الاسبوع السادس [ فقه القلوب ]

الأسبــــــوع الســـــــــــادس 

اللقاء الأول 
الأحـــــــــــد 20 شعبان 1436هـ


1⃣

💎 حقيقة سرور القلب 💎

☀️قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
☀️وقال الله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170].

🍃الله عزَّ وجلَّ أمر عباده بالفرح بفضله ورحمته، وذلك تابع للفرح والسرور بصاحب الفضل والرحمة.

💧فإن من فرح بما يصل إليه من جواد كريم، محسن بر، يكون فرحه بمن أوصل ذلك إليه أولى وأحرى.

💦والفرح: لذة تقع في القلب بإدراك المحبوب، ونيل المشتهى، والسلامة من المكروه.
💧فيتولد من ذلك حالة تسمى الفرح والسرور.

🎐كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب، وحصول المكروه، 
🔹فيتولد من ذلك حالة تسمى الحزن والغم.
♦️ولا شيء أحق أن يفرح العبد به من فضل الله ورحمته التي تتضمن
🔺 الموعظة، 
🔺وشفاء الصدور من أدواء الجهل والظلم، والغي والسفه، 
⤴️وهو أشد ألمًا لها من أدواء البدن، ويشتد ألمها به عند مفارقة الدنيا، فهناك يحضرها كل مؤلم محزن.
 🔖وما آتاها من ربها من الهدى، الذي يتضمن ثلج الصدور باليقين، وطمأنينة القلب به، وسكون النفس إليه،
 ⤴️ فذلك خير من كل ما يجمع الناس من أعراض الدنيا وزينتها.

⤴️فهذا ليس بموضع فرح، لأنه عرضة للآفات، ووشيك الزوال.

🔷وقد جاء الفرح في القرآن على نوعين:
🔹فرح مطلق .. 
🔹وفرح مقيد.

🔺فالمطلق جاء في الذم كقوله سبحانه عن قارون: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76].

🔺والمقيد نوعان:
1⃣الأول: فرح مقيد بالدنيا، ينسي صاحبه فضل الله ورحمته فهو مذموم كما قال سبحانه: 
☀️{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } [الأنعام: 44].

2⃣الثاني: فرح مقيد بفضل الله ورحمته، فهو محمود كالفرح بالله ورسوله، والفرح بالإيمان والسنة والقرآن كما قال سبحانه: 
☀️{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

🌹والفرق بين الفرح والاستبشار، 
🎐أن الفرح بالمحبوب بعد حصوله، 🎐والاستبشار يكون بالمحبوب قبل حصوله، إذا كان على ثقة من حصوله كما قال سبحانه:
☀️ {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170].

💦فالفرح أعلى وأعظم نعيم القلب ولذته وبهجته، والفرح والسرور نعيمه، والهم والحزن عذابه.

💧والسرور: اسم لاستبشار جامع يظهر أثره على الوجه، فإنه تبرق منه أسارير الوجه.

🎐والاستبشار: مأخوذ من البشرى، 
🔸والبشارة: أول خبر صادق سار، سميت بذلك لأنها تؤثر في بشرة الوجه بالنور والسرور.

🔷والبشرى نوعان:
🔹بشرى سارة .. 
🔹وبشرى محزنة.
🔖فالأولى: تكسب الوجه نضرة وبهجة.
🔖والثانية: تكسبه سوادًا، وعبوسًا

📍والبشرى إذا أطلقت كانت للسرور، وإذا قيدت كانت بحسب ما تقيد به من الأحوال.

📕موسوعة فقه القلوب 📕

💚فقه زاد القلوب في رمضان💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚







اللقاء الثاني
الاثنيـــــــن 21 شعبان 1436هـ

2⃣

💎فقه سرور القلب💎

♦️السرور على ثلاث مراتب:
1⃣الأولى: 
📍سرور ذوق طعم الإيمان، والإقبال على الله، والأنس به، وحلاوة مناجاته، والتلذذ بعبادته.
🔺ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، 
🔺وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، 
🔺وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله، وصدق معاملته، 
🔺وفيه قلق لا يسكنه إلا الالتجاء إليه، والفرار منه إليه.
🔺وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه، والتسليم لقضائه وقدره، 
🔺وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره.

2⃣الثانية: 
📍سرور شهود العبد آلاء ربه ونعمه، وجماله وجلاله، 
🔺فيقبل على الطاعات مسرورًا، لأنه يراها غذاءً لقلبه، وسرورًا له، وقرة عين في حقه، ونعيمًا لروحه، يلتذ بها، ويتنعم بملابستها، أعظم مما يتنعم بملابسة الطعام والشراب.

🎐فاللذات القلبية الروحانية أقوى وأتم من اللذات الجسمية، فلا يجد في العبادات كلفة، بل يسر بها، ويتلذذ بتكرارها والإكثار منها.

3⃣الثالثة: 
📍سرور سماع الإجابة، 
🔺وهو سماع انقياد القلب والروح والجوارح لما سمعته الآذان، ويزيل بقايا الوحشة التي سببها ترك الانقياد التام.
🔺وهو إذا دعا ربه سبحانه فسمع ربه دعاءه سماع إجابة، وأعطاه ما سأله أو أعطاه خيرًا منه،
🔺حصل له بذلك سرور يمحو من قلبه آثار ما كان يجده من وحشة البعد.

🔖فللعطاء والإجابة سرور وأنس وحلاوة في قلب العبد.
🔖وللمنع وحشة ومرارة وضيق.

♦️والفرح أعلى أنواع نعيم القلب ولذته وبهجته، ولا لذة له ولا سرور إلا بأن يكون ربه معبوده ومحبوبه ومطلوبه.

♦️والفرح بالشيء فوق الرضا به، 
💧فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح، 
💧والفرح لذة وبهجة وسرور، فكل فرح راضٍ، وليس كل راضٍ فرحًا.

🍃والفرح صفة كمال، ولهذا يوصف الرب جل جلاله بأعلى أنواعه وأكملها، 
💦كفرحه سبحانه بتوبة التائب أعظم من فرحة الواجد لراحلته، التي عليها طعامه وشرابه، في الأرض المهلكة، بعد فقده لها، 
💫كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَلَّهُ أشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأرْضِ فَلاةٍ» متفق عليه .

🔷والفرق بين فرح القلب، وفرح النفس ظاهر.
🔹فإن الفرح بالله ومعرفته ومحبته ومحبة كلامه ودينه من القلب 
☀️كما قال الله سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
⤴️فهذا فرح القلب وهو من الإيمان، ويثاب عليه العبد.
🔹والفرح يكون على قدر المحبة .. وعلى قدر المعرفة.

💧فالفرح بالله وأسمائه وصفاته ورسوله وسنته وكلامه محض الإيمان وصفوته ولبه، وله عبودية عجيبة، وأثر في القلب لا يعبر عنه، 
💧والفرح بذلك أفضل ما يعطاه العبد، بل هو أجلّ عطاياه.

💧والفرح في الآخرة بالله ولقائه، بحسب الفرح به، ومحبته في الدنيا.
فهذا شأن فرح القلب.

💧وله فرح آخر، وهو فرحه بما من الله به عليه من معاملته، والإخلاص له، والتوكل عليه، والثقة به، وحسن عبادته.
💧وله فرحة أخرى عظيمة الشأن، وهي الفرحة التي تحصل له بالتوبة، فإن لها فرحة عجيبة لا نسبة لفرحة المعصية إليها البتة.

🍃وسر هذا الفرح، 
⤴️إنما يعلمه من علم سر فرح الرب تعالى بتوبة عبده أشد من فرح العبد الذي أضل راحلته في أرض فلاة ثم وجدها.

🔖وفوق ذلك فرحة أعظم من هذا كله، 
⬅️وهي فرحته عند مفارقته الدنيا إلى الله، إذا أرسل الله إليه الملائكة فبشروه بلقائه، 
📍وقال له ملك الموت: أخرجي أيتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب، أبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فترجع الروح الطيبة إلى ربها راضية مرضية: 
☀️{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} [الفجر: 27 - 30].

🔴ومن بعدها أنواع من الفرح:
🔖منها: صلاة الملائكة الذين بين السماء والأرض على روحه، وفتح أبواب السماء لها، وصلاة ملائكة السماء عليها، وكيف يقدر فرحها، وقد استؤذن لها على ربها ووليها فوقفت بين يديه، وأذن لها بالسجود فسجدت.

🔖ثم يذهب إلى الجنة فيرى مقعده فيها، وما أعد الله له، ويلقى أهله وأصحابه فيستبشرون به ويفرحون.

🔖وهذا كله قبل الفرح الأكبر يوم حشر الأجساد: 
🔻بجلوس المؤمن في ظل العرش .. وشربه من الحوض .. وأخذه كتابه بيمينه .. وثقل ميزانه .. وبياض وجهه .. وإعطائه النور التام .. وقطعه جسر جهنم .. وانتهائه إلى باب الجنة.

🔻وقد أزلفت له في الموقف كما قال سبحانه: 
☀️{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [ق: 31].
♦️وتلقاه خزنتها بالسلام والترحيب والبشارة والإكرام.
♦️وقدومه عل منازله وقصوره وأزواجه.
♦️والنعيم الذي لم تره عين، ولم تسمعه أذن، ولم يخطر على قلب بشر.
فلله ما أعظم هذا النعيم، وما أشد فرح العبد به .. وما أخسر من أضاعه.

📕موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


اللقاء الثالث
الثلاثــــــــاء 22 شعبان 1436هـ


3⃣

💎فقه خشوع القلب💎

☀️قال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
☀️وقال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 1، 2].

💧الله تبارك وتعالى هو الواحد القهار، ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، الذي خضعت رقاب العباد لعظمته، وخشعت الأصوات لهيبته، وذل الأقوياء لعزته، وافتقرت جميع الخلائق إليه.

🔘والخشوع: قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.
➰ومحله القلب، 
➰وثمرته على الجوارح، 
🔸فإن حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن، والكمال الخارجي ثمرة الكمال الداخلي.

🔴فالخشوع معنى يلتئم من:
🔺التعظيم للرب .. والمحبة له .. والذل له .. والانكسار بين يديه.

🔷والخشوع أربعة أنواع:
🔹الأول: اتضاع القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرب إليها، 
⤴️وهو مقام الرب على عبده بالإطلاع والقدرة والربوبية، فخوفه من هذا المقام يوجب له خشوع القلب لا محالة، وكلما كان أشد استحضارًا لعظمة الرب وجلاله وجماله وإحسانه كان أشد خشوعًا.

🔹الثاني: التذلل للأمر، بتلقيه بذلة القبول والانقياد والامتثال، مع إظهار الضعف والافتقار إلى الهداية للأمر قبل الفعل، والإعانة عليه حال الفعل، وقبوله بعد الفعل.
🔸والاستسلام للحكم القدري، بعدم تلقيه بالتسخط والكراهة والاعتراض.

🔹الثالث: ترقب آفات النفس وآفات العمل، وذلك بانتظار ظهور نقائص نفسك وعملك وعيوبهما لك.

🔖فذلك يجعل القلب خاشعًا لمطالعة عيوب نفسه وأعماله ونقائصهما، من الكبر والعجب والرياء، وقلة اليقين، وتشتت النية، وعدم إيقاع العمل على الوجه الذي ترضاه لربك، ورؤية فضل كل ذي فضل عليك.

🔖وذلك بأداء حقوق الناس، وعدم مطالبتهم بحقوق نفسك، وتعترف بفضلهم، وتنسى فضل نفسك عليهم.

🔹الرابع: ضبط النفس بالذل والانكسار عن البسط والإدلال الذي تقتضيه المكاشفة، وأن يخفي أحواله عن الخلق جهده، 
🔸كخشوعه وذله وانكساره، لئلا يراها الناس، فيعجبه اطلاعهم عليها، ورؤيتهم لها، فيفسد عليه وقته وقلبه وحاله مع الله، 
🔸فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل.

🔹وأن لا يرى الفضل والإحسان إلا من الله، فهو المانّ به بلا سبب منك. 

🔶والشهقة التي تعرض أحيانًا عند سماع القرآن أو عند ذكر الله لها أسباب منها:
🔸أن يلوح له عند سماع القرآن والذكر درجة ليست له فيرتاح لها، فيشهق، فهذه شهقة شوق.
🔸أو يلوح له ذنب ارتكبه فيشهق خوفًا، فهذه شهقة خشية.
🔸أو يلوح له نقص في العمل لا يقدر على دفعه فيحدث حزنًا، فيشهق شهقة حزن.
🔸أو يلوح له كمال محبوبه، ويرى الطريق إليه مسدودة، فيشهق شهقة أسف.
🔸أو يذكره ذلك بمحبوبه، ويرى الطريق إليه مفتوحًا، فيشهق شهقة فرح وسرور.
🔸أو يذكره ذلك جلال ربه وجماله، وإحسانه وإكرامه، فيرى الخلائق كلها تحت قهره، مدينين لفضله وإحسانه، فيشهق لما يرى من كمال عظمة الرب، وجميل إحسانه إلى عباده: 
☀️{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16].

💧إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم، واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله.

💧فبعث إليها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها، وأنزل عليها الآيات البينات، ليخرجها من الظلمات إلى النور.
💧وأراها من آياته في الكون والخلق ما يبصر ويحذر.

💦إنه عتاب فيه الود، وفيه الحض، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله، والخشوع لذكره، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الله من الخشية والطاعة والاستسلام، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال.

💦وإلى جانب الحض والاستبطاء، تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين، حين تغفل عن ذكر الله، وحين لا تخشع للحق.

🔘وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج: 
☀️{وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16].

📍إن القلب البشري سريع التقلب، كثير النسيان، وفيه نور الفطرة، 
📍فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسا، وأظلم وأعتم، فلا بدَّ من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع.
📍ولا بدَّ من الطرق عليه حتى يشف ويرق، 
📍ولا بدَّ من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة.

➰ولكن لا بأس من قلب خمد وجمد، وقسا وتبلد، فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله.

🍃فالله عزَّ وجلَّ يحيي الأرض بعد موتها، فتزخر بالنبات والأزهار، وتخرج الحبوب والثمار، وتصبح الأرض مخضرة بعد أن كانت مغبرة: 
☀️{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [الحج: 5].

🌴وكذلك القلوب حين يشاء الله، وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب بالإيمان، كما تحيا الأرض بالماء:
☀️ {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 17].

🔖والذي أحيا الأرض بعد موتها، قادر على أن يحيي الأموات بعد موتهم، فيجازيهم بأعمالهم.

🔖والذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر، قادر على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحق على رسوله.

❗️فمتى يجيء الوقت الذي تلين فيه القلوب، وتخشع لذكر الله الذي هو القرآن؟❓ .. 
❗️ومتى تنقاد لأوامره وزواجره؟.❓
❗️ومتى يخشع القلب لربه، وما أنزله من الكتاب والحكمة؟.❓
❗️ومتى نترقى من سمعنا وعصينا إلى سمعنا وأطعنا؟❓. 
ونقدم أوامر الرب على محبوبات النفس؟❓ .. 
ونؤثر الحياة العالية على الشهوات الفانية؟❓.
☀️{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [النور: 51]

📕 موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚






اللقاء الرابع
الأربعـــــــــــــــــاء 23 شعبان 1436هـ


4⃣

💎فقه حياء القلب💎

☀️قال الله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } [العلق: 14].
☀️وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أو بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إلهّ إلاّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» أخرجه مسلم .

🍂الحياء: 
💭رؤية الآلاء، ورؤية التقصير، فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء.

💢والحياء خلق عظيم لا يأتي إلا بخير، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرف في وجهه - صلى الله عليه وسلم -.

💬وحقيقة الحياء: 
🔺خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في الطاعات والمحاسن، يتولد من امتزاج التعظيم بالمودة.

🔺وعلى حسب قوة حياة القلب تكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح.
🔺ومن استحى من الله مطيعًا، استحى الله منه وهو مذنب، لكرامته عليه، فيستحي أن يرى من وليه ومن يكرم عليه ما يشينه عنده.

💢والحياء خلق جميل، خص الله به الإنسان دون جميع الحيوان.
🍃وهو أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا، وأكثرها نفعًا.
🔸بل هو خاصة الإنسانية، فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة.

🍂ولولا خلق الحياء لم يقر الضيف .. ولم يوف بالعهد .. ولم تؤد أمانة .. ولم تقضَ لأحد حاجة .. ولا ستر له عورة .. ولا آثر الجميل على القبيح من الأقوال والأعمال .. ولا امتنع من فاحشة.

💦وكثير من الناس لولا الحياء الذي فيه لم يؤد شيئًا من الأمور المفروضة عليه، ولم يرع لمخلوق حقًا، ولم يصل له رحمًا، ولا بر له والدًا.

💢فإن الباعث على هذه الخصال الحميدة:
📍إما ديني: 
⤴️وهو رجاء عاقبتها الحميدة.
📍وإما دنيوي علوي: 
⤴️وهو حياء فاعلها من الخلق.

💭فلولا الحياء إما من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبها.
💫قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِمَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» أخرجه البخاري.

🍂فالرادع عن فعل القبيح إنما هو الحياء، فمن لم يستح فإنه يصنع ما يشاء، 
♦️ولكل إنسان آمران وزاجران:
🔺آمر وزاجر من جهة الحياء .. 
🔺وآمر وزاجر من جهة الهوى والطبيعة.

📕موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق