الصفحات

الاقسام

كتاب الإيمـــــــــــــــــان [ المستوى الخامس]





البَابُ الرَّابع

كتــــــــــــاب الإيمــــــــــان
[6] فقه الإيمان بالقضاء والقدر
موسوعة فقه القلوب
* الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري –
 حفظه الله * 



نتيجة بحث الصور عن فواصل متحركة لتزيين المواضيع



☆ ١ ☆

💎 فقه الإيمان بالقضاء والقدر💎

☀قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)} [القمر: 49، 50].
☀وقال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)} [الحديد: 22، 23].

🌟القدر: هو علم الله تبارك وتعالى بكل شيء، 
🔸وبكل ما أراد إيجاده أو وقوعه من الخلائق، والعوالم، والأحداث، والأشياء
⤴ وتقدير ذلك وكتابته في اللوح المحفوظ.

🌟والقدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملك مقرب، ولا نبي مرسل.

🌟والإيمان بالقدر:
🔶هو التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون، وكل ما يقع من الخير والشر فهو بقضاء الله وقدره.
🔸لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، وهو الحكيم العليم.

📌وأحكام الله على عباده ثلاثة أقسام:
⚪أحدها: الحكم الكوني القدري 
🔺الذي يجري على العبد بغير اختياره، ولا طاقة له بدفعه، ولا حيلة له في منازعته
⤴كطوله ولونه، وكونه ذكراً أو أنثى، والأحداث والمصائب التي تجري بغير اختياره كالزلازل والبراكين والعواصف ونحوها.

💡فهذا حقه أن يتلقى بالاستسلام والمسالمة، وترك المخاصمة، وأن يكون فيه العبد كالميت بين يدي الغاسل.

🔗وعليه فيه عبوديات أخرى:🔻🔻
🔶وهي أن يشهد عزة الحاكم في حكمه .. وعدله في قضائه
🔸وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه .. وما أخطأه لم يكن ليصيبه

🔶 وأن الكتاب الأول سبق بذلك قبل بدء الخليقة .. فقد جف القلم بما سيلقاه كل عبد
🔸فمن رضي فله الرضى .. ومن سخط فله السخط.

🔶ويشهد أن القدر ما أصابه .. إلا لحكمة اقتضاها اسم الحكيم جل جلاله
🔸وأن القدر قد أصاب مواقعه .. وحل في المحل الذي ينبغي له أن ينزل به
⤴ وأن ذلك موجب أسمائه وصفاته، وحكمه وعدله .. فله عليه أكمل حمد وأتمه كما له الحمد على جميع أفعاله وأوامره.

⚪الثاني: الحكم الكوني القدري
🔺 الذي للعبد فيه كسب واختيار وإرادة كقدر المرض والجوع والعطش.
💡فهذا حقه أن يدافع وينازع بكل ممكن، ولا يسالم البتة، بل ينازع بالحك الكوني أيضاً، 
🔗فينازع حكم الحق بالحق للحق، فيكون منازعاً للقدر، لا واقفاً مع القدر
🔗ويفر من قدر الله إلى قدر الله كما أمر الله، ويدفع قدر الله بقدر الله.

🔶فإذا جاء قدر الله من الجوع أو العطش، أو البرد أو الحر، أو الألم أو المرض
⤴ دفعه بقدر آخر من الأكل والشرب واللباس والدواء.

🔶وهكذا لو وقع حريق في داره، فهو بقدر الله فلا يستسلم له، 
⤴بل ينازعه ويدافعه ويطفئه بالماء أو غيره، حتى يطفئ قدر الله بقدر الله، وما خرج في ذلك عن قدر الله.
🔶وهكذا لو أصابه مرض بقدر الله 
⤴دافع هذا القدر ونازعه بقدر آخر، يستعمل فيه الأدوية الدافعة للمرض كما أمر الله.
💡فحق هذا الحكم الكوني القدري أن يحرص العبد على مدافعته ومنازعته بكل ما يمكنه من الأسباب التي نصبها الله وأمر بها.
🔗فيكون قد دفع القدر بالقدر، 
🔗ونازع الحكم بالحكم، 
⤴وبهذا أمر، بل هذا حقيقة الشرع والقدر.

🔶فلو أن عدواً للإسلام قصده لكان هذا بقدر الله
⤴ويجب على المسلم دفع هذا القدر بقدر يحبه الله ويأمر به وهو الجهاد في سبيل الله بيده وماله وقلبه، دفعاً لقدر الله بقدر الله.

⚪الثالث: الحكم الديني الشرعي،
🔺 وهو الدين الذي شرعه الله لعباده.
💡فهذا حقه أن يتلقى بالتسليم والقبول، بل بالانقياد المحض وترك المنازعة.
⤴وهذا تسليم العبودية المحضة، فلا يعارض ولا يرى إلى خلافه سبيلاً البتة
🔶 وإنما هو الانقياد التام، والتسليم والإذعان، والقبول لما جاء به الله ورسوله.
🔸وهذه حقيقة القلب السليم الذي سلم من كل شبهة تعارض إيمانه وإقراره
🔸 وسلم من كل شهوة تنازع مراد الله من تنفيذ حكمه.
💡فهذا حق الحكم الديني: 
☀{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].

🔗والطاعات والمعاصي كلها واقعة بقضاء الله وقدره، وكلها عدل
🔶والعدل وضع الشيء في موضعه
🔸 والظلم وضع الشيء في غير موضعه، كتعذيب المطيع، ومن لا ذنب له
⤴فهذا قد نزّه الله نفسه عنه بقوله:
☀ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40].

🔗والله سبحانه وإن أضل من شاء، وقضى بالمعصية والغي على من شاء
⤴فذلك محض العدل فيه، لأنه وضع الإضلال والخذلان في موضعه اللائق به، كما وضع الهداية والنصر في موضعه اللائق به.

🌟فأفعاله سبحانه كلها حق وعدل، وسداد وصواب.

📖موسوعة فقه القلوب📖
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚


☆ ٢ ☆

💎قضاء الله عزوجل بين العدل والفضل💎

◽الله سبحانه قد أوضح السبل .. 
▫وأرسل الرسل .. 
▫وأنزل الكتب .. 
▫وأزاح العلل .. 
▫ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول .. ⤴وهذا عدله.
☄ووفق جل وعلا من شاء بمزيد عناية، وأراد من نفسه أن يعينه ويوفقه،
⤴ فهذا فضله وإحسانه.
☄وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله، وخلى بينه وبين نفسه، 
⤴ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه، 
💡فقطع عنه فضله، ولم يحرمه عدله:
🔻إما جزاءً منه للعبد على إعراضه عنه، وإيثاره عدوه عليه في الطاعة، وتناسى ذكره وشكره، 
⤴فهو أهل أن يخذله ويتخلى عنه كما قال سبحانه:
☀ {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)} [الأنعام: 53].

🔻وإما أن لا يشاء الله له الهداية ابتداء،
⤴ لعلمه منه سبحانه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية، ولا يشكره عليها، ولا يثني عليه بها ولا يحبه، 
⤴فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله لها ما قال سبحانه: 
☀{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} [الأنفال: 23].
📈فإذا قضى الله عزَّ وجلَّ على هذه النفوس بالضلال والمعصية، كان ذلك محض العدل،
▪ كما قضى على الحية والعقرب بأن تقتل، 
⤴وذلك محض الإحسان والعدل، وإن كان مخلوقاً على هذه الصفة لحكمة يعلمها الله.
💡وبسبب الجهل، وقلة المعرفة بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله .. 
🔸كثير من الخلق غير راض عن الله عزَّ وجلَّ .. 
🔸معترض على أسمائه وصفاته .. 
🔸وعلى دينه وشرعه .. 
🔸وعلى قضائه وقدره.
💬حتى قال بعضهم: أرأيت إن منعني الله الهدى، وقضى علي بالردى، أحسن إلي أم أساء؟.
⤴فهذا وأمثاله يقال له:🔻🔻
🔻☄ إن منعك الله ما هو لك فقد ظلم وأساء،
🔻☄ وإن منعك ما هو له فهو يختص برحمته من يشاء، وأعلم بمن يصلح لكرامته.

◽ويهون الرضا بما يقضيه الله من المصائب علم العبد بأن تدبير الله خير من تدبيره، 
▫والرضا بالألم لما يتوقع من جزيل الثواب المدخر ..
▫ والرضا به لا لحظ وراءه، بل لكونه مراد المحبوب.
▫فيكون ألذ الأشياء عنده ما به رضا محبوبه.

🔆وعلى العبد أن يعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه إلا عمله، 

🔅ويتوكل على ربه توكل رجل يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له.
📈فليس لأحد أن يصعد على السطح ثم يلقي نفسه ثم يقول مقدر علي، 
⭕ولكن نتقي ونحذر، فإن أصابنا شيء علمنا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا كما قال سبحانه:
☀ {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)} [التوبة: 51].
🎌ولا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم🔻🔻
☄ أن ما أصابه لم يكن ليخطئه،
☄ وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
☄والقدر الإلهي كله عدل ورحمة.

🌟ففي كل حادثة سببان:
🔺الأول: سبب ظاهري يحكم الناس على وفقه، وكثيراً ما يظلمون.

🔺الثاني: سبب حقيقي يجري القدر الإلهي على وفقه.
🔗فإذا ألقي مثلاً أحد الأشخاص في السجن بتهمة السرقة التي لم يرتكبها، 
⤴ولكن قضى القدر الإلهي عليه بسجنه لجناية له خفية، أو تربية له، فيعدل من خلال ظلم البشر له نفسه ويستقيم.

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


نتيجة بحث الصور عن فواصل متحركة لتزيين المواضيع



☆ ٣ ☆

💎فقه الرضا بقضاء الله الشرعي والكوني💎

💡في امتحان العلماء والدعاة والصالحين انطواء على سببين:

🔗أحدها: خدمة الدين خدمة عالية فائقة، حتى أثار حفيظة أهل الدنيا والأعداء، وقد نظر البشر إلى هذا السبب فحصل الظلم.

🔗الثاني: لما لم يبين كل منا إخلاصاً تاماً، ولا أظهر تسانداً في نصرة الحق، نظر القدر الإلهي إلى هذا السبب، وعدل في حقنا رحمة بنا.

💡إن كل شيء في هذا الكون إنما يحصل بقضاء الله وقدره خيراً أو شراً.

❓فهل يرضى المسلم بما قدره الله من المعاصي التي نهى الله عنها؟.❓

📌وجوابه:
🖋أننا لسنا مأمورين بأن نرضى بكل ما قضى الله وقدر .. ولكننا مأمورون
🔻 بأن نرضى بكل ما أمرنا الله
🔻أن نرضى به كطاعة الله ورسوله .. 
🔻وأن نرضى بدينه وشرعه ..
🔻 وأن نرضى بالقضاء 
↔الذي هو صفة الله أو فعله .. لا بالمقضي↔ الذي هو مفعوله.

📍فالمعاصي لها وجهان:📍
☄وجه إلى العبد من حيث 
↔هي فعله وصنعه وكسبه.
☄ووجه إلى الرب من حيث 
↔أنه هو قضاها وخلقها وقدرها لحكمة يعلمها.

🔸فنرضى من الوجه الذي يضاف به إلى الله، 
🔸ولا نرضى من الوجه الذي يضاف به إلى العبد.

📌واختيار الرب تعالى لعبده نوعان:

⚪أحدهما: اختيار ديني شرعي،
🌟 فالواجب على العبد، ألا يختار في هذا النوع غير ما اختاره الله له: 
☀{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36].

⚪الثاني: اختيار كوني قدري لا يسخطه الرب 
⤴كالمصائب التي يبتلى الله بها الناس، فهذا لا يضره فراره منها إلى القدر الذي يدفعها عنه،
🔺 ويدفعها ويكشفها كدفع قدر المرض بقدر الدواء، بل هو مأمور بذلك.

🔵وأما القدر الذي يسخطه الله، ولا يحبه ولا يرضاه،
⤴ مثل قدر المعائب والمعاصي، فالعبد مأمور بسخطها، ومنهي عن الرضا بها.

📌ومشيئة الله ومحبته بينهما فرق:

🔹فقد يشاء ما لا يحبه ..
🔹 ويحب ما لا يشاء كونه.

🎐فالأول: كمشيئة الله لخلق إبليس وجنوده، ومشيئته العامة لجميع ما في الكون مع بغضه لبعضه.

🎐والثاني: كمحبته إيمان الكفار، وطاعات الفجار، وعدل الظالمين، وتوبة الفاسقين.

💡ولو شاء لوجد ذلك كله، فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

💡فإذا علم العبد أن القضاء غير المقضي، وأنه سبحانه لم يأمر عباده بالرضى بكل ما خلقه وشاءه، 
↔زالت الشبهات، ولم يبق بين شرع الرب وقدره تناقض.

📍فالرضا بالقضاء الديني الشرعي
🔶 واجب، 
⤴وهو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان كما قال سبحانه: 
☀{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

📍والرضا بالقضاء الكوني القدري الموافق لمحبة العبد وإرادته ورضاه من الصحة والعافية، والغنى واللذة
 أمر لازم بمقتضى الطبيعة، 
⤴لأنه ملائم للعبد، موافق له، محبوب له.

🔷فليس في الرضى به عبودية،
🔺 بل العبودية في مقابلته بالشكر، 
🔺والاعتراف بالمنّة، ووضع النعمة مواضعها التي يحب الله أن توضع فيها، 
🔺وأن لا يعصى المنعم بها، 
🔺وأن يرى التقصير في جميع ذلك.

📍والرضا بالقضاء الكوني القدري الجاري على خلاف مراد العبد ومحبته مما لا يلائمه، ولا يدخل تحت اختياره، 
🔶مستحب.
وهذا كالمرض والفقر، والحر والبرد، وأذى الخلق له، ونحو ذلك من المصائب.

📍والرضا بالقدر الجاري عليه باختياره مما يكرهه الله ويسخطه، وينهى عنه كأنواع الظلم والفسوق والعصيان 
🔶محرم يعاقب عليه، 
⤴وهو مخالفة لله عزَّ وجلَّ، فإن الله لا يرضى بذلك ولا يحبه.

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚 جامعة الفقه الإسلامى فى ضوء القرآن والسنه 📚



☆ ٤ ☆

💎حكمة الله وقدرته في خلق المتضادات💎

◽الرضا بالقدر الجاري عليه باختياره مما يكرهه الله ويسخطه، وينهى عنه كأنواع الظلم والفسوق والعصيان محرم يعاقب عليه، 
⤴وهو مخالفة لله عزَّ وجلَّ، فإن الله لا يرضى بذلك ولا يحبه.

❓فإن قيل: كيف يريد الله أمراً لا يحبه ولا يرضاه؟.❓

📌قيل
🖋الله عزَّ وجلَّ يكره الشيء ويبغضه في ذاته،ولا ينافي ذلك إرادته لغيره، وكونه سبباً إلى ما هو أحب إليه من غيره.

🖋فقد خلق الله جل جلاله إبليس، 
☄الذي هو مادة لفساد الأديان والأعمال، والاعتقادات والإرادات.

☄وهو سبب شقاوة العبيد، ووقوع ما يغضب الرب تبارك وتعالى، 
☄فهو مبغوض للرب مسخوط له، لعنه الله وغضب عليه ومقته.

⤴ومع هذا فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه، وجودها أحب إليه من عدمها.

🎐منها: أن تظهر للعباد قدرة الرب في خلق المتضادات، 
▪فخلق سبحانه إبليس هذه الذات التي هي أخبث الذوات وشرها،
▫في مقابلة جبريل - صلى الله عليه وسلم - التي هي أشرف الذوات، وسبب كل خير.

🎐وكما خلق سبحانه الليل والنهار، والحر والبرد، والحياة والموت، والذكر والأنثى، والماء والنار، والخير والشر ونحو ذلك.

💡وخلق ذلك يدل على كمال قدرته وتدبيره، وعزته وسلطانه.

◽فتبارك الله خالق هذا وهذا، ومدبر هذا وهذا .. 
◽ومخرج المنافع والمضار من هذا وهذا.

🎐ومنها: ظهور أسمائه وأفعاله القهرية كالقهار والمنتقم، والعدل والضار، وشديد العقاب، وسريع الحساب، والخافض والمذل، 

💡فإن هذه الأسماء والأفعال من كمال ذاته فلا بد من وجود متعلقها، ولو كان الخلق كلهم على طبيعة الملائكة لم يظهر أثر هذه الأسماء والأفعال.

🎐ومنها: ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه، ومغفرته وستره، وتجاوزه عن حقه، فلولا خلق ما يكره من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد.

🎐ومنها: ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة، 
⤴فهو سبحانه الحكيم الخبير الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها، فلا يضع الشيء في غير موضعه:

▫فلا يضع الثواب موضع العقاب، 
▫ولا العقاب موضع الثواب، 
▫ولا العز مكان الذل، ولا الذل مكان العز، 
▫ولا يضع العطاء موضع الحرمان، ولا الحرمان موضع العطاء، 
▫ولا الإنعام مكان الانتقام، ولا الانتقام مكان الإنعام.

🔷ولا يأمر بما ينبغي النهي عنه، ولا ينهى عما ينبغي الأمر به، 

💡فهو أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم بمن يصلح لقبولها، ويشكره على وصولها، وأعلم بمن لا يصلح لذلك: 
☀{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53].

💡وهو أحكم من أن يمنعها أهلها، أو أن يضعها عند غير أهلها.

📌فلو قدر عدم الأسباب المكروهة البغيضة له↔ لتعطلت هذه الآثار، ولم تظهر لخلقه.
⬅ولتعطلت تلك الحكم والمصالح المترتبة عليها، وفواتها شر من حصول تلك الأسباب.

🕯وهذا كالشمس والمطر والرياح، فهذه فيها من المصالح ما هو أضعاف أضعاف ما يحصل بها من الشر والضرر.

🎐ومنها: حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما حصلت، فإن الله يحب عبودية الجهاد، 
⤴ولو كان الناس كلهم مؤمنين، لتعطلت هذه العبودية وتوابعها، من الموالاة في الله والمعاداة فيه، وعبودية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعبودية الصبر ومخالفة الهوى.

🎐ومنها: عبودية التوبة والاستغفار، فهو سبحانه يحب التوابين، ولو عطلت الأسباب التي يتاب منها لتعطلت عبودية التوبة والاستغفار منها.

🎐ومنها: أن يتعبد لله بالاستعاذة من عدوه، وسؤاله أن يجيره منه، ويعصمه من كيده.

🎐ومنها: عبودية مخالفة عدوه الشيطان، ومراغمته في الله، وإغاظته فيه، وهي من أحب العبودية إليه، فإنه سبحانه يحب من وليه أن يغيظ عدوه ويراغمه.

🎐ومنها: أن عبيده سبحانه يشتد خوفهم وحذرهم إذا رأوا ما حل بعدوه، لما خالف أمر ربه بطرده ولعنه، فيلزمون طاعة ربهم ولا يعصونه.

🎐ومنها: أن نفس اتخاذه عدواً من أكبر أنواع العبودية وأجلها، وهو محبوب للرب، وهم ينالون ثواب مخالفته ومعاداته من ربهم.

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚 جامعة الفقه الإسلامى فى ضوء القرآن والسنه 📚



☆ ٥ ☆

💎 تابع حكمة الله وقدرته في خلق المتضادات 💎

🎐منها: أن الطبيعة البشرية مشتملة على الخير والشر، والطيب والخبيث وذلك كامن فيها كمون النار في الزناد.

▪فخلق الشيطان مستخرجاً⬅ لما في طبائع أهل الشر من القوة إلى الفعل.
▫وخلقت الرسل وأرسلت لتستخرج ⬅ما في طبيعة أهل الخير من القوة إلى الفعل.

💡فاستخرج أحكم الحاكمين
🔻 ما في قوى هؤلاء من الخير الكامن فيها،
↔ليرتب عليه آثاره، 
🔻وما في قو ى أولئك من الشر، ↔ليرتب عليه آثاره، وتظهر حكمته في الفريقين.

🔦فالملائكة ظنت أن وجود من يسبح بحمده ويقدسه ويعبده
 أولى من وجود من يعصيه ويخالفه.

📌فأجابهم سبحانه بأنه يعلم من الحكم والمصالح في خلق هذا الإنسان ما لا تعلمه الملائكة
 ☀كما قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].

🎐ومنها: أن ظهور كثير من آيات الله وعجائب صنعه حصل بسبب⬅ وقوع الكفر والشرك من النفوس الكافرة الظالمة.

🔰كآية الطوفان .. وآية الريح .. وآية إهلاك ثمود بالصيحة .. 
🔰وآية انقلاب النار برداً وسلاماً على إبراهيم .. وآية قلع قرى قوم لوط وقلبها عليهم .. 
🔰وآيات موسى مع فرعون وبني إسرائيل كفلق البحر .. وانفجار عيون الماء من الحجر .. وانقلاب العصا حية، ونحو ذلك.

💡فلولا كفر الكافرين، وعناد الجاحدين،↔ لما ظهرت هذه الآيات الباهرة.

⤴ومع ظهورها فما أقل من يؤمن بها: 
☀{فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)} [الشعراء: 139، 140].

🎐ومنها: أن خلق الأسباب المتقابلة، التي يقهر بعضها بعضاً، ويكسر بعضها بعضاً، 

💡هو من شأن كمال الربوبية، والقدرة النافذة، والملك الكامل،
 ↩وإن كان شأن الربوبية كاملاً في نفسه ولو لم تخلق هذه الأسباب.

⬅لكن ظهور آثارها وأحكامها في عالم الشهادة تحقيق لذلك الكمال الإلهي.

🔵فالعبودية والآيات والعجائب والفوائد التي ترتبت على خلق ما لا يحبه الله ولا يرضاه وتقديره ومشيئته أحب إليه سبحانه من فواتها وتعطيلها بتعطيل أسبابها

❓ فإن قيل: فإن كانت هذه الأسباب مرادة للرب، فهل تكون مرضية محبوبة له؟.❓

📌قيل: هو سبحانه يحبها من ↔جهة إفضائها إلى محبوبه، 
وإن كان يبغضها↔ لذاتها.

❓فإن قيل: هل يمكن حصول تلك الحكم بدون هذه الأسباب؟.❓

📌قيل: هذا سؤال باطل، إذ هو فرض وجود الملزوم بدون لازمه، كفرض وجود الابن بدون الأب، والحركة بدون المتحرك، والتوبة بدون التائب.

💡وسر المسألة:💡

◽أن الرضا بالله
▫ يستلزم الرضا بأسمائه وصفاته .. وأفعاله وأحكامه .. 
▫ولا يستلزم الرضا بمفعولاته كلها.

🔵بل حقيقة العبودية
⤴ أن يوافق العبد ربه في رضاه وسخطه، 
↙فيرضى منها بما يرضى به،
↙ ويسخط منها ما سخطه.

❓فإن قيل: كيف يجتمع الرضا بالقضاء الذي يكرهه العبد من المرض والفقر والألم مع كراهته له؟.❓

📌قيل: لا تنافي في ذلك، 
🔻فإنه يرضى به من جهة ↔إفضائه إلى ما يحب،
 ويكرهه من جهة ↔تألمه به، كالدواء الكريه الذي يعلم أن فيه شفاءه، فإنه يجتمع فيه رضاه به، وكراهته له.

❓فإن قيل: كيف يحب الله لعبده شيئاً ولا يعينه عليه؟.❓

📌قيل: لأن إعانته عليه ⬅قد تستلزم فوات محبوب له أعظم من حصول تلك الطاعة التي رضيها له.

◽وقد يكون وقوع تلك الطاعة منه،⬅ يتضمن مفسدة هي أكره إليه سبحانه من محبته لتلك الطاعة 
☀كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)} [التوبة: 46، 47].

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚 جامعة الفقه الإسلامى فى ضوء القرآن والسنه 📚




نتيجة بحث الصور عن فواصل متحركة لتزيين المواضيع



☆ ٦ ☆

💎فقه صحة اعتقاد العبد لحقيقة الإيمان بالقدر💎

◻الطاعة: هي موافقة الأمر الشرعي،
⭕ لا موافقة القدر والمشيئة.

🔰ولو كانت موافقة القدر طاعة لله↔ لكان إبليس من أعظم المطيعين لله، 
↙ولكان قوم نوح وعاد وثمود، وقوم لوط وقوم فرعون، ↔كلهم مطيعين لله.

🔗فيكون سبحانه قد عذبهم أشد العذاب على طاعته، 
🔗وانتقم منهم لأجلها،
⤴ وهذا غاية الجهل بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه.

🔵والله عزَّ وجلَّ خالق كل شيء وربه ومليكه.
🔻والعبد مأمور بطاعة الله ورسوله، 
🔻ومنهي عن معصية الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -،

⚪ فإن أطاع كان ذلك نعمة من الله يثاب عليها.
⚪إن عصى ربه كان مستحقاً للذم والعقاب،
⚪وكان لله عليه الحجة البالغة، 

⤴وكل ذلك كائن بقضاء الله وقدره.

🔷لكن الله عزَّ وجلَّ يحب الطاعة ويأمر بها، ويثيب أهلها على فعلها ويكرمهم.

🔷ويبغض المعصية وينهى عنها، ويعاقب أهلها ويهينهم.

🔗وما يصيب العبد من النعم فالله أنعم بها عليه، 
🔗وما يصيبه من الشر فبذنوبه،

 ⤴وكل ذلك كائن بمشيئة الله وقدره.

♦فلا بد للعبد أن يؤمن بقضاء الله وقدره،
♦ وأن يوقن بشرع الله وأمره.

📌فإذا أحسن ⬅حمد الله،
📌 وإذا أساء ⬅ استغفر الله.

◻وآدم - صلى الله عليه وسلم - لما أذنب⬅ تاب
 ↙فاجتباه ربه وهداه.

◼وإبليس لما أذنب ⬅أصر واستكبر، واحتج بالقدر وكفر،
↙فلعنه الله وأقصاه.

🔖فمن أذنب وتاب⬅ كان آدمياً .. 
🔖ومن أذنب واحتج بالقدر⬅ كان إبليسياً.

🔶والقدر نظام التوحيد:🔶

🔖فمن وحد الله .. وآمن بالقدر .. ⬅تم توحيده، 
🔖ومن وحد الله .. وكذب بالقدر ..⬅ نقض تكذيبه توحيده.

🔶والمخاصمون في القدر فريقان:🔶

🔖أحدهما: من يبطل أمر الله ونهيه بقضائه وقدره
☀كما قال سبحانه: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 148].

🔖الثاني: من ينكر قضاء الله وقدره السابق.

⤴والطائفتان كلاهما 
🔺خصماء لله، 

💡ومن كذب بالقدر⬅ فقد كذب بالإسلام،

🌟 فإن الله تبارك وتعالى 
🔸قدر أقداراً، 
🔸وخلق الخلق بقدر، 
🔸وقسم الآجال بقدر،
🔸 وقسم الأرزاق بقدر، 
🔸وقسم العافية بقدر، 
🔸وقسم البلاء بقدر، 
🔸وأمر ونهى، وأحل وحرم، 

☀كما قال سبحانه:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].

☀وقال سبحانه: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)} [القمر: 52، 53].

🌟والقدر🌟
▫ هو تقدير الله للكائنات،
▫وهو سر مكتوم لا يعلمه إلا الله ومن شاء من خلقه، 
▫ولا نعلمه إلا بعد وقوعه سواء أكان خيراً أم شراً.

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚 جامعة الفقه الإسلامى فى ضوء القرآن والسنه 📚
                 



☆ ٧ ☆

💎فقه مراتب الإيمان بالقدر ودرجاته💎

◽مراتب الإيمان بالقدر أربع:
💡الأولى: العلم،
⤴ بأن يؤمن العبد أن الله تعالى علم كل شيء جملةً وتفصيلاً، يعلم سبحانه ما كان وما يكون وما سيكون 
☀كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [العنكبوت: 62].

💡الثانية: الكتابة،
⤴ بأن يؤمن العبد أن الله تعالى كتب كل شيء جملةً وتفصيلاً 
☀كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [الحج: 70].

💡الثالثة: المشيئة، 
⤴بأن يؤمن العبد أن كل شيء في العالم العلوي والسفلي كائن بمشيئة الله وإرادته، 
🔺إذ لا يكون في ملكه سبحانه ما لا يريده، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن
☀ كما قال سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } [الأنعام: 112].

💡الرابعة: الخلق، 
⤴بأن يؤمن العبد أن الله خالق كل شيء، ومدبره ومالكه، حتى فعل المخلوق،
🔺 لأن فعل المخلوق من صفاته، وهو وصفاته مخلوقان
☀ كما قال سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الزمر: 62].

🔷🔷وينبغي أن يعلم الإنسان أن القدر له كالطبيب مع المريض.

🔵فإن قدم إليه الطعام فرح وقال:
⤴ لولا أنه علم أن الغذاء ينفعني ما قدمه.

🔵وإن منعه الطعام فرح وقال:
⤴ لولا أنه علم أن الغذاء يؤذيني لما منعني.

🔺وهذا غاية اللطف من الله تعالى، ومن لم يعتقد هذا لم يصح توكله على الله عزَّ وجلَّ.

🔘والدعاء لا يناقض الرضا بالقدر، فقد تعبدنا الله به، وأمرنا به.

🔘وأمرنا به، وإنكار المعاصي وعدم الرضا بها قد تعبدنا الله به، وذم الراضي به.

💬فإن قيل: وردت الأخبار بالرضا بقضاء الله تعالى، والمعاصي بقضائه فكراهتها كراهة لقضائه؟.❓
✅وجواب هذا أن يقال:
◾ المعاصي لها وجهان:
▪الأول: وجه إلى الله تعالى من حيث أنها اختياره وإرادته،
⤴ فنرضى بها من هذا الوجه، تسليماً للملك إلى مالك الملك سبحانه.

▪الثاني: وجه إلى العبد، من حيث أنها كسبه ووصفه، وعلامة لكونه ممقوتاً عند الله، بغيضاً عنده، حيث سلط عليه أسباب البعد والمقت،
⤴ فهو من هذا الوجه منكر ومذموم.

⚪الإيمان بالقدر على درجتين:⚪

🔵الأولى: الإيمان بأن الله سبق في علمه ما يعمله العباد من خير وشر، وطاعة ومعصية، قبل خلقهم وإيجادهم، 
🔺وأهل الجنة منهم، وأهل النار منهم، وأعد لهم الثواب والعقاب قبل خلقهم، وكتب ذلك عنده، 
🔺وأن أعمال العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابته 
☀كما قال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].

🔵الثانية: الإيمان بأن الله خلق أفعال العباد كلها من الإيمان والكفر، والطاعات والمعاصي، وشاءها منهم 
☀كما قال سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} [الشمس: 7، 8].

◽والمؤمن يصبر على المصائب، ويستغفر من الذنوب والمعائب.

◾والجاهل الظالم يحتج بالقدر على ذنوبه وسيئاته، ولا يعذر بالقدر من أساء إليه، ولا يذكر القدر عندما تحصل له نعمة.

🔘والواجب على العبد إذا عمل حسنة أن يعلم أنها نعمة من الله هو يسرها وتفضل بها، فلا يعجب بها، 
🔘وإذا عمل سيئة، استغفر الله، وتاب منها.

🔘وإذا أصابته مصيبة سماوية أو بفعل العباد علم أنها مقدرة مقضية عليه لا بد من وقوعها، وللعبد منفعة في حصولها.

🔶وكل ما خلق الله حق، وله سبحانه في كل مخلوق حكمة يحبها ويرضاها.

◻وهو سبحانه الذي أحسن كل شيء خلقه، فكل خلق وأمر من الله حسن جميل، 
◻وهو سبحانه محمود عليه، وله الحمد على كل حال، وإن كان في بعضها شر بالنسبة إلى بعض الناس.

▫والمؤمن مأمور أن يصبر على المصائب .. ويطيع الأوامر .. ويستغفر من الذنوب والمعائب.

🔸وليس في القدر حجة لابن آدم ولا عذر في فعل ما يشاء
🔸بل القدر نؤمن به ولا نحتج به، ولو كان القدر حجة وعذراً لم يكن إبليس ملوماً ولا معاقباً:
☀ {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11].

🔷وكل شيء سوى الله تعالى فهو مخلوق، 
⭕وأفعال العباد كغيرها من المحدثات مخلوقة مفعولة لله، ونفس العبد، وسائر صفاته مخلوقة مفعولة لله عز وجل.

💡والعبد مأمور منهي، مثاب معاقب، والله جعله حياً مريداً، قادراً فاعلاً، يصوم ويصلي، ويزكي ويحج، ويؤمن ويكفر، ويقتل ويسرق، ويطيع ويعصي، باختياره ومشيئته.

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚 جامعة الفقه الإسلامى فى ضوء القرآن والسنه 📚


☆ ٨ ☆

💎فقه العبد في قدرة الله وأقداره💎

◽الله خالق ذات العبد وصفاته وأفعاله.

⤴فله مشيئة والله خالق مشيئته، وله قدره والله خالق قدرته، وهو مصل صائم والله خالقه وخالق أفعاله.

🔶والعبد الحي يؤمر وينهى، ويحمد ويذم على أفعاله الاختيارية، 
⤴وهو الفاعل لهذه الأفعال والمتصف بها، وله عليها قدرة، وهو فاعلها باختياره ومشيئته، وذلك كله مخلوق لله، فهي فعل العبد كسباً وهي مفعولة للرب كغيرها.

⚪فالله وحده هو الذي له الخلق والأمر، وما سواه مخلوق مربوب.

⚪فهو سبحانه الذي جعل الأبيض أبيضَ، والأسود أسودَ، والساكن ساكناً، والمتحرك متحركاً، والذكر ذكراً، والأنثى أنثى، والحلو حلواً، والمرَّ مراً.

⚪وهو سبحانه الذي جعل المسلم مسلماً، والمطيع طائعاً، والمصلي مصلياً، 
☀كما قال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].

⚪وهو سبحانه الذي جعل الكافر كافراً والعاصي عاصياً
☀ كما قال سبحانه عن آل فرعون: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ } [القصص: 41].

◽والله سبحانه خالق الذوات .. وخالق صفاتها .. وخالق أفعالها.

💢وكون الله خالقاً للعبد وفعله لا يمنع أن يكون العبد هو المأمور المنهي 
☀كما قال سبحانه: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 128].

⚪والله تبارك وتعالى حكيم عليم، له الخلق والأمر، وهو على كل شيء قدير، يفعل ما يشاء بحكمته، يعطي ويمنع .. ويهدي ويضل .. ويعز ويذل .. ويسعد ويشقي .. ويعفو وينتقم.

⚪وهو الذي جعل المسلم مسلماً، والكافر كافراً، وهذا يدعو إلى الخير، وهذا يدعو إلى الشر.

⚪وهو سبحانه رب كل شيء ومليكه، وله فيما خلقه حكمة بالغة، ونعمة سابغة، ورحمة عامة وخاصة.

🔷لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، يفعل ما يشاء لا لمجرد قدرته وقهره، بل لكمال علمه وقدرته، وحكمته ورحمته.

🔶ومن حكمته ما أطلع بعض خلقه عليه، ومنه ما استأثر سبحانه بعلمه.

◽والله عزَّ وجلَّ له الحجة البالغة على جميع خلقه، 
⤴حيث أنزل عليهم الكتب، وأرسل إليهم الرسل، وأعطاهم الأسماع والأبصار والعقول، التي يعرفون بها ربهم، وما شرعه لهم.

🔵ومع هذا فلو شاء سبحانه لهدى الخلق أجمعين إلى اتباع شريعته، كما خلقهم أجمعين، وكما فطر جميع الكائنات على معرفته وعبادته.

▫لكنه سبحانه يمن على من يشاء، فيهديه فضلاً منه وإحساناً.

▫ويحرم من يشاء ، 
⤴لأن المتفضل له أن يتفضل، وله ألا يتفضل، فترك تفضله على من حرمه عدل منه وقسط، وله في ذلك حكمة بالغة 
☀كما قال سبحانه: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } [الأنعام: 149].

🔶🔶والقدر قدران:🔶🔶

◽أحدها: قدر مطلق مثبت،
⤴ وهو ما في أم الكتاب، اللوح المحفوظ، الإمام المبين، 
🔺فهذا لا يتبدل ولا يتغير، ولا يعلمه إلا الله وحده.

◽الثاني: قدر معلق أو مقيد،
⤴ وهو ما في صحف الملائكة،
🔺 فهذا الذي يقع فيه المحو والإثبات 
☀كما قال سبحانه: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } [الرعد: 39].

⭕والقدر الذي هو علم الله ومشيئته وكلامه غير مخلوق.

🔘أما المقدرات من الآجال والأرزاق والأعمال والأحوال فكلها مخلوقة.

🔘وكذلك الشرع الذي هو أمر الله ونهيه غير مخلوق،
⤴ لأنه كلامه. 

💡وأما الأفعال المأمور بها والمنهي عنها فهي مخلوقة.

💢فالعباد كلهم مخلوقون، وجميع صفاتهم وأفعالهم مخلوقة.

🔷والعبد له في المقدور حالان:🔷
➖حال قبل القدر .. 
➖وحال بعد القدر.

🔰فعليه قبل المقدور أن يستعين بالله، ويتوكل عليه، ويدعوه.

⤴فإذا وقع المقدور بغير فعله:
🔺فإن كان نعمة شكر الله عليها،
🔺وإن كان مصيبة صبر عليها،
🔺وإن رضي بها وشكر الله عليها فهو الأفضل.

🔰وإن وقع المقدور بفعله:
🔺فإن كان نعمة حمد الله عليها،
🔺وإن كان ذنباً استغفر ربه منه.

📖موسوعة فقه القلوب📖

📚 جامعة الفقه الإسلامى فى ضوء القرآن والسنه 📚



نتيجة بحث الصور عن فواصل متحركة لتزيين المواضيع




نتيجة بحث الصور عن الحمد لله متحركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق