الاسبوع الرابع [ فقه القلوب ]


الأسبــــــــــوع الرابع 



اللقاء الأول 
الأحـــــــــــــد 6 شعبان 1436هـ


1⃣

💎 فقه غذاء القلوب 💎

☀️قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
☀️وقال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإٍسراء: 82].

🎐الله عزَّ وجلَّ جعل للقلوب نوعين من الغذاء:🔻🔻
🔺الأول: الطعام والشراب الحسي، وللقلب منه خلاصته وصفوه، ولكل عضو منه بحسب استعداده وقبوله.
🔺الثاني: غذاء روحاني معنوي، خارج عن الطعام والشراب من السرور والفرح، والابتهاج واللذة، والعلوم والمعارف.

⤴️وبهذا الغذاء كان سماويًا علويًا، وبالغذاء المشترك كان أرضيًا سفليًا، وقوامه بهذين الغذاءين.
🍃وللقلب ارتباط بكل واحدة من الحواس الخمس، وله غذاء يصل إليه منها 🔻كحاسة السمع والبصر، 
🔻وحاسة اللمس والشم والذوق، ◀️وارتباطه بحاستي السمع والبصر أشد من ارتباطه بغيرهما، ووصول الغذاء منهما إليه أكمل وأقوى من سائر الحواس.

♦️وانفعاله عنهما أشد من انفعاله عن غيرهما، 
♦️واقترانه في القرآن بهما أكثر من اقترانه بغيرهما.
⤴️بل لا يكاد يقرن إلا بهما أو بأحدهما 
☀️كما قال سبحانه: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].

🔰وتأثر القلب بما يراه ويسمعه، أعظم من تأثره بما يلمسه ويذوقه ويشمه، ولأن هذه الثلاثة هي أهم طرق العلم وهي🔻
🔺السمع 🔺والبصر 🔺والعقل.

🎐وتعلق القلب بالسمع والبصر، وارتباطه بهما، وتأثره بهما لا يخفى، لكن ما يدركه بحاسة السمع من العلم والهدى أعم وأشمل، وما يدركه بحاسة البصر أتم وأكمل.
🔷فللسمع العموم والشمول، والإحاطة بالموجود والمعدوم، والحاضر والغائب، والحسي والمعنوي، وللبصر التمام والكمال.
🔹وهذه الحواس الخمس لها أشباح وأرواح، وأرواحها حظ القلب ونصيبه منها.
⭕️فمن الناس من ليس لقلبه منها نصيب إلا كنصيب الحيوانات البهيمية منها، فهو بمنزلتها 
☀️كما قال سبحانه: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44]
♦️ولهذا نفى الله تبارك وتعالى عن الكفار السمع والبصر والعقل، لعدم انتفاعهم بها 
☀️كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].
📍فهم يسمعون ويبصرون بالحواس الظاهرة، وبهما قامت عليهم الحجة، ولا يسمعون ولا يبصرون بالحواس الباطنة، 
⤴️التي هي سماع القلب، التي هي روح حاسة السمع، التي هي حظ القلب، ولو سمعوه من هذه الجهة، لحصلت لهم الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.
📍وتعلق السمع الظاهر الحسي بالقلب، أشد من تعلق البصر به، وآثاره على قلب الإنسان أسرع وأشد، فربما غشي على الإنسان إذا سمع كلامًا يسره أو يسوؤه، أو صوتًا لذيذًا طيبًا مناسبًا، ولا يحصل له ذلك من رؤية الأشياء بالبصر الظاهر إلا نادرًا.

🔷فإذا كان المسموع معنى شريفًا بصوت لذيذ، حصل للقلب حظه ونصيبه من إدراك المعنى، وابتهج به أتم ابتهاج على حسب إدراكه له، كما يحصل للقلب عند سماع آيات القرآن المرتلة.
🔷وللروح حظها ونصيبها من لذة الصوت ونغمته وحسنه، فيحصل لها الارتياح، ويتم الابتهاج، وتتضاعف اللذة، حتى ربما فاض الابتهاج والسرور على البدن والجوارح وعلى الجليس.

🎐ويكاد القلب لكمال لذته، وتوفر غذائه، أن يفارق هذا العالم، ويلج عالمًا آخر، ويجد له لذة وحالة لا يعهدها في شيء غيره البتة.
🍃وذلك لمحة من حال أهل الجنة في الجنة.
🔺فيا له من غذاء ما أصلحه .. وما أنفعه .. وما أيسره.

🔗والقلب يتأثر بالسماع بحسب ما فيه من المحبة، 
🔺فإذا امتلأ من محبة الله، سمع كلام محبوبه، وتأثر به وانتفع به.

🔶وقلوب البشر على ثلاثة أقسام:
1⃣أحدها: من اتصف قلبه بصفات نفسه، بحيث صار قلبه نفسًا محضة، فغلبت عليه آفات الشهوات والأهواء.
⤴️فهذا حظه من السماع الديني كحظ البهائم، لا يسمع إلا دعاءً ونداءً.

2⃣الثاني: من اتصفت نفسه بصفات قلبه، فصارت نفسه قلبًا محضًا، فغلبت عليه المعرفة والمحبة، والعقل واللب.
وعشق صفات الكمال، فاستنارت نفسه بنور قلبه، واطمأنت إلى ربها، وقرت عينها بعبوديته، وصار نعيمها في حبه وقربه.
⤴️فهذا حظه من السماع مثل أو قريب من حظ الملائكة، وسماعه غذاء قلبه وروحه، وقرت عينه.

3⃣الثالث: من له منزلة بين منزلتين، وقلبه باق على فطرته الأولى، لكن ما تصرف في نفسه تصرفًا أحالها إليه، ولا قويت النفس على القلب فأحالته إليها، فبين النفس والقلب منازلات ووقائع.
تدال النفس عليه تارة .. ويدال عليها تارة .. والحرب سجال.
⤴️فهذا حظه من السماع حظ بين الحظين، فإن صادفه وقت دولة القلب كان حظه منه قويًا، وإن صادفه وقت دولة النفس كان ضعيفًا.

🔶ومن هنا يقع التفاوت في الفقه عن الله، والفهم عنه، والابتهاج به، وحصول النعيم واللذة بسماع كلامه.

♦️وخلاصة غذاء القلوب يمكن الحصول عليه من أربعة أبواب:🔻
📍الأول: الكلام في عظمة الله، وعظمة أسمائه وصفاته وأفعاله والتحدث بذلك، والنظر في الآيات الكونية، والآيات القرآنية.

📍الثاني: الكلام في آلاء الله ونعمه، ورؤية إحسانه وجماله وإكرامه والتحدث بذلك كما قال سبحانه:
☀️ {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى: 11].

📍الثالث: معرفة وعد الله لعباده المتقين بالجنة، وذكر منازلها وقصورها، ورؤية ما فيها من النعيم واللذات، والتنعم برؤية الرب جل جلاله، وسماع كلامه، والتحدث بذلك بين الناس.

📍الرابع: معرفة وعيد الله لمن عصاه، وتذكر النار وما فيها من السعير والسموم، والقمع والإحراق، وعند ذلك ترق القلوب وتمتلئ بالخوف والوجل من معصية الرب، وتقبل على ربها بلباس الإيمان والتقوى.

⭕️وحاجات الإنسان قبل الموت كالقطرة،
⭕️ وحاجات الإنسان بعد الموت كالبحر.
♦️وحاجات البدن في الدنيا كالقطرة، ♦️وحاجات القلب كالبحر.

🌕وليس للقلوب سرور ولا لذة ولا نعيم إلا بالإيمان بالله ومحبته، والتقرب إليها بما يحبه، 
🍃وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان بالله والمعرفة به.

🎐ومن كان محبًا لغير الله في الدنيا، فهو معذب في الدنيا والآخرة،
🔺 فإن نال مراده عذب به، 
🔺وإن لم ينله فهو في العذاب والحسرة والحزن.

📕 موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚




اللقاء الثاني
الاثنيــــــــــــن 7 شعبان 1436هـ



2⃣

💎 أعمال القلوب ميزان إيمان العبد 💎


☀️قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].،
☀️وقال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 52].

🌕الأوامر تنزل في كل لحظة من ذات الله تبارك وتعالى، والأعمال تصدر من ذات الإنسان،
📍 فإذا تطابقت الأوامر والأعمال، فلهذا الإنسان السعادة في الدنيا والآخرة، وإذا خالفت أعمال الإنسان أوامر الرب، شقي هذا الإنسان في الدنيا والآخرة.
🔗والأعمال التي تصدر من الإنسان نوعان:🔻🔻
🔺أعمال القلوب ..
🔺وأعمال الجوارح..

🔶وأعمال القلوب من أصول الإيمان وقواعد الدين:
🔸كالإيمان والتوحيد .. ومحبة الله ورسوله .. والتوكل على الله .. وإخلاص الدين له .. واليقين على ذاته وأسمائه وصفاته .. والخوف منه .. والرجاء له .. والخشية منه .. والخشوع له .. والتذلل والتضرع بين يديه .. والصبر على حكمه، والاستعانة به ونحو ذلك.

🔰فهذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق، والناس فيها على ثلاث درجات كما هم في أعمال الأبدان على ثلاث درجات:🔻🔻
🔺ظالم لنفسه ..
🔺ومقتصد ..
🔺وسابق بالخيرات.

🔶فالظالم لنفسه:
🔹هو العاصي بترك مأمور، أو فعل محظور.

🔶والمقتصد:
🔹المؤدي للواجبات، التارك للمحرمات.

🔶والسابق بالخيرات:
🔹المتقرب إلى ربه بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب، التارك للمحرم والمكروه، الذاكر لربه في كل حين.


♦️وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، كلاهما مطلوب،
🔺 لكن الأول أساسي للثاني،
🔺والثاني مظهره وعلامته، لكنه لا يقبل بدونه.

⭕️وإنما خص الله أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح،
⤴️ لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب، فلولا إرادة القلب لم تحصل أفعال الجوارح
☀️ولهذا قال سبحانه: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)} [العاديات: 9 - 11].

🌕وأعظم المخلوقات، وأنزهها وأطهرها، وأنورها وأشرفها، وأعلاها ذاتًا وقدرًا، وأكرمها وأوسعها، عرش الرحمن جل جلاله، ولذلك صلح لاستوائه عليه.

♦️وكل ما كان أقرب إلى العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه،
⤴️ ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان، وأشرفها وأنورها وأجلها، لقربها من عرش الرحمن إذ هو سقفها.

🌖وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق، ⤴️ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة، وأضيقها وأبعدها من كل خير، وهي النار.

🍃وقد خلق الله عزَّ وجلَّ القلوب، وجعلها محلاً لمعرفته ومحبته وإرادته، فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفة الله ومحبته وإرادته
☀️ كما قال سبحانه: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل: 60].
🌴والقلب إن لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها، لم يصلح لاستواء المثل الأعلى عليه معرفة ومحبة وإرادة، وإلا استوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وإرادتها، حتى تعود القلوب على قلبين:🔰
🔷قلب هو عرش الرحمن:
🔹ففيه النور والحياة، والفرح والسرور، والبهجة وذخائر الخير.

🔶وقلب هو عرش الشيطان:
🔸فهناك الضيق والظلمة، والموت والحزن، والهم والغم.
🍃والنور الذي يدخل القلب إنما هو من آثار المثل الأعلى، فلذلك ينفسح وينشرح، وإذا لم تكن فيه معرفة الله ومحبته فحظه الظلمة والضيق.

🌖والتوحيد والإيمان والإخلاص شجرة في القلب،
🔺فروعها الأعمال الصالحة،
🔺وثمرها طيب الحياة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة.

🌔والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب
🔻فروعها الأعمال السيئة،
🔻وثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم، وفي الآخرة عذاب الجحيم.

🌴فشجرة الإيمان أصلها ثابت في قلب المؤمن علمًا واعتقادًا،
🌴وفرعها من الكلم الطيب، والعمل الصالح، والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة، في السماء دائمًا، يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان، ما ينتفع به المؤمن، وينفع غيره كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)} [إبراهيم: 24، 25].

🔷وأما شجرة الكفر فهي شجرة خبيثة المأكل والمطعم كشجرة الحنظل ونحوها، لا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة تنتجها.
🔶كذلك كلمة الكفر والمعاصي ليس لها ثبوت نافع في القلب، ولا تثمر إلا كل قول خبيث، وعمل خبيث، يضر صاحبه ولا ينفعه، ولا يصعد إلى الله منه عمل صالح
☀️ كما قال سبحانه: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ } [إبراهيم: 26].

📕موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚





اللقاء الثالث
الثلاثــــــــــــــاء 8 شعبان 1436هـ

3⃣


💎فقه قعود القلب على موائد اﻵخرة 💎 

♦️القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.

🔗والقلوب آنية الله في أرضه، وأحبها إليه ألينها وأرقها وأصفاها.
📍وإذا زهدت القلوب في موائد الدنيا، قعدت على موائد الآخرة،
📍وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها تلك الموائد الغالية.

🍃ولا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا،
🍁وإذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، واستخلصه لعبادته، فشغل همه به، ولسانه بذكره، وجوارحه بخدمته، وصرف قلبه عما سواه.

☁️والقلب يعمل،
☁️والبدن يعمل،
🌵والقلب يمرض كما يمرض البدن، ◀️وشفاؤه بالتوبة والحمية ..
🎐والقلب يصدأ كما تصدأ المرآة،◀️ وجلاؤه بالذكر ..
🎐والقلب يعرى كما يعرى الجسم،◀️ وزينته بالتقوى ..

🔷والقلب يجوع ويظمأ كما يجوع البدن ويظمأ، ◀️وطعامه وشرابه العلم بالله والمعرفة، والمحبة والتوكل، والإنابة والعبادة.

⭕️والوصول إلى المطلوب المحبوب موقوف على ثلاثة أمور:🔻
📍هجر العوائد ..
📍وقطع العلائق ..
📍وإزالة العوائق.

♦️فالعوائد:
⤴️ما ألفه الناس واعتادوه من الرسوم والعادات التي جعلوها بمنزلة الشرع المتبع، بل هي عند بعضهم أعظم من الشرع، وهذه الرسوم قد استولت على طوائف من بني آدم من الملوك والولاة والفقهاء والعامة والخاصة.
🔗ينكرون على من خالفها، وربما كفروه أو بدعوه، أو ضللوه أو قتلوه، واتخذها الناس سننًا، وهُجر لأجلها الكتاب والسنة.

♦️وأما العلائق:
⤴️فهي كل ما تعلق به القلب من دون الله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياساتها، وصحبة الناس، والتعلق بهم.
🔺ولا سبيل إلى قطعها إلا بقوة التعلق بالمطلوب الأعلى، فإن النفس لا تترك مألوفها ومحبوبها إلا لمحبوب هو أحب إليها منه.

♦️وأما العوائق:
⤴️فهي أنواع المخالفات التي تعوق القلب عن سيره إلى الله وهي ثلاثة:🔻
🔺الشرك،
🔺والبدعة،
🔺والمعصية.

🌴والإيمان مبني على أصلين:🔻
1⃣أحدهما:
💬تصديق الخبر عن الله ورسوله، وبذل الجهد في رد الشبهات التي توحيها شياطين الجن والإنس في معارضته.

2⃣الثاني:
💎طاعة أمر الله ورسوله، ومجاهدة النفس في دفع الشهوات التي تحول بين العبد وبين كمال الطاعة.

🌖فالشبهات والشهوات أصل فساد العبد وشقائه في معاشه ومعاده.

⭕️كما أن الأصلين الأولين:
🎐تصديق الخبر،
🎐وطاعة الأمر،
⤴️أصل فلاح العبد وسعادته في معاشه ومعاده.

🔰وكل عبد له قوتان:
🔶الأولى: قوة الإدراك والنظر، وما يتبعها من العلم والمعرفة والكلام.

🔷الثانية: قوة الإرادة والحب، وما يتبعهما من النية والعزم والعمل.

♦️فالشبهات تؤثر فسادًا في القوة العلمية النظرية ما لم يداوها بدفعها.
♦️والشهوات تؤثر فسادًا في القوة الإرادية العملية ما لم يداوها بإخراجها.

🔷وهذا حال من تفرغ منها كما هو مشاهد بالعيان، فإن داء الأولين والآخرين أمران:🔻🔻
🔹اتباع الشهوات المانعة من متابعة الأمر ..
🔹والخوض بالشبهات المانعة من الانقياد للأمر.

🚩وهذا شأن النفوس الباطلة التي لم تخلق لنعيم الآخرة، ولا تزال ساعية في نيل شهواتها، فإذا نالتها فإنما هي في خوض بالباطل الذي لا يجدي عليها إلا الضرر العاجل والآجل، فاحذر هؤلاء ومجالسهم:
☀️{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].

♦️ومن رزقه الله قلبًا سليمًا، رأى الحق حقًا واتبعه، ورأى الباطل باطلاً واجتنبه.

💧فإذا رأى الناس متوكلين على تجارتهم، وصحة أبدانهم، توكل على الله:
☀️{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

💧وإذا رآهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق اشتغل بما لربه عليه، لعلمه أن رزقه سيأتيه:
☀️{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6].

💧وإذا رآهم يتحاسدون في دنياهم ترك ذلك لهم، لعلمه أن نصيبه من الرزق سيصل إليه، ولن يأخذه غيره:
☀️ {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32].

💧وإذا رأى الناس يطلبون العزة والمكانة عند المخلوق بالمال والجاه والمناصب، طلب المكانة عند ربه بالتقوى
☀️كما قال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

💧وإذا رأى الناس يركضون وراء شهواتهم، أجهد نفسه في دفع الهوى حتى تستقر على طاعة الله عزَّ وجلَّ:
☀️ {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 40، 41].

💧وإذا رأى الخلق كل له محبوب، فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه، جعل محبوبه حسناته التي لا تفارقه:
☀️{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } [الكهف: 46].

📕موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚





اللقاء الرابع
الأربعـــــــــــــــــــاء 9 شعبان 1436هـ

4⃣

💎 صفات القلب السليم💎
☀️قال الله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الشعراء: 87 - 89].
☀️وقال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)} [الأنفال: 2، 3].

➰القلب السليم الذي ينجو من عذاب الله يوم القيامة،
🔺هو القلب الذي قد سلم من مرض الشهوات،
🔺وسلم من مرض الشبهات،
🔺الذي قد سلم لربه، وسلم لأمره، ولم تبق فيه منازعة لأمره، ولا معارضة لخبره.
♦️فهو سليم مما سوى الله وأمره، لا يريد إلا الله، ولا يفعل إلا ما أمره الله عزَّ وجلَّ.

🔷فالله وحده غايته .. وأمره وشرعه وسيلته .. لا تعترضه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره .. ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه.

🔶ومتى كان قلب العبد كذلك ◀️فهو سليم من الشرك، وسليم من البدع، وسليم من المعاصي، وسليم من الغي، وسليم من الباطل.

◽️فالقلب السليم
🎐هو الذي سلم لعبودية ربه حبًا وخوفًا، ورجاءً وطمعًا،
🎐وسلم لأمره وسلم لرسوله تصديقًا وطاعة، واستسلم لقضاء الله وقدره، فلم يتهمه ولم ينازعه، ولم يتسخط لأقداره.

🔅فأسلم لربه ومولاه انقيادًا وخضوعًا، وذلاً وعبودية.
🌿وسلم جميع أحواله وأقواله، وأعماله الظاهرة والباطنة ، لما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

🔷وسالم أولياء الله وحزبه المفلحين، الذابين عن دينه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والقائمين بها، والداعين إليها.
🔶وعادى أعداءه المخالفين لكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، الخارجين عنهما، الداعين إلى خلافهما.

🔺والمؤمن حي،
🔺والكافر ميت،
📍والميت لا يؤمر بصلاة ولا صيام حتى تنفخ فيه روح الإيمان، وإن كان سيحاسب على تركه الإيمان والأعمال يوم القيامة.

⭕️فإذا حيي قلبه بالإيمان، صار قابلاً ومستعدًا لقبول الأوامر والنواهي.

♦️فالمؤمن حي،
🔺والحي إما صحيح،
🔺وإما مريض،
🎐فصاحب القلب السليم هو الصحيح، 🔗وصاحب القلب المريض هو السقيم.

🔲والمرض قسمان:
♦️مرض شبهة ..
♦️ومرض شهوة.
📍فالأول كما قال سبحانه عن المنافقين:
☀️ {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10].
📍والثاني:
☀️كما قال سبحانه: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } [الأحزاب: 32].

◽️وشفاء هذين المرضين في القرآن
☀️كما قال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت: 44].

🔲ويحصل تأثر القلب بالقرآن أو بالمواعظ أو غيرها بأربعة أمور:🔻🔻
1⃣الأول: المؤثر كالقرآن مثلاً يسمعه أو يقرؤه.

2⃣الثاني: المحل القابل،
◀️وهو القلب الحي الذي يعقل عن الله.

3⃣الثالث: وجود الشرط،
◀️وهو الإصغاء.

4⃣الرابع: انتفاء المانع،
◀️ وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب.

🔗فإذا تمت هذه الشروط، حصل الأثر، وهو الانتفاع والتذكر والاستقامة.
☀️كما قال سبحانه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37].
🔆{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} ⬅️هذا هو المؤثر.
🔆{لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} ⬅️هذا هو المحل.
🔆{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}⬅️ وهذا هو الشرط وهو الإصغاء.
🔆{وَهُوَ شَهِيدٌ } ⬅️وهذا انتفاء المانع.

📕 موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚





اللقاء الخامس
الخميـــــــــــس 10 شعبان 1436هـ


5⃣

💎أصل أعمال سلامة القلوب 💎

🔵قلب الإنسان له أربعة أبواب، وكلها تصب في القلب وهي:🔻🔻
🔺اللسان ..
🔺والأذن ..
🔺والعين ..
🔺والدماغ..
🔗فما يتكلم به اللسان يتأثر به القلب، فإذا تكلم بالإيمان، وتلاوة القرآن، تأثر بذلك قلبه، وزاد إيمانه.
🔗والأذن باب إلى القلب، فإذا سمع كلمات الإيمان والقرآن تأثر بها قلبه، وزاد إيمانه.
🔗والعين باب إلى القلب، فالنظر إلى المخلوقات، وعظيم صنع الباري يؤثر في القلب، وتعلم الإيمان بالنظر للكاملين في الإيمان، فكلما نظروا إلى المخلوق زاد إيمانهم بالخالق سبحانه.

♦️أما ناقص الإيمان فينظر إلى المخلوق ويغرق فيه، فينقص إيمانه، لأنه اشتغل به ولم يتعداه إلى خالقه:
☀️ {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101].
🔗وكلما تفكر الدماغ في عظمة الله، وعظيم إحسانه، تأثر بذلك القلب، وزاد إيمانه.

🍃القلب السليم هو ما سلم من ستة أدواء:🔻🔻
🔺فهو سليم من الشرك ..
🔺سليم من الجهل ..
🔺سليم من الكبر ..
🔺سليم من الغفلة ..
🔺سليم من حب الدنيا ..
🔺سليم من سيئ الأخلاق.
◀️فهو قلب طاهر زكي، مملوء بالإيمان والتوحيد والعلم، والتواضع لربه، ولزوم ذكره، يحب الله والدار الآخرة، متجمل بمكارم الأخلاق.
◽️فهذا القلب السليم إذا نظر الله إليه، - رضي الله عنه - وأحبه واجتباه، وأعانه على كل خير، ومنع عنه كل سوء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء:
☀️ {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69].

🔵والقلب السليم:
⤴️هو الذي سلم من الغل والحقد، والحسد والشح، وسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، وسلم من كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله.

🔴فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا، وفي جنة في البرزخ، وفي جنة يوم المعاد، حيث كمال النعمة، وكمال النعيم، ورؤية المنعم جل جلاله.

🔘ولا تتم سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء:🔻🔻
📍من شرك يناقض التوحيد ..
📍ومن بدعة تخالف السنة ..
📍ومن شهوة تخالف الأمر ..
📍ومن غفلة تناقض الذكر ..
📍ومن هوى يناقض التجريد.
⤴️وهذه الخمسة حجب عن الله،
♦️ولهذا اشتدت حاجة العبد بل ضرورته إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم كل يوم، بل في كل صلاة، بل في كل ركعة.

🔵والقلب يتعلق به أحكام من جهة خلقه وشكله .. ومن جهة الوارد عليه من الله، ومن النفس، والشيطان .. ومن جهة المطلوب منه من العبادة وطاعة الله ورسوله.

🌕وخير القلوب ما كان داعيًا للخير ضابطًا له،
🎐وليس كالقلب القاسي الذي لا يقبله، فهذا قلب حجري،
🎐ولا كالمائع الأخرق الذي يقبل، ولكن لا يحفظ ولا يضبط.

🔰والفرق بين سلامة القلب، والبله والتغفل:
🔖أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته ..
🔖فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعلم به ..
🔺وهذا بخلاف البله والغفلة ..
⤴️فإنها جهل وقلة معرفة .. وهذا لا يحمد إذ هو نقص.
🔷فالكمال أن يكون القلب عارفًا بالخير، مريدًا له، عارفًا بالشر، سليمًا من إرادته.

🌕وأصل أعمال القلوب المأمور بها:
🎐الإيمان .. والإحسان .. والتقوى .. والتوكل .. والخوف .. والرجاء .. والإنابة .. والتسليم ونحوها.

🌕وأصل ذلك كله الصدق، فكل عمل صالح ظاهر وباطن فمنشؤه الصدق، وأضداد ذلك من أعمال القلوب المنهي عنها هي:🔻🔻
🔺الرياء .. والعجب .. والكبر .. والفخر .. والخيلاء .. والبطر .. والأشر .. والعجز .. والكسل .. والجبن، وغيرها.
⤴️وأصل ذلك كله الكذب، فكل عمل فاسد ظاهر وباطن فمنشؤه الكذب.

🍃والله عزَّ وجلَّ يعاقب الكذاب، بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه، ويثيب الصادق، بأن يوفقه للقيام بمصالح دينه ودنياه وآخرته.

🔶فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق،
🔶ولا استجلبت مضار الدنيا والآخرة ومفاسدهما بمثل الكذب.
🔷ولهذا رغب الله عباده المؤمنين بالصدق، وأمرهم بلزوم أهل الصدق في القول والعمل
☀️كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
🔗ولهذا كان الصدق أساس البر، والكذب أساس الفجور،
💫 كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقاً. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّاباً» متفق عليه .

🔘وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده،
🔘ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها، كما أفسد على اللسان أقواله.

🔵فيعم الكذب أقواله، وأعماله، وأحواله.
🔴فيستحكم عليه الفساد، ويترامى داؤه إلى الهلكة، إن لم يتداركه الله بدواء الصدق الذي يقلع تلك المادة من أصلها:
☀️{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].

📕 موسوعة فقه القلوب 📕

💚 فقه زاد القلوب في رمضان 💚

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚






تم بحمد الله دروس الأسبوع الرابع 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق