سورة الفاتحة

سورة الفاتحة


١

💎فقه أعظم ســـــورة فـــاتحـــــة الكتاب💎

🔘 سبب التسمية :🔘
تُسَمَّى الفَاتِحَةُ لافْتِتَاحِ الكِتَابِ العَزِيزِ بهَا
وَتُسَمَّى أُمُّ الكِتَابِ لأنهَا جَمَعَتْ مَقَاصِدَهُ الأَسَاسِيَّةَ
وَتُسَمَّى أَيْضَاً السَّبْعُ المَثَانِي ،
وَالشَّافِيَةُ ،
وَالوَافِيَةُ ،
وَالكَافِيَةُ ،
وَالأَسَاسُ ،
وَالحَمْدُ .

🔘 التعريف بالسورة : 🔘
1) سورة مكية

2) من سور المثاني

3) عدد آياتها سبعة مع البسملة

4) هي السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف

5) نـَزَلـَتْ بـَعـْدَ سـُورَةِ المـُدَّثـِّرِ

6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء " الحمد لله"

🔹لم يذكر لفظ الجلالة إلا مرة واحدة وفي الآية الأولى.
7) الجزء ( 1 ) ، الحزب ( 1 ) الربع ( 1 )

🔘 محور مواضيع السورة :🔘
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ
📏أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ ،
📏وَالعَقِيدَةِ ،
📏وَالعِبَادَةِ ،
📏وَالتَّشْرِيعِ ،
📏وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ،
📏وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ،
📏وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ
 📏وَالدُّعَاءِ ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ ،
📏وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ ،
وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ ،
📏وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ ،
📏وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ

🔘 فضل السورة :🔘
💫رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ أَنَّ أُبـَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَرَأَ عَلَي الرسول أُمَّ القُرآنِ الكَرِيمِ فَقَالَ رَسُولُ الَّلهِ :
💫 " وَالَّذِي نـَفْسِي بـِيَدِهِ مَا أُنـْزِلَ في التـَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنـْجِيلِ وَلاَ في الزَّبـُورِ وَلاَ في الفُرقـَانِ مِثْلُهَا ، هِيَ السَّبـْعُ المَثَانـِي وَالقـُرآنَ العَظِيمَ الَّذِي أُوتـِيتـُه " فَهَذَا الحَدِيثُ يُشِيرُ إِلى قَوْلِ الَّلهِ تَعَالى في سُورَةِ الحِجْر
ِ { وَلَقَدْ آتـَيـْنَاكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَانـِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ }

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٢

💎 تابع فقه أعظم ســـــورة فـــاتحـــــة الكتاب 💎

🔘 الفاتحة متضمنة لمجمل ما فصل في القرآن الكريم :🔘
١- فالإشارة إلى توحيد الألوهية جاءت في لفظ الجلالة { اللهِ }

٢- والإشارة إلى توحيد الربوبية جاءت في لفظ
{رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

٣- والإشارة إلى الأسماء والصفات وجميع صفات الكمال جاءت في آية
{الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} ولفظ (الحمد) .

٤- والإشارة إلى اليوم الآخر، وما فيه من عدل وفضل، وما فيه من بعث وحشر ونشر، وحساب وجزاء، جاءت في آية
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.

٥- والإشارة إلى كافة أنواع العبادات والإخلاص فيها جاءت في آية
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.

٦- والإشارة إلى إثبات النبوات، وإلى قصص الأنبياء والمرسلين والصالحين، وإلى إثبات صفة القدر، وأن العبد حر مختار، والرد على أهل البدع والضلال، جاء ذلك في قوله سبحانه :
{اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }.

7- وجاء الحث على السير على نهج الأنبياء والصالحين والاهتداء بهديهم في قوله جل شأنه :
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }.

8- والحديث عن أهل الكتاب وأهل الزيغ والضلال، جاء في نهاية السورة :
{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ  .

 🔘  مقاصد سورة الفاتحة الخمسة 🔘
اشتملت سورة الفاتحة على أهم مقاصد القرآن الكريم على وجه الإجمال، ثم فصل ما أجملته في القرآن كله؛ فقد اشتملت الفاتحة على
التوحيد والعبادة وطلب الهداية، والثبات على الإيمان، وفيها أخبار وقصص الأمم السابقة، وفيها معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وقد نزل القرآن لبيان حقوق الخالق على خلقه، وحاجة الخلق إلى خالقهم، وتنظيم الصلة بين الخالق والمخلوق .

⚪ المقصد الأول :⚪
🔘 توحيد الله سبحانه :
اشتملت السورة على التعريف بالمعبود جل في علاه، على توحيد الخالق سبحانه، وتضمنت سورة الفاتحة خلاصة وجيزة لعقائد الإسلام، واجتثاث جذور الشرك التي كانت فاشية في الأمم، ومقتضى ذلك توحيد العبادة، والتوجه بها إلى الله سبحانه، فهو جل شأنه المعبود بحق دون سواه، يرشد إلى ذلك قوله تعالى
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

⚪ المقصد الثاني :⚪
🔘 الإيمان باليوم الآخر :
واشتملت السورة على أهم أركان الإيمان، بعد الإيمان بالله تعالى؛ وهو إثبات المعاد والجزاء على الأعمال، والإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث وسؤال وحشر ونشر وحساب وجنة ونار، وغير ذلك مما فصله القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، لاسيما القرآن المكي، الذي يُعنى بغرس العقيدة في النفوس أولًا، في مثل جزأي (عم وتبارك) .

⚪ المقصد الثالث :⚪
🔘 التكاليف الشرعية :
أما جانب العبادات : مما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج والأذان والذبح والنذر والدعاء والاستغاثة والاستعاذة والرجاء والخوف والتوكل والاستعانة وما إلى ذلك، وتوجيه هذه العبادات إلى الله تعالى وحده، فقد أشار إليه قوله تعالى :
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين} .

⚪ المقصد الرابع :⚪
🔘 قصص الأنبياء والمرسلين : أما جانب النبوات والرسالات في سورة الفاتحة، فيشير إليه قوله تعالى :
{اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }.

⚪ المقصد الخامس :⚪
🔘 أهل الكتاب :
أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين فصّل القرآن الكريم الحديث عنهم في سوره المدنية، وأوضح زيغهم وضلالهم، وأسباب غضب الله تعالى عليهم، فقد أجملت سورة الفاتحة هذه المعاني في قوله تعالى :
{ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚



٣

💎تدبر عظمة فاتحة الكتاب💎

{بِسْمِ اللَّهِ}
🔺أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى، لأن لفظ {اسم} مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء [الحسنى] .

{اللَّهِ} هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
◽اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله.
فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم نصيب منها.

🔘واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات.
📍فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم.
📍فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء.
يقال في العليم: إنه عليم ذو علم، يعلم به كل شيء،
قدير، ذو قدرة يقدر على كل شيء.

{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
 هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل، بجميع الوجوه.

{رَبِّ الْعَالَمِينَ}
🔘الرب هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء.
🔺فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.

🔖وتربيته تعالى لخلقه نوعان:
1⃣عامة .
2⃣وخاصة.
◽فالعامة:
هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
◽والخاصة:
تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه،
🔳وحقيقتها:
تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر.
📍ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
📍فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.

◻فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار.

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
🔘المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات،
🔷 وأضاف الملك ليوم الدين، وهو يوم القيامة، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم، خيرها وشرها، لأن في ذلك اليوم، يظهر للخلق تمام الظهور، كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق.

🔶حتى إنه يستوي في ذلك اليوم، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
🔷كلهم مذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصه بالذكر، وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.

وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
 🔘أي: نخصك وحدك بالعبادة
والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه.

🔰فكأنه يقول: نعبدك، ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك.
🔘وقدم العبادة على الاستعانة، من باب تقديم العام على الخاص، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
🔳و {العبادة} اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة.
🔳و {الاستعانة} هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك.
📍والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما.

🔘وإنما تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله   مقصودا بها وجه الله.
فبهذين الأمرين تكون عبادة
🔶وذكر {الاستعانة} بعد {العبادة} مع دخولها فيها،
🔸لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
🔸فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي.

ثم قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل
🔖إلى الله
🔖وإلى جنته
وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
🔘فالهداية إلى الصراط:
لزوم دين الإسلام
وترك ما سواه من الأديان
⚪والهداية في الصراط
تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
🔘فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو:
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
{غَيْرِ} صراط
{الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.
🎐وغير صراط
{الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.

📕 تفسير السعدي رحمه الله 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٤

💎 تابع فقه تدبر عظمة فاتحة الكتاب 💎

🔘هذه السورة على إيجازها🔘

🔳قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن،
⚪فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:
توحيد الربوبية يؤخذ من قوله:
{رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ:
{اللَّهِ} ومن قوله:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}

وتوحيد الأسماء والصفات،
🔸 وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى،
🔹التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ
{الْحَمْدُ} كما تقدم.

⚪وتضمنت إثبات النبوة في قوله:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.

⚪وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.

⚪وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافا للقدرية والجبرية.

⚪بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
📍 لأنه معرفة الحق والعمل به.
🔖وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.

⚪وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى، عبادة واستعانة في قوله:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

🍃فالحمد لله رب العالمين.🍃

📕تفسير السعدي رحمه الله 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




هناك تعليقان (2):

  1. هاله عبدالدائم17 يوليو 2023 في 12:46 ص

    ابغى اسجل في الجامعه كيف اسوي

    ردحذف
  2. السلام عليكم اريد ان اسجل في الجامعه كيف اسجل؟

    ردحذف