الصفحات

الاقسام

سورة النازعات






١

💎فقه تدبر سورة النازعات 💎

🎐وهي مكيّة ، وهي ست وأربعون آية.

🔷 تسميتها 🔷
🌴تسمى سورة النازعات :
قال تعالى {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} النازعات ؛ ⏪فسميت بالنازعات لافتتاحها بهذه الكلمة .

 🌴والطامة :قال تعالى {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)} النازعات

🌴والساهرة : وقال تعالى { فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ(14)} النازعات

🔴محور السورة الأساسي🔴
🔷بيان أواخر أمر الإنسان بالإقسام على بعث الأنام،
🔷ووقوع القيام يوم الزحام ،
⏪لذا فإن أولها يشبه أن يكون قسمًا لتحقيق وقوع ما ذكر في آخر سورة عمّ عن أمر البعث والجزاء يوم القيامة :
{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا(40)} النبأ ،
🔷وصور ذلك بنزع الأرواح بأيدي الملائكة الكرام،
🔶ثم أمر فرعون اللعين وموسى عليه السلام، واسمها النازعات واضح في ذلك المرام،
⏪ إذا تؤمل القسم وجوابه المعلوم للأئمة الأعلام، وكذا الساهرة والطامة إذا تؤمل السياق، وحصل التدبير في تقرير الوفاق
🔶ثم تلا ذلك بتهديد المشركين من أهل مكة
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(27)} النازعات ؛
🔶ثم ذكر أحوال البعث بجزاء الكافرين، وثواب المؤمنين ،
🔷 وختمت بسؤال الكافرين لرسول الله ﷺ عن الساعة
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا(42)}النازعات

🔶 مناسبتها لما قبلها 🔶
تتعلق السورة بما قبلها من وجهين :
11- تشابه الموضوع : فكلتا السورتين تتحدثان عن القيامة وأحوالها ، وعن مآل المتقين ، ومرجع المجرمين.

22- تشابه المطلع والخاتمة :
🎐فإن مطلع السورتين في الحديث عن البعث والقيامة ،
🔷 الأولى تؤكد وجود البعث وما فيه من أهوال وحساب وجزاء ،
🔶والثانية افتتحت بالقسم على وقوع القيامة لتحقيق ما في آخر عم.

🔷والأولى اختتمت بالإنذار بالعذاب القريب يوم القيامة ،
🔶والثانية ختمت بالكلام عما في أولها من إثبات الحشر والبعث ، وتأكد حدوث القيامة ، فكان ذلك كالدليل والبرهان على مجيء القيامة وأهوالها.

🔘علاقة أول السورة بآخرها🔘
🔵شرعت السورة بالقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد لإثبات البعث :
{وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ..}

🔵وختمت السورة ببيان أهوال يوم القيامة ،
🔺وانقسام الناس فيه فريقين :
💡 سعداء وأشقياء ،
💭وسؤال المشركين عن ميقات الساعة ، وتفويض أمرها إلى اللّه تعالى ، لا إلى أحد حتى الرسول ، وتأكيد حدوثها ، وذهول المشركين من شدة هولها ، ومعرفتهم أن مكثهم في الدنيا كمقدار العشي أو الضحى .

🔘ومقاصد هذه السورة قريبة من مقاصد سورة النبأ ، فإن فيها ما في القرآن المكي من المقاصد العقدية :
1إثبات البعث ، وبيان أهوال يوم القيامـة .
2بيان مصارع المكذبين بالبعث ، كما في  قصة فرعون.
3تقرير توحيد الربوبية، المقتضي لتوحيد الإلوهية. كما في قوله في بقية السورة :
{ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } ، وما بعدها .
4إثبات أفعال العباد ، وترتب الثواب والعقاب عليها .

🔘التقسيم الموضوعي للسورة🔘
🔗ويمكن تقسيم هذه السورة إلى مقاطع ذات وحدة موضوعية متميزة

🌴شرعت السورة بالقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد لإثبات البعث :
{وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً }.. [الآيات : ١- ٥] والمقسم عليه محذوف وهو « لتبعثن » لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة ، وهو :
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ [6- 7] ،
🎐 أو بدليل إنكارهم للبعث في قوله تعالى :
{ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَة}ِ [10].

🌴ثم وصفت أحوال المشركين المنكرين البعث ، فصوّرت مدى الذعر الشديد والاضطراب الذي يكونون عليه يوم القيامة ، وذكرت مقالتهم في إنكار البعث والردّ عليهم :
{ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ} .. [الآيات : ٨ - ١٤]

🌴وناسب ذلك إيراد قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية الجبار الذي ادّعى الربوبية ،
🔺ثم أهلكه اللّه وجنوده بالغرق في البحر ، للعظة والعبرة ،
🔺 والدلالة على كمال القدرة الإلهية ، بإفهامهم أن الكرّة والإعادة ليست صعبة على اللّه ، فما هي إلا زجرة أو صيحة واحدة :
{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى} .. [الآيات : ١٥- ٢٦ ]

🌴ثم خاطب اللّه منكري البعث خطابا يتضمن إثبات البعث بالبرهان الحسي ، متحديا طغيانهم وتمردهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ومذكرا إياهم أنهم أضعف من خلق السموات والأرض والجبال:
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها} ..[الآيات :٢٧ -33]

🌴جزاء فريقي الناس في الآخرة [الآيات :٣٤ - ٤١]

🌴سؤال المشركين عن وقوع الساعة [ الآيات ٤٢ - ٤٦]

📕جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٢

💎وقفة مع تفسير مقدمة  سورة النازعات  💎

🔆قال تعالى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} .[ ١ -١٤]

🌴هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره

🔘يحتمل أن المقسم عليه :
🔶الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك،
🔷ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان،
وأنه أقسم على الملائكة،
🔸لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة،
🔸ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده،

فقال: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها.

{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار.

{وَالسَّابِحَاتِ} أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا {سَبْحًا}

{فَالسَّابِقَاتِ} لغيرها
{سَبْقًا} فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه  .

{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار وغير ذلك .

{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} وهي قيام الساعة،

{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي: الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها،

{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} أي: موجفة ومنزعجة من شدة ما ترى وتسمع.

{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي: ذليلة حقيرة، قد ملك قلوبهم الخوف، وأذهل أفئدتهم الفزع، وغلب عليهم التأسف واستولت عليهم الحسرة.

يقولون أي: الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب:
{أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} أي: بالية فتاتا.

{قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي: استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا منهم بقدرة الله، وتجرؤا عليه.

قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه:
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} ينفخ فيها في الصور.

فإذا الخلائق كلهم
{بِالسَّاهِرَةِ} أي: على وجه الأرض، قيام ينظرون، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.

📕تفسير السعدي -رحمه الله 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٣

💎الدرر المستخرجة من مقدمة سورة النازعات  💎

🔴ونستفيد من هذه  الآيات الخمس[١ - ٥] الفوائد التالية🔴

🔰أولاً : إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته ،
🔺 فلله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ،
🔺وليس للمخلوق أن يقسم إلا بالله وحده.

فمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ،
📍 أما الله عز وجل فله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، وآياته الكونية، والشرعية .

🔰ثانياً : إثبات الملائكة، وأعمالهم.
🎐والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان.

🎐والملائكة عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، وسخرهم  لعبادته وطاعته ، فهم يسبحون الليل والنهار لا يسئمون ، ولا يفترون ، ولا يستحسرون.

🎐وقد جعل الله تعالى طبيعتهم طبيعة تعبدية، لا ينزعون إلى الشر أبداً، على النقيض من الشياطين الذين جعل الله طبيعتهم طبيعة تمردية.
وبين الطائفتين الإنسان؛
📍فإن الإنسان ليس كالملك لا ينزعه إلا الخير ، وليس كالشيطان لا ينزعه إلا الشر ، بل هو كما قال الله تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا٧فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا٨قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا٩وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا١٠} [سورة الشمس : ٧ - 10]
📍فالإنسان بين بين ، فهو إن زكى نفسه صارت نفسه ملائكية ؛ يعني طائعة لله عز وجل لا أنه يكون ملكاً ، لكن تصبح نفسه نفساً مطيعة لله عز وجل منقادة كالملائكة ، وإن كانت الأخرى صارت نفسه شيطانية .

🔰ثالثاً : أن إخفاء المقسم عليه يكون للتعظيم ، أو للشهرة ،
🔺فالله تعالى قد أخفى المقسم عليه ، وهذا يزيد الأمر جلالةً ومهابةً .

🔴هذه الآيات[ 6 – 14] تضمنت العديد من الفوائد منها 🔴

🔰الأولى : إثبات النفختين.

🔰الثانية : عظم شأن الساعة ؛
ولهذا كان من رحمة الله عز وجل أن الساعة، لا تقوم على مؤمن ، لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق .

🔰الثالثة : بيان مظاهر الخوف ؛ الظاهرة، والباطنة ؛ الباطنة في القلوب ، والظاهرة في الأعين .

🔰الرابعة: صدمة الكفار يوم القيامة، وشدة ندمهم.

📕التفسير العقدي لجزء عم 📕

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚



 

٤

💎تابع تدبر سورة النازعات 💎


️{15 - 26} {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} .
🌴يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
🔅 {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه.⬅ أي: هل أتاك حديثه.

🔅{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} وهو المحل الذي كلمه الله فيه، وامتن عليه بالرسالة، واختصه بالوحي والاجتباء 
🔅فقال له: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي: فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه، بقول لين، وخطاب لطيف، لعله
🔅{يتذكر أو يخشى}
🔅{فَقُلْ} له:⬅ {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أي: هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح؟❓❗

🔅{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أي: أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه.
🔅{فَتَخْشَى} الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى.

🔅{فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى} أي: جنس الآية الكبرى، فلا ينافي تعددها
🔅{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنزعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}

🔅{فَكَذَّبَ} بالحق
🔅{وَعَصَى} الأمر،
🔅{ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي: يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته،
🔅{فَحَشَرَ} جنوده أي: جمعهم
🔅{فَنَادَى فَقَالَ} لهم: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى} فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم،
🔅{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى} أي: صارت عقوبته دليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،

🔅{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن بها .


📕تفسير السعدي رحمه الله 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


٥

💎نسائم الخشية في الدرر المستفادة من قصة موسى💎

🎐نموذج لمن طغى[قصة موسى  مع فرعون]🎐

🔳الفوائد المستنبطة من الآيات [الآيات من 15 إلى 26] النازعات:🔳

🌴1)  عناية القرآن بقصة موسى، عليه السلام، وكثرة تكرارها، وتنوع عرضها .

🌴2)  إثبات صفة الكلام لله، سبحانه، بصفة المناداة, فهو يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء.

🌴3)  أن كلام الله، عز وجل، متعلق بمشيئته؛ لأنه قال :
🔅 { هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى{15} إِذْ نَادَاهُ } ، و (إِذْ) تدل على ظرفية زمنية ، فهذا يدل على أن الله يتكلم متى شاء.

🌴4)  فضل موسى، عليه السلام. ولهذا يقال: موسى الكليم .

🌴5) فضل وادي طوى وشرفه ؛ لأن الله طهره فقال :
🔅 {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى{16}.

🌴6) قبح الطغيان وفاعله ، 🔅{ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{17} , فالطغيان مرذول، مذموم.

🌴7) التلطف في الدعوة، لاسيما مع أهل السلطان ، فلكل مقام مقال.

🌴8)  بيان غاية الدعوة وثمرتها ،
🔅{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى{18} وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى{19}، إذاً غاية الدعوة التزكية، ⬅وثمرتها الخشية
🔅{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ، إذا أردت أن تقيس حالك فانظر خشية الله في قلبك.
🎐العالمون بالله حقاً هم أهل الخشية.

🔴لا تنظر إلى ما عندك من كتب، ودفاتر ، بل انظر إلى ما في قلبك ، فإن كان قلبك مخبتاً، خاشعاً لله عز وجل، فأنت من أهل العلم؛⬅ لأن الخشية ثمرة هذا العلم.

🔴وإلا لا فائدة من كثرة المرويات، والمحفوظات، مع قسوة في القلب.

🔴وليس في هذا تقليل من أهمية التحصيل ، ولكن على طالب العلم أن يوظف علمه في خشية الله، فإن العلم النافع، هو الذي يورث الخشية .

🌴9) تأييد الله تعالى لأنبيائه بالآيات ، التي يسميها بعض العلماء المعجزات.

🔷فلما علم الله تعالى، أن من الناس من لا يستجيب إلا بآية ظاهرة، خارقة للعادة ، أجرى على أيدي رسله هذه الآيات ، ولم يكلهم فقط إلى مضمون الدعوة،
⏪ بل نوَّع دلائل النبوة.

💎وأعظم الأنبياء آية هو نبينا محمد ﷺ ، ففي الحديث الصحيح
💫 [ما من نبيٍّ من الأنبياءِ إلَّا وقد أوتيَ من الآياتِ ما آمنَ على مثلهِ البشرُ ، وإنَّما كان الَّذي أوتيتُهُ وحيًا أوحاهُ اللهُ إليَّ ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ]

💎فأعظم آيات نبينا، ﷺ ،القرآن العظيم ، آية خالدة ، وها نحن نقرأ هذه الآيات العظيمة فنعجب، وننبهر، ونندهش من تأثيرها ،ومعانيها ، وحكمها.

🌴10)  غلظ كفر فرعون ، وشدة عناده.

🔴ولا يعلم أحد من البشر اشتهر بإنكار الربوبية مثل فرعون، ⬅ فإنه أنكر ربوبية الله، وادعاها لنفسه ،
🍁 أنكرها بقوله :🔅 { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }الشعراء23,
🍁وادعاها لنفسه في قوله: 🔅{ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى{24} ,
فلذلك صار مضرب المثل في الكفر، الجبروت، والإلحاد .

🌴11)  شدة أخذ الله للظالم الطاغي ،🔅 { إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } هود102.

🌴12)  وجوب الاعتبار ، والاتعاظ بمصارع الظالمين ،
🔅{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى{26}.

🌴13) أن الخشية سبب الانتفاع بالمواعظ ،⬅ لأن صاحب القلب القاسي مهما رأى ، ومهما سمع ، ومهما وقع له، مقفل على قلبه ،
🔺أما صاحب القلب اليقظ الواعي  ، الذي تسري فيه نسائم الخشية يتأثر ،
⏪ تأمل في حال أهل العلم النافع:
🔅{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً{108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً{109} الإسراء ,
❓❗ ما الذي أبكاهم ؟ ❓❗
مجرد آيات طرقت أسماعهم ، لكن هذه الآيات ليست مجرد حروف معجم، بل حروف ذات معاني ، لامست أوتاراً حساسة في قلوبهم ، فانفعلت تلك القلوب،  وهملت تلك العيون ، وخرت تلك الأعضاء خروراً، من أعلى إلى أسفل
🔅{يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} يجعلون أذقانهم  في الرغام إجلالاً لله، وخشية له، .

🔷وتأمل في حال مؤمني أهل الكتاب:
🔅{وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ }القصص53
🔷وأخبر الله تعالى عنهم في موضع آخر، فقال :
🔅{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } المائدة83.

🔰فليحرص كل مؤمن على أن يضمخ قلبه بخشية الله،
⏪هذه خشية تلين القلب ، وتجعله حسن الاستقبال للمواعظ والعبر ،والآيات الكونية والشرعية.

💎 نسال الله أن يرزقنا خشيته في السر والعلن .💎


📗التفسير العقدي لجزء عم 📗

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚



 

٦

💎فقه تدبر ختام سورة النازعات  💎

الآيات من{27 - 33}

🌴يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد:
{أَأَنْتُمْ} أيها البشر
{أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} ذات الجرم العظيم، والخلق القوي، والارتفاع الباهر
{بَنَاهَا} الله.

{رَفَعَ سَمْكَهَا} أي: جرمها وصورتها،
{فَسَوَّاهَا} بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،
{وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي: أظلمه، فعمت الظلمة جميع أرجاء السماء، فأظلم وجه الأرض،
{وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي: أظهر فيه النور العظيم، حين أتى بالشمس، فامتد الناس في مصالح دينهم ودنياهم.
{وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: بعد خلق السماء
{دَحَاهَا} أي: أودع فيها منافعها.
وفسر ذلك بقوله:
{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي: ثبتها في الأرض.
🍁 فدحى الأرض بعد خلق السماء، كما هو نص هذه الآيات الكريمة.
🌱وأما خلق نفس الأرض، فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى:
🔅{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى أن قال
🔅 {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
[سورة فصلت 11]
💡 فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام،
💡 والأرض الكثيفة الغبراء، وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم،
➰ لا بد أن يبعث الخلق المكلفين،
➰فيجازيهم على أعمالهم،
فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه، ولهذا ذكر بعد هذا القيام الجزاء ، فقال:

الآيات {34 - 41}
🔗أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه وكل محب عن حبيبه .

و {يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى} في الدنيا، من خير وشر، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته.
📍ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال.
{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي: جعلت في البراز، ظاهرة لكل أحد، قد برزت لأهلها، واستعدت لأخذهم، منتظرة لأمر ربها.
{فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي: جاوز الحد، بأن تجرأ على المعاصي الكبار، ولم يقتصر على ما حده الله.
{وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} على الآخرة فصار سعيه لها، ووقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وترك العمل لها.
{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} له أي: المقر والمسكن لمن هذه حاله،
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي: خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل، فأثر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها الذي يقيدها عن طاعة الله، وصار هواه تبعا لما جاء به الرسول، وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير،
{فَإِنَّ الْجَنَّةَ} المشتملة على كل خير وسرور ونعيم
{هِيَ الْمَأْوَى} لمن هذا وصفه.

الآيات {42 - 46}

🔳أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث
{عَنِ السَّاعَةِ} متى وقوعها
و {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} فأجابهم الله بقوله:
{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ ❓❗
🔺فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه

فقال: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى:
🔅{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }[اﻷعراف 187]

{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي: إنما نذارتك نفعها لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها.
🌱 وأما من لا يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على العناد والتكذيب،
🔘 وإذا وصل إلى هذه الحال، كان الإجابة عنه عبثا، ينزه الحكيم عنه .

🔴تمت والحمد لله رب العالمين.🔴


📗تفسير السعدي رحمه الله📗

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚



٧

💎الدرر المستفادة من ختام السورة 💎


🔳الفوائد المستخرجة من الآيات [ 23-33 ]🔳

🔲1- الاستدلال على الأخف بالأشد ، وذلك في قوله تعالى :
{ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27} .

🔲2- بيان دليل من دلائل البعث ، والرد على المنكرين ، وذلك في قوله تعالى :
{ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27}
💢فإذا كان الله، سبحانه وتعالى ، خلق السموات والأرض على عظمهما ، فمن باب أولى ، وأحرى أن يعيد خلق الإنسان .

🔲3- بديع خلق السموات والأرض .

🔲4- تسخير الله للمخلوقات ؛ متاعاً لبني آدم ،
 كما قال الله تعالى : { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{33}.

🔲5- أن الأصل في الأشياء الإباحة والحل .


🔳الفوائد المستخرجة من الآيات [ ٣٤ - ٤٦ ] :🔳

💢1- أن أسماء القيامة أعلام وأوصاف .

💢2- هول القيامة الكبرى؛ لأن الله سماها الطامة .

💢3- ذكر الإنسان لسعيه بعد البعث .

💢4- إثبات الجنة والنار.

💢5- أن الجزاء من جنس العمل .

💢6- إثبات أفعال العباد ، وترتب الثواب والعقاب عليها ،
مما يدل على أن للعبد فعل، ومشيئة، واختيار يؤاخذ عليه، ويثاب عليه .

💢7- كمال عدل الله عز وجل .

💢8- شؤم الطغيان، وإيثار الشهوات.


📗التفسير العقدي لجزء عم📗

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 

هناك تعليق واحد: