سورة النبأ


سورة النبأ



١

💎 فقه تدبر سورة النبأ💎

🍃{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}🍃
عَمَّ يَتَسَاءَلُون} أي:
عن أي شيء يتساءل المكذبون بآيات الله؟

ثم بين ما يتساءلون عنه
فقال: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}
🔺أي: عن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم، وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد،
🔅وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب، ولكن المكذبون بلقاء ربهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.

ولهذا قال: {كَلا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ}
أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون، حين يدعون إلى نار جهنم دعا، ويقال لهم: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}

🔳ثم بين تعالى النعم والأدلة الدالة على صدق ما أخبرت به الرسل فقال:
{أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}{6 - 16}
أي: أما أنعمنا عليكم بنعم جليلة، فجعلنا لكم
🔅{الأرْضَ مِهَادًا} أي: ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل.
🔅{وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد.
🔅{وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} أي: ذكورا وإناثا من جنس واحد، ليسكن كل منهما إلى الآخر، فتكون المودة والرحمة، وتنشأ عنهما الذرية، وفي ضمن هذا الامتنان، بلذة المنكح.
🔅{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} أي: راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.
🔅{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} أي: سبع سموات، في غاية القوة، والصلابة والشدة، وقد أمسكها الله بقدرته، وجعلها سقفا للأرض، فيها عدة منافع لهم، ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال:
🔅{وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} نبه بالسراج على النعمة بنورها، الذي صار كالضرورة للخلق، وبالوهاج الذي فيه الحرارة على حرارتها وما فيها من المصالح .
🔅{وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} أي: السحاب
🔅{مَاءً ثَجَّاجًا} أي: كثيرا جدا.
🔅{لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا} من بر وشعير وذرة وأرز، وغير ذلك مما يأكله الآدميون.
🔅{وَنَبَاتًا} يشمل سائر النبات، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم.
🔅{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} أي: بساتين ملتفة، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة.

فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة ، التي لا يقدر قدرها، ولا يحصى عددها،
كيف تكفرون به
وتكذبون ما أخبركم به من البعث والنشور؟!
أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها؟ "

📕 تغسير السعدي رحمه الله📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٢

💎وقفات تدبرية لتحقيق التذكر 💎

🔘الفوائد المستنبطة من المقطع الأول [ ١ : ٥ ]
⚪الفائدة الأولى:⚪
عظم شأن القرآن، أو البعث، وأنه من أصول الإيمان.

⚪الفائدة الثانية :⚪
سَفَه المُنكرين للأمور اليقينية .

⚪الفائدة الثالثة :⚪
أن المُخالفين للرسل مختلفون فيما بينهم, فليسوا على قلب واحد
قال الله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)
وقال سبحانه:{ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } البقرة: ١٧6
⬅فكل من خالف الحق تجدهم فِرقاً وشِيعاً وأحزاباً؛
📍لأن الحق واحد لا يتعدد,
📍 أما الباطل فشعب وظلمات، ولهذا تجد أن الله تعالى دوماً يُوحد الحق فمن ذلك
قوله:{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف: ١٠٨
فالحق واحد ، والسبيل واحدة، والباطل أشلاء.

⚪الفائدة الرابعة:⚪
استعمال أسلوب التهديد في الموعظة الإيمانية، وهذه من
قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5))
⬅فلا بأس للداعية في بعض المواقف أن يُهدد المدعو بعقاب الله، وبشؤم صنيعه ، وأن يُخوفه باليوم الآخر ، ويقول له: ويلك.
كما قال الله عز وجل: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} الأحقاف : 17

🔘الفوائد المستنبطة من المقطع الثاني [ ٦ : ١٦ ]

⚪الفائدة الأولى:⚪
أن توحيد الربوبية أساس لتوحيد الألوهية .

⚪الفائدة الثانية:⚪
العناية ببيان أدلة الربوبية، وشواهدها في النفس، والآفاق.
🔖وبعض الناس يَطيش عنده الميزان ، فيقلل من شأن الحديث في توحيد الربوبية
🔖وربما قال : هذا توحيد أبي جهل!
⬅لمّا رأى أن المهم هو توحيد العبادة ، ظنَّ أن ذلك يقتضي الغض من توحيد الربوبية !
🔖والحق أن توحيد الربوبية هو الأساس الذي يبنى عليه توحيد العبادة.
وتأمل قول الله تعالى، في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: ٢١
⬅فطالبهم بالعبادة مُحتجاً عليهم بأنه خلقهم، والذين من قبلهم
ثم قال: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة: ٢٢
فابتدأ بالأمر بالعبادة، وختم بالنهي عن الشرك، و ذكر بينهما توحيد الربوبية.

⚪الفائدة الثالثة:⚪
إيقاظ العقول البليدة، للتفكر في المشاهد المتكررة:
🔅فكما وُوجه به المشركون، فينبغي أن نعظ أنفسنا به ، وألا تتحول هذه المشاهد حولنا إلى جُثث هامدة.

⚪الفائدة الرابعة :⚪
الاستدلال بالسهل المشاهد، قبل الصعب الخفي:
🔄فهذه الآيات المبثوثة في الكون سهلة، مشاهدة، لا نحتاج إلى المحاضرات لإقامة الدليل عليها، فيُدركها الكبير، والصغير، والعالم، والجاهل، والحضري، والبدوي ، وكل أطباق الناس.
🔸فلا نذهب لإقامة العقيدة، على الطرق الكلامية، والأدلة الفلسفية الغامضة.

⚪الفائدة الخامسة:⚪
📝استعمال أسلوب الاستفهام، والتنويع، والتكثير، في الأدلة:
💡فأسلوب الاستفهام
كما في قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا)
💡وأسلوب التنويع
 لأنه لم يقتصر على نوع واحد؛ لأن القلوب لها مفاتيح، فقد يتأثر الإنسان بمعنى من المعاني، أو مشهد من المشاهد، ويتأثر غيره بغيره، لأسباب وزّعها الله على بني آدم.
💡وأسلوب التكثير
في الأدلة؛ لأن توالي الأدلة، وكثرتها تؤثر في النفس, كتتابع الطّرْق، ومن أدمن الطّرْق أوشك أن يُفتح له.
فكل هذه الأساليب التربوية، الإيمانية، ينبغي أن يستفيد منها الداعية إلى الله سبحانه وتعالى في إقناع غيره، وفي التأثير، والموعظة.

🌱والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 🌱

📕التفسير العقدي لجزء عم📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚





٣

💎تابع فقه تدبر سورة النبأ 💎

🔘تقرير الإيمان باليوم الآخر🔘

⏪[الآيات من 17 إلى 30]

🔖ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون، ويجحده المعاندون،
🔖 أنه يوم عظيم، وأن الله جعله
{مِيقَاتًا} للخلق.
{يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ويجري فيه من الزعازع والقلاقل ما يشيب له الوليد، وتنزعج له القلوب،
🔸فتسير الجبال، حتى تكون كالهباء المبثوث،
🔹وتشقق السماء حتى تكون أبوابا،
🔸ويفصل الله بين الخلائق بحكمه الذي لا يجور، وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآبا،
🔹 وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة

و {الحقب} على ما قاله كثير من المفسرين: ثمانون سنة.

📍وهم إذا وردوها {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا}
أي: لا ما يبرد جلودهم، ولا ما يدفع ظمأهم.
{إِلا حَمِيمًا} أي: ماء حارا، يشوي وجوههم، ويقطع أمعاءهم

{وَغَسَّاقًا} وهو: صديد أهل النار، الذي هو في غاية النتن، وكراهة المذاق،
📍 وإنما استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء لهم ووفاقا على ما عملوا من الأعمال الموصلة إليها، لم يظلمهم الله، ولكن ظلموا أنفسهم،
🔗ولهذا ذكر أعمالهم، التي استحقوا بها هذا الجزاء، فقال:
{إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} أي: لا يؤمنون بالبعث، ولا أن الله يجازي الخلق بالخير والشر، فلذلك أهملوا العمل للآخرة.

{وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} أي: كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا وجاءتهم البينات فعاندوها.

{وَكُلَّ شَيْءٍ} من قليل وكثير، وخير وشر

{أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} أي: كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة،
كما قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}

{فَذُوقُوا} أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم .

{فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا} وكل وقت وحين يزداد عذابهم .

وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها.

📕تفسير السعدي رحمه الله 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٤

💎 تابع فقه تدبر سورة " النبأ" 💎

🔘حال المتقين يوم القيامة🔘

[الآيات من 31 إلى 36]🔻🔻

💡لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين
فقال:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} أي: الذين اتقوا سخط ربهم،
🔺 بالتمسك بطاعته،
🔺 والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار.
وفي ذلك المفاز لهم

{حَدَائِقَ} وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.
ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس .

{كَوَاعِبَ} وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن .
{والأتْرَاب} اللاتي على سن واحد متقارب،
🔺ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات،
🔺 وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب .

{وَكَأْسًا دِهَاقًا} أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،

{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} أي: كلاما لا فائدة فيه
{وَلا كِذَّابًا} أي: إثما.
🌟كما قال تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا}
🔺وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل من فضله وإحسانه

{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} لهم

{عَطَاءً حِسَابًا} أي: بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها .

🔘بيان عظمة اللّه ورحمته وتأكيد وقوع يوم القيامة وتهديد الكافرين المعاندين 🔘
💡[الآيات من 37 إلى 40]🔻🔻

🔖أي: الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم

{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الذي خلقها ودبرها
{الرَّحْمَنِ} الذي رحمته وسعت كل شيء، فرباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا.

🔶ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و 🔻🔻

{لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين:
1) أن يأذن الله له في الكلام
2)وأن يكون ما تكلم به صوابا

⏪لأن {ذَلِكَ الْيَوْمُ} هو {الْحَقُّ} الذي لا يروج فيه الباطل، ولا ينفع فيه الكذب، وفي ذلك اليوم

{يَقُومُ الرُّوحُ} وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة
{وَالْمَلائِكَةُ} أيضا يقوم الجميع
{صَفًّا} خاضعين لله
{لا يَتَكَلَّمُونَ} إلا بما أذن لهم الله به .
🔗فلما رغب ورهب، وبشر وأنذر، قال:
{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} أي: عملا وقدم صدق يرجع إليه يوم القيامة.

{‏إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا‏}‏ لأنه قد أزف مقبلا، وكل ما هو آت فهو قريب‏.‏

‏{‏يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ‏}‏ أي‏:‏ هذا الذي يهمه ويفزع إليه، فلينظر في هذه الدنيا إليه ،
🌟 كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ الآيات‏.‏

🔰فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه،
ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم‏.‏

🎐نسأل الله أن يعافينا من الكفر والشر كله، إنه جواد كريم‏.‏

🌟تم تفسير سورة عم، والحمد لله رب العالمين‏.‏🌟

📕تفسير السعدي رحمه الله 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٥

💎الدرر المستخرجة لتحقيق التذكر 💎
📌ومما يؤخذ من الفوائد من هذا المقطع:[١٧ : ٣٠]
🌟الفائدة الأولى: إثبات البعث، وأهوال القيامة الكبرى.

🌟الفائدة الثانية : إثبات الحساب، والفصل في الحقوق،والله تعالى سماه يوم الفصل.

🌟الفائدة الثالثة :إثبات النار, 📍وذكر أنواع العذاب فيها؛
🔺 من عذاب حسي
🔺 وعذاب معنوي.

🌟الفائدة الرابعة: العدل الإلهي؛ فالجزاء من جنس العمل.
ويؤخذ من قوله تعالى :
🔺{جزاءً وفاقاً } ، بالنسبة للنار ،
🔺{جزاءً من ربك عطاءً حساباً } ، بالنسبة للجنة، فالجزاء من جنس العمل،
🔷 وإن من معاني { حساباً }
🔹معنى الكفاية ومنه قول العرب : " أعطاني فاحسبني " يعني : حتى قلت حسبك .

💡الفوائد المستنبطة من :الآيات [٣١ : ٤٠]💡

🌟١ إثبات الجنة ونعيمها الحسي والمعنوي جعلنا الله وإياكم من أهلها.

🌟٢الاستئناس باسم الرحمن في تقوية الرجاء،
قال تعالى : {الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } ،
🔹فمع أن المقام مقام مهول ومخوف،
إلا أنه أتى بهذا الاسم الرقيق الذي يدل على الرحمة،
🎐ففيه يتنسم المؤمن نسيم الرجاء،
📍ولا ريب أن ذكر الأسماء الحسنى في ذيل الآيات ، أو في أثناء الآيات له دلالة ،
ألم تروا أن الله سبحانه وتعالى قال :
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ والله عزيز حكيم } ،
ثم قال بعدها : {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ}
📍فختمها بقوله:
{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة/39] ،
🔗 فكل اسم من أسماء الله الحسنى يناسب ذكره في سياق معين.

🌟٣ إثبات الملائكة، وخشيتهم لربهم.

🌟٤ إثبات الشفاعة بشروطها:
🔰{ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } .

🌟٥ إثبات المشيئة الإنسانية، والرد على الجبرية، لقوله :
{فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً }،
🔹فالإنسان يشاء، ⏪وله مشيئة حقيقية ، خلافاً للجبرية الذين يقولون العبد مسير، مسلوب المشيئة، مجبور على فعله.
🔷والحق أن العبد له مشيئة حقيقية،
📍ولكن هذه المشيئة داخلة تحت مشيئة الله ؛ لقوله تعالى:
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ • وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }.

🌟 ٦ قرب أمر الساعة ،
{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } ، فقرب العذاب، دليل على قرب الساعة.

🌟٧ بيان أعظم الندم، أجارنا الله وإياكم
قال تعالى : { وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً }.

📕 التفسير العقدي لجزء عم 📕


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق