلك مما نزه عنه نفسه، وسبح به نفسه.
⤴وكان في ذلك ظهور حمده بخلقه، وتنوع أسبابه، وكثرة شواهده، وسعة طرق الثناء عليه به، وتقرير عظمته، ومعرفته في قلوب عباده.
🔖فسبحان العليم الخبير، الحكيم في خلقه وأمره،
🌟فلولا معرفة الأسباب التي يسبح وينزه ويتعالى عنها، وخلق من يضيفها إليه ويصفه بها،
↩لما قامت حقيقة التسبيح، ولا ظهر لقلوب أهل الإيمان عن أي شيء يسبحونه، وعن ماذا ينزهونه.
🌟فلما رأوا في خلقه من قد نسب إليه ما لا يليق به .. ونسبه إلى ما لا يليق به .. وجحد من كماله ما هو أولى به ..
↩سبحوه حينئذ تسبيح مجل له .. معظم له .. منزه له عن أمر قد نسبه إليه أعداؤه .. والجاهلون بأسمائه وصفاته.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣ ☆
💎تحقيق العبودية بفقه الخلق والأمر 💎
♦نفي الألوهية عما سوى الله، من تمام التوحيد وكماله وظهور أعلامه.
🔖وتكذيب أعداء الرسل لهم، وردهم ما جاؤوهم به،⬅ كان من الأسباب الموجبة لظهور صدق الرسل، ودحض حجج أهل الباطل، وتقرير طرق الرسالة، وإيضاح أدلتها،
🔷فإن الباطل كلما ظهر فساده وبطلانه، ⬅أسفر وجه الحق، واستنارت معالمه، ووضحت سبله، وسهل اتباعه.
🔷وكسر الباطل ودحض حججه من أدلة الحق وبراهينه.
💡فتأمل حكمة العزيز العليم، كيف اقتضى الحق وجود الباطل؟❓
❗وكيف تم ظهور الحق بوجود الباطل؟❓❗
❗وكيف كان كفر أعداء الرسل بهم، وتكذيبهم لهم، من تمام صدق الرسل، وثبوت رسالات الله، وقيام حججه على العباد؟❓❗
🔶فلو أن ملكاً له عبد قد توحد في العالم بالشجاعة والبسالة، والناس بين مصدق ومكذب، لأنه لم يقابل الشجعان، ولو بارز الأقران، وقابل الشجعان لظهر أمره، فلما سمع به شجعان العالم وأبطالهم قصدوه وأتوه من كل قطر.
🔶فأراد الملك أن يظهر لرعيته ما هو عليه من الشجاعة، فمكن أولئك الشجعان من منازلته ومقاومته، وقال: دونكم إياه، وشأنكم به.
🔶فتسليط الملك لأولئك على عبده ومملوكه، إنما هو لإعلاء شأنه، وإظهار شجاعته في العالم، وتخويف أعدائه به، وقضاء الملك أوطاره به.
⤴وكما يترتب على هذا إظهار شجاعة عبده وقوته، فكذلك يترتب عليه ظهور كذب من ادعى مقاومته، وظهور عجزهم وخزيهم، وأنهم ليسوا ممن يصلح لمهمات الملك وحوائجه.
🔶فإذا عدل بهم عن مهماته وولايته، وعدل بها عنهم، كان ذلك مقتضى حكمة الملك، وحسن تصرفه في ملكه، وأنه لو استعملهم في تلك المهمات، لتشوش أمر المملكة، وحصل الخلل والفساد، والله أعلم بالشاكرين.
💡فخلق الأسباب المضادة للحق، وإظهارها في مقابلة الحق، من أبين دلائله وشواهده.💡
🔘 والله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض، وسائر المخلوقات،
▫من أجل أن يعرف، ومن أجل أن تعرف أسماؤه وصفاته،
▫وتعرف عظمة قدرته، وسعة علمه،
▫ويعرف جلاله وكبرياؤه، وتعرف آلاؤه وإحسانه
☀{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].
🔘فسيد السموات السماء التي فوقها العرش، وسيد الأرضين الأرض التي نحن عليها.
🔘وفي كل سماء، وفي كل أرض:
خلق من خلقه سبحانه .. وأمر من أمره .. وقضاء من قضائه.
في كل مكان .. وفي كل زمان .. وفي كل حال .. ولكل مخلوق.
❗ألا ما أجهل الخلق بربهم .. وما أجهلهم بالسلعة وثمنها.
❗واحسرتاه، إلى متى يتلبط الإنسان في الوحل كالدود لاهياً معرضاً عن ربه؟.❓
❗ومتى يشد العبد ركائبه إلى الرحمن، وإلى جنة الرضوان؟.❓❗
❗وأين السامع والمجيب قبل الرحيل إلى دار الخلود؟.❓❗
☀{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الحديد: 21].
🔘والله عزَّ وجلَّ هو الخلاق العليم، والخلق كله فلق:
▫والله عزَّ وجلَّ فالق الإصباح .. فلق الظلام فظهر الصبح ..
▫وفلق الحب والنوى فظهر منه أنواع الزروع والأشجار ..
▫وفلق الأرض فظهر منها أنواع النبات ..
▫وفلق الجبال فظهر منها أنواع العيون ..
▫وفلق السحاب عن المطر ..
▫ وفلق الأرحام عن الأجنة ..
▫وفلق ظلام الباطل بالحق ..
▫كما فلق ظلام الليل بالإصباح ..
💡فهو حقاً رب العالمين .. ورب الفلق .. وله وحده الخلق والأمر.
وللكون أوامر من الرب .. وللإنسان أوامر من الرب.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
💎تعظيم الرب بفقه الخلق والأمر 💎
🔺ففي خلق السماء آيات وعبر:
☀{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190].
🔺وفي خلق الأرض آيات وعبر:
☀{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الرعد: 4].
🌟فالله عزَّ وجلَّ يقلب الليل والنهار، ويقلب ما فيهما، ويقلب أحوال العالم من حر وبرد، ونور وظلام، ورطب ويابس، وحركة وسكون،
🔅يفعل ذلك كله كما يشاء،
🔅ويسلك بذلك مسلك الحكمة البالغة التي بها يتم مراده،
🔅ويظهر ملكه وحكمته وعزته وقدرته:
☀{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)} [الأعراف: 54].
🌟والقرآن الكريم عمدته وأصله ومقصوده ⬅تحقيق العبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له،
⤴ومن أجل ذلك بين الله في القرآن
🔅أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، وأفعاله،
🔅وأنواع خلقه، وأنواع حمده، والثناء عليه.
🔅وأظهر كمال قدرته، وعظمته، وعزته وقدرته، وأنواع صنعه.
🔅وتقدم إلى عباده بأمره ونهيه على ألسنة رسله وأنبيائه.
🔅فأخبر عن الكافرين والمكذبين، وذكر ما أجابوا به رسلهم، وما قابلوا به رسالات ربهم، ووصف كفرهم وعنادهم، وكيف كذبوا على الله، وكذبوا رسله، وردوا أمره، فدمرهم الله بألوان العذاب.
⤴فكان ذلك دليلاً على عظمة الرب، وكمال قدرته، وقهره لأعدائه، ونصره لأوليائه.
وكان موقع هذا من خلقه موقع تعظيمه وإجلاله، وتسبيحه تعالى وتنزيهه، وحمده والثناء عليه بما يليق بجلاله.
🔅ومن تمام حمده، تسبيحه وتنزيهه عما وصفه به أعداؤه، والجاهلون به مما لا يليق به من الصاحبة والولد، والفقر والتعب، والشرك، ونفي صفات الكمال عنه، وغير ذلك مما نزه عنه نفسه، وسبح به نفسه.
⤴وكان في ذلك ظهور حمده بخلقه، وتنوع أسبابه، وكثرة شواهده، وسعة طرق الثناء عليه به، وتقرير عظمته، ومعرفته في قلوب عباده.
🔖فسبحان العليم الخبير، الحكيم في خلقه وأمره،
🌟فلولا معرفة الأسباب التي يسبح وينزه ويتعالى عنها، وخلق من يضيفها إليه ويصفه بها،
↩لما قامت حقيقة التسبيح، ولا ظهر لقلوب أهل الإيمان عن أي شيء يسبحونه، وعن ماذا ينزهونه.
🌟فلما رأوا في خلقه من قد نسب إليه ما لا يليق به .. ونسبه إلى ما لا يليق به .. وجحد من كماله ما هو أولى به ..
↩سبحوه حينئذ تسبيح مجل له .. معظم له .. منزه له عن أمر قد نسبه إليه أعداؤه .. والجاهلون بأسمائه وصفاته.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣ ☆
💎تحقيق العبودية بفقه الخلق والأمر 💎
♦نفي الألوهية عما سوى الله، من تمام التوحيد وكماله وظهور أعلامه.
🔖وتكذيب أعداء الرسل لهم، وردهم ما جاؤوهم به،⬅ كان من الأسباب الموجبة لظهور صدق الرسل، ودحض حجج أهل الباطل، وتقرير طرق الرسالة، وإيضاح أدلتها،
🔷فإن الباطل كلما ظهر فساده وبطلانه، ⬅أسفر وجه الحق، واستنارت معالمه، ووضحت سبله، وسهل اتباعه.
🔷وكسر الباطل ودحض حججه من أدلة الحق وبراهينه.
💡فتأمل حكمة العزيز العليم، كيف اقتضى الحق وجود الباطل؟❓
❗وكيف تم ظهور الحق بوجود الباطل؟❓❗
❗وكيف كان كفر أعداء الرسل بهم، وتكذيبهم لهم، من تمام صدق الرسل، وثبوت رسالات الله، وقيام حججه على العباد؟❓❗
🔶فلو أن ملكاً له عبد قد توحد في العالم بالشجاعة والبسالة، والناس بين مصدق ومكذب، لأنه لم يقابل الشجعان، ولو بارز الأقران، وقابل الشجعان لظهر أمره، فلما سمع به شجعان العالم وأبطالهم قصدوه وأتوه من كل قطر.
🔶فأراد الملك أن يظهر لرعيته ما هو عليه من الشجاعة، فمكن أولئك الشجعان من منازلته ومقاومته، وقال: دونكم إياه، وشأنكم به.
🔶فتسليط الملك لأولئك على عبده ومملوكه، إنما هو لإعلاء شأنه، وإظهار شجاعته في العالم، وتخويف أعدائه به، وقضاء الملك أوطاره به.
⤴وكما يترتب على هذا إظهار شجاعة عبده وقوته، فكذلك يترتب عليه ظهور كذب من ادعى مقاومته، وظهور عجزهم وخزيهم، وأنهم ليسوا ممن يصلح لمهمات الملك وحوائجه.
🔶فإذا عدل بهم عن مهماته وولايته، وعدل بها عنهم، كان ذلك مقتضى حكمة الملك، وحسن تصرفه في ملكه، وأنه لو استعملهم في تلك المهمات، لتشوش أمر المملكة، وحصل الخلل والفساد، والله أعلم بالشاكرين.
💡فخلق الأسباب المضادة للحق، وإظهارها في مقابلة الحق، من أبين دلائله وشواهده.💡
🔘 والله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض، وسائر المخلوقات،
▫من أجل أن يعرف، ومن أجل أن تعرف أسماؤه وصفاته،
▫وتعرف عظمة قدرته، وسعة علمه،
▫ويعرف جلاله وكبرياؤه، وتعرف آلاؤه وإحسانه
☀{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].
🔘فسيد السموات السماء التي فوقها العرش، وسيد الأرضين الأرض التي نحن عليها.
🔘وفي كل سماء، وفي كل أرض:
خلق من خلقه سبحانه .. وأمر من أمره .. وقضاء من قضائه.
في كل مكان .. وفي كل زمان .. وفي كل حال .. ولكل مخلوق.
❗ألا ما أجهل الخلق بربهم .. وما أجهلهم بالسلعة وثمنها.
❗واحسرتاه، إلى متى يتلبط الإنسان في الوحل كالدود لاهياً معرضاً عن ربه؟.❓
❗ومتى يشد العبد ركائبه إلى الرحمن، وإلى جنة الرضوان؟.❓❗
❗وأين السامع والمجيب قبل الرحيل إلى دار الخلود؟.❓❗
☀{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الحديد: 21].
🔘والله عزَّ وجلَّ هو الخلاق العليم، والخلق كله فلق:
▫والله عزَّ وجلَّ فالق الإصباح .. فلق الظلام فظهر الصبح ..
▫وفلق الحب والنوى فظهر منه أنواع الزروع والأشجار ..
▫وفلق الأرض فظهر منها أنواع النبات ..
▫وفلق الجبال فظهر منها أنواع العيون ..
▫وفلق السحاب عن المطر ..
▫ وفلق الأرحام عن الأجنة ..
▫وفلق ظلام الباطل بالحق ..
▫كما فلق ظلام الليل بالإصباح ..
💡فهو حقاً رب العالمين .. ورب الفلق .. وله وحده الخلق والأمر.
وللكون أوامر من الرب .. وللإنسان أوامر من الرب.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١ ☆
💎فقه أوامر الله الكونية والشرعية💎
☀قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
☀وقال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
☀وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل: 90].
🔷الله تبارك وتعالى هو الخلاق العليم،
🔹الذي خلق جميع المخلوقات في العالم العلوي، وفي العالم السفلي، وجميع مخلوقاته أثر من آثار خلقه وقدرته،
🔹وهو القادر على كل شيء، فلا يستعصي عليه شيء أراد خلقه، أعطى جميع المخلوقات الوجود والشكل، والوظائف والأوامر.
🔹وهو سبحانه الملك، المالك لكل شيء، الذي جميع ما سكن في العالم العلوي والسفلي ملك له، وعبيد مسخرون مدبرون بأمره.
يتصرف فيهم سبحانه
🔻بأوامره القدرية ..
🔻وأوامره الشرعية ..
🔻وأوامره الجزائية
☀ {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 83].
📍والله عزَّ وجلَّ هو الذي خلق المخلوقات كلها، وهذه المخلوقات كلها تحتاج إلى أوامر.
◽والذي ينزل من الله عزَّ وجلَّ من الأوامر نوعان:
▫أوامر كونية ..
▫وأوامر شرعية.
♦وأوامر الله الكونية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1⃣الأول: أمر الإيجاد
🔷وهو متوجه من الله إلى جميع المخلوقات بالإيجاد والخلق والتكوين.
🔷وبسببه أوجد الله الكون وما فيه من المخلوقات كالعرش والكرسي، والسماء والأرض، والملائكة والروح، والشمس والقمر، والنجوم والكواكب، والجماد والنبات، والإنسان والحيوان،
🔹وغير ذلك من المخلوقات التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له
☀{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102].
2⃣الثاني: أمر البقاء
🔷وهو متوجه من الله إلى جميع المخلوقات بالبقاء.
🔷وبسببه تبقى الكائنات كلها بأمر الله، ولولا أمر الله بالبقاء لزالت جميع الكائنات
☀كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [فاطر: 41].
☀وقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ } [الروم: 25].
3⃣الثالث: أمر الحركة والسكون، والحياة والموت، والنفع والضر ... إلخ،
🔷وهو متوجه من الله إلى جميع المخلوقات، فجميع المخلوقات لا تتحرك ولا تسكن إلا بأمره
☀كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [يونس: 22].
☀وقال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} [آل عمران: 26 - 27].
🔷وجميع المخلوقات لا تنفع ولا تضر إلا بأمره
☀كما قال سبحانه: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعراف: 188].
🔷والإحياء والإماتة بيد الله، فلا يحصل منها شيء إلا بأمره
☀{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [غافر: 68].
⤴وهذه الأوامر الإلهية لا بد من وقوعها كما أراد الله،
♦فالله لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، سبحانه هو الواحد القهار
☀{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢ ☆
💎تابع فقه أوامر الله الكونية والشرعية💎
♦وأما الأوامر الشرعية فهي الدين:
🔻وهو موجه من الله إلى الثقلين: الإنس والجن،
↩ويتم ذلك بواسطة الأنبياء والرسل.
♦والأوامر الشرعية خمسة أقسام هي:
▫الإيمان ..
▫العبادات ..
▫المعاملات ..
▫المعاشرات ..
▫الأخلاق.
🔆ومن الناس من يقبله فيسعد في الدنيا والآخرة، ومنهم من لا يقبله فيشقى في الدنيا والآخرة،
☀كما قال سبحانه: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} [البقرة: 38، 39].
🔷وهذا الدين محفوظ إلى يوم القيامة بحفظ الله، وللحصول على أعلى مراتبه لا بد من المجاهدة كما قال سبحانه:
☀{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ... [العنكبوت: 69].
♦وأوامر الله الشرعية نوعان:
1⃣الأول: أوامر محبوبة للنفس،
▪كالأمر بالأكل من الطيبات،
▪ونكاح ما طاب من النساء إلى أربع،
▪وصيد البر والبحر ونحو ذلك.
2⃣الثاني: أوامر مكروهة للنفس الأمارة بالسوء، وهي نوعان:
▪أوامر خفيفة، كالأدعية والأذكار، والصلوات وتلاوة القرآن، والسنن والآداب ونحوها.
▪أوامر ثقيلة، كالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله.
📍والإيمان يزيد بامتثال الأوامر الخفيفة والثقيلة معاً،
والقيام بالأعمال الانفرادية والاجتماعية معاً،
💎 فإذا زاد الإيمان
🔹صار المبغوض محبوباً، وصار الثقيل خفيفاً،
🔹وتحقق مراد الله من العبد بالدعوة والعبادةلربه،
🔹واطمأن بذلك قلبه، وتحركت بذلك جوارحه.
💎ومقصود الإيمان عبادة الله وحده لا شريك له، واجتناب عبادة ما سواه.
🔹ويتم ذلك بتغيير اليقين من المخلوق إلى الخالق الذي بيده كل شيء ..
🔹وتغيير العواطف من المخلوق إلى الخالق ..
🔹وتغيير الفكر من الدنيا إلى الآخرة ..
🔹ومن الأموال والأشياء إلى الإيمان والأعمال الصالحة ..
🔹وتغيير العمل من الدنيا إلى الدين،
🔹ومن المعاصي إلى الطاعات ..
🔹ومن محبوبات النفس إلى محبوبات الرب.
↩فالأوامر الشرعية أنزلها الله إلى الثقلين: الإنس والجن، وهي الدين،
⤴وهذه الأوامر تنزل من ذات الله إلى العباد، والأعمال تصدر من ذات النفس.
☑ فإذا تطابقت الأعمال البشرية مع الأوامر الإلهية سعد الإنسان في الدنيا والآخرة.
✖وإذا خالفت أعمال العباد أوامر الله الشرعية شقي الإنسان في الدنيا والآخرة.
🔷وفي كل يوم، بل في كل ثانية، بل في كل لحظة يصدر من ذات الله ما لا يحصيه إلا الله،
ولا يعلمه إلا الله من مليارات الأوامر الإلهية:
▪أوامر الخلق والإيجاد ..
▪وأوامر البقاء ..
▪وأوامر النفع والضر ..
▪وأوامر التصريف والتدبير ..
▪وأوامر التغيير والتبديل ..
▪وأوامر الحياة والموت ..
▪وأوامر العافية والمرض ..
▪وأوامر العطاء والمنع .. إلخ.
🔷وفي كل يوم، بل وفي كل ثانية، بل في كل لحظة يصدر من العباد ما لا يحصيه إلا الله من
▪الأقوال والأعمال ..
▪والطاعات والمعاصي ..
▪والحسنات والسيئات ..
⤴وكل ذلك بإذن الله عزَّ وجلَّ .. والكل معلوم لعلاّم الغيوب.
♦وأوامر الله الشرعية تامة كاملة، وهي متعلقة بجميع أحوال العباد، والله يحب أن يطاع وتمتثل أوامره في جميع الأحوال من جميع العباد.
فالملك ملكه .. والخلق خلقه .. والأمر أمره.
📍والعبد ليس له عمل إلا طاعة سيده ومولاه، الذي أفاض عليه من نعمه بما لا يحصى، ووعده إن أطاعه بالدار الحسنى، وإن عصاه بنار تلظى.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
💎فقه أوامر الله الكونية والشرعية💎
☀قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
☀وقال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
☀وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل: 90].
🔷الله تبارك وتعالى هو الخلاق العليم،
🔹الذي خلق جميع المخلوقات في العالم العلوي، وفي العالم السفلي، وجميع مخلوقاته أثر من آثار خلقه وقدرته،
🔹وهو القادر على كل شيء، فلا يستعصي عليه شيء أراد خلقه، أعطى جميع المخلوقات الوجود والشكل، والوظائف والأوامر.
🔹وهو سبحانه الملك، المالك لكل شيء، الذي جميع ما سكن في العالم العلوي والسفلي ملك له، وعبيد مسخرون مدبرون بأمره.
يتصرف فيهم سبحانه
🔻بأوامره القدرية ..
🔻وأوامره الشرعية ..
🔻وأوامره الجزائية
☀ {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 83].
📍والله عزَّ وجلَّ هو الذي خلق المخلوقات كلها، وهذه المخلوقات كلها تحتاج إلى أوامر.
◽والذي ينزل من الله عزَّ وجلَّ من الأوامر نوعان:
▫أوامر كونية ..
▫وأوامر شرعية.
♦وأوامر الله الكونية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1⃣الأول: أمر الإيجاد
🔷وهو متوجه من الله إلى جميع المخلوقات بالإيجاد والخلق والتكوين.
🔷وبسببه أوجد الله الكون وما فيه من المخلوقات كالعرش والكرسي، والسماء والأرض، والملائكة والروح، والشمس والقمر، والنجوم والكواكب، والجماد والنبات، والإنسان والحيوان،
🔹وغير ذلك من المخلوقات التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له
☀{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102].
2⃣الثاني: أمر البقاء
🔷وهو متوجه من الله إلى جميع المخلوقات بالبقاء.
🔷وبسببه تبقى الكائنات كلها بأمر الله، ولولا أمر الله بالبقاء لزالت جميع الكائنات
☀كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [فاطر: 41].
☀وقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ } [الروم: 25].
3⃣الثالث: أمر الحركة والسكون، والحياة والموت، والنفع والضر ... إلخ،
🔷وهو متوجه من الله إلى جميع المخلوقات، فجميع المخلوقات لا تتحرك ولا تسكن إلا بأمره
☀كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [يونس: 22].
☀وقال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} [آل عمران: 26 - 27].
🔷وجميع المخلوقات لا تنفع ولا تضر إلا بأمره
☀كما قال سبحانه: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعراف: 188].
🔷والإحياء والإماتة بيد الله، فلا يحصل منها شيء إلا بأمره
☀{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [غافر: 68].
⤴وهذه الأوامر الإلهية لا بد من وقوعها كما أراد الله،
♦فالله لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، سبحانه هو الواحد القهار
☀{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢ ☆
💎تابع فقه أوامر الله الكونية والشرعية💎
♦وأما الأوامر الشرعية فهي الدين:
🔻وهو موجه من الله إلى الثقلين: الإنس والجن،
↩ويتم ذلك بواسطة الأنبياء والرسل.
♦والأوامر الشرعية خمسة أقسام هي:
▫الإيمان ..
▫العبادات ..
▫المعاملات ..
▫المعاشرات ..
▫الأخلاق.
🔆ومن الناس من يقبله فيسعد في الدنيا والآخرة، ومنهم من لا يقبله فيشقى في الدنيا والآخرة،
☀كما قال سبحانه: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} [البقرة: 38، 39].
🔷وهذا الدين محفوظ إلى يوم القيامة بحفظ الله، وللحصول على أعلى مراتبه لا بد من المجاهدة كما قال سبحانه:
☀{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ... [العنكبوت: 69].
♦وأوامر الله الشرعية نوعان:
1⃣الأول: أوامر محبوبة للنفس،
▪كالأمر بالأكل من الطيبات،
▪ونكاح ما طاب من النساء إلى أربع،
▪وصيد البر والبحر ونحو ذلك.
2⃣الثاني: أوامر مكروهة للنفس الأمارة بالسوء، وهي نوعان:
▪أوامر خفيفة، كالأدعية والأذكار، والصلوات وتلاوة القرآن، والسنن والآداب ونحوها.
▪أوامر ثقيلة، كالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله.
📍والإيمان يزيد بامتثال الأوامر الخفيفة والثقيلة معاً،
والقيام بالأعمال الانفرادية والاجتماعية معاً،
💎 فإذا زاد الإيمان
🔹صار المبغوض محبوباً، وصار الثقيل خفيفاً،
🔹وتحقق مراد الله من العبد بالدعوة والعبادةلربه،
🔹واطمأن بذلك قلبه، وتحركت بذلك جوارحه.
💎ومقصود الإيمان عبادة الله وحده لا شريك له، واجتناب عبادة ما سواه.
🔹ويتم ذلك بتغيير اليقين من المخلوق إلى الخالق الذي بيده كل شيء ..
🔹وتغيير العواطف من المخلوق إلى الخالق ..
🔹وتغيير الفكر من الدنيا إلى الآخرة ..
🔹ومن الأموال والأشياء إلى الإيمان والأعمال الصالحة ..
🔹وتغيير العمل من الدنيا إلى الدين،
🔹ومن المعاصي إلى الطاعات ..
🔹ومن محبوبات النفس إلى محبوبات الرب.
↩فالأوامر الشرعية أنزلها الله إلى الثقلين: الإنس والجن، وهي الدين،
⤴وهذه الأوامر تنزل من ذات الله إلى العباد، والأعمال تصدر من ذات النفس.
☑ فإذا تطابقت الأعمال البشرية مع الأوامر الإلهية سعد الإنسان في الدنيا والآخرة.
✖وإذا خالفت أعمال العباد أوامر الله الشرعية شقي الإنسان في الدنيا والآخرة.
🔷وفي كل يوم، بل في كل ثانية، بل في كل لحظة يصدر من ذات الله ما لا يحصيه إلا الله،
ولا يعلمه إلا الله من مليارات الأوامر الإلهية:
▪أوامر الخلق والإيجاد ..
▪وأوامر البقاء ..
▪وأوامر النفع والضر ..
▪وأوامر التصريف والتدبير ..
▪وأوامر التغيير والتبديل ..
▪وأوامر الحياة والموت ..
▪وأوامر العافية والمرض ..
▪وأوامر العطاء والمنع .. إلخ.
🔷وفي كل يوم، بل وفي كل ثانية، بل في كل لحظة يصدر من العباد ما لا يحصيه إلا الله من
▪الأقوال والأعمال ..
▪والطاعات والمعاصي ..
▪والحسنات والسيئات ..
⤴وكل ذلك بإذن الله عزَّ وجلَّ .. والكل معلوم لعلاّم الغيوب.
♦وأوامر الله الشرعية تامة كاملة، وهي متعلقة بجميع أحوال العباد، والله يحب أن يطاع وتمتثل أوامره في جميع الأحوال من جميع العباد.
فالملك ملكه .. والخلق خلقه .. والأمر أمره.
📍والعبد ليس له عمل إلا طاعة سيده ومولاه، الذي أفاض عليه من نعمه بما لا يحصى، ووعده إن أطاعه بالدار الحسنى، وإن عصاه بنار تلظى.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣ ☆
💎تابع فقه أوامر الله الكونية والشرعية💎
🔖وأوامر الله الكونية والشرعية متعلقة بجميع أحوال الإنس والجن
🔖وأوامر الله الكونية متعلقة بجميع المخلوقات.
◽فكل ذرة في هذا الكون العظيم لها أوامر من ربها ..
▫أمر بالإيجاد ..
▫وأمر بالبقاء ..
▫وأمر بالنفع والضر ..
◽ولله حكمة في خلقها .. وكلها مملوكة في قبضة الله.
◽والإنسان مأمور أن ينظر إلى المخلوقات التي خلقها الله في هذا الكون ولا يتعلق بها، بل يتجاوزها إلى خالقها.
▪فينظر إلى الصور ويتجاوزها إلى المصور سبحانه،
▪وينظر إلى المخلوقات العجيبة ويتجاوزها إلى الخالق سبحانه،
☁وذلك حتى لا تأتي عظمتها في القلوب مكان عظمة الله،
الذي يستحق التعظيم الكامل وحده لا شريك له،
☁ولا تأتي محبتها مكان محبة الله، الذي يستحق المحبة الكاملة وحده لا شرك له.
▪وينظر في ملكوت السموات والأرض نظر تفكر واعتبار لا نظر تفرج ولهو.
🌳فكل ينظر إلى الشجرة الكبيرة،
🌱الغافل ينظر إلى جمالها، ولا يذكر الجميل الذي زينها،
🌱والنجار ينظر إلى خشبها،
🌱والطبيب ينظر إلى الدواء الذي فيها،
🌱والمزارع ينظر إلى ثمرتها،
☑والمؤمن ينظر إلى عظمة خالقها، فهذا أعظم الناس نظراً وفكراً واعتباراً:
☀{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101].
♦وقد أنزل الله الدين الكامل، الشامل لجميع أحوال العباد
☀ كما قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3].
🔳 فلله عزَّ وجلَّ أوامر يحب أن تمتثل عند الوضوء والصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من العبادات.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل لا تظهر إلا بوجود الأهل والزوجة والأولاد.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل لا تظهر إلا في التجارة والبيع والشراء وسائر المعاملات.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل لا تظهر إلا في الزراعة والصناعة ونحوها.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل لا تظهر إلا في ساحات الجهاد، وحلق الذكر، ومجالس العلم.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل لا تظهر إلا في حال الغنى والفقر، أو الصحة والمرض، أو الحياة والموت، أو السلم والحرب.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل في حال الرضا والغضب، وفي حال الفرح والحزن، وفي حال الرخاء والشدة.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل في حال الإقامة، وحال السفر، وعند الأكل والشرب، وفي حال اليقظة، وفي حال النوم.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل في البيوت، وفي الأسواق، وفي المساجد، وفي المجالس.
🔳ولله أوامر يجب أن تمتثل عند الزواج، وعند المعاشرة، وعند الولادة، وحال الأمن، وحال الخوف.
🔳ولله أوامر على السمع والبصر، والقلب والبدن، وسائر الجوارح.
⤴فهذه الأوامر وغيرها مما أمر الله ورسوله به هي الدين الذي يحبه الله ويرضاه، ويحب من قام به،
↩وهو الدين الذي يجب على الإنسان قبوله والعمل به، والدعوة إليه، ليسعد في الدنيا والآخرة:
☀{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71].
🔷والناس في الدنيا نوعان:
🔹مسلم له أوامر ..
🔹وكافر له أوامر ..
🔻وغني له أوامر ..
🔻وفقير له أوامر ..
🔸وقوي له أوامر ..
🔸وضعيف له أوامر ..
▪وصحيح له أوامر ..
▪ومريض له أوامر ..
▫وكبير له أوامر ..
▫وصغير له أوامر ..
🔹وبصير له أوامر ..
🔹وأعمى له أوامر ..
🔸ورجل له أوامر ..
🔸وامرأة لها أوامر ..
🔻وحي له أوامر ..
🔻وميت له أوامر ..
▫ومقيم له أوامر ..
▫ومسافر له أوامر ..
🔅ومتزوج له أوامر ..
🔅وأعزب له أوامر ..
🔹وخليفة له أوامر ..
🔹ورعية لها أوامر .. وهكذا،
💡والنتائج يوم القيامة.💡
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٤ ☆
💎حظ العبد من أوامر الله عزوجل 💎
🔖والله عزَّ وجلَّ أمر بكل خير، ونهى عن كل شر،
🔖وأحل ما ينفع، وحرم ما يضر،
🔖وأمر بالحق، ونهى عن الباطل:
☀{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون} [النحل: 90].
⚪وما أمر الله به العباد نوعان:
1⃣أحدهما: باطن في القلب كالتوحيد والإيمان، والإخلاص واليقين، وحب الله ورسوله ودينه وأوليائه، والتوكل على الله، والخوف منه، وخشيته ورجائه.
2⃣الثاني: ظاهر على الجوارح، وهي الأقوال والأعمال المأمور بها،
وهي لا تقبل إلا
🔺بعمل القلب، وإرادة وجه الله بها،
🔺وأدائها كما جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
↩كالوضوء والغسل، والصلاة وسائر العبادات،
⤴فهذه وإن كانت أقوالاً وأفعالاً إلا أن القلب أخص بها.
🔷والله تبارك وتعالى شرف هذه الأمة وأكرمها بالدين، وبالدعوة إلى الدين.
🔹فالاستقامة على الدين أولاً ..
🔹ثم دعوة الناس إليه ثانياً.
📍والكفار يعرض عليهم الإسلام فإما أن يسلموا .. أو يصغروا .. أو يدمروا.
🔄وإذا ترك العبد أوامر الله الانفرادية،⬅ جاءت عليه مصيبة انفرادية.
🔄وإذا تركت الأمة أوامر الله الاجتماعية، ⬅جاءتها عقوبة اجتماعية.
🔄وإذا أقام العبد أوامر الله الانفرادية، ⬅جاءت النصرة الانفرادية.
🔄وإذا أقيمت أوامر الله الاجتماعية،⬅جاءت النصرة الاجتماعية.
↙ففرعون ترك أمر الله واستكبر وعلا، فادعى الألوهية والربوبية، وأضل قومه ⬅فجاءت عقوبة الله عليه، وعلى قومه وجيشه، وكل من اتبعه، فأهلكوا بالغرق، ولهم أشد العذاب يوم القيامة.
↙وقارون ترك أمر الله الانفرادي،⬅فجاءت المصيبة انفرادية عليه وعلى ماله
☀كما قال سبحانه: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } [القصص: 81].
♦فأوامر الله الانفرادية علينا جميعاً كالإيمان، والصلاة، والصيام، والزكاة لمن له مال، والحج على المستطيع،
↩فإذا ترك الإنسان شيئاً من ذلك، جاءت المصيبة انفرادية على العبد وحده
☀كما قال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
♦والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله،⬅ أوامر اجتماعية من الله على هذه الأمة،
↩فإذا تركتها الأمة جاءت المصيبة على الأمة جميعاً
☀كما قال سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)} [المائدة: 78، 79].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» أخرجه أحمد والترمذي .
⚪والله جل جلاله خلق الأسباب، وأنزل الأوامر، وأمر بامتثال الأوامر، وفعل الأسباب، وجعل سعادة الإنسان فقط بالإيمان والتقوى.
💡والتقوى:
🔸هي ألا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك،
🔹وهي الأمر المتوجه من الله إليَّ بالفعل أو الترك، أفعله على طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
◾فمثلاً، إذا أصابني صداع في الرأس،
🔎أنظر أمر الله أو أمر رسوله فيه، وأفعل ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
🔎فأسمي ثلاثاً ثم أقول سبع مرات: «أعوذ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أجِدُ وَأحَاذِرُ» أخرجه مسلم .
🔎ثم أفعل الأسباب من دواء مباح،
↩فإن ذهب الصداع فأنت في الفوز والفلاح، لأنك فعلت السبب، وامتثلت الأمر،
↩وإن لم يذهب الصداع فكذلك أنت في الفوز والفلاح، لأنك امتثلت أمر الله ورسوله.
❎فلا نتوجه عند المرض للدواء مباشرة،
✅بل نتوجه إلى الله الشافي أولاً، والأسباب آخر شيء،
📍أمر الله ثم أمر الرسول وفعله، ثم فعل السبب المباح، هذا هو الترتيب الصحيح لطلب الشفاء.
❗وإن تناولت الدواء مباشرة ثم ذهب الصداع فهذا ابتلاء من الله لإيمان العبد،
❗وإن لم يذهب الصداع فيتوجه إلى الله،
🔷وكلما توجه العبد إلى الله في حاجة،
🔹فإما أن يقضي حاجته فوراً،
🔹وإما أن يؤخرها ليكثر من الدعاء،
🔹وإما أن يدفع عنه من الشر ما هو أعظم منها،
🔹وإما أن يؤخرها له إلى يوم القيامة.
💡وكلما توجه الإنسان إلى الله قضى حاجته،
💡وكلما نفى المخلوق أياً كان يومياً سخره الله له .. وحفظه منه .. وأخرج اليقين عليه .. وحفظه، لا يعبده ولا يتوجه إليه.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٥ ☆
💎 فقه تعظيم الخلق واﻷمر 💎
◻الله تبارك وتعالى له الخلق والأمر في جميع مخلوقاته:
▪خلق الشمس وأمدها بالحركة والإنارة والحرارة ..
▫وخلق البحر وأمده بالسيولة والملوحة ..
▪وخلق النبات وأمده بالنمو والتكاثر والثمرات ...
▫وخلق الحيوان وأمده بالنمو والتكاثر والحركة ..
▪وخلق الإنسان وأمده بالنمو والتكاثر، والعقل والحركة ..
▫وخلق الدماغ وأمده بالعقل ..
▪وخلق العين وأمدها بالبصر ..
▫وخلق اللسان وأمده بالكلام ..
▪وخلق الأذن وأمدها بالسمع ..
▫وخلق الأنف وأمده بالشم.
▪وخلق الليل والنهار وجعل لهما أوامر ..
▫وخلق الشمس والقمر وجعل لهما أوامر ..
▪وخلق الحرارة والبرودة وجعل لهما أوامر ..
▫وخلق الصحة والمرض وجعل لهما أوامر .. وهكذا.
💡فالله خالق كل شيء، وبيده أمر كل شيء:
☀{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [هود: 123].
◻والله تبارك وتعالى خلق المخلوقات، وكلماته التامات هي التي كون بها الأشياء
☀كما قال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس:82].
⤴فهذه الكلمات لا يجاوزها بر ولا فاجر .. ولا يخرج أحد عن القدر المقدور .. ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور.
◽فالكلمات نوعان:
1⃣إحداهما: كلمات يكون الله بها الكون، وهي المتضمنة لخلقه وتدبيره لهذا الكون، وما فيه من المخلوقات.
2⃣والأخرى: كلمات دينية، المتضمنة لأمره ونهيه
كالكتب الإلهية التي أنزلها الله على رسله كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن.
↩فكلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر ليست هي أمره ونهيه الشرعيين، فإن الفجار عصوا أمره ونهيه.
↙بل هي التي كون بها الكائنات، ودبر بها المخلوقات، وقهر بها أهل العقوبات.
☀فسبحانه الواحد القهار: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [البقرة: 117].
🔵فأوامر الله نوعان:
1⃣الأول: أمر كوني لا بد من وقوعه ولا يمكن لأحد رده
☀كما قال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس: 82].
2⃣والثاني: أمر ديني شرعي، يأمر الله به عباده عن طريق رسله، فمنهم من يؤمن به، ومنهم من يخالفه
☀كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
♦والأمر الكوني القدري، والأمر الديني الشرعي، كله لله،
🔺فلا خالق ولا مدبر لهذا الكون إلا الله وحده لا شريك له،
🔺ولا مشرع للعباد إلا ربهم وحده لا شريك له
☀ كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران: 154].
◻والله تبارك وتعالى عالم الغيب والشهادة، خلق المخلوقات كلها، وأحسن تصويرها، وأحاط بكل شيء علماً،
◾وهو أحكم الحاكمين، وضع كل شيء في موضعه الذي لا يليق به سواه، وجعل له من الأوامر ما يناسبه، ويحقق الانتفاع به.
🔰فوضع قوة النور في الشمس .. وقوة الإنبات في الأرض ..
▪وقوة البصر في العين .. وقوة السمع في الأذن .. وقوة الشم في الأنف .. وقوة البطش في اليد .. وقوة النطق في اللسان .. وقوة المشي في الرجل ..
▫وخص كل حيوان وغيره بما يليق به .. ويحسن أن يعطاه ..
وشمل إتقانه وإحكامه لكل ما شمله خلقه
☀كما قال سبحانه: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [النمل: 88].
🔷ودين الأنبياء والرسل وأتباعهم دين الأمر،
فهم يدينون بأمر الله الشرعي، ويؤمنون بقدره الكوني.
🔘وأعداء الله واقفون مع القدر الكوني، فحيث ما مال القدر مالوا معه،
↩فدينهم دين القدر، فهم يعصون أمره، ويحتجون بقدره، ويقولون نحن واقفون مع مراد الله وقدره.
فهل فوق هذا من جهل؟❓❗وهل بعد هذا من ضلالة؟❓❗
☀ {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [النحل: 35].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٦ ☆
💎 الغاية من الخلق واﻷمر 💎
🔷إذا أمر الله عزَّ وجلَّ عبده بأمر وجب عليه فيه ثماني مراتب:🔻🔻
🔹الأولى: العلم به. ...
🔹الثانية: محبته. ...
🔹الثالثة: العزم على فعله. ...
🔹الرابعة: العمل به. ..
🔹الخامسة: أداؤه خالصاً صواباً.
🔹السادسة: عدم فعل ما يحبطه.
🔹السابعة: الثبات عليه.
🔹 الثامنة: نشره والدعوة إليه.
🔶ولا بد في جميع أوامر الله من أصلين:
🔸فعل ما أمر الله ورسوله به ..
🔸واجتناب ما نهى الله ورسوله عنه.
⬅ثم على كل عبد أن يتوب ويستغفر من تفريطه في المأمور، واقترافه للمحظور، ويختم جميع أعماله بالاستغفار.
🔵والله تبارك وتعالى خلقنا لأربعة أمور:🔻🔻
🔺الأول: العبادة
☀كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56].
🔺الثاني: الدعوة
☀كما قال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108].
🔺الثالث: التعلم والتعليم
☀ كما قال سبحانه: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } [آل عمران: 79].
🔺الرابع: الخلافة
كما قال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55].
🔅وإذا كان الله عزَّ وجلَّ قد أتقن خلقه غاية الإتقان ..
🔅 وأحكمه غاية الإحكام .. وأحسن كل شيء خلقه ..
⤴فلأن يكون أمره في غاية الإتقان والإحكام أولى وأحرى ..
🔺 فشريعة الله لعباده في غاية الإتقان والإحكام،
🔺لا تفرق بين متماثلين، ولا تسوي بين مختلفين ..
🔺ولا تحرم شيئاً إلا لما فيه من المفسدة ..
🔺ولا تبيح شيئاً إلا لما فيه من المصلحة:
☀ {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
🔶وأوامر الله عزَّ وجلَّ تنقسم إلى ثلاثة أقسام:🔻🔻
🔸أحدها: أن يكون الفعل المأمور به مشتملاً على مصلحة أو مفسدة،
🔺كما يُعلم أن العدل مشتمل على مصلحة العالم، والظلم مشتمل على فساد العالم.
🔸الثاني: أن الله إذا أمر بشيء صار حسناً، وإذا نهى عن شيء صار قبيحاً.
🔸الثالث: أن يأمر الله العبد بشيء ليمتحن العبد هل يطيعه أم يعصيه؟.❓❗
🔘ولا يكون المراد فعل المأمور به، كما أمر الله إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - بذبح ابنه إسماعيل، فلما أسلما وتله للجبين، حصل المقصود من قوة الامتثال والطاعة، فداه الله بذبح عظيم
☀ كما قال سبحانه:{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 103 - 107].
⚪والله تبارك وتعالى منَّ على عباده بهذا الدين العظيم، والقرآن المجيد، والرسول الكريم، والهدي المستقيم.
🎐فإن قيل فأي حكمة في تكليف الثقلين، وتعريضهم بذلك للعقوبة، وأنواع المشاق والمكاره .. ؟.❓❗
◀قيل: إن الله خلق المخلوقات، وجعل لها سنناً تسير عليها،
🔺 فالشمس لها سنة، والقمر له سنة، والليل له سنة، والنهار له سنة، والنبات له سنة، والحيوان له سنة، والرياح لها سنة، والبحار لها سنة.
⤴وكذلك الإنسان مخلوق من مخلوقات الله، محتاج إلى سنة يسير عليها في جميع أحواله، ليسعد في الدنيا والآخرة، وهذه السنة هي الدين الذي أكرمه الله به ورضيه له، وسعادته أو شقاوته مبنية على مدى تمسكه به، أو إعراضه عنه، وهو مختار في قبوله أو رده
☀ كما قال سبحانه: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29].
⤴وكذلك لولا التكليف لكان خلق الإنسان عبثاً وسدى، والله يتعالى عن ذلك، وقد نزه نفسه عنه، كما نزه نفسه عن العيوب والنقائص
☀كما قال سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115].
⤴ومعلوم أن ترك الإنسان كالبهائم مهملاً معطلاً لا يؤمر ولا ينهى مضاد للحكمة، فإنه خلق لغاية كماله، وكماله أن يكون عابداً لربه، محباً له، مطيعاً له
☀ كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56].
⤴وهذه المعرفة .. وهذه العبودية .. هما غاية الخلق والأمر .. وهما أعظم كمال الإنسان.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٧ ☆
💎إكرام الله العباد بنعم الخلق واﻷمر💎
🌟 الله عزَّ وجلَّ من عنايته بالإنسان ورحمته له عرضه لهذا الكمال، وهيأ له أسبابه الظاهرة والباطنة، ومكنه منها.
⤴ومدار التكليف على الإسلام والإيمان والإحسان،
🎐 وما يتضمنه ذلك من اتصاف العبد بكل خلق جميل، وإتيانه بكل فعل جميل، وقول سديد،
🎐 واجتنابه لكل خلق سيئ، وترك كل فعل قبيح.
⤴وذلك كله متضمن لمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، والإحسان إلى الخلق مع تعريضه بذلك التكليف للثواب الجزيل الدائم، ومجاورة ربه في دار البقاء.
فأي الأمرين أليق بالحكمة .. ؟.❓❓
🔶هذا التكليف والتشريف ..
🔶 أو إرساله هملاً كالخيل والبغال والحمير .. يأكل ويشرب وينكح .. ويفعل ما شاء كالبهائم.
❓❓وكيف يليق بذلك الكمال طي بساط الأمر والنهي، والثواب والعقاب عنه؟.❓❓
❓❓وكيف تكون حاله لو لم يرسل الله الرسل إليه، وينزل الكتب عليه، ويشرع الشرائع له .. ؟.❓❓
❓❓وهل عرف الله حقاً من جوز عليه خلاف ذلك .. ؟.❓❓
🔘بل ذلك من سوء الظن بالله، نعوذ بالله من ذلك:
☀{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91].
🔷آهٍ لمشتت القلب والعقل .. أيليق بالعزيز الكريم أن يترك الإنسان سدى يتردى في أودية الهلاك تائهاً سكراناً من بين الخلائق .. ؟ ❓❓
ويموت لا ذاكراً ولا شاكراً .. ؟.❓❓
أيصح هذا .. ؟❓، أيعقل هذا .. ؟،❓ أيليق به هذا .. ؟.❓
🌴إن الله أكرم الإنسان، وفضله على غيره، وزوده بالعقل، وأنعم عليه بالدين،
🔺حتى يعيش سعيداً، ويصل إلى ربه في أحسن الأحوال، وأجمل الصفات، ويستقبل هناك بالإكرام، حتى يستقر في جنة الخلد حيث النعيم المقيم:
☀{يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)} [الزخرف: 68 - 72].
⚪إن الله تبارك وتعالى بفضله ورحمته وكمال حكمته أجرى على العباد ثلاثة أوامر، وبها يتم كمالهم، وتتحقق سعادتهم:🔻🔻
1⃣الأول: الأمر الكوني القدري بإيجادهم.
2⃣الثاني: الأمر الديني الشرعي في دنياهم.
3⃣الثالث: الأمر الجزائي في أخراهم.
💢ونقلهم سبحانه من دار إلى دار .. ومن حال إلى حال .. حتى يرجعوا إلى ربهم فيحاسبهم بما عملوا .. ثم يستقروا في دار القرار .. في الجنة أو النار.
💎فيا له من دين ما أحسنه .. ويا لها من شريعة ما أكملها .. ويا لها من أحكام ما أعدلها .. وأين يذهب الناس عن هذا؟❓❓:
☀{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [آل عمران: 83].
🔘إن حسن التكليف في العقول،
⬅ كحسن الإنعام والإحسان إلى العباد،
🔖بل هو أبلغ أنواع الإحسان والإنعام، ولهذا سماه الله نعمة ومنّة، وفضلاً ورحمة،
🔖وأخبر أن الفرح به خير من الفرح بالنعم المشتركة بين الأبرار والفجار، وبين الناس والأنعام
☀كما قال سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون} [يونس: 58].
⚪والله تبارك وتعالى هو الخلاق العليم، وهو الحكيم الخبير، له الخلق والأمر، والملك ملكه، والعباد عباده، وهو أعلم بما ينفعهم ويصلحهم.
🔹يرسل الملائكة بأمره ..
🔸 ويرسل الأنبياء والرسل بدينه وشرعه إلى خلقه ..
🔹ويرسل الرياح بأمره ..
🔸ويرسل السحاب فيسوقه حيث شاء ..
🔹ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء .. ويصرفها عمن يشاء.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٨ ☆
💎 تعظيم قدرة الله في خلق الكون💎
☀قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62].
☀وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29].
☀وقال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى: 29].
◽الله تبارك وتعالى هو رب العالمين، وهو الخلاق العليم، الذي خلق هذا الكون العظيم، وما فيه من المخلوقات التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
⚪خلق الله العرش والكرسي، وخلق السموات والأرض، وخلق الشمس والقمر، وخلق الملائكة والروح، وخلق النبات والحيوان،
⚪ وخلق الإنس والجن، وخلق الجبال والبحار، وخلق الماء والنار، وخلق كل شيء، وقدر خلق كل شيء، وأحسن خلق كل شيء:
☀{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان: 11].
♦وإذا تأمل الإنسان هذا العالم بعين البصيرة وجده كالبيت المبني، المعد فيه جميع آلاته ولوازمه ومصالحه، وكل ما يحتاج إليه.
🔺فالسماء سقفه المرفوع، والأرض مهاد وبساط، وسكن وفراش، وذلول، والشمس والقمر سراجان يزهران فيه، والنجوم مصابيح له وزينة، وأدلة للمسافر في طرق هذه الدار.
▫وأنواع النبات مهيأ لمآربه من حلو وحامض، وحار وبارد، وحبوب وثمار وأزهار.
▪وصنوف الحيوان مصرفة لمصالحه، فمنها المأكول، ومنها المركوب، ومنها الحلوب، ومنها اللباس والأمتعة والحراسة.
▫والجواهر والمعادن خلقها الله، وجعلها مخزونة فيه كالذخائر المهيأة، كل منها لشأنه الذي يصلح له، من ذهب وفضة، ونحاس وحديد.
▪وجعل سبحانه في هذا البيت النار للتسخين والإنضاج، والماء للشرب والتبريد، والهواء للتنفس والتنشيف، والجو للشمس والقمر يجريان فيه، والسحب والطير يسبحان فيه.
◽وجعل سبحانه الإنسان كالملك المتجول في ذلك كله، المتصرف فيه بفعله وأمره، وكل ما فيه سخر له:
☀{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ } [لقمان: 20].
◽فسبحان من أبدع هذا الخلق .. ونظمه أحسن نظام .. وتفرد بالخلق والأمر .. وتوحد بالجلال والجمال .. واختص بالكبرياء والعظمة.
💡وكما يستحيل أن يكون المدبر للبدن روحان، فكذلك يستحيل أن يكون المدبر للعالم العلوي والسفلي إلهان:
☀{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } [الأنبياء: 22].
⚪والله جل جلاله خلق العالم بعضه فوق بعض،
▪ولم يجعل أعلاه مفتقراً إلى أسفله، ولا أسفله مفتقراً إلى أعلاه، بل جعل الجميع مفتقراً إليه وحده لا شريك له.
🔺فالسماء والسحاب والهواء فوق الأرض، وليست مفتقرة إلى حمل الأرض لها،
💡بل الله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، ويسوق السحاب حيث شاء، ويرسل الرياح كيف شاء.
🔺والعرش والكرسي فوق السماء ، وليست مفتقرة إلى حمل السماء لها،
💡والعلي الأعلى، رب كل شيء ومليكه فوق جميع خلقه، ليس محتاجاً إلى عرشه أو كرسيه ليحمله.
🔺بل العرش والكرسي ، والسموات والأرض ومن فيهن، والملائكة والروح، والإنس والجن، والخلق
⤴كلهم محتاجون إلى الله سبحانه في خلقهم وبقائهم، فهو الغني وحده، وكل ما سواه مفتقر إليه مملوك له.
◽وما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهما في يد الله إلا كخردلة في يد أحدنا:
☀ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر: 67].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٩ ☆
💎سعة علم الله وكمال قدرته
في عظيم خلقه 💎
⚪والله سبحانه هو الذي خلق السماء وزينها بالنجوم والكواكب، وخلق الأرض وزينها بما على ظهرها من المياه والنباتات،
⚪ وأحاط الأرض بالمياه من جميع الجوانب، وفرشها بأنواع النباتات لأجل الإنسان، ووضع عليها سبحانه مائدة نعمه،
⤴فجميع الحيوانات والطيور، والبهائم والحشرات، وسائر البشر كلهم يأكلون ويشربون منها هو:
☀{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)} [طه: 53 - 54].
♦وقد خلق الله كل نفس ورزقها ، وحدد أجلها، فلا تموت حتى تأكل رزقها، ولا يستطيع أحد أن يحول بينها وبين رزقها.
⚪والله تبارك وتعالى خالق كل شيء ..
🔺خلق الإنسان في أحسن تقويم .. والإنسان ذرة بالنسبة إلى أرضه .. وأرضه ذرة بالنسبة إلى الكائنات .. وكذا الإنسان ذرة بالنسبة إلى نوعه .. ونوعه ذرة بالنسبة إلى شركائه في هذا الكون الكبير.
◽فسبحان الخلاق العليم ، وسبحان الرزاق الكريم، المنعم على جميع الخلائق، الفعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير
◽وهو البصير الذي يرى حاجة المرزوق إن لم يطلب، وهو السميع الذي يسمع كلامه إن طلب، الرزاق الذي يرزق من شاء، في أي وقت شاء، وبأي قدر شاء؟.❓
💢وهذه الدواب كلها تأكل من رزقه، ولا ينقص ما في خزائنه إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.❗
🔘وهذا الكون كله .. سماؤه وأرضه .. ظاهره وباطنه .. ملائكته ودوابه .. إنسه وجنه .. حيوانه وطيره .. كله مخلوق .. والمخلوق مملوك ..
⤴ محتاج في وجوده إلى ربه .. ومحتاج في بقائه إلى ربه .. ومحتاج في نفعه وضره إلى ربه .. من الذرة إلى الجبل .. ومن القطرة إلى البحر .. ومن النفس إلى الآفاق .. ومن السنبلة إلى الغابات .. ومن النملة إلى جبريل .. ومن الذرة إلى العرش.
🔵والله جل جلاله خلق المخلوقات التي لا يحصيها إلا هو، وفضل بعضها على بعض من أماكن وأزمان، وأشخاص وأحوال، وسلط بعض مخلوقاته على بعض، وقهرها بها.
🔹فخلق الشمس وسلط نورها على الظلام .. وخلق السباع وسلطها على الحيوان، وخلق الجبال تقهر الرياح ..
🔸وسلط الحديد على الجبال يقطعها .. وسلط النار على الحديد تذيبه .. وسلط الماء على النار يطفئها ..
🔹وقهر الماء بالهواء يرده .. والله قاهر كل قاهر.
◽فسبحان القهار الذي قهر جميع الخلائق على ما أراد، القاهر فوق عباده:
☀ {سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزمر: 4].
◽وفضل سبحانه بعض الأماكن على بعض ..
▫ففضل الآخرة على الدنيا ..
▫ وفضل بيته الحرام على سائر الأماكن ..
▫وفضل بيوت الله على سائر بقاع الأرض.
💡وفضل يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع ..
💡وفضل ليلة القدر على سائر الليالي ..
💡وفضل شهر رمضان على سائر الشهور ..
💡وفضل يوم النحر على سائر أيام العام.
🌟وفضل المؤمنين على الكفار .. والأبرار على الفجار ..
🌟وفضل بعض الرسل على بعض ..
🌟وفضل الإنسان على غيره من المخلوقات.
⚪فجعل أصح المخلوقات مزاجاً هم بنو آدم، وأصح بني آدم مزاجاً هم المؤمنون، وأصح المؤمنين مزاجاً هم الأنبياء والرسل، وأفضلهم أولو العزم: 🔻🔻
💎نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
💎وأفضل أولي العزم الخليلان إبراهيم ومحمد عليهما السلام.
⚪وأفضل الخليلين محمد - صلى الله عليه وسلم -
⤴الذي كان أحسن الناس خَلقاً وخُلُقاً،
▫وكان خلقه القرآن، يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويمتثل أوامره، ويجتنب نواهيه، ويتأدب بآدابه.
🎐وقد جعل الله سبحانه الدنيا قرية،
♦والإنسان رئيسها، والكل مشغول به، ساعٍ في مصالحه، والكل قد أقيم في خدمته وحوائجه:
🔺فالملائكة الموكلون به يحفظونه،
🔺والملائكة الموكلون بالقطر والنبات يسعون في رزقه ويعملون فيه.
🔺والملائكة الموكلون بالوحي كجبريل ينزلون بالوحي من ربهم إليه.
🔺والأفلاك مسخرة منقادة دائرة بما فيه مصالحه.
🔺والشمس والقمر والنجوم مسخرات جاريات بحساب أزمنته وأوقاته.
🔺والعالم العلوي مسخر له برياحه وسحابه، يتنفس من هذا، ويشرب من هذا.
🔺والعالم السفلي بسهوله وجباله، وبحاره وأنهاره، ونباته وأشجاره، وحبوبه وثماره، كل ذلك مسخر له، مخلوق لمصالحه:
☀ {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)} [ق: 6 - 8].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٠ ☆
💎صور من عظيم قدرة الخالق 💎
🎐سبحان الخلاق العليم، الذي خلق البحار، وخلق ما فيها من الأسماك والمخلوقات ما لا يعيش إلا فيه، ولو خرج عنه لمات.
🔷وخلق البر، وخلق فيه من المخلوقات ما لا يعيش إلا فيه، ولو دخل البحر لمات.
🔶وخلق الأرض، وخلق على ظهرها من المخلوقات ما لا يعيش إلا راكباً عليها، ولو دخل في باطنها لمات.
🔷وخلق في باطن الأرض من المخلوقات ما لا يعيش إلا في باطنها، ولو خرج على ظهرها لمات.
🔶وخلق الأشجار والنباتات، وحملها من الحبوب والثمار ما لا يحصيه ولا يعلمه إلا الله، مختلف ألوانه، مختلف احجامه، مختلف طعمه، مختلف ثماره.
🔷وخلق الإنسان، ومكنه من الكلام، وحمل الكلمات والجمل من المعاني ما لا يحصيه ولا يعلمه إلا الله:
☀ {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الأنعام: 102].
🎐وهو سبحانه الحي، الذي خلق الموت والحياة، خلق الحياة، وجعل لكل جنس من خلقه نوعاً من الحياة:
🔺فللملائكة حياة .. وللإنس حياة .. وللجن حياة .. وللنبات حياة، ولمن في البحر حياة، ولمن في الأرض حياة .. ولأهل القبور حياة .. ولأهل الجنة حياة .. ولأهل النار حياة.
☀فسبحانه: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [غافر:68].
🎐وقد خلق الله المخلوقات وجعل منها عالياً، وسافلاً، ومتوسطاً بينهما، فجعل لعاليها النور، وهو مسكن أهل النور من خلقه.
🎐وجعل لسافلها الظلمة، وهي مسكن أهل الظلمات من خلقه.
🎐وجعل هذه الأرض وما فوقها إلى العلو متوسطاً بينهما.
⚪وكل ما كان أقرب إلى العرش والكرسي كان أعظم نوراً، ولهذا كان فضل نور العرش والكرسي على ما تحته كفضل نور الشمس والقمر على أخص الكواكب.
🔴وكل ما كان أقرب إلى السفلي المطلق كان أشد ظلمة، ولهذا لما كان محبس أهل الظلمات سجيناً كانت سوداء مظلمة، لا نور فيها بوجه.
🔵فكل ما كان أقرب إلى الرب جل جلاله كان أعظم نوراً ظاهراً وباطناً .. وكلما بعد عنه كان أشد ظلمة بحسب بعده عنه .. ونسبة الأنوار كلها إلى نور الرب كنسبة العلوم إلى علمه .. والقوى إلى قوته .. والغنى إلى غناه.
🔖وما أعظم نور النار .. فكيف بنور البرق الذي يكاد سناه يذهب بالأبصار .. فكيف بنور الشمس والقمر .. فكيف بنور الحجاب .. فكيف بنور العرش والكرسي .. فكيف بنور الخالق جل جلاله.❓❓
⤴والأمر أعظم من أن يصفه واصف، أو يتصوره عاقل،
◽فتبارك الله رب العالمين، الذي أشرقت الظلمات بنور وجهه، وعجزت الأفكار عن إدراك كنهه، وشهدت الفطر باستحالة شبهه:
☀ {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور: 35].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ» أخرجه مسلم .
💡فسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة .. الخالق الذي خلق كل شيء .. المتفرد بالخلق والإيجاد .. والتصريف والتدبير .. الذي له الخلق والأمر .. فتبارك الله أحسن الخالقين.
⚪خلق السماء المرفوعة وما فيها من المخلوقات العظام،
⚪وخلق الأرض الموضوعة وما فيها من عجائب المخلوقات
⚪وخلق سراجي العالم وهما الشمس والقمر، وملأهما بنوره.
⚪وخلق نوعي النبات ما قام منه على ساق، وما انبسط منه على وجه الأرض.
⚪وخلق ما يخرج من الأرض من الحبوب والثمار، والمياه والمعادن والغاز.
⚪وخلق سبحانه نوعي المكلفين، وهما الإنس والجن، والذكور والإناث.
⚪وخلق نوعي المأكولات، من النبات والحيوان.
⚪وخلق أنواع المشروبات من الماء العذب، والحليب السائغ، والعسل الشهي.
⚪وخلق نوعي البحار، هذا عذب فرات، وهذا ملح أجاج.
⚪وخلق لأوليائه دار كرامته، وهي الجنة دار السلام.
⚪وخلق لأعدائه دار نقمته وإهانته،وهي النار دار العذاب.
⚪وخلق لهذه خلقاً .. ولتلك خلقاً،حتى إذا اكتمل سكان هذه، وسكان هذه، انقطع النسل، ثم قامت القيامة، ثم نقلهم بعد الحساب إلى دار القرار، في الجنة أو النار، حسب أعمالهم:
☀ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة: 7، 8].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١١ ☆
💎التأمل والتدبر في عظمة قدرة الخالق 💎
◽وهذا الكون العظيم معرض هائل لآيات الله، وعجائب صنعته:
▫فالسماء التي نراها، والكواكب التي نشاهدها، والنجوم المتحركة والثابتة، وما في السموات من المخلوقات، ومن أصناف الملائكة آية من آيات الله.
▫وفي هذه الأرض التي نعيش عليها أحياء تسكن سطحها، وأحياء تسبح في أجوائها، وأحياء تعيش في مائها، وأحياء تختبئ في مفاوزها وكهوفها.
⤴وهي أشكال وألوان، وأمم وقبائل لا يحصيها إلا الله وحده لا شريك له.
🔘وقد خلق الله لهذه الأحياء أقواتاً جاهزة ميسرة في كل زمان، وفي كل مكان، لتلبي حاجات هذه الأحياء التي لا يحصيها إلا الله الذي خلقها
⤴وهي في كل لحظة تزيد، وأرزاقها تزيد، ومنافعها تزيد، وبيوتها تزيد.
🔘وهذه الأرض الممدودة، وهاد وبطاح، وسهول وجبال، وأنهار ووديان، وبحار وبحيرات، وجنات وعيون وغدران، وتراب وأحجار ومعادن، ولها أحوال،
⤴فمنها ما يجري، ومنها ما يثمر، ومنها ما لا يحصي منافعه إلا الله.
☀فسبحان: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} [الأعلى: 2 - 5].
🔷والخلائق التي تعمر هذه الأرض من الأحياء نباتاً وحيواناً، وإنساً وجناً، وطيراً وسمكاً، وزواحف وحشرات وغيرها.
⤴هذه الخلائق لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له.
🔵وكل خليقة منها أمة وشعوب وقبائل، لها أعمار تأكلها، وبيوت تسكنها ثم تبيد.
💎وكل فرد منها عجيبة:
⤴كل إنسان .. وكل حيوان .. كل طائر .. كل زاحفة .. كل حشرة .. كل دودة .. كل نبتة .. كل شجرة .. لا بل كل جناح في يرقة .. وكل ورقة في زهرة .. كل واحدة من تلك آية في خلقها .. وآية في شكلها .. وآية في منافعها.
⤴وكل ذلك نراه يومياً في المعرض الإلهي العجيب .. فهل من مدكر .. ؟.❓❓
🔰وفي الأرض آيات وعجائب، وأشكال وألوان، وأمم ونعم لا يحصيها إلا الله العليم الخبير:
☀{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ } [يونس: 101].
🔘غير أنه لا يدرك هذه العجائب، ولا يستمتع بالجولة في هذا المعرض الهائل إلا القلب العامر بالإيمان واليقين:
☀ {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ } [الذاريات: 20].
🔘فاليقين هو الذي يحيي القلب فيرى ويدرك ويتأثر
▫وكثير من الناس يمرون بالمعرض الإلهي المعروض بآياته ومخلوقاته مغمضي العيون، لا يحسون فيه حياة، ولا يفقهون لغة
▫لأن نعمة اليقين لم تسكن قلوبهم، فتراهم ينظرون ولا يبصرون
▫ لأن العيون ترى الأشكال، والقلوب ترى الحقائق، والعيون ترى الصور، والقلوب ترى المصور:
☀{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج: 46].
◽ومثل هذا المعرض العظيم الواسع المفتوح معرض آخر مكنون فينا نحن البشر، الذي انطوى فيه أسرار الوجود كله:
☀{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } ... [الذاريات: 21].
🔺🔺وهذان المعرضان مفتوحان على الدوام ..
▫لمن يريد أن يبصر ويستبصر ..
▫ولمن يريد أن يستيقن ..
▫ولمن يريد أن يملأ حياته بالمتعة والسرور .. ويروي قلبه بالإيمان واليقين .. ويرى إبداع الحكيم العليم في الخلق والتصوير .. والتصريف والتدبير:
☀ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى } [النازعات: 26].
🔆وهذه المخلوقات العظيمة التي خلقها الله، لا يحيط الإنسان بعددها، فضلاً عن وصفها وذكر منافعها.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٢ ☆
💎فقه الحكمة في الخلق واﻷمر 💎
⚪الحكمة في كل ما خلقه الله
وأمر به:⚪
☀قال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: 50].
☀وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [يونس: 6].
🌟الله عز وجل خالق كل شيء، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن،
🔺 لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، مقلب القلوب ومصرفها كيف شاء، يفعل ما يشاء بقدرته وهو العزيز الحكيم.
◽هو الذي جعل المسلم مسلماً .. والمصلي مصلياً .. والمتقي متقياً .. والداعي داعياً.
◽وجعل أئمة الهدى يهدون بأمره .. وأئمة الضلال يدعون إلى النار بإذنه .. وألهم كل نفس فجورها وتقواها.
◽يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته
🔺هو الذي وفق أهل الطاعة فأطاعوه، ولو شاء لخذلهم فعصوه، وحال بين الكفار وقلوبهم فكفروا به،
🔹فإنه يحول بين المرء وقلبه، ولو شاء الله لوفقهم فآمنوا به وأطاعوه.
◽من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، لو شاء لآمن من في الأرض كلهم جميعاً
🔺ولو شاء لهدى الناس أجمعين، ولو شاء الله ما اقتتلوا، وما اختلفوا، ولكن الله يفعل ما يريد:
☀ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112].
🔵علم الله كل شيء، وخلق كل شيء، وكتب كل شيء، وشاء كل شيء، هو الخالق وما سواه مخلوق، هو الملك وما سواه مملوك:
☀{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].
🔵وهو سبحانه الحكيم وما سواه محكوم، حكيم في كل ما فعله وخلقه، فمصدر جميع ذلك عن حكمة تامة.
⚪ومصدر الخلق والأمر، والقضاء والشرع عن علم الرب وعزته وحكمته، فارتباط الخلق بقدرته التامة يقتضي ألا يخرج مخلوق عن قدرته.
🔺وارتباطه بعلمه التام يقتضي إحاطته به، وتقدمه عليه.
🔺وارتباطه بحكمته يقتضي وقوعه على أكمل الوجوه وأحسنها،
🔹واشتماله على الغاية المحمودة المطلوبة للرب سبحانه.
🔹وكذلك أمره سبحانه بعلمه وحكمته وعزته، فهو العليم بخلقه وأمره، الحكيم في خلقه وأمره، العزيز في ملكه وسلطانه.
🔸ولهذا كان الحكيم من أسمائه الحسنى
🔺والحكمة من صفاته العلا، والشريعة الصادرة عن أمره مبناها على الحكمة، والرسول المبعوث بها مبعوث بالكتاب والحكمة
☀كما قال سبحانه:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [الجمعة: 2].
🔘والحكمة:
⏪هي سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهي تتضمن
🔺العلم بالحق
🔺والعمل به
🔺والدعوة إليه
⤴فكل هذا يسمى حكمة.
🔰وكما لا يخرج مقدور عن علمه ومشيئته، فكذلك لا يخرج عن حكمته وحمده،
🌟وهو سبحانه المحمود على جميع ما في الكون من خير وشر حمداً استحقه لذاته، وصدر عنه خلقه وأمره، فمصدر ذلك كله عن الحكمة.
🔄ففي كل ما خلقه الله وأمر به حكمة، وكله خير من جهة إضافته إليه سبحانه، وأن جهة الشر منه من جهة إضافته إلى العبد
💫كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَبَّيْكَ! وَسَعْدَيْكَ! وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ» أخرجه مسلم
🔘فهذا النفي يقتضي امتناع إضافة الشر إليه سبحانه، فلا يضاف إلى ذاته، ولا أسمائه، ولا صفاته، ولا أفعاله.
🔵فذاته سبحانه منزهة عن كل شر .. وأسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم ذم ولا عيب ..
🔵وصفاته صفات كمال لا نقص فيها .. وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وإحسان وعدل لا تخرج عن ذلك ألبتة.
📙 موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٣ ☆
💎 فقه تقلب العباد بين نعم الرب
و سوء شر النفس 💎
⚪هو سبحانه المحمود على ذلك كله، فيستحيل إضافة الشر إليه.
وبيان ذلك:🔻🔻🔻
🔺أن الشر ليس هو إلا الذنوب وعقوباتها، وهي شرور النفس، وسيئات الأعمال، وهي ذنوب تأتي من نفس العبد.
🔺فإن سبب الذنب الظلم والجهل وهما من نفس العبد.
🔺كما أن سبب الخير الحمد والعلم والحكمة والغنى وهي صفات ذاتية للرب، وذات الرب مستلزمة للحكمة والخير والجود والإحسان، وذات العبد مستلزمة للجهل والظلم، وما فيه من العلم والعدل فإنما حصل له بفضل الله عليه، وهو أمر خارج عن نفسه
☀ كما قال سبحانه: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)} [يوسف: 53].
🔴فمن أراد الله به خيراً أعطاه هذا الفضل، فصدر منه البر والإحسان والطاعة.
🔵ومن أراد به شراً أمسكه عنه، وخلاه ودواعي نفسه وطبعه وموجبها، فصدر منه موجب الجهل والظلم من كل شر وسوء وفساد.
♦وليس منعه لذلك ظلماً منه سبحانه، فإنه فضله، وليس من منع فضله ظالماً لا سيما إذا منعه عن محل لا يستحقه ولا يليق به، ولا يزكو فيه.
⤴وأيضاً هذا الفضل هو توفيقه وإرادته من نفسه أن يلطف بعبده ويوفقه ويعينه، ولا يخلي بينه وبين نفسه، وهذا محض فضله.
⚪والله تبارك وتعالى أعلم بالمحل الذي يصلح لهذا الفضل، ويليق به، ويثمر به، ويزكو به.
◻وهو سبحانه أعلم بمن يعرف قدر هذه النعمة، ويشكره عليها
☀كما قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)} [الأنعام: 53].
💎وأصل الشكر:
⏪هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة، فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها.
🔷ومن عرفها ولم يعرف المنعم لم يشكرها أيضاً.
🔷ومن عرف النعمة والمنعم بها لكن جحدها فقد كفرها.
🔷ومن عرف النعمة، والمنعم بها، وأقر بها، لكن لم يخضع للمنعم ويحبه ويرضى عنه لم يشكرها أيضاً.
🔷ومن عرف النعمة .. وعرف المنعم بها .. وخضع للمنعم بها .. وأحبه .. ورضي به .. ورضي عنه .. واستعملها في طاعته ومحابه .. فهذا هو الشاكر لها.
🔸فلا بد في الشكر من علم القلب، وعمل يتبع العلم، وهو الميل إلى المنعم ومحبته، والخضوع له، والتقرب إليه بما يرضيه.
🔸وكل رجل، وكل امرأة، وكل عبد يتقلب بين نعمة من ربه، وذنب من نفسه.
⏪فعليه أن يحدث للنعمة شكراً،
🔺وللذنب استغفاراً،
🔺ويبوء إلى الله بنعمته عليه، ويبوء بذنبه،
🔺ويرجع إليه بالاعتراف بهذا وهذا،
🔖رجوع عبد مطمئن إلى ربه منيب إليه، فهو معبوده ولا صلاح له إلا بعبادته.
💫 كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ» أخرجه البخاري .
⚪والله عزَّ وجلَّ هو الذي يحبب الإيمان إلى العباد، ويزينه في قلوبهم، بما أودع فيها من محبة الحق وإيثاره، وبما نصب على الحق من الأدلة على صحته، وقبول القلوب والفطر له، وتوفيقهم للإنابة إليه
☀ كما قال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7].
◻وهو سبحانه الذي كره إليكم الكفر والفسوق والعصيان بما أودع في القلوب من كراهة الشر، وعدم إرادة فعله، وما نصبه من الأدلة على فساده، وعدم قبول الفطر له، وبيان أضراره.
🔷فكل فضل ونعمة وخير يحصل للعباد إنما حصل لهم بفضل الله وإحسانه إليهم، لا بحولهم ولا بقوتهم، وهو العليم بمن يشكر النعمة فيوفقه لها، ممن لا يشكرها ولا تليق به، فيضع فضله حيث تقتضيه حكمته:
☀{فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ... [الحجرات: 8].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٤ ☆
💎كمال حكمة الرب في صلاح القلوب 💎
◽الله عزَّ وجلَّ وإن كان أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، فإنه كذلك أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، لا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها، ولا يناقض جوده وكرمه، ورحمته وفضله، حكمته وعدله.
🔵ولو أن أحداً من العقلاء وضع المسك في الحش، أو وضع النجاسة في موضع الطيب، لاشتد نكير الناس عليه، والقدح في عقله، وكذلك لو وضع العقوبة موضع الإحسان، أو وضع الإحسان موضع العقوبة، لسفهوه وقدحوا في عقله، وغير ذلك مما يخل بالحكمة.
◽فالعليم الحكيم الذي بهرت حكمته العقول والألباب كيف يليق به أن يضع الأشياء في غير مواضعها اللائقة بها، أو يمنعها من هو أهل لها؟.❓❓❓
🔘وأجل النعم التي أنعم الله بها على العباد هي ⏪
🔺نعمة الإيمان بالله، ومعرفته ومحبته طاعته، والرضا به، والإنابة إليه، والتوكل عليه، ولزوم عبوديته، وهذا كله من تمام حكمته ورحمته بعباده.
⚪وهو سبحانه أعلم بالقلوب الزاكية، والأرواح الطيبة، التي تصلح لاستقرار نعم الله فيها، وإيداعها عندها، ويزكو بذرها فيها.
فليس من الحكمة أن يبذر الإنسان البر في الصخور والسباخ، وفاعل ذلك غير حكيم ولا رشيد.
🔴فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والحكمة في المحال التي هي أخبث المحال، فهو سبحانه العليم الحكيم، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، ويضع أمانته.
⚪وهو سبحانه أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده، ويقوم بحقها، ويصبر على أوامره، ويشكره على نعمه، ويعظمه ويتقرب إليه سبحانه، ومن لا يصلح لذلك.
◽وكذلك الله عزَّ وجلَّ أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله، وإبلاغ دينه، فإن الله نظر في قلوب العباد، فرأى قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب أهل الأرض، فاختصه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد، فرأى قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته.
🔶فالله عزَّ وجلَّ إذا علم من محل أهلية لفضله ومحبته، ومعرفته وتوحيده، حبب إليه ذلك، ووضعه فيه، وكتبه في قلبه، وأعانه عليه، ويسر له طرقه،
▫ وأغلق دونه الأبواب التي تحول بينه وبين ذلك، ثم تولاه بلطفه وتدبيره، فلا يزال يعامله بلطف، ويختصه بفضله ورحمته، ويمده بعونه،
▫ويريه مواقع إحسانه إليه، وبره به، فيزداد العبد به معرفة، وله محبة، وإليه إنابة، وعليه توكلاً، وله ذكراً.
◽فهذا القلب الزاكي هو الذي اقتضت حكمة الله وكرمه وإحسانه أن يبذر فيه بذور الإيمان والمعرفة، وأن يسقيه بماء العلم النافع، ليقطف منه صاحبه ثمرة العمل الصالح، وصرف عنه الآفات المانعة من حصول الثمرة.
⏪فأنبتت أرضه الزاكية من كل زوج كريم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
💫«مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أصَابَ أرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأنْبَتَتِ الْكَلا وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أجَادِبُ، أمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا.
⚪وَأصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أخْرَى، إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أرْسِلْتُ بِهِ» متفق عليه .
⤴فشبه - صلى الله عليه وسلم
🔺القلوب بالأرض،
🔺والوحي بالماء:
⏪فمن الأرض أرض طيبة قابلة للماء والنبات .. وهذه الأرض بمنزلة القلب القابل لهدى الله ووحيه .. المستعد لزكاته فيه .. وثمرته ونمائه .. وهذا القلب خير قلوب العالمين.
🔶ومن الأرض كذلك أرض صلبة قابلة لحفظ الماء .. لكن ليس فيها قوة الإنبات .. فهذه الأرض بمنزلة القلب الذي حفظ الوحي وأداه إلى من هو أفقه منه .. وهذا في الدرجة الثانية.
🔶ومن الأرض كذلك أرض قيعان .. وهي الأرض المستوية التي لا تنبت لكونها سبخة،
▫فإذا وقع عليها الماء ذهب ضائعاً، لم تمسكه لشرب الناس .. ولم تنبت به كلأً .. لأنها غير قابلة.
⏪وهذا حال أكثر الخلق، وهم الأشقياء الذين لم يقبلوا هدى الله، ولم يرفعوا به رأساً، ومن كان بهذه المثابة فليس من المسلمين.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٥ ☆
💎 لوازم كمال حكمة الله في الخلق 💎
⚪والله عزَّ وجلَّ أعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه، ومن يصلح لها، ومن لا يصلح لها.
◽وحكمته جل وعلا تأبى أن يضع ذلك عند غير أهله، كما تأبى أن يمنعه من يصلح له.
◽وهو سبحانه الذي جعل المحل صالحاً، وجعله أهلاً وقابلاً.
⤴فمنه الإعداد .. ومنه الإمداد .. ومنه التوفيق.
💢فإن قيل فهلا جعل المحال كلها كذلك، وجعل القلوب على قلب واحد؟❓
⏪قيل هذا القائل من أجهل الناس، وأضلهم، وأسفههم، وأصغرهم عقلاً.
🔺وهو بمنزلة من يقول: لم خلق الله الأضداد؟❓
🔺وهلا جعلها كلها سبباً واحداً؟.❓
💡فلم خلق الليل والنهار .. والشياطين والملائكة .. والحر والبرد .. والداء والدواء .. والروائح الطيبة والكريهة .. والحلو والمر .. والحسن والقبيح .. والذكر والأنثى؟.❓
💢ومن له أدنى مسكة من عقل يعلم أن هذا السؤال يدل على حمق سائله، وفساد عقله.
🔺وهل خلق هذه الأشياء المتقابلة إلا موجب ربوبيته وإلهيته، وملكه وقدرته، ومشيئته وحكمته، ومحال أن يتخلف موجب صفات كماله عنها؟❓
🔺وهل حقيقة الملك إلا بإكرام الأولياء، وإهانة الأعداء؟❓
🔺وهل تمام الحكمة، وكمال القدرة، إلا بخلق المتضادات والمتقابلات والمختلفات، وترتيب آثارها عليها؟❓
🔺وهل ظهور آثار أسمائه وصفاته في العالم إلا من لوازم ربوبيته وملكه جل جلاله وعز سلطانه؟❓
🔺فهل يكون رزاقاً وغفاراً، وحليماً ورحيماً، ولم يوجد من يرزقه، ولا من يغفر له، ولا من يحلم عنه ويرحمه؟❓
🔺وهل انتقامه إلا من لوازم ربوبيته وملكه؟❓
🔺فممن ينتقم إن لم يكن له أعداء ينتقم منهم؟.❓
⚪ويري أولياءه كمال نعمته عليهم، واختصاصه إياهم دون غيرهم بكرامته وثوابه.
⚪وليس في الحكمة تعطيل الخير الكثير لأجل شر جزئي يكون من لوازمه.
◽فالغيث الذي يحيي الله به البلاد والعباد، والشجر والدواب، كم يحبس من مسافر؟،❓ وكم يهدم من بناء؟،❓ وكم يعوق من مصلحة؟❓
💡ولكن أين هذا مما يحصل به من المصالح العظيمة من الإرواء والإنبات والحياة؟❓
💡وهل تلك المفاسد في جنب هذه المصالح العامة النافعة إلا كتفلة في بحر؟❓
💡وهل تعطيله لئلا تحصل تلك المفاسد، إلا موجبٌ لأعظم المفاسد والهلاك والدمار؟❓
💡وهذه الشمس التي سخرها الله لمنافع عباده، وإنضاج ثمارهم وأقواتهم، كم تؤذي بحرّها مسافراً وغيره؟،❓ وكم تجفف رطوبة؟،❓ وكم تعطش من البهائم؟❓، وكم تحرق من نبات أخضر؟❓
💡ولكن أين يقع هذا في جنب ما فيها من المنافع والمصالح؟❓
💢فتعطيل الخير الكثير لأجل الشر اليسير شر كثير،
⤴وهو خلاف موجب الحكمة الذي تنزه الله سبحانه عنه.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٦ ☆
💎 كمال الحكمة اﻹلهية في الخير والشر 💎
🔘فحقيقة الإنسان أن نفسه جاهلة ظالمة، فقيرة محتاجة للعلم والهدى.
🔷والشر الذي يحصل للإنسان نوعان: 🔻🔻
🔺عدم ..
🔺ووجود.
⤴فالأول: كعدم العلم والإيمان، وعدم الصبر وإرادة الخير، وعدم العمل بذلك.
⤴والثاني: الشر الوجودي: كالعقائد الباطلة، والإرادات الفاسدة.
🔶فذلك من لوازم ذلك العدم، فمتى عدم العلم النافع والعمل الصالح من النفس، لزم أن يخلق الشر والجهل وموجبهما ولا بد،
🔺 لأن النفس لا بد لها من أحد الضدين، فإذا لم تشتغل بالأمر النافع الصالح، اشتغلت بالضد الضار الفاسد.
🔷وهذا الشر الوجودي هو من خلقه تعالى، لأنه خالق كل شيء، لكن كل ما خلقه الله فله فيه حكمة لأجلها خلقه، فلو لم يخلقه فاتت تلك الحكمة.
🎐وليس في الحكمة تفويت هذه الحكمة التي هي أحب إليه سبحانه من الخير الحاصل بعدمها،
🔺 فإن في وجودها من الحكمة والغايات التي يحمد عليها سبحانه أضعاف ما في عدمها من ذلك.
🔷ومن أرادت من الأرواح الخبيثة السفلية أن تكون مجاورة للأرواح الطيبة العلوية، في مقام الصدق بين الملأ الأعلى،
🔺فقد أرادت ما تأباه حكمة أحكم الحاكمين، والتي تفرق بين الأبرار والفجار كما قال سبحانه:
☀{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)} [الانفطار: 13، 14].
🔶ولو أن ملكاً من ملوك الدنيا جعل خاصته وحاشيته سفلة الناس وسقطهم من أهل الردى والدناءة والقبائح، لقدح الناس في ملكه، وقالوا: لا يصلح للملك، لاختياره ما لا يليق به ولا بملكه.
🔸فما الظن بمجاوري الملك الأعظم، مالك الملوك في داره، وتمتعهم برؤية وجهه، وسماع كلامه، ومرافقتهم للملأ الأعلى، الذين هم أطيب خلقه وأزكاهم وأشرفهم.
❗❗أفيليق بذلك الرفيق الأعلى، والمحل الأسنى، والدرجات العلا، أرواح سفلية أرضية، قد أخلدت إلى الأرض، وعصت ربها، وعكفت على شهواتها كالحيوانات والبهائم السائمة.
⭕فلا ترى نعيماً ولا لذةً ولا سروراً إلا بما وافق طباعها من مأكل ومشرب ومنكح، من أين كان؟،❓ وكيف كان؟❓
♨فالفرق بينها وبين الكلاب والحمير انتصاب القامة، ونطق اللسان، والأكل باليد، والمشي على القدمين.
📏أما الطبع بالقلب فعلى شاكلة هذه الحيوانات وطباعها.
🔄بل ربما كانت طباع الحيوانات خيراً من طباع هؤلاء وأسلم وأقبل للخير، ولهذا جعلهم الله شر الدواب كما قال سبحانه:
☀{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22].
❗❓فهل يليق بحكمة العزيز الحكيم أن يجمع بين خير البرية وأزكى الخلق، وبين شر البرية وشر الدواب في دار واحدة؟.❓
❓ويكونون فيها على حال واحدة من النعيم أو العذاب؟.❓
⏪هذا لا يكون أبداً، وتأباه حكمة أحكم الحاكمين:
☀{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)} [القلم: 35، 36].
❓وهل يليق بحكمة العزيز الحكيم أن يجمع بين المؤمن والفاسق في دار واحدة يوم القيامة:❓
☀ {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ص: 28].
📙 موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٧ ☆
💎 فقه الحكمة البالغة في الخلق واﻷمر💎
⚪فالله عزَّ وجلَّ خالق كل شيء، خلق الليل والنهار، والماء والتراب، والحر والبرد، والسهل والحزن، والضار والنافع، والبر والفاجر ونحو ذلك
⤴لنعرف كمال قدرته، وكمال حكمته، وكمال رحمته.
◽فكمال القدرة بخلق الأضداد، وكمال الحكمة بتنزيلها منازلها، ووضع كل منها في موضعه،
◽ وكمال الرحمة بالانتفاع بها، والاتعاظ بها.
🎐والمؤمن يربط القدرة بالحكمة، فلا يكون شيء إلا بقدر الله ومشيئته وحكمته، وكما لا يخلو مخلوق من علم الله، فكذلك لا يخلو من حكمته.
⤴فكل ما يحصل من النار من نفعها هو من فضل الله ورحمته، وما يحصل بها من شر هو من طبيعتها التي خلقت عليها، والتي لا تكون ناراً إلا بها.
🔷وكذلك النفس، فما يحصل لها من خير فهو من فضل الله ورحمته، والله خالقها، وخالق كل شيء قام بها، وما يحصل لها من شر فهو منها ومن طبيعتها ولوازم نقصها وجهلها.
🔹فالنفس ليس عندها خير يحصل لها منها بل ذلك إلى الله، والنفس متحركة بالذات، فإن لم تتحرك بالخير تحركت بالشر فضرت صاحبها.
🔹والنفس لا تكون إلا مريدة عاملة، فإن لم توفق للإرادة الصالحة وقعت في الإرادة الفاسدة والعمل الضار
☀ كما قال سبحانه: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)} [المعارج: 19 - 22].
🔶فخلق الله عزَّ وجلَّ الإنسان على هذه الصفة، ومن كان على غيرها فلأجل ما زكاه الله به من فضله وإحسانه من الإيمان والتقوى.
🔸وخلقه على هذه الصفة هو من الأمور التي يحمد عليها الرب سبحانه، وهو موجب حكمته وعزته، وهي بالنسبة إلى الخالق سبحانه خير وعدل وحكمة.
🔸وبالنسبة إلى العبد تنقسم إلى خير وشر، وحسن وقبيح، كما تكون بالنسبة إليه طاعة ومعصية، وبراً وفجوراً.
⚪ولله تبارك وتعالى الحكمة البالغة، والنعمة السابغة، والحمد المطلق على جميع ما خلقه وأمر به، وعلى توفيقه الموجب لطاعته، وعلى خذلانه الموقع في معصيته.
⚪والله عزَّ وجلَّ رحمته سبقت غضبه، وما يحصل للبشر من الضرر والأذى، فله في ذلك أعظم حكمة مطلوبة.
⚪فكما أن الزارع يحصد الزرع ثم يجعل الحب الطيب في مكان يناسبه، والعيدان والقصب في مكان آخر، فالأول للإطعام والانتفاع، والثاني للإحراق والإتلاف.
🔵فكذلك الله تبارك وتعالى بحكمته ورحمته وفضله يجعل في الجنة من كان طيباً، وزرع خيراً، وجنى طيباً، ويجعل في النار من العباد من لا خير فيه، كالعيدان والشوك الذي لا يصلح إلا للنار.
🔷وجميع ما خلقه الله عزَّ وجلَّ فله فيه حكمة، والحكمة تتضمن شيئين:🔻🔻
🔹أحدهما: حكمة تعود إليه سبحانه يحبها ويرضاها وهي الإيمان والتوحيد.
🔹الثاني: حكمة تعود إلى عباده وهي نعمه عليهم، يفرحون بها، ويتلذذون بها، وهذا في المخلوقات والمأمورات:🔻🔻
🔺أما في المأمورات فإن الطاعات كلها يحبها الله ويرضاها، ويفرح بها، يفرح سبحانه إذا فعل العبد ما أمره الله به، ويغار إذا فعل العبد ما نهاه عنه.
🔺وكذلك الطاعات عاقبتها سعادة العبد في الدنيا والآخرة، يفرح بها العبد المطيع، فكل ما أمر الله عزَّ وجلَّ به له عاقبة حميدة تعود إليه وإلى عباده، ففيها حكمة له، وفيها رحمة بعباده.
🔵وكذلك المخلوقات، فكل ما خلقه الله خلقه لحكمة تعود إليه يحبها .. وخلقه رحمة بالعباد ينتفعون بها.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٨ ☆
💎فقه حكمة الرب وكمال قدرته💎
🔵ومن أعظم حكمة الرب وكمال قدرته خلق الضدين، إذ بذلك تُعرف ربوبيته وقدرته وملكه، كما خلق الليل والنهار، وكما خلق جبريل وإبليس.
💡فخلق أطيب الأرواح وأزكاها وأطهرها وأفضلها، وأجرى على يديه كل خير.
وخلق أخبث الأرواح وأنجسها وأرداها، وأجرى على يديه كل شر وكفر وفسوق وعصيان.
💡وجعل سبحانه الطيب منحازاً إلى تلك الروح الطيبة، والخبيث منحازاً إلى هذه الروح الخبيثة.
⤴فتلك تجذب كل طيب .. وهذه تجذب كل خبيث .. ولكل منهما عمل ودار.
وأي حكمة وقدرة أبلغ من هذا؟.❓❔
◽وقد خلق الله الإنسان من الأرض، وهي مشتملة على الطيب والخبيث، والله عزَّ وجلَّ يريد تخليص الطيب من الخبيث بالوحي الذي أنزله، ليجعل الطيب مجاوراً له في دار كرامته، مختصاً برؤيته والقرب منه.
🔷ويجعل الخبيث في دار الخبث، حظه البعد منه، والهوان والطرد والإبعاد، إذ لا يليق بحمده وحكمته وكماله أن يكون مجاوراً له في داره مع الطيبين وهو خبيث فاسد نجس.
◽فسبحان الحكيم العليم الذي خلق من المادة النارية من جعله محركاً للنفوس الخبيثة .. داعياً لها إلى محل الخبث والإحراق وهو الشيطان .. لتنجذب إليه النفوس الخبيثة بالطبع .. وتميل إليه بالمناسبة .. فتنحاز إلى ما يناسبها عدلاً وحكمة .. لا يظلمها في ذلك بارئها وخالقها.
◽بل أقام بحكمته وعدله داعياً يظهر بدعوته إياها واستجابتها له ما كان معلوماً لخالقها وبارئها من أحوالها، وكان خفياً على العباد.
◽فلما استجابت لأمره، وآثرت طاعته على طاعة ربها، الذي تتقلب في نعمه، ظهر حينئذ لملائكته ورسله وأوليائه حكمته وعدله في تعذيب هذه النفوس الخبيثة، وطردها عنه، وإبعادها عن رحمته.
⚪فسبحان من هذا خلقه، وهذا أمره، وهذه حكمته:
☀{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
🔵والرضا بالقضاء الكوني القدري الجاري على خلاف مراد العبد ومحبته مما لا يلائمه ولا يدخل تحت اختياره مستحب، وهذا كالمرض والفقر، وأذى الخلق له، والحر والبرد ونحو ذلك.
🔵والرضا بالقدر الجاري عليه باختياره مما يكرهه الله ويسخطه وينهى عنه كأنواع الظلم والفسوق والعصيان حرام يعاقب عليه، وهو مخالفة لربه تعالى، فإن الله لا يرضى بذلك ولا يحبه.
❓❔فإن قيل كيف يريد الله عزَّ وجلَّ أمراً لا يحبه ولا يرضاه؟.❓❔
⤴قيل: الله سبحانه يكره الشيء ويبغضه في ذاته، ولا ينافي ذلك إرادته لغيره، وكونه سبباً إلى ما هو أحب إليه من غيره، كما خلق إبليس الذي هو مادة لفساد الأديان والأعمال، والاعتقادات والإرادات، وهو سبب شقاوة العبيد، ووقوع ما يغضب الرب تبارك وتعالى.
🔵فهو مبغوض للرب، مسخوط له، لعنه الله ومقته، وغضب عليه.
🔴ومع هذا فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه، ووجودها أحب إليه من عدمها:🔻🔻
🔺منها ظهور قدرة الرب للعباد في خلق المتضادات، فخلق هذه الذات التي هي أخبث الذوات، وسبب كل شر، في مقابلة جبريل التي هي أشرف الذوات وسبب كل خير.
🔹وخلق الليل والنهار، والحياة والموت، والذكر والأنثى، والماء والنار، والخير والشر، كل ذلك يدل على كمال قدرة الله وعزته، وعظمة سلطانه وملكه، فإنه خلقها وجعلها محل تصرفه وتدبيره.
فتبارك الله خالق هذا وهذا، وهو الحكيم العليم.
🔺ومنها ظهور آثار أسمائه القهرية كالقهار، وشديد العقاب، والمعز المذل، والنافع الضار، ونحوها، فإن هذه الأسماء والأفعال من كمال ذاته، فلا بد من وجود متعلقها، ولو كان الخلق كلهم على طبيعة الملك، لم يظهر أثر هذه الأسماء والأفعال.
🔺ومنها ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه، ومغفرته وستره، فلولا خلق ما يكره من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد.
🔺ومنها ظهور آثار الأسماء المتضمنة للحكمة والخبرة، فإنه سبحانه الحكيم الخبير، الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها، فلا يضع الشيء في غير موضعه.
🔷فلا يضع سبحانه الحرمان والمنع موضع العطاء والفضل، ولا الفضل والعطاء موضع الحرمان والمنع، ولا الثواب موضع العقاب، ولا الخفض موضع الرفع، ولا العز مكان الذل، ولا يأمر بما ينبغي النهي عنه، ولا ينهى عما ينبغي الأمر به.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ١٩ ☆
💎فقه عبودية الله في خلقه💎
🔖هو سبحانه الحكيم العليم الذي يعلم أين يجعل رسالته، وأعلم بمن يصلح لقبولها، ويشكره على وصولها، وأعلم بمن لا يصلح لذلك.
⚪وهو أحكم من أن يمنعها أهلها، وأن يضعها عند غير أهلها.
🔵فلو قدر سبحانه عدم الأسباب المكروهة البغيضة له لتعطلت هذه الآثار ولم تظهر لخلقه، ولتعطلت تلك الحكم والمصالح المترتبة عليها، وفواتها شر من حصول تلك الأسباب.
🔄وهذا كالشمس والمطر والرياح التي فيها من المصالح والمنافع ما هو أضعاف أضعاف ما يحصل بها من الشر والضرر.
🔺ومنها حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما حصلت،
🔖فالله عزَّ وجلَّ يحب عبودية الجهاد في سبيل الله، ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية، وتوابعها من الموالاة في الله، والمعاداة فيه،
🔖وعبودية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
🔖وعبودية الصبر، ومخالفة الهوى.
◽فسبحان من بهرت حكمته العقول والألباب، وهو الحكيم الخبير.
🔺ومنها عبودية التوبة والاستغفار،
🔖فهو سبحانه يحب التوابين، ولو عطلت الأسباب التي يتاب منها لتعطلت عبودية التوبة والاستغفار.
🔺ومنها عبودية مجاهدة عدو الله، ومراغمته في الله، ومخالفته،
🔖 وذلك من أحب العبودية إليه،
🔖 فإنه سبحانه يحب من وليه أن يغيظ عدوه ويراغمه، ويجاهده.
🔺ومنها أن يتعبد له بالاستعاذة من عدوه، وسؤاله أن يجيره منه، ويعصمه من كيده ومكره وشره.
🔺ومنها أن عبيده يشتد خوفهم وحذرهم إذا رأوا ما حل بعدوه من الطرد واللعن بسبب معصيته، فيحذرون معصيته، ويبادرون إلى طاعته.
🔺ومنها أنهم ينالون ثواب مخالفته ومعاداته.
🔺ومنها أن نفس اتخاذه عدواً من أكبر أنواع العبودية وأجلها، وهو محبوب للرب عزَّ وجلَّ.
🔺ومنها أن الطبيعة البشرية جعلها الله مشتملة على الخير والشر، والطيب والخبيث،
🔖وذلك كامن فيها كمون النار في الزناد.
🔸فخلق الله الشيطان مستخرجاً لما في طبائع أهل الشر من القوة إلى الفعل.
🔸وأرسل الرسل تستخرج ما في طبيعة أهل الخير من القوة إلى الفعل.
🔵فاستخرج أحكم الحاكمين ما في قوى هؤلاء من الخير الكامن فيها ليترتب عليه آثاره،
🔖وما في قوى أولئك من الشر ليترتب عليه آثاره، وتظهر حكمته في إكرام أهل الخير وعقوبة أهل الشر.
🔵فالملائكة ظنوا أن وجود من يسبح بحمده ويقدسه أولى من وجود من يعصيه ويخالفه،
🔖 فأجابهم سبحانه بأنه يعلم من الحكم والمصالح في خلق هذا النوع ما لا تعلمه الملائكة كما حكى الله عنهم ذلك بقوله:🔻
☀ {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 30].
🔴ألا ما أقل علم الخلق بقدرة رب العالمين، وحكمة أحكم الحاكمين.
🔺ومنها أن ظهور كثير من آيات الله وعجائب صنعه إنما حصل بسبب وقوع الكفر والشر من النفوس الكافرة الظالمة،
🔹 كآية الطوفان في قوم نوح،
🔹 وآية الريح في قوم عاد،
🔹وآية إهلاك ثمود، وقوم لوط،
🔹 وآية انقلاب النار برداً وسلاماً على إبراهيم،
🔹وآية موسى مع فرعون وبني إسرائيل بانفلاق البحر، وخروج الماء من الحجر، ونحو ذلك.
🔸فلولا كفر الكافرين، وعناد الجاحدين لما ظهرت هذه الآيات الباهرة
☀كما قال سبحانه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}[الشعراء: 139، 140].
🔺ومنها أن خلق الأسباب المتقابلة التي يقهر بعضها بعضاً، ويكسر بعضها بعضاً هو من شأن الربوبية القاهرة، والقدرة النافذة، والحكمة التامة، والملك الكامل.
◽والرب سبحانه كامل في نفسه، ولو لم يخلق هذه الأسباب، لكن ظهور آثارها وأحكامها في عالم الشهادة تحقيق لذلك الكمال الإلهي.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٠ ☆
💎تابع عبودية الله في خلقه💎
🎐العبودية والآيات والعجائب التي ترتبت على خلقه ما لا يحبه ولا يرضاه، وتقديره ومشيئته، أحب إليه سبحانه وتعالى من فواتها وتعطيلها بتعطيل أسبابها.
❓❔فإن قيل هل يمكن حصول تلك الحكم بدون هذه الأسباب؟.❓❔
◀قيل هذا محال،
➰وهو سؤال باطل، إذ هو فرض وجود الملزوم بدون لازمه كفرض وجود الابن بدون الأب، والكتابة بدون كاتب، والحركة بدون متحرك، والتوبة بدون تائب.
❓❔فإن قيل: فهذه الأسباب مرادة للرب، فهل تكون مرضية محبوبة له؟.❓❔
◀قيل: هو سبحانه يحبها من جهة إفضائها إلى محبوبه، وإن كان يبغضها لذاتها.
🔰وسر المسألة:🔻🔻
🔶أن الرضا بالله يستلزم الرضا بأسمائه وصفاته، وأفعاله وأحكامه،
➰ولا يستلزم الرضا بمفعولاته كلها،
🔘بل حقيقة العبودية أن يوافق العبد ربه في رضاه وسخطه، فيرضى منها ما يرضى به، ويسخط منها ما سخطه.
❓❔فإن قيل: كيف يجتمع الرضا بالقضاء الذي يكرهه العبد من المرض والفقر والألم مع كراهته؟.❓❔
◀قيل: لا تنافي في ذلك، فإنه يرضى به من جهة إفضائه إلى ما يحب،
🔹ويكرهه من جهة تألمه به كالدواء الكريه الذي يعلم أن فيه شفاءه،
🔹فإنه يجتمع فيه رضاه به، وكراهته له.
❓❔فإن قيل: كيف يرضى لعبده شيئاً ولا يعينه عليه؟.❓❔
◀قيل: لأن إعانته عليه قد تستلزم فوات محبوب له أعظم من حصول تلك الطاعة التي رضيها له، وقد يكون وقوع تلك الطاعة منه يتضمن مفسدة هي أكره إليه سبحانه من محبته لتلك الطاعة
☀كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(47)} [التوبة: 46، 47].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢١ ☆
💎أفعال الله عز وجل كلها حكم وآيات💎
◻الله حكيم عليم، فقد جعل في خلق من يكفر به ويشرك به ويعاديه من الحكم الباهرة، والآيات الظاهرة، ما لم يكن يحصل بدونه.
🔷فلولا كفر قوم نوح لما ظهرت آية الطوفان التي أغرق الله بها الكفار والظالمين.
🔷ولولا كفر عاد لما ظهرت آية الريح العقيم التي دمرت ما مرت عليه.
🔷ولولا كفر قوم صالح لما ظهرت آية إهلاكهم بالصيحة.
🔷ولولا كفر فرعون وقومه لما ظهرت تلك الآيات والعجائب التي تتحدث بها الأمم أمة بعد أمة، واهتدى بها من شاء الله من عباده.
🔄وهلك بها من هلك عن بينة، وحيى بها من حيى عن بينة، وظهر بها فضل الله وعدله، وقدرته وحكمته، وآيات رسله.
🔷ولولا مجيء المشركين يوم بدر بقوة السلاح، وكثرة الرجال، والكبر والبطر، لما حصلت تلك الآيات العظيمة من النصر، ونزول الملائكة، والتي ترتب عليها من الإيمان والهدى والخير، ما لم يكن حاصلاً مع عدمها.
❓❔وكم حصل بها من الهدى والإيمان؟.❓❔
❓❔وكم حصل بها من محبوب للرحمان، وغيظ للشيطان؟.❓❔
⤴وتلك المفسدة التي حصلت في ضمنها للكفار مغمورة جداً بالنسبة إلى مصالحها وحكمها وآثارها العظيمة.
🌟والله حكيم عليم أراد أن يري عباده السابق واللاحق ما هو من أعظم آياته، وهو أن يربي هذا المولود الذي ذبح فرعون ما شاء الله من الأولاد في طلبه في حجر فرعون، وفي بيته، وعلى فراشه، ثم جعل زوال ملكه وإهلاكه على يده.
❓❗فكم حصل بقصة موسى - صلى الله عليه وسلم - مع فرعون من عبرة وحكمة، ورحمة وهداية.
❗وكذلك المفسدة التي حصلت لأيوب (من مس الشيطان له بنصب وعذاب، اضمحلت وتلاشت في جنب المصلحة التي حصلت له ولغيره عند مفارقة البلاء، وتبدله بالنعماء، بعد ذلك الصبر والدعاء.
🔷وكذلك كفر قوم إبراهيم وشركهم، وتكسيره لأصنامهم، وغضبهم لها، وإيقاد النيران العظيمة له، وإلقاؤه فيها، كل ذلك أوصله إلى أن صارت النار التي ألقي فيها برداً وسلاماً عليه.
⤴وصارت تلك آية وحجة وعبرة على مر الزمن.
❓❕وكم بين إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم(من مكة مختفياً على تلك الحال، وبين دخوله إليها ذلك الدخول الذي لم يفرح به بشر حبوراً لله،
🔺وقد اكتنفه المسلمون من جميع الجهات، والمهاجرون والأنصار قد أحدقوا به، والملائكة من فوقهم، والوحي من الله ينزل عليه، وقد أدخله حرمه ذلك الدخول المهيب الرهيب.
❓❔فأين مفسدة ذلك الإخراج الذي كأن لم يكن في جنب هذا النصر المبين؟.❔❓
🔷ولولا معارضة السحرة لموسى - صلى الله عليه وسلم - بإلقاء العصي والحبال، حتى أخذوا أعين الناس واسترهبوهم، لما ظهرت آية عصا موسى - صلى الله عليه وسلم - التي ابتلعت عصيهم وحبالهم فآمنوا فوراً، وانقلبوا على فرعون، وقاموا في وجهه معتزين بدينهم، مدافعين عنه.
🔵فسبحان الحكيم العليم الذي جميع أفعاله كلها حكم وآيات:
☀ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)} [الأنعام: 18].
⚪وهو سبحانه الملك الذي يتصرف في عباده بالحكمة والعلم، بالعدل لا بالظلم، بالإحسان لا بالإساءة، بما يصلحهم لا بما يفسدهم.
◽فهو يأمرهم وينهاهم إحساناً إليهم، وحمايةً وصيانةً لهم، لا حاجةً إليهم، ولا بخلاً عليهم بل جوداً وكرماً، ولطفاً وبراً، ورحمةً وإحساناً.
◽ويثيبهم إحساناً وتفضلاً ورحمةً، لا لمعاوضة واستحقاق منهم، أو دين واجب لهم يستحقونه عليه.
◾ويعاقبهم عدلاً وحكمةً، لا تشفياً ولا مخافةً ولا ظلماً كما يعاقب الملوك والجبابرة وغيرهم.
⚪بل هو سبحانه على الصراط المستقيم، وهو صراط العدل والإحسان، في أمره ونهيه، وثوابه وعقابه، وقضائه وقدره كما قال هود - صلى الله عليه وسلم -: 🔻
☀{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [هود: 56].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٢ ☆
💎 كمال عدل الرب من كمال الحكمة اﻹلهية💎
🌟هو سبحانه على صراط مستقيم في تصرفه في ملكه، يتصرف بالعدل،
🔺ومجازاة المحسن بإحسانه،
🔺 والمسيء بإساءته،
🔺 ولا يظلم مثقال ذرة، ولا يعاقب أحداً بما لم يجنه، ولا يهضمه ثواب عمله، ولا يحمل عليه ذنب غيره، ولا يأخذ أحداً بجريرة أحد،
🔺ولا يكلف نفساً ما لا تطيقه، ومصير العباد كلهم إليه، وطريقهم عليه، لا يفوته أحد منهم، فيجازيهم بما عملوا:
☀{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116].
📍وكل دابة تحت قبضته وإرادته، وهو آخذ بناصيتها،
🎐فلا يقع في ملكه من أحد المخلوقات شيء بغير مشيئته وقدره، ومن ناصيته بيد الله فلا يمكنه أن يتحرك إلا بتحريكه، ولا يفعل إلا بإقداره، ولا يشاء إلا بمشيئته:
☀{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان: 30].
⚪وهو سبحانه المولى الكريم، الذي هدى الضالين، وعلَّم الجاهلين، وأصلح الفاسدين، وأنقذ الهالكين، وبصر المتحيرين، وتاب على المذنبين، وأقبل بقلوب المعرضين، وذكر الغافلين، وآوى الشاردين.
🔄وإذا أوقع سبحانه عقاباً أوقعه بعد شدة التمرد والعتو عليه، ودعوة العبد إلى الرجوع إليه مرة بعد مرة.
🔹حتى إذا أيس من استجابته أخذه ببعض كفره وعتوه وتمرده، بحيث يعذر العبد من نفسه، ويعترف بأنه سبحانه لم يظلمه، وأنه هو الظالم لنفسه
☀كما قال سبحانه: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 11].
⚪فهو سبحانه لكمال حكمته وعدله، يضع العقوبة في موضعها الذي لا يليق به غيرها،
➰فوضعه في الموضع الذي يقول من علم الحال لا تليق العقوبة إلا بهذا المحل، ولا يليق به إلا هذه العقوبة.
🔘وقد أخبر الله عزَّ وجلَّ في كتابه أنه أهلك أعداءه، وأنجى أولياءه، ولا يعمهم بالهلاك بمحض المشيئة والإرادة، بل بسبب عملهم
☀ كما قال سبحانه: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا } [الفرقان: 37].
🔹وقال عن فرعون وقومه:
☀{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } [الزخرف: 55].
🔹وقال عن عاد حين كذبوا هوداً :
☀ {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 139].
🔸وقد ضمن الله عزَّ وجلَّ زيادة الهداية للمجاهدين في سبيله، والمتقين الذين يتبعون رضوانه، وأخبر أنه لا يضل إلا الفاسقين:
☀{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} [البقرة: 26، 27].
🔵وأنه إنما يضل من آثر الضلال واختاره على الهدى، فيطبع حينئذ على سمعه وقلبه، وأنه يقلب قلب من لم يرض بهداه إذا جاءه ولم يؤمن به ودفعه ورده، فيقلب فؤاده وبصره عقوبة له على رده، ودفعه لما تحققه وعرفه.
◽وأنه سبحانه هو العليم الحكيم الذي لو علم في تلك المحال والنفوس التي حكم عليها بالضلال والشقاء خيراً لأفهمها وهداها، ولكنها لا تصلح لنعمته، ولا تليق بها كرامته، فهم شر الدواب
☀كما قال سبحانه: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} [الأنفال: 22، 23].
🔴وقد أزاح سبحانه العلل، وأقام الحجج، ومكن من أسباب الهداية، فمن أقبل على الله هداه، ووفقه لما يحبه ويرضاه،
➰ومن أعرض عنه، فإن الله لا يهدي القوم الكافرين ولا الظالمين ولا الفاسقين، ولا يطبع إلا على قلوب المعتدين، ولا يركس في الفتنة إلا المنافقين بكسبهم،
➰وأن الرين الذي غطى به قلوب الكفار هو عين كسبهم وأعمالهم
☀ كما قال سبحانه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٣ ☆
💎 أليس الله بأحكم الحاكمين 💎
🎐أخبر سبحانه أنه لا يضل من هداه حتى يبين له ما يتقي، فيختار لشقوته وسوء طبيعته الضلال على الهدى:
☀{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)} [التوبة: 115].
🔻🔻وأما المكر والكيد والخداع الذي وصف به نفسه، فهو مجازاته للماكرين والكائدين، والمخادعين لأوليائه ورسله، فيقابل مكرهم السيئ بمكره الحسن، فيكون المكر منهم أقبح شيء، ومنه أحسن شيء، لأنه عدل ومجازاة.
🔻🔻وكذلك الكيد والمخادعة منه جزاء على مخادعة رسله وأوليائه وكيدهم، فلا أحسن من تلك المخادعة والمكر
☀ كما قال سبحانه: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
🔷وأما كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيدخل النار،
⬅فهذا عمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس، ولو كان عملاً صالحاً مقبولاً للجنة قد أحبه الله ورضيه، لم يبطله عليه، فقد يكون به آفة كامنة خذل بها في آخر عمره، والله يعلم من سائر العباد ما لا يعلمه بعضهم من بعض.
♦والله تبارك وتعالى يعلم ما في قلب إبليس من الكفر والكبر والحسد ما لا يعلمه الملائكة، فلما أمرهم بالسجود لآدم، ظهر ما في قلوبهم من الطاعة والمحبة، والخشية والانقياد، وبادروا إلى الامتثال،
◀ وأظهر ما في قلب عدوه إبليس من الكبر والغش والكفر والحسد، فأبى وامتنع من السجود لربه كما قال سبحانه:
☀{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)} [البقرة: 34].
💎وأما خوف أوليائه من مكره فحق، فإنهم يخافون أن يخذلهم بذنوبهم فيصيرون إلى الشقاء، فخوفهم من ذنوبهم، ورجاؤهم لرحمته.
⤴والذي يخافه العارفون بالله من مكره، أن يؤخر عنهم عذاب المعاصي، فيأنسوا بالذنوب، فيأتيهم العذاب على غرة، أو أن يغفلوا عنه، وينسوا ذكره، فيتخلى عنهم إذا تخلوا عن ذكره وطاعته، فيسرع إليهم البلاء والفتنة، أو أن يعلم من ذنوبهم ما لا يعلمونه، فيأتيهم المكر من حيث لا يشعرون، أو يبتليهم بما لا صبر لهم عليه فيفتنون به، وذلك مكر.
🔵ومن علم الله منه أنه لا يؤمن، ولا يصلح للهداية، فإنه لا يؤمن ولو جاءته كل آية
☀ كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)} [يونس: 96، 97].
🔵ومن ضل عن قبول الحق والاهتداء به .. فهذا إضلال ناشئ عن علم الله السابق في عبده أنه لا يصلح للهدى ولا يليق به .. وأن محله غير قابل له ..
💡فالله أعلم حيث يضع هداه وتوفيقه .. كما هوأعلم حيث يجعل رسالته.
🔴وكما أنه ليس كل محل أهلاً لتحمل الرسالة، وأدائها إلى الخلق، فليس كل محل أهلاً لقبولها والتصديق بها:
☀{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53].
💎وتأمل حكمة الرب جل جلاله في عذاب الأمم السابقة بعذاب الاستئصال، لما كانو أطول أعماراً، وأعظم قوى، وأعتى على الله وعلى رسله.
🎐فلما تقاصرت الأعمار وضعفت القوى، رفع الله عذاب الاستئصال، وجعل عذابهم بأيدي المؤمنين.
🔵وما أعظم حكمة الرب جل جلاله في إرسال الرسل في الأمم واحداً بعد واحد .. كلما مات رسول خلفه آخر .. لحاجتها إلى تتابع الرسل والأنبياء .. لضعف عقولها .. وعدم اكتفائها بآثار شريعة الرسول السابق.
💎فلما انتهت النبوة إلى محمد ﷺ .. أرسله إلى أكمل الأمم عقولاً ومعارف .. وأصحها أذهاناً .. وبعثه بأكمل شريعة ظهرت في الأرض.
⚪فأغنى الله الأمة بكمال رسولها، وكمال شريعته، ووكلهم بها حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ومن وراءهم، ومن بعدهم إلى يوم القيامة، فلم يحتاجوا معه إلى رسول آخر ولا نبي ولا محدّث.
⚪فسبحان الخلاق العليم، العزيز الحكيم، البصير بأحوال خلقه وملكه، الذي
◀له في كل ذرة في هذا الكون فما فوقها:🔻🔻
خلق من خلقه .. وقضاء من قضائه .. وأمر من أمره .. وحكمة من حكمه.
💎فتبارك الله أحسن الخالقين، وأحكم الحاكمين.
📙 موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٤ ☆
💎 فقه عظمة خلق المخلوقات 💎
🌟 خَلق المخلوقات 🌟
☀قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62].
☀وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام: 101، 102].
🔴الله تبارك وتعالى هو الخلاق العليم، الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً:
🔺خلق كل شيء في العالم العلوي، وفي العالم السفلي.
🔺خلق العرش والكرسي .. وخلق السموات والأرض ..
🔺 وخلق الشمس والقمر، وخلق النجوم والكواكب .. و
🔺خلق الليل والنهار .. وخلق الملائكة والأرواح .. وخلق الماء والرياح ..
🔺وغير ذلك مما خلقه الله، ولا يحيط بعلمه إلا هو.
🔺وخلق سبحانه الأنهار والبحار .. وخلق التراب والجبال .. وخلق النبات والحيوان ..
🔺وخلق الإنس والجان .. وخلق الحر والبرد .. وخلق اليابس والرطب .. وخلق الكبير والصغير .. وخلق الذكر والأنثى.
🔺وخلق سبحانه الدنيا والآخرة .. والجنة والنار، والثواب والعقاب:
☀{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [غافر: 62].
⚪فسبحان الخلاق الذي خلق كل شيء، الذي يخلق ما يشاء ويختار،
◽ الجبار الذي قهر كل شيء، العظيم الذي لا يعجزه شيء،
◽ الملك الذي بيده ملكوت كل شيء، القوي القادر على كل شيء:
☀{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)} [يس: 81 - 83].
💎1) خلق العرش والكرسي💎
☀قال الله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116].
☀وقال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255].
☀وقال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].
💎الله تبارك وتعالى هو الملك الذي يملك كل شيء، القوي الذي لا يعجزه شيء، الخالق الذي خلق كل شيء.
⚪خلق العرش واستوى عليه، وأمر الملائكة بحمله، وتعبدهم بتعظيمه والطواف به.
⚪وخلق البيت المعمور في السماء السابعة، وأمر الملائكة بالطواف به.
⚪وخلق سبحانه البيت العتيق في الأرض، وأمر بني آدم بالطواف به، واستقباله في الصلاة.
⚪وعرش الرحمن عزَّ وجلَّ سرير ذو قوائم .. تحمله الملائكة ..
🔺وهو كالقبة على العالم .. وهو سقف المخلوقات ..
🔺 وأعظم المخلوقات .. وأعلى المخلوقات .. وأوسع المخلوقات .. وأكبر المخلوقات .. فالله سبحانه مجيد .. وعرشه مجيد.
💡والله جل جلاله مدح نفسه بأنه:
☀{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } [البروج: 15].
☀وأنه: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } [المؤمنون: 116].
☀وأنه: {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة: 129].
🔖فوصف سبحانه العرش بأنه مجيد، وكريم، وعظيم.
🔺فهو عظيم لكونه أعظم المخلوقات وأكبرها وأعلاها وأوسطها.
🔺وكريم لما له من منزلة تميز بها عما سواه من المخلوقات.
🔺ومجيد عال مرتفع على جميع المخلوقات والكائنات.
🔖وبذلك صار بهذه الصفات لائقاً بجلال الله وعظمته وكبريائه.
🔖وخصه الله جل جلاله من بين سائر المخلوقات بالاستواء عليه.
📙 موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٥ ☆
💎 فقه سعة عرش الرحمن 💎
♦عرش الله عزَّ وجلَّ أعلى المخلوقات وأرفعها وسقفها وأقربها إلى الله تعالى،
⏪فهو أعلى من السموات والأرض، وهو سقف الجنة، اختصه الله بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه الرحمن كيف شاء.
💫قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَألْتُمُ الله فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهَارُ الْجَنَّةِ» أخرجه البخاري .
♦وعرش الرحمن جل وعلا أكبر المخلوقات وأعظمها، وأوسعها وأثقلها، وزنته أثقل الأوزان، ولا يقدر قدره أحد إلا الله:
💫 فـ «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» أخرجه مسلم .
🔴والملائكة الذين يحملون العرش لا يعلم عظمتهم إلا الله.
💫قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ» أخرجه أبو داود.
🔵وقد خلق الله عزَّ وجلَّ العرش قبل خلق السموات والأرض، وقبل القلم، بل قبل سائر المخلوقات.
☀قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ السموات وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» أخرجه مسلم .
🌵والعرش أكبر المخلوقات وأعظمها
☀كما قال سبحانه: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة: 129].
🔵وعرش الرحمن تبارك وتعالى أعلى المخلوقات كلها وأثقلها وزناً.
فسبحان العزيز الجبار الذي خلقه، واستوى عليه، وجعله مع عظمته محتاجاً إليه
💫: «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِه» أخرجه مسلم .
🔵والكرسي وسع السموات والأرض، والكرسي بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.
◽والسموات السبع، والأرضون السبع وما بينهن وما فيهن في الكرسي كحلقة ملقاة بأرض فلاة.
🔵وحملة العرش ملائكة عظام لا يعلم عظم خلقهم إلا الله، ولا يعلم قوتهم إلا الله، ولا يعلم عددهم إلا الله، يحملون العرش بقدرة الله.
🔵وحملة العرش من أكبر الملائكة وأعظمهم وأقواهم، وهم ومن حول العرش من الملائكة المقربين يعبدون الله عزَّ وجلَّ، ولهم زجل بالتسبيح والتقديس والتحميد
☀كما قال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم} [غافر: 7].
💎ويوم القيامة يحمل عرش الرحمان ثمانية أملاك عظام
☀ كما قال سبحانه: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17].
💎والكرسي جسم عظيم مخلوق بين يدي العرش، وهو موضع القدمين للباري عزَّ وجلَّ، والعرش أعظم منه، والكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش
☀ كما قال سبحانه: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255].
🌟والله تبارك وتعالى فوق سماواته، مستو على عرشه، عال على خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمرهم:
☀ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [النمل: 26].
❗❗وإذا كانت هذه عظمة كرسيه .. ❗❗
❓❔فكم تكون عظمة عرشه الذي وصفه بأنه عظيم .. ؟. ❓❔
❓❔وكم تكون عظمة الرب الذي استوى عليه جلَّ جلاله ..؟.❓❔
❗❕أفيليق بمن هذه صفاته .. وهذه أفعاله .. وهذه عظمته .. أن يسكن العبد في ملكه .. ويأكل من رزقه .. ويكفر به .. ويستكبر عن عبادته وطاعته .. ؟.❓❔
📙موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٦ ☆
💎 فقه خلق السموات السبع 💎
2⃣2 - خلق السموات
☀قال الله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
[النازعات: 27 - 29].
☀وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}
[ق: 6].
♦من آيات الله العظام خلق السموات،
⤴فهي من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها، وفي سعتها وقرارها، بحيث لا تصعد علواً كالنار، ولا تهبط نازلة كالأجسام الثقيلة، ولا عمد تحتها، ولا علاقة فوقها:
☀{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2].
💧وهو سبحانه الحي القيوم، القوي القدير، الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا،
↩ليحصل للخلق القرار والنفع والاعتبار، وليعلموا من عظيم سلطانه وكمال قدرته، ما تمتلئ به قلوبهم إجلالاً له وتعظيماً، ومحبةً وذلاً،
🔺ولو زالتا ما أمسكهما أحد من الخلق:
☀{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [فاطر: 41].
🔘وهو سبحانه الذي خلق سبع سماوات، كل واحدة فوق الأخرى، وخلقها في غاية الحسن والإتقان،
لا خلل فيها ولا نقص، فهي حسنة كاملة متناسبة من كل وجه، في لونها وهيئتها وارتفاعها.
🔘فسبحان الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، والذي خلق السموات السبع في غاية القوة والحسن والعظمة:
☀{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)} ... [الملك: 3، 4].
♦وقد زين الله السماء الدنيا بمصابيح، وهي النجوم على اختلافها في النور والضياء
☀كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك: 5].
♦وقد جعل الله هذه النجوم زينةً وجمالاً للسماء، ونوراً وهدايةً يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، ورجوماً للشياطين الذين يسترقون السمع ويضلون العباد،
↩ولولا هذه النجوم لكانت السماء سقفاً مظلماً لا حسن فيه ولا جمال.
🔷ومن أراد أن ينظر إلى عظمة الخالق فلينظر إلى مخلوقاته ومصنوعاته، وعظمة أسمائه وصفاته، وآلائه ونعمه، وسعة خزائنه.
🔷فما أعظم صنع الله في ملكوت السموات، وعلوها وسعتها، واستدارتها، وعظم خلقها، وحسن بنائها، وجمالها:
☀{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ } [ق: 6].
❗فتأمل خلق السماء، وما فيها من عجائب المخلوقات، وعجائب شمسها وقمرها وكواكبها، ومقاديرها وأشكالها، وتفاوت مشارقها ومغاربها.❗
↩فلا ذرة فيها تنفك عن حكمة .. بل هي أحكم خلقاً .. وأتقن صنعاً .. وأجمع للعجائب من بدن الإنسان
☀كما قال سبحانه: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر: 57].
🔷بل لا نسبة لجميع ما في الأرض إلى عجائب السموات، لسعتها وعظمتها، وعلوها، وما فيها من الملائكة والكواكب، والشمس والقمر
☀كما قال سبحانه {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].
🔷فالأرض وما فيها من المخلوقات، بالنسبة إلى السموات وما فيها من المخلوقات، كقطرة في بحر، وذرة في جبل.
🔷وكما خلق الله الأرض وجعل فيها الإنس والجن، فكذلك خلق السموات السبع وملأها بالملائكة الذين:
☀{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } [الأنبياء:20].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِداً لِلَّهِ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إلى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إلى اللهِ» أخرجه الترمذي .
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٧ ☆
💎 اﻻعتبار بعظمة خلق السموات 💎
🌟لعظمة خلق السموات قل أن تجيء سورة في القرآن إلا وفيها ذكرها:
▫إما إخباراً عن عظمتها وسعتها ..
▫وإما إقسامًا بها ..
▫وإما دعاءً إلى النظر إلى خلقها وعظمتها ..
▫وإما إرشاد للعباد أن يستدلوا بها على عظمة بانيها ورافعها ..
▫وإما استدلال منه بربوبيته لها مع وحدانيته ..
▫وإما استدلال بخلقها على ما أخبر به من المعاد ..
▫وإما استدلال بحسنها واستوائها وإمساكها على تمام قدرته وحكمته عزَّ وجلَّ.
🌍وخلق الأرض متقدم على خلق السموات
☀كما قال سبحانه: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت: 9 - 12].
🔶فسبحان الذي خلق هذا السقف الأعظم مع صلابته وشدته وقوته من دخان وهو بخار الماء.
♦وسبحان الذي بنى السموات السبع الشداد
☀كما قال سبحانه: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا } [النبأ: 12].
🔘فانظر إلى هذا البناء العظيم الشديد الواسع، الذي رفع الله سمكه أعظم ارتفاع، وزينه بأحسن زينة، وأودعه العجائب والآيات.
🌗ثم ارجع البصر إلى السماء، وانظر فيها، وفي كواكبها ودورانها، وطلوعها وغروبها، وهي باقية إلى أن يطويها فاطرها ومبدعها.
🔶وانظر إلى شمسها وقمرها، واختلاف مشارقها ومغاربها، ودأبها في الحركة على الدوام بأمر خالقها
⏪من غير فتور في حركتها، ولا تغير في سيرها، إلى أن يأتي أجلها، وموعد زوالها.
💡وانظر إلى كثرة كواكب السماء، واختلاف ألوانها وأحجامها وأنوارها.
🌟ثم انظر إلى الشمس، وقوة إنارتها وحرارتها، وسيرها في فلكها في مدة سنة، ثم هي في كل يوم تطلع وتغرب بأمر ربها، بسير سخره لها خالقها، لا تتعداه ولا تقصر عنه.
🌟ولولا طلوع الشمس وغروبها، لما عرف الليل والنهار، ولا المواقيت، ولأطبق الظلام على العالم أو الضياء.
🌙وانظر إلى القمر وعجائب آياته، كيف يبديه الله كالخيط الدقيق، ثم يتزايد نوره شيئاً فشيئاً كل ليلة، حتى يكون بدراً في منتصف الشهر
↩ثم يأخذ في النقصان حتى يعود إلى حالته الأولى، ليظهر من ذلك مواقيت العباد في معاشهم، وعباداتهم ومناسكهم.
💢وما من كوكب من الكواكب إلا وللرب تبارك وتعالى في خلقه حكم كثيرة:
🌖في حجمه ومقداره .. وفي شكله ولونه .. وفي موضعه من السماء .. وفي قربه من وسطها وبعده .. وفي قربه من الكوكب الذي يليه .. وفي بعده عنه .. كتفاوت أعضاء البدن واختلافها .. وتفاوت منافعها.
◽وقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ بالنظر في ملكوت السموات والأرض لما فيها من الآيات والعبر التي تزيد الإيمان
☀ كما قال سبحانه: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ } [يونس: 101].
☀والنظر إلى السماء نوعان:
🔺الأول: نظر إليها بالبصر الظاهر،
⤴فيرى مثلاً زرقة السماء ونجومها وعلوها وسعتها،
➰وهذا نظر يشارك فيه الإنسان غيره من الحيوانات، وليس هو المقصود.
🔺الثاني: أن يتجاوز هذا إلى النظر بالبصيرة الباطنة،
⤴فتفتح له أبواب السماء، فيجول في أقطارها وملكوتها، وبين ملائكتها،
⏪الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون،
🔺ويرى أنبياء الله ورسله الذين بلغوا دينه إلى عباده، آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السابعة، وغيرهم في السموات الأخرى.
◻ثم يفتح له باب بعد باب، حتى ينتهي به سير القلب إلى عرش الرحمن،
🎐فينظر سعته وعظمته، وجلاله ومجده ورفعته، ويرى السموات السبع والأرضين السبع بالنسبة إليه كحلقة ملقاة في أرض فلاة.
☀ويرى الملائكة الذين يحملونه، والملائكة الذين حوله، حافين من حول العرش، ولهم زجل بالتسبيح والتحميد، والتقديس والتكبير.
☀ويرى الملك العظيم الجبار، الكريم الرحمن، مستو على عرشه، والأوامر تنزل من عنده بتدبير الممالك والجنود والخلائق التي لا يعلمها ولا يحصيها إلا ربها ومليكها.
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٨ ☆
💎 آثار التفكر في خلق السموات 💎
🌟فينزل الأوامر بإحياء قوم .. وإماتة آخرين .. وإعزاز قوم .. وإذلال آخرين ..
🌟وإنشاء ملك .. وسلب ملك .. وجبر كسير .. وإغناء فقير .. وشفاء مريض .. وإغاثة ملهوف .. ونصر مظلوم ..
🌟وهداية حيران .. وتفريج كرب .. ومغفرة ذنب .. وكشف ضر .. وتحويل نعمة من محل إلى محل .. وغير ذلك.
💎فهي مراسيم دائرة بين العدل والفضل، والحكمة والرحمة، تنفذ في أقطار العوالم، لا يشغله شيء منها عن شيء، ولا تغلطه
كثرة المسائل والحوائج، ولا ينقص الإنفاق ذرة من خزائنه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
💡خلق سبحانه سبع سموات، بين كل سماء وسماء خمسمائة عام،
⬅وأمره ينزل بين كل سماء وسماء، وبين الأرض والسماء:
☀{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [سورة الطلاق : 12]
🔘فإذا رأى القلب هذا .. ورأى حملة العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به .. ورأى الملائكة يطوفون بالبيت المعمور .. ورأى كل سماء مملوءة بالركع السجود من الملائكة .. ورأى قدرة الله تمسك السماء أن تزول أو تقع عل الأرض .. ورأى هذا الملكوت العظيم.
🔴فحينئذ يقوم القلب بين يدي الرحمن مطرقاً لهيبته، خاشعاً لعظمته، ذليلاً لعزته، فيسجد بين يدي الرحمن، الملك الحق المبين، سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم المزيد.
♦فهذا سفر القلب وهو في وطنه وداره ومحل ملكه، وهذا من أعظم آيات الله وعجائب صنعه.
♦فيا له من سفر ما أبركه وأروحه .. وما أعظم ثمرته وربحه .. وما أسعد صاحبه.
♦وهذه السموات السبع العظيمة، على اتساعها وكبرها وعظمتها، يطويها العزيز الجبار يوم القيامة بيمينه، وهي في يده أصغر من الخردلة
☀كما قال سبحانه: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104].
♦وجاء حبر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
💫فقال: «يَا مُحَمَّدُ! أوْ يَا أبَا الْقَاسِمِ! إِنَّ اللهَ تعالى يُمْسِكُ السموات يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أنَا الْمَلِكُ، أنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَعَجُّباً مِمَّا قَالَ الْحَبْرُ، تَصْدِيقاً لَهُ،
☀ثُمَّ قَرَأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الزمر: 67]» متفق عليه .
◽ألا ما أعظم الله .. وما أعظم خلقه .. وما أعظم قوته.
◽فسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة.
🔵وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، فالناس بالنسبة إلى خلق السموات والأرض من أصغر ما يكون.
◽فالذي خلق الأجرام العظيمة وأتقنها، قادر على إعادة الناس بعد موتهم من باب أولى وأحرى، فما بال أكثر الناس لا يعتبرون بذلك، ولا يجعلونه منهم على بال:
☀{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }[غافر: 57].
⚪ألا ما أعظم آيات الله في خلق السموات السبع الشداد:
💢من علوها وسعتها .. وكبرها وعظمتها .. ولونها الحسن .. وإتقانها العجيب .. وما فيها من النجوم والكواكب .. الثوابت والسيارات .. والشمس والقمر النيرات .. جعلها الله سقفاً للأرض .. وحفظها من السقوط.
❓فهل يتعظ الإنسان ويتدبر خلق هذه السموات السبع الطباق، وما فيها من الآيات والعبر؟.❓
☀{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 32].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٢٩ ☆
💎 فقه عظمة خلق اﻷرض 💎
3⃣ خَلق الأرض :-
☀قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: 4].
☀وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)} [ق: 6 - 8].
📍خلق الله الأرض مختلفة الأجناس والصفات والمنافع:
فهذه الأرض سهلة .. وهذه حزنة. وهذه صلبة .. وهذه رخوة .. وهذه سوداء .. وبجوارها بيضاء ..
📍وهذه حصى كلها .. وبجوارها أرض ليس فيها حجر .. وهذه سبخة مالحة .. وبجوارها أرض خصبة طيبة ..
📍وهذه طين أو رمل ليس فيها جبل .. وهذه مسجرة بالجبال .. وهذه تصلح لنبات كذا .. وهذه لا تصلح له ..
📍وهذه تمسك الماء، ولا تنبت الكلأ .. وهذه تنبت الكلأ، ولا تمسك الماء:
☀{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 4].
🔷فسبحان من نوعها هذا التنوع .. وفرق أجزاءها هذا التفريق .. ومن خص كل قطعة منها بما خصها به من المنافع والنبات والمعادن.
🔷وسبحان من ألقى عليها رواسيها .. وفتح فيها السبل .. وأخرج منها الماء والمرعى .. ومن بارك فيها .. وقدر فيها أقواتها.
♦وإذا نظر الإنسان إلى الأرض، وكيف خُلقت، رآها من أعظم آيات فاطرها ومبدعها.
🔺خلقها الله عزَّ وجلَّ فراشاً ومهاداً، وذللها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم وأقواتهم ومعايشهم، وجعل فيها السبل لينتقلوا فيها في حوائجهم وتصرفاتهم،
🔺وأرساها بالجبال، وجعلها أوتاداً تحفظها لئلا تميد بهم.
🔺ووسع سبحانه أكنافها، ودحاها، ومدها، وبسطها، وجعلها كفاتاً للأحياء تضمهم على ظهرها ما داموا أحياء، وكفاتاً للأموات تضمهم في بطنها إذا ماتوا، فظهرها وطن للأحياء، وبطنها وطن للأموات
☀كما قال سبحانه: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26)} [المرسلات: 25، 26].
🔷والأرض كائن حي، يحيا ويموت، فالماء حين يصيب الأرض، يبعث فيها بأمر الله الخصب، فتنبت الزرع الحي النامي، وتموج صفحاتها بألوان وأشكال من الأحياء من النباتات،
◀والماء رسول الحياة من الله، فحيث كان تكون الحياة:
☀{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 24].
🔷فانظر إلى الأرض وهي ميتة هامدة خاشعة، فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وتحركت، وربت واخضرت، وأنبتت من كل زوج بهيج،
🔹فأخرجت عجائب النبات في المنظر والمخبر.
◀أقوات وأزهار وثمار على اختلافها، وتباين مقاديرها وأشكالها، وألوانها ومنافعها، وأنواع الفواكه والثمار، ومراعي الدواب والطير:
☀{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5].
🔷ثم انظر إلى قطع الأرض المتجاورات، وكيف ينزل عليها ماء واحد، فتنبت الأزواج المختلفة المتباينة في اللون والشكل، والرائحة والطعم، والمنفعة والحجم، واللقاح واحد، والأم واحدة، والنتاج مختلف.
♦فسبحان من أودع هذه الأجنة المختلفة في بطن هذه الأم، وجعلها تحمل بذلك من لقاح واحد أمم وقبائل من النبات:
☀{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30].
🔷وسبحان من أحكم جوانب الأرض بالجبال الراسيات، الشوامخ الصم الصلاب، ونصبها فأحسن نصبها، ورفعها وجعلها أصلب أجزاء الأرض، لئلا تضمحل على تطاول السنين، وترادف الأمطار، وتوالي الرياح،
🔹وأتقن صنعها، وأحكم وضعها، وأودعها من المنافع والمعادن والجواهر والعيون ما أودعها،
🔹ثم هدى الناس للاستفادة منها، ولولا هدايته لهم إلى ذلك لم يعرفوه ولم يقدروا عليه:
☀{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)} [النبأ: 6، 7].
♦والله تبارك وتعالى هو الذي أنزل من السماء ماء مباركاً، وأسكنه في الأرض، يستفيد منه الإنسان والحيوان والنبات على مدار العام
☀كما قال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}[المؤمنون: 18].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣٠ ☆
💎تابع فقه عظمة خلق اﻷرض 💎
🌟فسبحان من أودع الماء في الأرض، ثم أخرج به أنواع الأغذية والأدوية والأشربة والأقوات على مدار العام.
🔺فهذا لغذاء الإنسان .. وهذا لغذاء الحيوان .. وهذا سم قاتل. وهذا شفاء من السم .. وهذا حار .. وهذا بارد .. وهذا حلو .. وهذا مر .. وهذا حامض .. وهذا مالح .. وهذا ثمر .. وهذا ورق .. وهذا حب متراكب .. وهذا منفرد .. وهذا ثمر مستور .. وهذا مكشوف .. وهذا ثمر أبيض .. وهذا أصفر .. وهذا أحمر .. وهذا أسود.
🔺وهذا ثمره في باطن الأرض .. وهذا على سطح الأرض .. وهذا ثمره في أعلاه .. وهذا في أسفله
📍إلى غير ذلك من عجائب النبات التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده، والذي لا تكاد تخلو ورقة ولا زهرة، ولا ثمرة ولا خشبة منه، من منافع تعجز العقول عن الإحاطة بها:
☀{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان: 11].
🔷وانظر إلى قدرة الله في سوق الماء في تلك العروق الرقيقة الضعيفة، وكيف يستقبله النبات، وكيف يجذبه من مقره ومركزه إلى فوق، ثم ينصرف في تلك الأغصان والأوراق والثمار.
♦فسبحان من أنزل الماء بقدرته، ورفعه بقدرته، وسيره بقدرته، وقسمه بعلمه ومشيئته، وأحيا به الأموات، وأخرج به من كل الثمرات:
☀{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}[النحل: 10، 11].
♦وسبحان الخلاق العليم الذي خلق الأرض وبسطها، وشق أنهارها، وأنبت أشجارها، وأخرج ثمارها، ومن صدعها عن النبات، وأودع فيها جميع الأقوات:
☀{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 174].
🔶وسبحان الذي يمسك الأرض أن تتحرك أو تزلزل فيسقط ما عليها من بناء ومعلم، أو يخسفها بمن عليها فإذا هي تمور، وتبلع ما على ظهرها.
🔷وإذا خسف الله بالأرض، فمن ذا يمسكها سواه، وإذا زلزلها فمن ذا يثبتها سواه:
☀{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: 41].
♦وهو سبحانه الذي جعل الأرض خزانة حافظة لما استودع فيها من المياه، والأرزاق، والمعادن، والنبات والحيوان، وجعل فيها الجنات والحدائق والعيون
◀إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار.
⚪والله عزَّ وجلَّ هو الحي الذي يحيي الأرض بعد موتها، فينزل عليها الماء من السماء، ثم يرسل عليها الرياح، ويطلع عليها الشمس، فتأخذ في الحبل، فإذا كان وقت الولادة، مخضت للوضع، واهتزت وأنبتت من كل زوج بهيج، بإذن ربها وفاطرها.
🌟فتبارك الله أحسن الخالقين، الذي جعل السماء كالأب، والأرض كالأم، والقطر كالماء الذي ينعقد منه الولد، فإذا حصل الحب في الأرض، وصب عليه الماء، وكان في الموسم، انتفخت الحبة، وانفلقت عن ساقين، ساق من فوقها وهو الشجرة، وساق من تحتها وهو العروق،
💡ثم عظم ذلك الولد، ثم وضع من الأولاد بعد أبيه آلافاً مؤلفة،
❗كل ذلك صنع الرب في حبة واحدة، وذلك من البركة التي وضعها الله سبحانه في هذه الأم، وجعل ذلك دليلاً على إخراج من في القبور، ليوم البعث والنشور:
☀{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)} [الحج: 5 - 7].
🔷فالأرض كالأم تحمل في بطنها أنواع الأولاد من كل صنف، ثم تخرج بأمر الله من ذلك للإنسان والحيوان ما أذن لها فيه ربها أن تخرجه
📍إما بعملهم وإما بدونه، ثم يرد إليها ما خرج منها، فينبته الله مرة أخرى .. وهكذا.
♦وجعلها سبحانه كفاتاً للأحياء ما داموا على ظهرها، فإذا ماتوا استودعتهم في بطنها، فكانت كفاتاً لهم تضمهم على ظهرها أحياء، وفي بطنها أمواتاً.
🔺فإذا جاء يوم الوقت المعلوم، وقد أثقلها الحمل، وحان وقت الولادة ودنو المخاض، أوحى إليها ربها وفاطرها أن تضع حملها، وتخرج أثقالها، فتخرج الناس بإذن ربها من بطنها إلى ظهرها.
☀{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)} [المعارج: 43، 44].
📙موسوعة فقه القلوب📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣١ ☆
💎اﻻعتبار بعظمة خلق اﻷرض 💎
♦ سبحان من أخرج الليل والنهار بواسطة الأجرام العلوية،
♦ وأخرج الذكور والإناث بواسطة الأجرام السفلية،
🔰فأخرج من الأرض ذكور الحيوان وإناثه، وذكور النبات وإناثه، على اختلاف أنواعها،
↩كما أخرج من السماء الليل والنهار بواسطة الشمس.
❗❗فما أجهل الإنسان بربه، وما أجهله بما ينفعه وما يضره، وما أظلمه لنفسه ولغيره:
☀{إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
◽وفي خلق الأرض آيات وعجائب وعبر، لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله
☀ كما قال سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20].
🌕ومن آياتها خلقها بهذا الحجم الهائل العظيم، وسعتها وكبر خلقها، وتسطيحها ليستقر عليها الحيوان، فهي كروية لها سطح.
🌕ومن آياتها أن جعلها سبحانه قراراً وفراشاً، لتكون مقر الحيوان ومساكنه.
◽وجعلها سبحانه بساطاً يسير عليها الحيوان والإنسان بيسر وسهولة، وجعل فيها الفجاج والسبل:
☀ {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)} [نوح: 19 - 20].
◽وجعلها الله عزَّ وجلَّ مهاداً ذلولاً، تُوطأ بالأقدام،
📍وتضرب بالمعاول والفئوس،
📍 وتُحمل على ظهرها الأبنية الثقال،
⤴فهي ذلول مسخرة لما يريد العبد منها في تحقيق مصالحه، من بناء وزراعة وصناعة.
◽ومن رحمته سبحانه أن جعل الأرض ذلولاً،
◾ لم يجعلها في غاية الصلابة والشدة كالحديد فيمتنع حفرها وشقها، والغرس والزرع فيها،
◾ولم يجعلها سائلة لا يمكن الزرع والغرس فيها، ولا رخوة لا يمكن السير عليها، والبناء فوقها.
↩بل جعلها سبحانه قراراً بين الصلابة والدماثة، بحيث تصلح للسير والمشي، وتقبل الزرع والغرس، وتحمل المباني والأجسام الثقيلة:
☀{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
💎وأشرف الجواهر عند الإنسان الذهب والفضة،
↩ولو كانت الأرض من هذه الجواهر لفاتت مصالح العباد والحيوان منها، وتعطلت المنافع المقصودة منها.
⤴ومن هنا نعلم أن جواهر التراب ومنافعه أشرف من هذه الجواهر وأنفع وأبرك، وإن كانت تلك أعز وأغلى، فغلاؤها وعزتها لقلتها، وإلا فالتراب أنفع منها وأبرك وأنفس.
◽ومن رحمته سبحانه أن خلق الأرض كثيفة غبراء، فصلحت أن تكون مستقراً للنبات والحيوان والأنام.
◾لم يجعلها سبحانه شفافة لا يستقر عليها النور، فلا تقبل السخونة، فتكون باردة لا يعيش عليها ولا فيها حيوان ولا نبات.
◾ولم يجعلها صقيلة براقة، لئلا يحترق ما عليها بسبب انعكاس أشعة الشمس، كما يشاهد من احتراق القطن عند انعكاس شعاع الجسم الصقيل الشفاف عليه.
💦ومن الآيات في الأرض ما أوقعه الله بالأمم التي كذبت رسله، وخالفت أمره، فأبقى آثارهم دالة عليهم
☀ كما قال سبحانه: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ} [السجدة: 26].
☀وقال سبحانه: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [العنكبوت: 38].
❓❓فكم من آية؟، وكم من عبرة؟، وكم من تبصرة؟، وكم من ذكرى في هذه الأرض ما عليها؟.❓❓
💡 وأي دلالة أعظم من رجل يخرج وحده لا مال له ولا عدة ولا عدد.
⬅فيدعو الأمة العظيمة إلى توحيد الله والإيمان به وطاعته، ويحذرهم بأسه ونقمته،↔ فيكذبونه ويعادونه،
↩فيذكرهم أنواع العقوبات الخارجة عن قدرة البشر، والتي أوقعها الله بمن كفر به وكذب رسله.
🔻فيغرق المكذبين كلهم تارة كما فعل سبحانه بقوم نوح، وفرعون وقومه.
🔻ويخسف بغيرهم الأرض تارة كما فعل بقارون وغيره.
🔻ويهلك آخرين بالريح كم فعل بقوم عاد.
🔻ويهلك آخرين بالصيحة كما فعل بقوم ثمود.
🔻ويهلك آخرين بالمسخ .. وآخرين بالصواعق .. وآخرين بالحجارة .. وآخرين بأنواع العقوبات .. .
🔹وينجو داعيهم ومن معه من المؤمنين ..
💡والهالكون أضعاف أضعافهم عدداً وقوة ومنعة وأموالاً:
☀{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)} [الشعراء: 67، 68].
💡وكل أخذه الله بذنبه عقوبة على جرمه:
☀{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُم وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40].
📙موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
💎اﻻعتبار بعظمة خلق اﻷرض 💎
♦ سبحان من أخرج الليل والنهار بواسطة الأجرام العلوية،
♦ وأخرج الذكور والإناث بواسطة الأجرام السفلية،
🔰فأخرج من الأرض ذكور الحيوان وإناثه، وذكور النبات وإناثه، على اختلاف أنواعها،
↩كما أخرج من السماء الليل والنهار بواسطة الشمس.
❗❗فما أجهل الإنسان بربه، وما أجهله بما ينفعه وما يضره، وما أظلمه لنفسه ولغيره:
☀{إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
◽وفي خلق الأرض آيات وعجائب وعبر، لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله
☀ كما قال سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20].
🌕ومن آياتها خلقها بهذا الحجم الهائل العظيم، وسعتها وكبر خلقها، وتسطيحها ليستقر عليها الحيوان، فهي كروية لها سطح.
🌕ومن آياتها أن جعلها سبحانه قراراً وفراشاً، لتكون مقر الحيوان ومساكنه.
◽وجعلها سبحانه بساطاً يسير عليها الحيوان والإنسان بيسر وسهولة، وجعل فيها الفجاج والسبل:
☀ {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)} [نوح: 19 - 20].
◽وجعلها الله عزَّ وجلَّ مهاداً ذلولاً، تُوطأ بالأقدام،
📍وتضرب بالمعاول والفئوس،
📍 وتُحمل على ظهرها الأبنية الثقال،
⤴فهي ذلول مسخرة لما يريد العبد منها في تحقيق مصالحه، من بناء وزراعة وصناعة.
◽ومن رحمته سبحانه أن جعل الأرض ذلولاً،
◾ لم يجعلها في غاية الصلابة والشدة كالحديد فيمتنع حفرها وشقها، والغرس والزرع فيها،
◾ولم يجعلها سائلة لا يمكن الزرع والغرس فيها، ولا رخوة لا يمكن السير عليها، والبناء فوقها.
↩بل جعلها سبحانه قراراً بين الصلابة والدماثة، بحيث تصلح للسير والمشي، وتقبل الزرع والغرس، وتحمل المباني والأجسام الثقيلة:
☀{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
💎وأشرف الجواهر عند الإنسان الذهب والفضة،
↩ولو كانت الأرض من هذه الجواهر لفاتت مصالح العباد والحيوان منها، وتعطلت المنافع المقصودة منها.
⤴ومن هنا نعلم أن جواهر التراب ومنافعه أشرف من هذه الجواهر وأنفع وأبرك، وإن كانت تلك أعز وأغلى، فغلاؤها وعزتها لقلتها، وإلا فالتراب أنفع منها وأبرك وأنفس.
◽ومن رحمته سبحانه أن خلق الأرض كثيفة غبراء، فصلحت أن تكون مستقراً للنبات والحيوان والأنام.
◾لم يجعلها سبحانه شفافة لا يستقر عليها النور، فلا تقبل السخونة، فتكون باردة لا يعيش عليها ولا فيها حيوان ولا نبات.
◾ولم يجعلها صقيلة براقة، لئلا يحترق ما عليها بسبب انعكاس أشعة الشمس، كما يشاهد من احتراق القطن عند انعكاس شعاع الجسم الصقيل الشفاف عليه.
💦ومن الآيات في الأرض ما أوقعه الله بالأمم التي كذبت رسله، وخالفت أمره، فأبقى آثارهم دالة عليهم
☀ كما قال سبحانه: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ} [السجدة: 26].
☀وقال سبحانه: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [العنكبوت: 38].
❓❓فكم من آية؟، وكم من عبرة؟، وكم من تبصرة؟، وكم من ذكرى في هذه الأرض ما عليها؟.❓❓
💡 وأي دلالة أعظم من رجل يخرج وحده لا مال له ولا عدة ولا عدد.
⬅فيدعو الأمة العظيمة إلى توحيد الله والإيمان به وطاعته، ويحذرهم بأسه ونقمته،↔ فيكذبونه ويعادونه،
↩فيذكرهم أنواع العقوبات الخارجة عن قدرة البشر، والتي أوقعها الله بمن كفر به وكذب رسله.
🔻فيغرق المكذبين كلهم تارة كما فعل سبحانه بقوم نوح، وفرعون وقومه.
🔻ويخسف بغيرهم الأرض تارة كما فعل بقارون وغيره.
🔻ويهلك آخرين بالريح كم فعل بقوم عاد.
🔻ويهلك آخرين بالصيحة كما فعل بقوم ثمود.
🔻ويهلك آخرين بالمسخ .. وآخرين بالصواعق .. وآخرين بالحجارة .. وآخرين بأنواع العقوبات .. .
🔹وينجو داعيهم ومن معه من المؤمنين ..
💡والهالكون أضعاف أضعافهم عدداً وقوة ومنعة وأموالاً:
☀{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)} [الشعراء: 67، 68].
💡وكل أخذه الله بذنبه عقوبة على جرمه:
☀{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُم وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40].
📙موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣٢ ☆
💎 عظمة خلق اﻷرض دلالة على تعظيم التوحيد 💎
🌕خلق السموات والأرض آية كبرى تشهد بأن الذي خلقها وأنشأها هو الله وحده، وتنطوي آية السموات والأرض على آية أخرى في ثناياها:
☀ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }[الشورى: 29].
🔰والحياة في هذه الأرض وحدها، فضلاً عما في السموات من أحياء ومخلوقات لا ندركها آية أخرى، وهي سر لم ينفذ إلى طبيعته أحد، وعلمه إلى الله وحده دون سواه.
⚪فسبحان الخلاق العليم الذي خلق هذه الأحياء المبثوثة في كل مكان، فوق سطح الأرض، وفي ثناياها، وفي أعماق البحار، وفي جو السماء.
💎وهذه آية أخرى من آيات الله في الأرض.
🎐أسراب من الطير لا يعلم عددها إلا الله، الذي خلقها، وقسم رزقها وسيرها في ملكه الواسع العظيم.
🎐وأسراب من النحل وأخواتها لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
🎐وأسراب من الحشرات والهوام والذر، لا يعلم موطنها إلا الله الذي لا يخفى عليه شيء.
🎐وأسراب من الأنعام والوحش، سائمة وشاردة في كل مكان، لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
🎐واسراب من الحيوانات والأسماك في البحر، لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
♦وأمم من البشر مبثوثة في الأرض في كل مكان، مختلفة الأجناس والألوان واللغات والأشكال، لا يحصيها إلا الله الذي:
☀{وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 29].
🔘وخلائق اخرى أربى عدداً، وأخفى مكاناً، في السموات والأرض، لا يعلمها إلا الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
🔶وهذه المخلوقات التي تدب في السموات والأرض يجمعها الله حين يشاء، لا يضل منها فرد واحد ولا يغيب، وبنو آدم يعجزهم أن يجمعوا سرباً من الطير الأليف ينفلت من أقفاصهم، أو سرباً من النحل يطير من خلية لهم.
🔖وليس بين بعث هذه المخلوقات وجمعها، وبين موتها وحياتها، إلا كلمة واحدة من الخلاق العليم:
☀{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
🔶وهذه الأرض الواسعة بما فيها من تراب وجبال وبحار، عائمة في الهواء، سابحة في الفضاء، غير مستندة إلى شيء إلا إلى قدرة الذي خلقها وأمسكها ودبرها كيف شاء، بهذا النظام الذي لا يتخلف، وبهذا القدر الذي يسمح للأحياء والأشياء أن تظل على سطح هذا الكوكب السابح السارح الدائر في الفضاء.
☀فسبحان الذي: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج:65].
🌕وسبحان من خلق الأرض ودحاها وملأها بالخيرات والأرزاق، وجهزها لاستقبال الأحياء، وحضانتهم على اختلاف أشكالهم وألوانهم،
📍وطريقة حياتهم، من نبات وحيوان، وطير وحشرات، وإنس وجن، وغيرهم مما لا يعلمه إلا الله العليم الخبير.
♦وكل هؤلاء جماعات وقبائل وشعوب، لا يحصيها إلا الله الذي خلقها، وخلق أرزاقها، وحدد آجالها.
⚪والله تبارك وتعالى هو المولى الكريم الرحيم، الذي خلق هذه الأقوات المدخرة في الأرض، للأحياء التي تسكن على ظهرها، أو تسبح في أجوائها، أو تمخر ماءها، أو تختبئ في مغاورها وكهوفها، أو تختفي في مساربها وأجوافها.
💢هذه الأقوات الجاهزة من جهزها وأعدها بمختلف الأشكال والألوان؟.❓❓
♦إن الله هو الذي خلقها، لتلبي حاجات هذه الأحياء التي لا تحصى، ولا تحصى أنواع غذائها، ولا يحصب كميات أرزاقها إلا الذي خلقها.
♦هذه الأقوات التي أودعها الله في جوفها، والساربة في مجاريها، والسابحة في هوائها، والنابتة على سطحها، والقادمة إليها من الشمس، ومن العوالم الأخرى،
🔺 وكلها تتدفق وفق تدبير الله الذي خلق هذا المحضن لهذا النوع من الحياة، وجهزه بكل ما يلائم، وبكل ما يلزم لهذه الأنواع الكثيرة التي لا تحصى، والتي تتوالد وتتكاثر على مرِّ الدهور.
📙موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣٣ ☆
💎سعة منافع العباد من خلق اﻷرض💎
🎐 ما أعظم الآيات والعجائب في هذا الكون العظيم.
🎐فمتى يستيقظ القلب البشري للتأمل والتدبر والتفكر في هذا المعرض الإلهي الهائل؟:❓
☀{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت: 20].
💡إن كثيراً من الناس يمرون بهذا المعرض العجيب من المخلوقات،
▪مغمضي العيون ..
▪ مقفلي القلوب ..
▪ لا يحسون فيه حياة ..
▪ولا يفقهون لغة ..
⤴ لأن لمسة اليقين لم تحيِ قلوبهم .. وقد يكون منهم علماء يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا.
🔘والإنسان لطول استقراره على هذه الأرض، وإلفه لأوضاعها وظواهرها، لا يحس بهذه القدرة الإلهية التي وضعت هذه الأرض للأنام،
↩ وجعلت استقرارنا عليها ممكناً ميسوراً إلى الحد الذي لا نكاد نشعر به،
💢ولا نعلم بعظمة نعمة الله علينا فيه إلا حين يثور بركان، أو يمور زلزال، فيؤرجح هذه الأرض المطمئنة من تحتنا، فتضطرب وتمور:
☀{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } [الملك: 16].
🔘إن البشر لو ألقوا بالهم إلى أنهم محمولون على هذه الهباءة السابحة في هذا الفضاء الكبير،
🔶 وهي معلقة تسبح في هذا الفضاء، لا يمسكها شيء إلا قدرة الله، الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه،
🔶 لو أدركوا ذلك لظلوا أبداً معلقي القلوب والأبصار، راجفي الأرواح والأوصال، لا يركنون إلا للواحد القهار:
☀ {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} ... [يونس: 3].
🔘 وما أعظم نعم الله على العباد في خلق هذه الأرض الذي أودعها خالقها ما لا يحصى من النعم.
♦فهي ذلول وحلوب ..
♦وهي مذللة للسير عليها بالقدم .. وعلى الدابة .. وعلى السيارة .. وعلى الفلك التي تمخر البحار ..
🔘 ومذللة للزرع والجني والحصاد ..
🔘 ومذللة للحياة فيها بما تحويه من هواء وماء وتربة تصلح للزرع والإنبات.
🔰هذه الأرض التي نراها ثابتة مستقرة ساكنة،
⤴وهي دابة متحركة، بل رامحة راكضة،
🔸 وهي في الوقت نفسه ذلول لا تلقي براكبها عن ظهرها، ولا تتعثر خطاها، ولا تهزه وترهقه كالدابة غير الذلول.
🔘 ثم هي حلوب كما هي ذلول،
❓ فكم يخرج الله منها من المياه؟❓،
❓ وكم يخرج الله منها من الثمار والحبوب؟ ❓،
❓وكم يخرج الله منها من البترول والغاز والمعادن؟.❓
⤴فهذه النعم والأرزاق يسوقها الله إلينا من كل مكان.
❓فهل أدينا حق الله علينا من العبادة والطاعة؟.❓
☀{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} ... [البقرة: 21، 22].
📙 موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
💎 عظمة خلق اﻷرض دلالة على تعظيم التوحيد 💎
🌕خلق السموات والأرض آية كبرى تشهد بأن الذي خلقها وأنشأها هو الله وحده، وتنطوي آية السموات والأرض على آية أخرى في ثناياها:
☀ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }[الشورى: 29].
🔰والحياة في هذه الأرض وحدها، فضلاً عما في السموات من أحياء ومخلوقات لا ندركها آية أخرى، وهي سر لم ينفذ إلى طبيعته أحد، وعلمه إلى الله وحده دون سواه.
⚪فسبحان الخلاق العليم الذي خلق هذه الأحياء المبثوثة في كل مكان، فوق سطح الأرض، وفي ثناياها، وفي أعماق البحار، وفي جو السماء.
💎وهذه آية أخرى من آيات الله في الأرض.
🎐أسراب من الطير لا يعلم عددها إلا الله، الذي خلقها، وقسم رزقها وسيرها في ملكه الواسع العظيم.
🎐وأسراب من النحل وأخواتها لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
🎐وأسراب من الحشرات والهوام والذر، لا يعلم موطنها إلا الله الذي لا يخفى عليه شيء.
🎐وأسراب من الأنعام والوحش، سائمة وشاردة في كل مكان، لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
🎐واسراب من الحيوانات والأسماك في البحر، لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله وحده.
♦وأمم من البشر مبثوثة في الأرض في كل مكان، مختلفة الأجناس والألوان واللغات والأشكال، لا يحصيها إلا الله الذي:
☀{وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 29].
🔘وخلائق اخرى أربى عدداً، وأخفى مكاناً، في السموات والأرض، لا يعلمها إلا الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
🔶وهذه المخلوقات التي تدب في السموات والأرض يجمعها الله حين يشاء، لا يضل منها فرد واحد ولا يغيب، وبنو آدم يعجزهم أن يجمعوا سرباً من الطير الأليف ينفلت من أقفاصهم، أو سرباً من النحل يطير من خلية لهم.
🔖وليس بين بعث هذه المخلوقات وجمعها، وبين موتها وحياتها، إلا كلمة واحدة من الخلاق العليم:
☀{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
🔶وهذه الأرض الواسعة بما فيها من تراب وجبال وبحار، عائمة في الهواء، سابحة في الفضاء، غير مستندة إلى شيء إلا إلى قدرة الذي خلقها وأمسكها ودبرها كيف شاء، بهذا النظام الذي لا يتخلف، وبهذا القدر الذي يسمح للأحياء والأشياء أن تظل على سطح هذا الكوكب السابح السارح الدائر في الفضاء.
☀فسبحان الذي: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج:65].
🌕وسبحان من خلق الأرض ودحاها وملأها بالخيرات والأرزاق، وجهزها لاستقبال الأحياء، وحضانتهم على اختلاف أشكالهم وألوانهم،
📍وطريقة حياتهم، من نبات وحيوان، وطير وحشرات، وإنس وجن، وغيرهم مما لا يعلمه إلا الله العليم الخبير.
♦وكل هؤلاء جماعات وقبائل وشعوب، لا يحصيها إلا الله الذي خلقها، وخلق أرزاقها، وحدد آجالها.
⚪والله تبارك وتعالى هو المولى الكريم الرحيم، الذي خلق هذه الأقوات المدخرة في الأرض، للأحياء التي تسكن على ظهرها، أو تسبح في أجوائها، أو تمخر ماءها، أو تختبئ في مغاورها وكهوفها، أو تختفي في مساربها وأجوافها.
💢هذه الأقوات الجاهزة من جهزها وأعدها بمختلف الأشكال والألوان؟.❓❓
♦إن الله هو الذي خلقها، لتلبي حاجات هذه الأحياء التي لا تحصى، ولا تحصى أنواع غذائها، ولا يحصب كميات أرزاقها إلا الذي خلقها.
♦هذه الأقوات التي أودعها الله في جوفها، والساربة في مجاريها، والسابحة في هوائها، والنابتة على سطحها، والقادمة إليها من الشمس، ومن العوالم الأخرى،
🔺 وكلها تتدفق وفق تدبير الله الذي خلق هذا المحضن لهذا النوع من الحياة، وجهزه بكل ما يلائم، وبكل ما يلزم لهذه الأنواع الكثيرة التي لا تحصى، والتي تتوالد وتتكاثر على مرِّ الدهور.
📙موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
☆ ٣٣ ☆
💎سعة منافع العباد من خلق اﻷرض💎
🎐 ما أعظم الآيات والعجائب في هذا الكون العظيم.
🎐فمتى يستيقظ القلب البشري للتأمل والتدبر والتفكر في هذا المعرض الإلهي الهائل؟:❓
☀{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت: 20].
💡إن كثيراً من الناس يمرون بهذا المعرض العجيب من المخلوقات،
▪مغمضي العيون ..
▪ مقفلي القلوب ..
▪ لا يحسون فيه حياة ..
▪ولا يفقهون لغة ..
⤴ لأن لمسة اليقين لم تحيِ قلوبهم .. وقد يكون منهم علماء يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا.
🔘والإنسان لطول استقراره على هذه الأرض، وإلفه لأوضاعها وظواهرها، لا يحس بهذه القدرة الإلهية التي وضعت هذه الأرض للأنام،
↩ وجعلت استقرارنا عليها ممكناً ميسوراً إلى الحد الذي لا نكاد نشعر به،
💢ولا نعلم بعظمة نعمة الله علينا فيه إلا حين يثور بركان، أو يمور زلزال، فيؤرجح هذه الأرض المطمئنة من تحتنا، فتضطرب وتمور:
☀{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } [الملك: 16].
🔘إن البشر لو ألقوا بالهم إلى أنهم محمولون على هذه الهباءة السابحة في هذا الفضاء الكبير،
🔶 وهي معلقة تسبح في هذا الفضاء، لا يمسكها شيء إلا قدرة الله، الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه،
🔶 لو أدركوا ذلك لظلوا أبداً معلقي القلوب والأبصار، راجفي الأرواح والأوصال، لا يركنون إلا للواحد القهار:
☀ {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} ... [يونس: 3].
🔘 وما أعظم نعم الله على العباد في خلق هذه الأرض الذي أودعها خالقها ما لا يحصى من النعم.
♦فهي ذلول وحلوب ..
♦وهي مذللة للسير عليها بالقدم .. وعلى الدابة .. وعلى السيارة .. وعلى الفلك التي تمخر البحار ..
🔘 ومذللة للزرع والجني والحصاد ..
🔘 ومذللة للحياة فيها بما تحويه من هواء وماء وتربة تصلح للزرع والإنبات.
🔰هذه الأرض التي نراها ثابتة مستقرة ساكنة،
⤴وهي دابة متحركة، بل رامحة راكضة،
🔸 وهي في الوقت نفسه ذلول لا تلقي براكبها عن ظهرها، ولا تتعثر خطاها، ولا تهزه وترهقه كالدابة غير الذلول.
🔘 ثم هي حلوب كما هي ذلول،
❓ فكم يخرج الله منها من المياه؟❓،
❓ وكم يخرج الله منها من الثمار والحبوب؟ ❓،
❓وكم يخرج الله منها من البترول والغاز والمعادن؟.❓
⤴فهذه النعم والأرزاق يسوقها الله إلينا من كل مكان.
❓فهل أدينا حق الله علينا من العبادة والطاعة؟.❓
☀{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} ... [البقرة: 21، 22].
📙 موسوعة فقه القلوب 📙
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
لا إلـٰه إلا الله
ردحذف