فقه الدعوة إلى الله - المستوى الأول





١
💎فقه العلم والعمل💎

قال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)} [الزمر: 9].

وقال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [النحل: 97].

💦الناس في العلم والعمل أربعة أصناف:

1⃣الأول: من رزقه الله علماً وعملاً، وهؤلاء خلاصة الخلق،
🔅وأئمة هذا الصنف الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،
 وهم في ذلك درجات،فأفضلهم أولو العزم،
🔸 ثم يلي الأنبياء أتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وهم في ذلك درجات متفاوتة.

2⃣الثاني: من حرم العلم والعمل، وهذا الصنف شر البرية،
🔸وهم الصم البكم العمي الذين لا يعقلون،
وهؤلاء ناس في الصورة، وشياطين في الحقيقة، وجلهم أمثال البهائم والحمير والسباع.

3⃣الثالث: من فتح له باب العلم، وأغلق عنه باب العمل.
فهذا في رتبة الجاهل أو شر منه، وما زاده العلم إلا وبالاً وعذاباً، ولا مطمع في صلاحه وهدايته.
فمن عرف الطريق وحاد عنها متعمداً فمتى ترجى هدايته؟❗❓:
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)} [آل عمران: 86].

4⃣الرابع: من رزقه الله حظاً من الإرادة والعزيمة والعمل، ولكن قل نصيبه من العلم.
فهذا إذا وفق له الاقتداء بعالم أو داع من دعاة الله ورسوله ازداد عمله، وحسن عمله.
💡والإنسان لا يرغب في طلب العلم، ولا يقبل عليه إلا بإرادة جازمة،
💡ولا تأتي الإرادة إلا بمحرك لها وهو الإيمان، ومعرفة فضل العلم وثواب العلماء، ومعرفة درجاتهم عند الله.

🔅ومما يرغب العبد لطلب العلم الشرعي، ويحرك نفسه لتعلمه وتعليمه أن يقول لنفسه:🔻

💬إن الله أمرني بالعبادات والطاعات والفرائض، ولا أقدر على أدائها إلا بالعلم.
💬ونهاني الله عن المعاصي والآثام، ولا أقدر على اجتنابها إلا بعد معرفة قبحها وسوء عاقبتها، ولا يتم ذلك إلا بالعلم.
💬ويقول: إن الله عزَّ وجلَّ أوجب علي شكر نعمه الظاهرة والباطنة ولا أقدر على معرفتها، وطاعة الله فيها إلا بالعلم.
💬وأمرني الله عزَّ وجلَّ بإنصاف الخلق، ولا أقدر على إنصافهم إلا بعد معرفة حقوقهم، وما يجب لهم، ولا يتم ذلك إلا بالعلم.
💬وأمرني سبحانه بالصبر على بلائه، ولا أقدر عليه إلا بعد معرفة ثوابه وحسن عاقبته، ولا يتم ذلك إلا بالعلم.
💬وأمرني سبحانه بعداوة الشيطان، ولا أقدر عليها إلا بعد معرفة كيده وخطواته، ولا يتم ذلك إلا بالعلم.

📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٢

💎فقه القوة العلمية والعملية لطالب العلم💎

◻️كمال العمل الصالح وقبوله مبني على ستة أمور:🔻
الأول: إخلاص العمل لله.
الثاني: أن يكون على طريقة رسول الله .
الثالث: الاحتساب، بأن يعرف قيمة العمل الذي يؤديه لله.
الرابع: اليقين على ذات الله الذي يملك كل شيء.
الخامس: أن يؤديه بالمجاهدة، بترك ما يحب من أجله.
السادس : أن يؤديه بصفة الإحسان، فيؤدي بأحسن هيئة ، ويقوم به أمام ربه كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن ربه يراه .

🍂والعمل شرط لصحة الإيمان، 🔹والأعمال منها ما هو شرط صحةٍ كالصلاة،
🔸ومنها ما هو شرط كمالٍ كبر الوالدين.
🔳والسائر إلى الله والدار الآخرة، بل كل سائر إلى مقصد لا يتم سيره ولا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين:
قو ة علمية ..
وقوة إرادية.
فبالقوة العلمية يبصر منازل الطريق، ومواضع السلوك، ويجتنب أسباب الهلاك، ومواضع العطب.
وبالقوة العملية يسير حقيقة، بل السير هو حقيقة القوة العملية، فإن السير هو عمل المسافر،
🎐وكذلك السائر إلى الله إذا أبصر الطريق وأعلامها، وأبصر المعاثر والوهاد،
فقد حصل له شطر السعادة والفلاح، وبقي عليه الشطر الآخر.
وهو أن يضع عصاه على عاتقه ويشمر مسافراً في الطريق، قاطعاً منازلها منزلة بعد منزلة، وكلما قطع مرحلة استعد لقطع الأخرى.
🔸فإذا استشعر قرب المنزل، هانت عليه مشقة السفر.
🔹وكلما سكنت نفسه من كلال السير وعدها قرب التلاقي، وبرد العيش عند الوصول، فيحدث لها ذلك نشاطاً وفرحاً وهمة، فتواصل السير إلى منازل الأحبة، فتصل حميدة مسرورة، يتلقاها الأحبة بأنواع التحف والهدايا والكرامات، وليس بينها وبين ذلك إلا صبر ساعة.
◻️والناس من حيث القوة العلمية والعملية قسمان:
الأول: من تكون له القوة العلمية الكاشفة عن الطريق ومنازلها وأعلامها وعوارضها ومعاثرها، وتكون هذه القوة أغلب القوتين عليه.
🔹ويكون ضعيفاً في القوة العملية، يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها، ويرى المخاوف والمتالف ولا يتوقاها.
🔸فهو فقيه ما لم يحضر العمل، فإذا حضر العمل شارك الجهال في التخلف، وفارقهم في العلم، وهذا هو الغالب على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم،
🔘 إذ قد يكون لها مقاصد غير وجه الله تحرمها ثمرة العلم، وهو العمل بموجبه، والمعصوم من عصمه الله.

الثاني: من تكون له القوة العملية الإرادية، وتكون أغلب القوتين عليه،
وتقتضي هذه القوة السير والسلوك، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، والجد والتشمير في العمل.
🔹ويكون أعمى البصر عند ورود الشبهات في العقيدة، والانحرافات في الأقوال والأعمال، كما كان الأول ضعيف العقل والإرادة عند ورود الشهوات.
🔘فداء هذا من جهله ..
🔘وداء الأول من فساد إرادته، وضعف عقله.
وهذا حال أكثر أرباب الفقر والسالكين على غير طريق العلم.
فهؤلاء كلهم عمي عن ربهم وعن شريعته ودينه، لا يعرفون شريعته ودينه الذي بعث به رسله، وأنزل به كتبه.

🔳ومن كملت له هاتان القوتان استقام له سيره إلى الله عزَّ وجلَّ، ورجي له النفوذ، وقوي على رد القواطع والموانع بحول الله وقوته.
🔸ولولا القواطع والآفات لكانت الطريق معمورة بالسالكين، ولو شاء الله لأزالها وذهب بها، ولكن لله في خلقه شئون، وحكم وأسرار يجهلها أكثر العباد، والله حكيم عليم.

📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٣
💎فقه كمال قوام سعادة العبد💎

🔳لكل إنسان قوتان:
قوة علمية نظرية ..
وقو ة عملية إرادية.
وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والعملية.
واستكمال القوة العلمية إنما يكون
🔸 بمعرفة فاطره وبارئه،
🔹ومعرفة أسمائه وصفاته،
🔸 ومعرفة الطريق التي توصل إليه، ومعرفة آفاتها،
🔹 ومعرفة نفسه، ومعرفة عيوبها.
فبهذه المعارف الخمس يحصل كمال قوته العلمية، وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم بها.
🎐واستكمال القوة العملية الإرادية لا يحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد، والقيام بها إخلاصاً وصدقاً، ونصحاً وإحساناً، وشهوداً لمنة الله عليه، وتقصيره في أداء حقه سبحانه.
🎐فهو مستح من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقه، وحقه أعظم وأكبر من ذلك بكثير، وأنه لا سبيل إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته،
🍃 فهو مضطر دائماً إلى أن يهديه الصراط المستقيم،
🍃وأن يجنبه الخروج عنه،
🍂 إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال،
🍂وإما بفساد في قوته العملية فيوجب له الغضب من ربه.
🔻والله عزَّ وجلَّ يحب أن تعرف سبيل المؤمنين مفصلة لتحب وتسلك، كما يحب أن تعرف سبيل المجرمين لتبغض وتجتنب.
وقد بين الله في القرآن سبيل المؤمنين مفصلة،
وسبيل المجرمين مفصلة،
🔹 وعاقبة هؤلاء وهؤلاء،
🔸 وأعمال هؤلاء وهؤلاء،
🔹 وتوفيقه لهؤلاء، وخذلانه لهؤلاء، وبين ذلك غاية البيان وأتمه:
{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55].

🔘والناس في معرفة ذلك أربع فرق:🔻
️ 1- العالمون بالله وكتابه ودينه
📏عرفوا سبيل المؤمنين معرفة مفصلة،
📏وعرفوا سبيل المجرمين مفصلة،
فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى النجاة، والطريق الموصل إلى الهلكة.
📍فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس، وأنصحهم لهم، وهم الأدلاء الهداة.
📍وفي مقدمة هؤلاء الصحابة الذين نشأوا في سبل الضلال والشرك، والسبل الموصلة إلى الهلاك،
🔸وعرفوها مفصلة،
🔹ثم جاءهم الرسول فأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى، فخرجوا من الظلام إلى النور التام،
🔸ومن الشرك إلى التوحيد،
🔹 ومن الظلم إلى العدل.

️2 - الثانية: من عميت عنه السبيلان من أشباه الأنعام، وهم بسبيل المجرمين أحضر ولها أسلك.

️3 - الثالثة: من صرف عنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدها، فهو لا يعرف ضدها إلا من حيث الجملة.

️4 - الرابعة: من عرف سبيل الكفر والشر والبدع مفصلة، وعرف سبيل المؤمنين مجملة.

🔳وأعمال الإنسان قسمان:
🔘الأول: أعمال القلوب كالإيمان بالله وتوحيده، ومحبته وخشيته، والتوكل عليه، وتعظيمه، والخضوع له، والإنابة إليه، واليقين على ذاته وأسمائه وصفاته.

🔘الثاني: أعمال الجوارح كالذكر والدعاء، والصلاة والصوم، والحج ونحو ذلك.
📏وهذه الأعمال تتفاوت وتزيد وتنقص، والناس فيها درجات في الهيئة والقدرة، والقلة والكثرة، والرغبة والرهبة، والحسن والكمال.
💫قال النبي : «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» أخرجه مسلم .

📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚







١

💎اﻷمر اﻹلهي بالعلم قبل العمل💎

قال الله تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [سورة محمد : 19]

💬يقول الشيخ السعدي :-
🎐" العلم لابد فيه من إقرارالقلب ومعرفته
⏪بمعنى ما طلب منه علمه وتمامه أن يعمل بمقتضاه
📍وهذا العلم الذي أمر الله به وهو ⬅ العلم بتوحيد الله
فرض عين على كل مسلم لا يسقط عن أحد كائنا من كان
بل الكل مضطر إلى ذلك .

🔳النفي اﻹلهي في التسوية بين العالم والجاهل🔳

 قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر : 9]

💬يقول الشيخ السعدي رحمه الله :-
أي هل يستوي الذين يعلمون ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي

⏪وماله في ذلك من اﻷسرار والحكم
🔅والذين لا يعلمون شيئا من ذلك ؟ ❓

⏪لا يستوي هؤلاء وهؤلاء، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلام والماء والنار.

🔖إنما يتذكر أهل العقول الزكية فهم الذين يؤثرون الأعلى على اﻷدنى
🔺فيؤثرون العلم على الجهل
🔺وطاعة الله على مخالفته
⏪لأن لهم عقولا ترشدهم للنظر في العواقب

📌بخلاف من لا لب له ولا عقل فإنه يتخذ إلهه هواه .

💬يقول اﻹمام أحمد رحمه الله :-
🔺" الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب
⏪ﻷن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين
💢والعلم يحتاج إليه في كل وقت بعدد اﻷنفاس .

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٢

💎فقه اﻷمر اﻹلهي بتعظيم العلم💎

🔲اعلم وفقك الله لمعرفته
💡 أن علم أسماء الله الحسنى , وصفاته العلى ,
🔆جماع علوم التوحيد , ومفتاح أبواب الإيمان
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }"محمد19"

🎐 فمن عرف أن له رباً كريماً يكرم المطيعين له ،
🔄وأن طاعتهم له تكون بعد توفيق الله على قدر معرفتهم به،

لجدير بهذا العبد ألا يزهد في القرب من ربه الكريم ،
⏪ حتى يصل إلى حقيقة التوكل عليه، وصدق التوجه إليه، و دوام الانقطاع إليه، ولزوم طاعته، والاستغناء به عما سواه:
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى : 10]

📌فمن علم ذلك فليحمد الله
⏪ويشمر في طاعة مولاه بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }[فاطر3]

🔖وإن كان لا يعلمه فبكاؤه على نفسه آكد الأشياء عليه،
⏪ فليبادر إلى التوبة , وسلوك الصراط المستقيم ،
🔺 والتواب الرحيم يقول له:
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }[طه82]

💢واعلم وفقك الله لمعرفته وحسن عبادته ,
📍 أن فضائل النفوس إنما تزكو وتعلو بالعلم والإيمان :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10} [الشمس : 7- 10].

🔅فالخشوع عن العلم بالله يكون ..
🔅والإخلاص عن العلم بالله يكون، والورع عن العلم بالله يكون ..
🔅والاستغفار عن العلم بالله يكون ..
🔅والخشية عن العلم بالله تكون
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر28]

💡عليك بصدق الإخلاص،
💡ودوام النظر في آيات الله الكونية ،
💡وحسن التدبر والتفكر في آيات الله الشرعية
فذلك طريق الوصول إلى علم اليقين , وتوحيد رب العالمين
{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [يونس101].

🔆وبقدر تفرغ طالب العلم للنظر والتفكر والتدبر في آيات الله ومخلوقاته ,
🎐يصغي إليه قلبه بسمعه ، ويبصره بسبل هدايته
🎐 فتتفجر ينابيع الحكمة والعلم من قلبه ولسانه وجوارحه
قال الله تعالى :{ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الحج[ 5- 6].

📕كتاب التوحيد (فقه أسماء الله الحسنى)

 📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
بسم الله الرحمن الرحيم 🍃

📒فقه طلب العلم الشرعي📒

 أهمية العلم

 🔹 الشيخ🔹
💧محمد بن ابراهيم التويجري💧
 حفظه الله

 🔻🔻🔻

 مقطع اليوتيوب📺


📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚




٣

💎فقه العلم الحق 💎

📋العلم الحق هو المعرفة وإدراك الحق

🎐وهو الذي يثمر العمل والقنوت والطاعة لله،
🎐والتوجه إليه في جميع الأمور.

🎐وهو الذي يجعل المسلم يشعر بجلال الله فيخشاه،
🎐ويحس بآلائه ونعمه فيحمده ويشكره،
🎐ويذكر العبد بتقصيره فيستغفر الله ويتوب إليه.

🎐وهو الذي يمنح القلب نعمة الرؤية والتأثر بما في هذا الكون من مظاهر الجلال والجمال والإحسان، فيقبل على ربه محباً له عابداً له.

🎐وهو الذي يجعل المسلم يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، فيعمل بما يحبه ويرضاه:
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب} [الزمر: 9].

🔖وليس العلم هو المعلومات المفردة المنقطعة التي تزحم الذهن، وتشحن الرأس، ولا تؤثر في القلب، ولا تمتد وراء الظاهر المحسوس.
فأصحاب هذا العلم إنما يجمعون معلومات حفظوها في أذهانهم، ونطقت بها ألسنتهم، ولم تتأثر بها قلوبهم.

📋أما العلم الحقيقي فهو الذي
يورث القنوت لله، والخشية منه، والخشوع له،
واطمئنان القلب إليه، وأنسه به،
ومراقبته في جميع الأحوال، والعمل بشرعه.

◽️وإنما يعرف أصحاب القلوب الواعية المدركة لما وراء الظواهر من حقائق بالانتفاع
🔖 بما ترى وتعلم،
🔖وبذكر الله في كل حال،
🔖وفي كل شيء تراه أو تسمعه أو تلمسه،
🔖ولا تنساه في حال السراء والضراء، والشدة والرخاء.


 📕موسوعة فقه القلوب📕

📚جامعة الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة📚



٤

💎فقه علوم الدين في الكتاب والسنة 💎

🔻🔻
📌قسمان:-
💡خبر
💡وإنشاء
🔹فالخبر: ما يطلب العلم به،
🔹والإنشاء: ما يطلب فعله أو تركه.

📌والخبر نوعان:
🎐خبر عن الخالق ..
🎐وخبر عن مخلوقاته.

🔳فالخبر عن الخالق
🔰كالخبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله،
💫 وهذا⏪ توحيد الربوبية.

🔰وإما دعاء إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما يعبد من دونه .
💫وهذا ⏪هو توحيد الألوهية.

🔰وإما خبر عن إكرام الله لأهل توحيده وطاعته في الدنيا والآخرة،
💫وهذا ⏪جزاء توحيده.

🔰وإما خبر عن أهل الشرك، وعن جزائهم في الدنيا والآخرة،
💫وهذا⏪ جزاء من خرج عن حكم التوحيد.

🔰وإما أحكام وتشريع
💫وهذا ⏪من حقوق التوحيد .
فإن التشريع كالخلق حق لله وحده
كما قال سبحانه: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].


🔲وأما الخبر عن المخلوقات
🔺كوصف خلق السماء والأرض .. والسهول والجبال، والبحار والأنهار .. والنبات والحيوان .. والإنسان ⏪ ونحو ذلك مما في الدنيا.
🔺ووصف الجنة، ووصف النار، وأحوال الحشر والبعث ⏪ونحو ذلك مما يجري يوم القيامة.

💡ففي القرآن علم كل شيء .
كما قال سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89].

 📕موسوعة فقه القلوب 📕

📚جامعة الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة📚








٥

💎سبيل الله التي يحبها 💎

🎐وسبيل الله التي يحبها هي
 ⏪ الجهاد وطلب العلم وتعليمه، ودعوة الخلق به إلى الله،

🔦فقوام الدين بالكتاب الهادي، والحديد الناصر،
ولهذا قرن الله بهما في قوله سبحانه:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحديد: 25].

🔖ولما كان كل من الجهاد بالسيف ..
🔖والجهاد باللسان ..
🔺يسمى في سبيل الله،
⏪فسر الصحابة رضي الله عنهم قوله سبحانه
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء: 59].

بأن المراد بأولي الأمر:
🔺الأمراء المتقون ..
🔺والعلماء الربانيون.
فإنهم المجاهدون في سبيل الله، هؤلاء بأيديهم، وهؤلاء بألسنتهم.
🔷والأمراء يرجعون إلى العلماء فيما أشكل عليهم،
🔺فعاد الأمر إلى فضل العلم والعلماء، وأنهم أئمة الناس الذين يقتدى بهم

📍والعلماء هم أولو الأمر وأهل الاقتداء،
🔎يقتدي بهم السالك،
🔎ويهتدي بهم الحيران،
🔎ويشفى بهم العليل،
🔎 ويستضاء بنور هدايتهم ونصحهم، وأقوالهم وأفعالهم،
وحركاتهم وسكناتهم، لما كانت لله وبالله، وعلى أمر الله جذبت قلوب الصادقين إليهم.

💡وهذا النور الذي أضاء على الناس منهم هو نور العلم والمعرفة.

🔗فالمؤمن الموفق من هداه الله وعلمه وأعانه، وحبب إليه العلم والعمل والتعليم.
🔗وأما من أراد الله فتنته فلا حيلة فيه، ⏪فهذا لا تزيده كثرة الأدلة إلا حيرة وضلالاً، وكفراً وطغياناً:
{وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة: 64].

وقال سبحانه: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)} [المائدة: 41].

📍والعلماء هم ورثة الأنبياء،
🎐 والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً،
🎐وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

📕موسوعة فقه القلوب📕

📚جامعة الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة📚



٦

💎العلماء زينة الأرض💎

🎐مدح الله أهل العلم وأثنى عليهم وشرفهم بأن جعل كتابه آيات بينات في صدورهم،
🎐وهذه منقبة لهم دون غيرهم
كما قال سبحانه {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } [العنكبوت: 49].

💡وأخبر سبحانه أن أهل العلم يرون أن ما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الحق
كما قال سبحانه: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [سبأ: 6].

🔎وأمر سبحانه بسؤال أهل العلم والرجوع إليهم فيما يشكل
كما قال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النحل: 43].
📝وأهل الذكر هم أهل العلم بما أنزل على الأنبياء والرسل.

💡وأخبر سبحانه أن الأمثال المضروبة في القرآن لا ينتفع بها إلا العلماء
كما قال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت: 43].

🔎ومما يدل على قيمة العلم والعلماء،
🎐أن الله شهد لمن آتاه الله العلم بأنه آتاه خيراً كثيراً
كما قال سبحانه: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [البقرة: 269].

🔹وأفضل منازل الخلق عند الله منزلة النبوة والرسالة،
فهم الوسائط بين الله وخلقه، في إبلاغ رسالاته، والتعريف به وبأسمائه وصفاته، ودينه وشرعه، ⏪فهم أكمل الخلق علوماً وأعمالاً، وأشرفهم أخلاقاً.

🔸وجعل أشرف مراتب الناس بعدهم مرتبة خلافتهم ونيابتهم في أممهم ⏪وهم العلماء،
🔖 الذين يقومون بتعليم الأمة، وإرشاد الضال، وتعليم الجاهل، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
🔖فهؤلاء أفضل أتباع الأنبياء، وهم ورثتهم حقاً دون الناس:
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « ... مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ» أخرجه مسلم .

🌟والنجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر،
📝 وكذلك العلماء يهتدى بعلمهم في ظلمات الجهل والبدع.

🌟والنجوم زينة للسماء،
📝وكذلك العلماء زينة للأرض.

🌟وكذلك النجوم رجوم للشياطين الذين يسترقون السمع ويكذبون على الخلق،
📝فكذلك العلماء رجوم لشياطين الإنس والجن.
💡فقد جعلهم الله حراساً لدينه، وحفظة لشريعته، ورجوماً لأعدائه وأعداء رسله.

📋والعلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة ما لا يرفعه الملك ولا المال ولا غيرهما.
وطلب العلم له أربع حالات:
🎐فمن طلب العلم لله فهذا بأرفع المنازل ..
🎐ومن طلب العلم للدنيا فقط فهو آثم ..
🎐ومن طلب العلم لله وللدنيا فهذا ينقص أجره ولا إثم عليه ..
🎐 ومن طلبه رياء فهو آثم.

🔎ومن فوائد العلم أنه يثمر اليقين الذي هو أعظم حياة للقلب، وبه طمأنينته وقوته ونشاطه، ولهذا مدح الله أهله في كتابه
كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } [البقرة: 4].

🔰واليقين والمحبة هما ركنا الإيمان، وعليهما ينبني، وبهما قوامه، وهما يمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية، ويثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم.

📕 موسوعة فقه القلوب 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




٧
💎فقه نعمة العلم💎

💡نعمة العلم من أفضل النعم على العباد،
📍وقد ذكر الله سبحانه فضله ومنته على أنبيائه ورسله وعباده بما آتاهم من العلم.
🔺فذكر نعمته على خاتم أنبيائه ورسله بقوله:
{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
📍وذكر سبحانه عباده المؤمنين بنعمة العلم وأمرهم بشكرها وأن يذكروه على إسدائها إليهم
فقال سبحانه: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)} [البقرة: 151، 152].

🔘والجهاد نوعان:
🔖جهاد باليد والسنان،⬅ وهذا المشارك فيه كثير.
🔖وجهاد بالحجة والبيان، ⬅وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل،
وهو جهاد الأئمة من العلماء، وهو أفضل الجهادين؛
🔺لعظم منفعته، وشدة مؤنته، وكثرة أعدائه من الكفار والمنافقين
كما قال سبحانه: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} [الفرقان: 51، 52].

🔎والجزاء من جنس العمل، فمن سلك طريقاً يطلب فيه حياة قلبه، ونجاته من الهلاك، سلك الله به طريقاً إلى الجنة
💫كما قال النبي -: « ... مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ» أخرجه مسلم .

🎐وقد نفى سبحانه التسوية بين أهل العلم وغيرهم
فقال سبحانه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

💡وثواب العلم لا ينقطع،
وهذا من أعظم الأدلة على شرف العلم وفضله وعظيم ثمرته،
🎐 فإن ثوابه يصل إلى الرجل بعد موته ما دام ينتفع به، فكأنه حي لم ينقطع عمله.
💫قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه» أخرجه مسلم .
💡وقد حصر الله خشيته في العلماء، وكفى بخشية الله علماً، فأهل العلم الإلهي هم أهل خشيته سبحانه
كما قال عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر: 28].

🔎ولأهمية العلم وشرفه أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يطلب المزيد منه
فقال سبحانه: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } [طه: 114].

◽️ولا ينبغي لأحد أن يحسد أحداً حسد غبطة ويتمنى مثل حاله من غير أن يتمنى زوال نعمة الله عنه إلا في اثنتين: 🔻🔻
💧وهي الإحسان إلى الناس بعلمه
💧أو بماله،
وما عدا هذين فلا ينبغي غبطته ولا تمني مثل حاله، لقلة منفعة الناس به.
💫قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» متفق عليه .

🔴وقيمة الشيء ترتفع بقدر ما فيه من المنافع، وبقدر ما فيه من الصفات،
🔵وكذلك قيمة المسلم عند الله ترتفع بقدر ما فيه من المنافع والصفات الإيمانية
كما قال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11].

📗موسوعة فقه القلوب 📗

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




٨

💎آفة العلماء إيثار الدنيا💎

🔘آفة العلماء إذا آثروا الدنيا واتبعوا الرياسات والشهوات
فلا بدَّ أن يبتدعوا في الدين مع الفجور في العمل فيجتمع لهم الأمران،
فإن اتباع الهوى يعمي عين القلب، فلا تميز بين السنة والبدعة، أو ينكسه فيرى البدعة سنة، والسنة بدعة.

وكل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بدَّ أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه؛
لأن أحكام الرب كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس.

فمن أراد الدنيا وزينتها فلا بدَّ أن يهدم الآخرة ويهمل أعمالها؛ لانشغاله بغيرها،
ومن أراد الآخرة وأعمالها فلا بدَّ أن يهدم الدنيا ويعرض عن زينتها؛ لانشغاله بغيرها.

🔖فالدنيا والآخرة ضرَّتان إن ملت إلى إحداهما أضررت بالأخرى، ولا يمكن الجمع بينهما،

💡فليؤثر العبد ما يبقى على ما يفنى، وما يحبه الله على ما يبغضه، وما هو أنفع وأدوم وأجمل:
{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)} [الأعلى: 16، 17].

🔖والعلماء هم أولو الأمر وأهل الاقتداء،
🔖يقتدي بهم السالك، ويهتدي بهم الحيران، ويشفى بهم العليل، ويستضاء بنور هدايتهم ونصحهم،
🔖 وأقوالهم وأفعالهم، وحركاتهم وسكناتهم، لما كانت لله وبالله، وعلى أمر الله جذبت قلوب الصادقين إليهم.
💡وهذا النور الذي أضاء على الناس منهم هو نور العلم والمعرفة.

📍والعلماء ثلاثة:
◽️الأول: عالم استنار بنور العلم، واستنار به الناس منه،
فهذا من خلفاء الرسل وورثة الأنبياء.

◽️الثاني: عالم استنار بنوره، ولم يستنر به غيره،
فهذا إن لم يفرط كان نفعه قاصراً على نفسه، فبينه وبين الأول ما بينهما.

◽️الثالث: عالم لم يستنر بنوره، ولم يستنر به غيره،
فهذا علمه وبال عليه، وبسطته للناس فتنة لهم، وبسطة الأول رحمة لهم.

🔎فالمؤمن الموفق من هداه الله وعلمه وأعانه، وحبب إليه العلم والعمل والتعليم.

🔎وأما من أراد الله فتنته فلا حيلة فيه، فهذا لا تزيده كثرة الأدلة إلا حيرة وضلالاً، وكفراً وطغياناً:
{وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة: 64].
وقال سبحانه: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 41].

📗موسوعة فقه القلوب📗

📚جامعة الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة📚






٩

💎فقه القلب الرباني💎

قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37].

💫وقال النبي -: «ألا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا إنَّ حِمَى اللهِ فِي أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألا وَإنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وَهِيَ الْقَلْبُ».

◽️الله تبارك وتعالى فضَّل الإنسان وشرفه على كثير من خلقه
🔺 باستعداده لمعرفة الله سبحانه،
🔺التي هي في الدنيا جماله وكماله، وفخره وسعادته وأنسه،
🔺وفي الآخرة عدته وذخره.

📍وإنما استعد للمعرفة بقلبه، لا بجارحة من جوارحه،
🔸فالقلب هو العالم بالله،
🔸وهو المتقرب إلى الله،
🔸وهو العامل لله،
🔸وهو الساعي إلى الله،
🔸وهو العالم بما عند الله،
🔹 وإنما الجوارح أتباع له وخدم وآلات.
➰يستخدمها القلب ويستعملها استعمال المالك للعبد، واستخدام الراعي للرعية، واستخدام الإنسان للآلة.

➰هو المطيع في الحقيقة لله تعالى،
وإنما الذي ينتشر على الجوارح من العبادات والأخلاق أنواره وآثاره.
💡وبحسب ما فيه من النور والظلام،
🔖تظهر محاسن الظاهر ومساويه ،
🔗 إذ كل إناء بما فيه ينضح، والقلوب كالقدور تغلي بما فيها.

📌 وصلاح العالم وفساده يكون بحسب حركة الإنسان في الحياة،
🔺 إذ هو قلب العالم ولبه، وصلاح بدن الإنسان وفساده قائم على صلاح القلب وفساده .

🔺والقلب هو الذي إذا عرفه الإنسان فقد عرف نفسه، ⬅وإذا عرف نفسه عرف ربَّه،
🔺وهو الذي إذا جهله الإنسان فقد جهل نفسه،⬅ ومن جهل نفسه فقد جهل ربَّه،
 🔖ومن عرف ربه فقد عرف كل شيء،
🔖ومن جهل ربه فقد جهل كل شيء.
🔺ومن جهل قلبه فهو بغيره أجهل،
🔗وأكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم وربهم.

🔗 وقد حيل بينهم وبين أنفسهم، فإن الله يحول بين المرء وقلبه.
كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [الأنفال: 24].

📍وحيلولته: بأن يمنعه سبحانه عن مشاهدته ومراقبته، ومعرفة أسمائه وصفاته.
📍وكيفية تقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن،
🔻 أنه كيف يهوي مرة إلى أسفل سافلين، وينخفض إلى رتبة الشياطين،
🔺وكيف يرتفع أخرى إلى أعلى عليين، ويرتقي إلى عالم الملائكة المقربين.

➰وحاجة القلب إلى معرفة الله وأسمائه وصفاته وأفعاله
 🔘أعظم من حاجة البدن إلى الطعام والشراب.
➰بل نسبة حاجات القلب إلى الإيمان، ومعرفة الله عزَّ وجلَّ، وحاجات البدن للطعام والشراب كالذرة بالنسبة للجبل، والقطرة بالنسبة للبحر.

📕موسوعة فقه القلوب 📕

📚جامعة الفقه اﻹسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




١٠

💎 صلاح القلب والكرامات العشر 💎

💡صلاح القلب وحقه والذي خلق من أجله، هو أن يعقل الأشياء
💡فيعرف ربه ومعبوده وفاطره .. وما ينفعه وما يضره .. وما يصلحه وما يفسده ..
💡ويعرف أسباب النجاة وأسباب الهلاك .. ويميز بين هذا وهذا ..
💡ويختار ما ينفعه وما يصلحه .. ويعتصم بالله .. ولا يلتفت إلى ما سواه.

📌والناس متفاوتون في الخلق ..
📌ومتفاوتون في عقلهم الأشياء ..
🔺من بين كامل وناقص، وفيما يعقلونه من بين قليل وكثير .. وجيد ورديء.

💧وإذا آمن العبد بالله أكرم الله قلبه بعشر كرامات💧

🔳الأولى: الحياة
كما قال سبحانه: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 122].
🔺ومن أحيا أرضاً ميتة فهي له، وكذلك الله عزَّ وجلَّ خلق القلب، وجعل فيه نور الإيمان،
🔗فلا يجوز أن يكون لغيره فيه نصيب.

🔳الثانية: الشفاء
كما قال سبحانه: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ } [التوبة: 14].
🔺فالعسل شفاء الأبدان .. والإيمان شفاء القلوب ..
🔺والعلم شفاء من الجهل.

🔳الثالثة: الطهارة.
🔺فالصائغ إذا امتحن الذهب مرة لا يدخله النار،
🔺وكذلك الله إذا امتحن قلوب المؤمنين لا يدخلهم النار.
{أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3].

🔳 الرابعة: الهداية
كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [التغابن: 11].

🔳الخامسة: ثبوت الإيمان
🔺فكما أن الورقة إذا كتب فيها قرآن لم يجز إحراقها،
🔺فكذلك قلب المؤمن إذا كتب فيه الإيمان لم يجز إحراقه
{أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].

🔳السادسة: السكينة .
كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4].

🔳السابعة: الإلفة.
كما قال سبحانه: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63].

🔳الثامنة: الطمأنينة .
كما قال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

🔳التاسعة: المحبة.
كما قال سبحانه: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7].

🔳العاشرة: الزينة والحفاظة من السوء
كما قال سبحانه: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7

📕موسوعة فقه القلوب📕

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚







١

  العبد بين العلم والعمل 💎

◽️العلم:
هو نقل صورة المعلوم من الخارج وإثباتها في الداخل.

◽️والعمل:
هو نقل صورة المعلوم من النفس وإثباتها في الخارج.

📍والعمل شرط لصحة الإيمان.
🔺 والأعمال منها ما هو شرط صحة⏪ كالصلاة،
🔺ومنها ما هو شرط كمالٍ ⏪كبر الوالدين.

🔦والسائر إلى الله والدار الآخرة، بل كل سائر إلى مقصد لا يتم سيره ولا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين:
🔰قو ة علمية ..
🔰وقوة إرادية.

🔸 بالقوة العلمية
💡 يبصر منازل الطريق، ومواضع السلوك،
💡ويجتنب أسباب الهلاك، ومواضع العطب.

🔸وبالقوة العملية
🔗يسير حقيقة، بل السير هو حقيقة القوة العملية،
🔗فإن السير هو عمل المسافر،

📍 وكذلك السائر إلى الله إذا أبصر الطريق وأعلامها،
📍وأبصر المعاثر والوهاد، فقد حصل له شطر السعادة والفلاح،

🔷وبقي عليه الشطر الآخر.
🔖وهو أن يضع عصاه على عاتقه ويشمر مسافراً في الطريق،
🔖 قاطعاً منازلها منزلة بعد منزلة،
🔖وكلما قطع مرحلة استعد لقطع الأخرى.

➰فإذا استشعر قرب المنزل، هانت عليه مشقة السفر.
➰وكلما سكنت نفسه من كلال السير وعدها قرب التلاقي، وبرد العيش عند الوصول،

فيحدث لها ذلك نشاطاً وفرحاً وهمة،
🔅فتواصل السير إلى منازل الأحبة،
🔅 فتصل حميدة مسرورة،
🔅 يتلقاها الأحبة بأنواع التحف والهدايا والكرامات،

📍 وليس بينها وبين ذلك إلا صبر ساعة.
                
 📕موسوعة فقه القلوب📕


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




٢

💎 فقه أقسام الناس في العلم والعمل 💎

قال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

وقال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

📌الناس في العلم والعمل أربعة أصناف:

💧الأول: من رزقه الله علماً وعملاً
🔺 وهؤلاء خلاصة الخلق،
🔺 وأئمة هذا الصنف الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهم في ذلك درجات.
◽️ فأفضلهم أولو العزم،
◽️ثم يلي الأنبياء أتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين،
⏪ وهم في ذلك درجات متفاوتة.

💧الثاني: من حرم العلم والعمل،
🔺وهذا الصنف شر البرية،
🔺وهم الصم البكم العمي الذين لا يعقلون،
🔺 وهؤلاء ناس في الصورة، وشياطين في الحقيقة،
🔺وجلهم أمثال البهائم والحمير والسباع.

💧الثالث: من فتح له باب العلم، وأغلق عنه باب العمل.
🔺فهذا في رتبة الجاهل أو شر منه،
🔺وما زاده العلم إلا وبالاً وعذاباً،
🔺 ولا مطمع في صلاحه وهدايته.
⏪فمن عرف الطريق وحاد عنها متعمداً فمتى ترجى هدايته؟❓❗
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 86].

💧الرابع: من رزقه الله حظاً من الإرادة والعزيمة والعمل، ولكن قل نصيبه من العلم.
🔺فهذا إذا وفق له الاقتداء بعالم أو داع من دعاة الله ورسوله ازداد عمله، وحسن عمله

 📕موسوعة فقه القلوب📕


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚





٣

💎بناء العمل الصالح العلم النافع 💎

📌للعلم ست مراتب لا ينال إلا بها وهي:
💫حسن السؤال
💫 وحسن الإنصات
💫 وحسن الفهم .
💫وحسن الحفظ ..
💫والعمل به .
🔰فإنه يوجب تذكره وتدبره ومراعاته ..
💫ونشره وتعليمه وإلا نسيه.

📍والأعمال التي ربى النبي - أصحابه عليها أربعة:
🔰الدعوة ..
🔰والجهاد ..
🔰والتعليم ..
🔰والعبادة.

➰ فبالدعوة➰
 يقوى الإيمان، وتحصل الهداية لنا ولغيرنا.

 فنتكلم في عظمة الله وكبريائه،
وعظمة أسمائه وصفاته وأفعاله، وخزائنه، وعجائب قدرته .
وبذلك يتأثر الناس، ويزيد إيمانهم، فيقبلون على الأعمال الصالحة.
كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)} [المدثر: 1 - 3].

📌ولكن الأعمال الصالحة لا تكون صالحة⬅ إلا بالعلم،

➰وبالعلم ➰
تكون الأعمال مقبولة من صلاة وزكاة، وصيام وحج وغيرها.
📍فنتعلم فضائل وأحكام ما نريد أن نعمله، ليكون مطابقاً لهدي النبي  الذي قال:
💫«مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» أخرجه مسلم .

💧ولكن قد يقوى الإيمان، وتكون الأعمال صالحة،
لكن قد تأتي بعض العوائق فتفسد العمل كالكبر والرياء، والفخر والعجب
🔺 ولذلك لا بدَّ من التزكية بالعبادة التي تهذب الأخلاق،
🔺 وتزكي النفوس بما تشتمل عليه من الصدق والإخلاص، والإحسان والخشوع، والصبر والحلم وحسن الخلق.
🌟فخير القرون الذي اكتملت فيه هذه الصفات الأربع في حياة الأمة، هو القرن الذي عاش فيه الرسولوأصحابه رضي الله عنهم.
💫قال النبي : «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» متفق عليه .

➰ وبالجهاد ➰
تظهر قوة الدين، ويتم حفظه ونشره، وقمع المعتدين عليه.

📍ثم صار الجهاد من أجل الملك والمال لا من أجل إعلاء كلمة الله، فضعفت الدعوة إلى الله، فأقبل أكثر الناس على الدنيا، واشتغلوا بوظائفها، وانصرف الزهاد والصالحون إلى العلم والعبادة.

📍ثم تولد عن طلب العلم بدون العمل به كثرة الجدل، وأكل حطام الدنيا به، ودخلت الأهواء وحب الدنيا في طلب العلم، فانصرف خيار الناس عنه، وزهدوا فيه، وحمله من ليس من أهله، فكثر الشقاق والخلاف والعصبية واتباع الهوى.

📍وانصرف خيار الناس إلى التزكية عن طريق السنة، فلزموا المساجد،
🔺 وتركت الساحة لأهل الباطل، وبدأ الدين يخرج من حياة الناس تدريجياً، ففسدت المعاملات والمعاشرات والأخلاق،
🔺 ثم بدأ الخلل في التقصير في أداء النوافل، ثم دبَّ التقصير في أداء الفرائض،
🔺 ثم خرجت حقيقة العبادة، وبقيت صورتها، وصارت جسداً بلا روح، صفوف المصلين متراصة، وقلوبهم متفرقة، والأجساد حاضرة، والقلوب شاردة:
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} [الماعون: 4، 5].

فما أهون هؤلاء على الله، وهم جديرون أن لا تقام لهم في الأرض راية، ولا يرفع لهم دعاء،
وأن تتداعى عليهم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، وأن تحصل لهم الذلة مع أنهم يملكون أسباب العزة.
💫قال النبي : «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُْمَمُ، مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأَْكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا»، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، قَالَ: قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» أخرجه أحمد وأبو داود

📕موسوعة فقه القلوب 📕


📚جامعة الفقه اﻹسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٤

💎فقه ثمرات العلم والجهل 💎

📌في الدنيا شجرتان :-
📍شجرة العلم ..
📍وشجرة الجهل ..
ولكل منهما ثمرة.
💧فشجرة العلم لو ظهرت صورتها للأبصار لزاد حسنها على صورة الشمس والقمر،
فهي سبب كل خير في العالم.

فالخير بمجموعه ثمر يجتنى من شجرة العلم،
🌟ومن ثمرات هذه الشجرة:
🔺 الإيمان بالله وتوحيده ..
🔺 وحب الله ورسوله ..
🔺والعمل الصالح بحذافيره ..
🔺 والحلم والوقار ..
🔺 والكرم والإحسان ..
🔺وخفض الجناح ..
🔺وبذل المعروف ..
🔺والنصيحة لعباد الله .. والرحمة لهم ..
🔺والصبر والشكر
🔺ونحو ذلك من الأخلاق العالية من التوكل على الله ..
🔺والخشية له .. والخوف منه ..
🔺 والتواصي بالحق ..
🔺والدعوة إلى الله ..
🔺والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
🔺وبرّ الوالدين .. وصلة الأرحام ونحو ذلك.

📌وأما شجرة الجهل فهي سبب كل شر وفساد في العالم،
➰ وهي تثمر كل ثمرة مرة خبيثة،
💧 ومن ثمراتها:
🔻الكفر والكبر .. والشرك والظلم ..
🔻والبغي والعدوان .. والشح والبخل ..
🔻والفخر والخيلاء .. والعجب والرياء ..
🔻والكذب والنفاق .. والفساد في الأرض ..
🔻والدعوة إلى سبيل الشيطان .. وتزيين سلوك طرق الغي واتباع الهوى ..
🔻وإيثار الشهوات على الطاعات ..
🔻وقيل وقال .. وكثرة السؤال .. وإساءة الجوار .. و
🔻قطيعة الأرحام .. وغير ذلك من سبل الغواية.

📌والناس يعملون، ومن هاتين الشجرتين يتزودون،
ولشجرة العلم أهل، ولشجرة الجهل أهل،
🔺والله أعلم بمن يصلح لهذه، ومن يصلح لهذه،
💬والفلاح في العلم والهدى والنور :
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام: 153].

📍يا حسرة على العباد ماذا قدموا للدين؟،
🔹 وماذا قدموا للآخرة؟،
🔹 وماذا قدموا لأنفسهم؟ ..❓
📍للحصول على الدنيا كم نعطي من الوقت والمال والجهد؟.

🌟وإذا أردنا الجنة وهي دار النعيم المقيم
فلننظر كم نعطي من الوقت والمال والجهد لأعمال الدين التي هي سبب لدخول الجنة،
📍من عبادة، ودعوة، وتعليم، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وجهاد في سبيل الله، والناس في ذلك درجات .

📕موسوعة فقه القلوب 📕


📚جامعة الفقه اﻹسلامي العالمية في ضوء الكتاب والسنة📚



٥

💎فقه العمل الصالح💎

💡والعمل لا يكون مقبولاً عند الله إلا بشرطين:
[ ١ ] الإخلاص لله ..
[ ٢ ] والمتابعة لرسول الله.

📌والمتابعة تتحقق بستة أمور:🔻🔻
🔷الأول: السبب: فقيام الليل مشروع، لكن من أحياه ليلة النصف من شعبان، أو ليلة المعراج، يعتقد مشروعيتها فهو بدعة.

🔷الثاني: الجنس: فلو ضحى بفرس فهذا لا يجوز؛ لأن الأضحية مشروعة ببهيمة الأنعام، والفرس ليس بمشروع.

🔷الثالث: القدر: فلو زاد صلاة سادسة لم يقبل منه.

🔷الرابع: الكيفية: فلو غسل رجليه في الوضوء قبل يديه لم يصح لمخالفته الشرع.

🔷الخامس: الزمان: فلو حج أو صام رمضان في غير وقته لم يصح.

🔷السادس: المكان: فلو اعتكف في غير المسجد لم يصح.

وشرف العلم تابع لشرف المعلوم،
فأزكى العلوم وأشرفها وأعظمها وأكملها العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله.

🔰فهو سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله،
🔺يعلم ما في السموات وما في الأرض ..
🔺ويعلم ما بينهما وما تحت الثرى ..
🔺ويعلم ما في قعر البحار .. وما في جو السماء.

💡عالم الغيب والشهادة .. يعلم كل شعرة ومنبتها .. وكل شجرة ومغرسها .. وكل زرع وحبه .. وكل نبات وثمرته .. وكل رطب ويابس .. ومسقط كل ورقة:
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }[الأنعام: 59].

💡ويعلم سبحانه عدد كل كلمة .. وعد الرمل الحصى والتراب .. وحجمه ووزنه ومكانه .. ويعلم مثاقيل الجبال .. ومكاييل البحار والأنهار والرياح .. ويعلم أعمال العباد وآثارهم، وكلامهم وأنفاسهم، وحركاتهم وسكناتهم:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك: 14].

🌟وشرائع الإسلام وأحكامه على الأفعال الظاهرة، وأما حقائق الإيمان الباطنة فتلك عليها شرائع الثواب والعقاب.

➰فلله عزَّ وجلَّ حكمان:
📍حكم في الدنيا على الشرائع الظاهرة وأعمال الجوارح ..
📍وحكم في الآخرة على الظواهر والبواطن.

وليس مقصود العلم العمل فقط،
🔺بل المقصود مع ذلك الإيمان بالله،
📋ولو كان المقصود من العلم العمل فقط لكان المنافقون في الجنة،⬅ لكنهم في الدرك الأسفل من النار؛
📍لأنهم يعملون بلا إيمان.
🔰وجهد الصحابة كان أولاً على أنفسهم بالعلم والعمل
🔰ثم على غيرهم، فأصلحوا أنفسهم أولاً،
🌟ثم أخرج الله بأعمالهم وصفاتهم الناس من الظلمات إلى النور.

🔵والشيطان حريص على جعل الإنسان يجتهد على الناس وينسى نفسه،
وبهذا لا يتأثر الناس منه، ولا يقبلون قوله، وإذا اجتمع هذا مع نسيان الإنسان نفسه بلغ الشيطان مراده من الإنسان.

📕 موسوعة فقه القلوب 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚








١

💎بقاء الدين بالعلم والدعوة إلى الله 💎

📌إن كمال المسلم بإصلاح نفسه، وإصلاح غيره.

💡فالداعية:
💧كالنهر يجري في كل مكان ، ويكون سبباً لنبات الزروع والأشجار، وكالشمس تجري ويدخل ضوؤها في كل مكان.

💡والعالم:
🔰كالمصباح يستفيد منه كل من اقترب منه، وكالبئر يؤمه الناس ليرتووا منه، وفي كل خير.

📍وإذا كان الداعي يجتهد على الكفار والشاردين خارج المسجد،

📍والعالم يعلم الناس أحكام الدين داخل المسجد،

◽️امتلأت الدنيا نوراً،
◽️وازدانت بأهل الإيمان والعلم والتقوى،
◽️وفتحت عليها بركات السماء والأرض:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)} [الأعراف].

➰وبقدر توجه السامع الله يلهم المتكلم،
🔺فإن أعرض الناس عنه بقلوبهم التبس عليه الأمر،
💫كما قال النبي حين قرأ خلفه أحد الصحابة في الصلاة: «مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ» أخرجه أبو داود والترمذي .

🔷والعلماء قسمان:
🔹1 - أهل الإيمان والتقوى
⏪وهم العلماء بالله وأسمائه وصفاته، ودينه وشرعه،
فهؤلاء في أعلى الدرجات، وهم ورثة الأنبياء.

🔹2 - علماء السوء،
وهؤلاء كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب، وتبقى فيه النخالة،
وتخرج من أفواههم الحكمة،
ويبقى الغل في صدورهم، العلم يخرج من أفواههم، وأجوافهم منه مقفرة.

فهؤلاء يأكلون الدنيا بالدين،
ويقولون على الله غير الحق،
⏪ فهم أول من تسعر بهم النار؛ لأنهم ضلوا وأضلوا غيرهم.

📝وطلب العلم الشرعي وتعليمه فرض عين على كل من أعطاه الله فهماً وحفظاً،
💡ولا يقال للعالم رباني حتى يكون عالماً معلماً عاملاً.

🔗فالعالم الرباني سبب لبقاء أعمال الدين وأدائها على الوجه الصحيح،

🔗كما أن الداعي سبب لبقاء الدين ذاته وكثرة الداخلين فيه.

🔗وكما وكل الله الشمس بالإنارة في العالم كله
كذلك وكل الله المسلمين بنشر الهداية في العالم كله.

🔺فالدعاة إلى الله يدعون البشرية إلى عبادة الله وحده لا شريك له،

🔺والعلماء يعلمون الناس كيف يعبدون الله وحده لا شريك له.

فما أحوج البشرية إلى هؤلاء وهؤلاء.

🔹وما أعظم أثرهم على البلاد والعباد.
🔹وما أعظم أجورهم وأكثر حسناتهم.

🔖فالدعاة والعلماء ورثة الأنبياء، ويجب عليهم من البيان ما وجب على الأنبياء.

💫قال النبي : «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئاً» أخرجه مسلم.

📕موسوعة فقه القلوب📕


📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚



٢

💎 الدعوة إلى الله من إرث الأنبياء 💎

📌حاجة الأمة للدين كحاجة الجسد إلى الروح،
🔹فكما أنه إذا خرجت الروح فسد الجسد،
🔸فكذلك الأمة إذا فقدت الدين فسدت دنياهم وأخراهم،
🔹وبقدر حجم الجسد ينتشر الفساد والنتن في العالم.
🔸والإنسان بلا دين كالعلبة الفارغة لا قيمة له.
🔹وإذا حُرِم الناس من الدين الحق صاروا كالحيوانات يرتعون في الشهوات، وكالسباع في الفساد، وكالشياطين في الشر والمكر والكيد.

ولهذا احتفى الله بهذا الإنسان،
🔺 وكرمه على غيره فخلقه بيده،
🔺ونفخ فيه من روحه،
🔺وأسجد له ملائكته،
🔺وزوده بآلات العلم ⏪وهي السمع والبصر والعقل، وجعله خليفة في الأرض.

ورغَّب المسلم ليدعو غير المسلم ليكون مسلماً،
🔺 ليكون الدين كله لله، وليعبد الناس كلهم ربهم وحده لا شريك له.

📍ومن أجل أهمية الدعوة إلى الله فصَّلها الله في القرآن الكريم تفصيلاً وافياً كاملاً.

🔺ففصَّل سيرة الأنبياء في الدعوة إلى الله على مر القرون،

🔺وذَكَر قصص الأنبياء مع أقوامهم بالتفصيل،
فذكر قصة نوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وعيسى، وداود، وسليمان، ولوط، وشعيب، ويوسف وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

📍والدعوة أم الأعمال،
🔺ولأهيمة الدعوة لم يفصِّل الله عبادات الأنبياء،
🔺 لا صلاة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، ولا حج آدم - صلى الله عليه وسلم -، ولا صيام داود - صلى الله عليه وسلم -، لكنه أخبر بها إجمالاً.

فالله سبحانه لم يبين كيفية عبادة نبي واحد في القرآن،
🔗ولكنه بيَّن في القرآن بالتفصيل دعوة الأنبياء إلى الله،

🔗وذكر سيرتهم وجهدهم في إبلاغ دين الله إلى الناس؛

وذلك لأن هذه الأمة مبعوثة بالدعوة إلى الله، وقدوتها الأنبياء والرسل،
لتسير على هديهم في إبلاغ دين الله إلى الناس كافة إلى يوم القيامة.

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [الجمعة: 2].

🔰منزلة الدعوة إلى الله 🔰

📌الدعوة إلى الله يتحقق بها مقصود الله من خلقه، وهو عبادة الله وحده لا شريك له.

📍فالدعوة أم الأعمال،
🔺وبها تحيا الفرائض والسنن والآداب،
🔺وبها يحيا الدين كله في العالم كله،

📍 فالدعوة إلى الله أعظم الوظائف،
📍والعبادة أعظم الأعمال.

➰ووظيفة الدعوة إلى الله كوظيفة الملك،
وبقية الوظائف كوظيفة مَنْ دونه من العمال والخدم.

وكثير من الناس اشتغل بوظيفة الخدم،
🔖وترك وظيفة الأنبياء والمرسلين من الدعوة إلى الله،
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصح لكل مسلم.

قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33].

📕موسوعة الفقه الاسلامي 📕


📚جامعة الفقة اﻹسﻻمي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚


٣

💎 عظم مسؤولية الداعي إلى الله 💎

📍أمر الله عز وجل رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم -
🔰بأربعة أشياء:
🔺أن يتعلم الوحي
🔺وأن يعمل به
🔺 وأن يعلِّمه الناس
🔺وأن يقيم الناس عليه.

➰وهذه المسؤوليات انتقلت إلينا بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -.

📌فالدين خطوتان:-
🔺 خطوة للعبادة،
🔺وخطوة للدعوة.

💧وحركة في إصلاح النفس،
💧وحركة في إصلاح الغير،
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

📍والواجب على المسلم أن يتعلم شيئين:
🔶جهد النبي وهو الدعوة
🔶وحياة النبي وهي الدين الكامل.

وقد اجتهد النبي على أصحابه حتى جاء فيهم أمران:
🔺إقامة الدين في حياتهم .
🔺وإقامة الدين في حياة الناس.

📍فكل مسلم مسؤول سوف يحاسبه الله على
➰ العمل الانفرادي، ⏪وهو العبادة،
➰وعلى العمل الاجتماعي ⏪وهو الدعوة إلى الله،
📍وسوف يسأل الله كلاً من الداعي والمدعو يوم القيامة عما كانوا يعملون في الدنيا.
️1 - قال الله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)} ... [الأعراف: 6 - 9].

📌-جهد الداعي إلى الله:
💧ينقسم جهد الداعي إلى الله إلى قسمين:
🔖الأول: جهد على النفس:
🔺ويكون بحمل النفس على طاعة الله،
🔺 والاستقامة على العبادة، والطاعة حتى الممات.
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت: 69].

🔖الثاني: جهد على الغير، وهو ثلاثة أنواع:🔻🔻
🔹1 - جهد على الكافر لعله يهتدي .
كما قال سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }  [السجدة: 3].

🔹2 - جهد على العاصي ليكون مطيعاً،
🔺وعلى الجاهل ليكون عالماً،
🔺 وعلى الغافل ليكون ذاكراً.
كما قال سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران: 104].

🔹3 - جهد على الصالح ليكون مصلحاً،
🔺وعلى العالم ليكون معلِّماً،
🔺 وعلى الذاكر ليكون مذكِّراً.
️1 - قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر: 1 - 3].

️2 - وقال الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ }[الغاشية: 21].

📕موسوعة الفقه الإسﻻمي 📕


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚









٤

💎خطر ترك الدعوة إلى الله💎

💧الدعوة إلى الله أعظم الوظائف .
💭وفي تركها أعظم العقوبات.

📌 عقوبات ترك الدعوة كثيرة، ومنها:
◾️ الاستبدال:
قال الله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} ... [محمد: 38].

◾️ اللعن والحرمان من رحمة الله:
قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)} ... [المائدة:78-79]

◾️ العداوة والبغضاء:
قال الله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } [للمائدة: 14].

◾️ التدمير والهلاك:
قال الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)} ... [الأنعام: 44 - 45].

◾️الفرقة والخلاف والعذاب في الدنيا والآخرة:
قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} [آل عمران: 104 - 105].

📌وإذا تركت الأمة الدعوة إلى الله أصابها ثلاث آفات:🔻
🔶الأولى: العناية بالدنيا، وإهمال الآخرة.

🔶الثانية: صرف الأموال والأوقات والأفكار في غير مصلحة الدين.

🔶الثالثة: الاقتداء بالكفار في طريقة الحياة، والتعلم لديهم، لنقل طريقة حياتهم إلى بلاد المسلمين.

📌 إذا قامت الدعوة إلى الله فُتحت أبواب الخير كلها،
🔷 فيدخل الإيمان والأعمال الصالحة في حياة الناس،

🔷وتدخل الأخلاق الحسنة من الصبر والعفو ، والإحسان والرحمة في حياتهم،

🔷ويدخل الكفار في الدين، ويدخل العصاة في الطاعات.

🔲وإذا لم نقم بالدعوة إلى الله فُتحت أبواب الشر كلها،
🔺 ودخل كل شر، وخرج كل خير.
🔺وإذا خرج الإيمان والعمل الصالح والأخلاق الحسنة،
دخل مكانها الكفر والعمل الفاسد، والأخلاق السيئة،

🔰ثم في النهاية يخرج الناس من دين الله أفواجاً،
كما دخلوه أفواجاً، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

️1 - قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }  [الأعراف: 96].

️2 - وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)} [آل عمران: 100 - 101].

️3 - وقال الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } [النساء: 123].

📕موسوعة الفقه الإسﻻمي 📕


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




٥

💎فقه عوائق الداعي إلى الله💎

📌يعرض لكل داع إلى الله عقبات تعوقه، أو تثبطه، أو تقطعه
عن سيره إلى الله وإبلاغ دينه.
🔦فلا بد من معرفتها، ومعرفة علاجها، والحذر منها.

◾️وهي خطوات الشيطان التي يسلكها ليضل الخلق عن الحق، ويصرفهم عن الدين.

💭 " اليأس "
🔺إذا قام المسلم بالدعوة إلى الله جاءه العدو الألد ⏪اليأس
ففتت من همته، لما يراه من سعة مساحة الكفر والفساد، وكثرة العصاة والطغاة.

💧وعلاجه بقوله سبحانه:
{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ... [الحديد: 17].

◾️ "حب الظهور "
🔺 ثم يشن ⏪حب الظهور هجومه،
🔰فيهوي بضرباته على رأس الهمة، فتسقط على الأرض، فيحترق العمل؛ لفقده الإخلاص.

💧وعلاجه بقوله سبحانه:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} ... [المائدة: 8].

◾️  "داء الاستعجال "
🔺 ثم يبرز إلى الميدان مفسد الأعمال، وهادم البنيان ⏪داء الاستعجال
🔰فتنقلب الأعمال على عقبيها، لعدم استوائها، ووضْعها في غير محلها.

💧وعلاج ذلك بقوله سبحانه:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].

◾️ " الرأي الشخصي المستبد "
🔺ثم يتصدى للدعوة ⏪الرأي الشخصي المستبد
🔰وعدم الشورى، فيبدد الأعمال، ويسبب رَفْع نصرة الله، وتمكين الأعداء من إذلال المسلمين.

💧وعلاج ذلك بقوله سبحانه: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38].

◾️  "الفكر في النفس فقط "
🔺 ثم يبرز ⏪الفكر في النفس فقط.
🔰فيهتم بنفسه، ويهمل غيره، فلا يتماسك له بناء، ولا تثمر له شجرة، وإنما خير الناس أنفعهم للناس.

💧وعلاج ذلك بقوله سبحانه:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ... [المائدة: 2].

◾️  "التقليد "
🔺ثم يخرج إلى الساحة عدو آخر ماكر وهو⏪التقليد
🔰فيجد الفرصة سانحة لتقليد الكسالى والقاعدين، وبه يقصم ظهر الهمة، فيكثر القاعدون، ويزيد الجهل، وتنبت البدع، وتختفي السنن.

💧وعلاجه بقوله سبحانه:
{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [التوبة: 41].

◾️ "التسويف"
🔺 ثم يلوح العدو الغدار وهو ⏪التسويف
🔰 الناجم عن العجز والكسل، فيؤجل الأعمال الصالحة من اليوم إلى الغد، ثم ينسيه الشيطان إياها، ثم يشغله بضدها.

💧وعلاج ذلك بقوله سبحانه:
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

◾️"التدخل فيما هو موكول أمره إلى الله"
🔺ثم يدخل الساحة العدو الملحد وهو ⏪التدخل فيما هو موكول أمره إلى الله
🔰فيتهدم البنيان، ويسقط الأعلى على الأسفل، ويتأمر العبد على سيده.

💧وعلاج ذلك بقوله سبحانه:
{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [الشورى: 15].

◾️ "حب الراحة"
🔺 ثم يقبل ⏪داء حب الراحة
🔰الذي هو أم المصائب، وسوق الخسائر.

💧وعلاجه بقوله سبحانه:
{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)} [النجم: 39 - 41].

◾️"الكبر والاستغناء"
🔺 ثم يبرز ⏪داء الكبر والاستغناء
🔰وبه يطرد الإنسان نفسه من الدين، ويغشى الكبائر المهلكة.

💧وعلاجه بقوله سبحانه:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16].

📕 موسوعة الفقه الإسﻻمي 📕


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

  
٦

  أفضل الدعاة إلى الله:💎

🔰القائمون بالدعوة ثلاثة أقسام:

📍الأول: مِن الناس مَنْ يقوم بالدعوة
🔖 لأنه تأثر بأخلاق الدعاة إلى الله،
🔺وإذا حصل له مشكلة مع أحد الدعاة ترك الدعوة، وعادى الدعاة إلى الله.
💧فهذا صرفه الله⏪ لنقص مقصده.

📍الثاني: من يقوم بالدعوة
🔖 لأنه وجد فيها حل مشاكله، وتحقيق رغباته،
🔺ولما حسنت أحواله، وزادت دنياه، انشغل بذلك عن الدعوة إلى الله.

💧فهذا صرفه الله؛⏪ لأنه دخل في الدعوة بمقصد ناقص.

📍الثالث: من يقوم بالدعوة
🔖لأن فيها حسنات وأجوراً،
🔺فهو يريد تحصيل الأجور، فمقصده لنفسه فقط.

💧فهذا إذا وجد الحسنات في غير الدعوة أسهل وأيسر ترك الدعوة إلى الله.

📍الرابع: من يقوم بالدعوة إلى الله
🔖لأنها أَمْر الله الذي أوجبه على كل مسلم.
🔺فهو يقوم بالعبادة لأنها أمر الله،
🔺ويقوم بالدعوة لأنها أمر الله.

فهذا مقصده كامل،
💭وبسبب فهمه وكمال نيته يثبته الله ويعينه، ويفرِّغه لهداية البشرية، وتنفيذ أوامر الله، والدعوة إلى الله.

فهذا بأشرف المنازل وأعلاها، وهو خليفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمته

🍃نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هذا القسم الذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.🍃

️1 - قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33].

️2 - وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21].


📕موسوعة الفقه الإسﻻمي 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚






تم بحمد الله مقرر مادة فقه الدعوة إلى الله تعالى

المستوى الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق